بقلم: الدكتور / خالد محمود حسن
باحث طفيليات- معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل بني سويف
طفيل القراد هو طفيل خارجي من العنكبويات مفصليات الأرجل ماص للدم واسع الإنتشار في جميع أنحاء العالم يتطفل علي الحيوانات المختلفة والطيور ويري بالعين المجردة. يسبب القراد أضرار إقتصادية كبيرة في حيوانات المزرعة حيث يؤدي الي نقص في الوزن وانتاج اللبن بالإضافة إلي التأثير الضار المباشرعلي الجلد حيث يتسبب في تلفه.
كما أنه ينقل العديد من الأمراض الفيروسية والبكتيرية مثل مرض الحمي الراجعة ومرض حمي الخنازير الإفريقية وزهري الطيور والريكتسيا وطفيليات الدم مثل البابيزيا والثيليريا. يفرز القراد بعض أنواع السموم (Toxins) لها تأثير عصبي للحيوان ويسبب شلل الأعصاب وهو ما يعرف بشلل الأعصاب (Tick paralysis) كما يسبب هبوط في القلب والجهاز التنفسي وقد تنتهي بنفوق الحيوان.
يوجد نوعان من القراد وهما القراد الصلب والقراد اللين. القراد الصلب له درع كيتيني صلب علي الظهر حيث يغطي كل الظهر في الذكور ويغطي والجزء الأمامي فقط في الإناث حتي يسمح بإنتفاخها وإمتلائها بالدم الذي تمتصه من الحيوان الذي تتطفل عليه. تظهر أجزاء الفم الماصة للدم بارزة للأمام ويصيب حيوانات المزرعة وأيضا القطط والكلاب والقوارض.
أما القراد اللين غطاءه الخارجي يشبه الجلد وناعم الملمس وأجزاء الفم لايمكن رؤيتها من الجزء العلوي للقراد حيث تختفي في الجزء السفلي للقراد. ينقسم القراد اللين إلى نوعين ، النوع الأول هو قراد الأرجس الذي يصيب الطيور والمعروف بإسم الفاش والنوع الثاني هو قراد الأورنيثودورس ويعيش في المناطق الصحراوية والأكواخ ويصيب الإنسان والحيوان مثل الجمال والأبقار والأغنام .
القراد يمكن أن يعيش لفترة طويله تصل إلى سنة دون الحصول على مصدر غذاءه وهو الدم بدون التطفل علي العائل الأساسي له وهو الحيوان حتي يصادف العائل المناسب ليتغذي علي دمه.
تستمر دورة حياة القراد الصلب لمدة تتراوح بين 1 – 2 سنة وتختلف هذه المدة باختلاف النوع وقد تمتد مدة تغذيتها من ساعات إلى أسابيع.
القراد البالغ يتراوح طوله من 2-10 ملم أما اليرقات فتكون في حجم حبه الرمل حوالي ا مليمتر والحوريات حوالي 1-2 ملليمتر.
يرقات القراد لها 3 أزواج من الأرجل بينما الحوريات والأطوار البالغه لها 4 أزواج من الأرجل. يتميز القراد باللون الرمادي أو البني أو الأسود أوالبني المحمر أو المصفر.
تنشط بعض أنواع القراد على مدار السنة على الرغم من وجود أنواع أخرى تفضل الأجواء الدافئة وتكون أكثر نشاطاً في فصلي الربيع والصيف كما يختلف الوقت الذي ينشط فيه القراد خلال اليوم نفسه باختلاف نوعه إذ يكون بعضه نشطاً خلال الصباح الباكر والمساء، والبعض يكون نشطاً خلال النهار.
يتطفل القراد علي الحيوان في الأماكن التي يكون فيها سمك الجلد رقيق لسهوله إختراقه بأجزاء فمه وإمتصاص دم الحيوان مثل منطقه البطن وبين الأرجل وحول جفن العين والأذن وتحت الذيل وحول الضرع والخصيتين. يتسبب إمتصاص الدم من الحيوان في حدوث أنيميا وضعف للحيوان وهزال وتقل مناعته مما يجعله عرضة لمختلف الأمراض الأخري.
طرق المكافحة والوقاية من القراد :
-
الطرق الميكانيكية عن طريق الجمع باليد بعد إرتداء جوانتي طبي واقي ويجب أن يتم ذلك بحرص باستعمال جفت وعدم ترك أجزاء من فم القراد داخل جلد الحيوان حتي لا تتسبب في حدوث عدوي وتكون صديد.
-
حقن الحيوان بعقار الأيفرمكتين ويكرر كل 2-3 شهور.
-
الفحص الدوري للحيوانات للتأكد من خلوها من القراد وأيضا عدم ادخال حيوانات مصابة إلى حظائر التربية إلا بعد عزلها في مكان خاص وفحصها جيداً وعلاج المصاب منها.
-
مكافحة القراد علي الحيوان وأماكن التربية بإستخدام المبيد المناسب والآمن بطريقه الرش أو التغطيس وأيضا يجب رش حظائر التربية وخاصة الشقوق وذلك بإستخدام الطرق الآمنة أثناء الرش وإزالة حاويات الأعلاف والمياه قبل الرش. تستخدم المبيدات الحشرية في مكافحة الحشرات منذ فترة طويلة إلا أن الاستخدام المتكرر لهذه المبيدات لفترات طويلة أدى إلى ظهور صفة المقاومة لهذه الحشرات ضد المبيدات.
-
كما أن المبيدات الحشرية تبقي في البيئة لفترات طويلة ولا تتحلل بسرعة مما يزيد من أثرها السيء علي صحة الإنسان والحيوان علي سبيل المثال لا الحصرعلي الجهاز التنفسي والعصبي والجلد والعين بالإضافة إلي الجهاز المناعي . لذلك يجب التقليل من استخدامها واستخدام الطرق البيولوجية والطبيعية لمكافحة الحشرات وذلك للتقليل من استخدام هذه المبيدات. من أمثلة المبيدات شائعة الإستخدام في المكافحة ضد القراد وأيضاً ضد باقي الحشرات مثل الناموس والبعوض والصراصير هي الدلتامثرين والسيبرمثرين والكلوروبيروفوس.
-
الفيرمونات ( الجاذبات الجنسية) : وهي مواد يتم تحضيرها معملياً وتخلط مع المبيد الحشري وتكون في هيئة ديسكات ويتم لصقها علي جلد الحيوان فينجذب لها ذكور القراد نظراً لوجود الجاذبات الجنسية بها ثم تموت لوجود المبيد الحشري.
-
اللقاحات : تستخدم بعض اللقاحات في مكافحة القراد حيث تدمر هذه اللقاحات الخلايا المبطنة لأمعاء القراد مما ينتج عنها حدوث ثقوب في جدار الأمعاء مما يؤدي إلي موت القراد وإنخفاض معدلات الزيادة في أعداده.
-
يستخدم أيضاً في مكافحة القراد في الطيور تربية الأعداء الطبيعية له مثل الأوز حيث يلتقط القراد الزاحف علي الأرض كما تقوم بعض أنواع من الخنافس في التغذية علي بيض القراد.
-
تستخدم الزيوت النباتية في القضاء علي الحشرات بصفة عامة وذلك لسهولة توفرها ورخص ثمنها كما أنها آمنة وغير سامة للحيوانات ولا تكتسب الحشرات مناعة ضدها بالإضافة إلي خاصية التبخر السريع للزيوت وتحللها بسرعة وعدم تركز أي بقايا سامة منها في البيئة المحيطة مما يجعلها أكثر أماناً علي البيئة وعلي صحة الإنسان والحيوان .