يواجه العاملون بالمعامل خطر التعرض للميكروبات المسببة للأمراض التي تنتقل عبر الدم وذلك عن طريق الإصابة بالجروح الناتجة عن التعامل مع الآلات الحادة أو من جراء تعرض العيون أو الفم للرذاذ أو من تعرض الجلد المصاب للدم ولسوائل الجسم الأخرى وبالإضافة إلى ذلك، فإن المزارع المركزة لأنواع معينة من الميكروبات تزيد من فرصة التعرض للعدوى داخل المعمل وذلك أثناء القيام بعمليات المزارع الثانوية للدم وعمليات المزج والتقليب والطرد المركزي. ومن أمثلة الميكروبات التي تنتقل عن طريق هذه العمليات إلى العاملين بالمعامل المكورات البنية “نيسيريا” المسببة للالتهاب السحائي وميكروب الدرن والبروسيلا و الجمرة الخبيثة (العصوية الخبيثة) والطاعون.
أنواع المعامل التي تتعامل مع المواد المسببة للعدوى
ويمكن تقسيم المواد الخطرة بشكل عام إلى عوامل فيزيائية (كالإبر، والزجاج) وعوامل كيميائية (كالأحماض، والقلويات) و عوامل بيولوجية (كالعينات الإكلينيكية، والمزارع الميكروبية)، التي قد تكون ضارة إذا استخدمت أو تم تداولها بطريقة غير ملائمة.
مستوى الأمان البيولوجي
مستويات الأمان البيولوجي هي عبارة عن مزيج من نشاط المعمل وآلات المعمل الفنية، ومعدات الأمان، وتجهيزات المعمل المناسبة لأداء التجارب (تعتمد على الأخطار المحتملة الناشئة عن الأنواع المختلفة للمواد الخطرة وطبيعة العمل داخل المعمل. ويتضمن مستوى الأمان البيولوجي الأول أقل شروط التحكم صرامة، بينما يتضمن مستوى الأمان البيولوجي الرابع أشدها صرامة.
مستوى الأمان البيولوجي
مستوى الأمان الأول
وهو ملائم عند التعامل مع العوامل الغير مسببة للأمراض بالنسبة للأفراد الأصحاء، والتي تمثل أدنى قدر من الخطورة المحتملة على أفراد المعمل وعلى البيئة.
ولا يعتبر المعمل بالضرورة جزءاً مستقلاً عن مسار الحركة العامة بالمبنى، حيث يدار العمل بوجه عام باستخدام طاولات مكشوفة من أعلى وبمزاولة ممارسات قياسية في مجال الميكروبيولوجي. ولا يتطلب العمل توافر معدات خاصة تعمل على التحكم في التلوث أو تصميم خاص للمبنى.
ويتم تدريب أفراد المعمل على الإجراءات المعمل ية ويناط بأحد العلماء والذي يكون قد تلقى تدريباً عاماً في مجال الميكروبيولوجي أو أي مجال آخر متصل به لمهمة الإشراف على هؤلاء العاملين.
مستوى الأمان الثاني
وهو يشبه مستوى الأمان الأول وهو ملائم للعمل الذي يتطلب التعامل مع العوامل ذات الخطورة المتوسطة على الأفراد وعلى البيئة.
ويختلف هذا المستوى عن مستوى الأمان الأول في عدة أشياء يتميز بها المستوى الثاني وهي:
يتلقى أفراد المعمل تدريباُ خاصاً يمكنهم من التعامل مع العوامل المسببة للأمراض ويتولى علماء أكفاء إدارة العمل في المعمل .
لا يسمح بالدخول إلى المعمل في غير أوقات العمل.
يتم اتباع محاذير مشددة عند التعامل مع الأدوات الحادة الملوثة.
تخصص كبائن الأمان البيولوجي ومعدات التحكم الأخرى للقيام بالإجراءات المعملية التي قد تنشأ عنها أنواع من الرذاذ المتطاير المعدي وهذا هو مستوى الأمان الذي يصمم على أساسه أداء معظم معامل الميكروبيولوجي.
مستوى الأمان الثالث
يطبق في المنشآت الإكلينيكية والمنشآت التي تعمل في مجالات التشخيص أو التعليم أو البحث أو الإنتاج والتي تتطلب طبيعة العمل بها التعامل مع عوامل سواء (داخلية أو خارجية) قد تؤدى عند التعرض لها عن طريق الاستنشاق إلى الإصابة بأمراض خطيرة أو أمراض قد تودي بحياة الإنسان.
ويعمل هذا المستوى الأمني على توفير ما يلي:
تدريب العاملون بالمعمل تدريباً خاصاً يمكنهم من التعامل مع العوامل المسببة للأمراض و التي قد تودى بحياة الإنسان، ويقوم بالإشراف على العمل علماء أكفاء مدربون على التعامل مع هذه العوامل.
جميع الإجراءات المعملية التي تتطلب التعامل مع الأدوات الناقلة للعدوى تتم داخل كبائن الأمان البيولوجي أو باستخدام أجهزة التحكم الأخرى أو يباشرها أفراد يرتدون ملابس ومعدات الحماية الشخصية الملائمة.
ويتسم المعمل بأسس خاصة في تصميمه وهندسته.
مستوى الأمان الرابع
وهو مطلوب في التعامل مع العوامل الخطرة والخارجية والتي تشكل درجة عالية من المخاطرة بإصابة الأفراد بالعدوى التي ينقلها الرذاذ المتطاير في المعمل أو بالأمراض التي تهدد حياة الأفراد.
يقوم مستوى الأمان الرابع بالتعامل مع مسببات الأمراض التي يشتبه في انطباق معايير مستوى الأمان البيولوجي الرابع عليها وذلك لحين توافر المعلومات الكافية عنها، والتي إما أن تؤيد استمرار العمل بهذا المستوى، وإما أن تعدل التعامل معها باستخدام مستوى أمان أقل.
يتلقى أفراد المعمل تدريباً خاصاً وشاملاً على كيفية التعامل مع العوامل المعدية شديدة الخطورة، كما يجب أن يكونوا على دارية بإجراءات الاحتواء الأولي والثانوي للتحكم في الممارسات العملية القياسية والخاصة، وبمعدات التحكم وبخصائص تصميم المعمل .
الميكروبات المنقولة عن طريق الدم
هي عبارة عن الميكروبات التي توجد في دم الإنسان، وأنسجته أو السوائل، والتي قد تسبب المرض للإنسان، وتشمل هذه الأجسام المسببة للمرض “على سبيل المثال لا الحصر”، فيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع (بي)، وفيروس التهاب الكبد من النوع (سي)، وفيروس العوز المناعي البشري (الإيدز).
الاحتواء
ويقصد به استخدام الطرق الآمنة للتعامل مع مسببات العدوى في محيط المعمل حيث يتم استلامها والاحتفاظ بها. إن الغرض من الاحتواء هو التقليل أو القضاء على تعرض العاملين داخل المعمل والأشخاص الآخرين والبيئة للعوامل الخطرة المحتملة. ويعد وعاء أمان الطرد المركزي أحد نماذج الاحتواء، وهو عبارة عن وعاء مغلق يمنع تسرب الرذاذ المتطاير أثناء عملية الطرد المركزي.
إزالة الملوثات
تعتبر عملية إزالة الملوثات بمثابة خطوة يتعين القيام بها بانتظام، وتنطوي على القضاء على العوامل البكتيرية في المعامل الميكروبيولوجية وإيقاف تأثيرها وذلك للعمل على حماية العاملين في المعمل ومنع تلوث الإجراءات المعملية (المختبرية).
التطهير
وهو عبارة عن استخدام العوامل المضادة للميكروبات على الأشياء الجامدة (غير الحية) كأسطح العمل والمعدات….. الخ، للقضاء على جميع الميكروبات التي تمثل خطراً محتملاً للبشر أو التي تهدد سلامة التجربة.
خطة الأمان البيولوجي للمعمل
هو وثيقة مكتوبةّ مسجل بها الأخطار التي يمكن التعرض لها وجميع الإجراءات والمعدات والإنشاءات المطلوبة للحد أو التقليل من نسبة تعرض العاملين في المعمل للعوامل المسببة للعدوى أو المواد الحيوية الخطرة.
توصيات وإرشادات عامة متعلقة بالمعمل
إجراءات عامة للأمان البيولوجي
يجب أن تعامل جميع المواد الناتجة عن جسم الإنسان مثل الدم، والسوائل الأخرى، والأنسجة كمصادر محتملة لنقل العدوى.
ولابد من استخدام الماصات الميكانيكية، وليست الماصات عن طريق الفم، لمعالجة جميع السوائل في المعمل .
يجب تجنب الإجراءات التي ينتج عنها تطاير للرذاذ مثل عمليات إيقاف نشاط البكتيريا عن طريق الموجات الصوتية، وعمليات الخلط، أو الغسيل،…. الخ في المعامل المفتوحة.
لابد أن يتم إجراء أي عملية طرد مركزي في أنابيب محكمة السداد داخل جهاز طرد مركزي محكم الإغلاق.
يجب أن يتم إبلاغ طبيب الأمان فور وقوع أي حوادث أثناء التعامل مع مواد حيوية، وخصوصاً حالات الوخز بالأدوات الحادة أو السوائل المتطايرة على الوجه وكقاعدة، فإن المواضع المصابة لابد أن يتم غسلها جيداً بالماء الجاري.
يحظر تناول الطعام أو الشراب أو التدخين أو الاحتفاظ بأي طعام أو شراب في المعمل أوفي أي من المناطق المحددة.
يجب وضع علامة ” خطر بيولوجي ” على مدخل المعمل وقت استخدام العوامل المسببة للأمراض بالإضافة إلى لصق هذه العلامة – إن أمكن – على صواني النقل والثلاجات والمعدات الأخرى المستخدمة في حفظ المواد الحيوية الخطرة.
نظافة اليدين
يجب غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون وذلك بعد إتمام الأنشطة المعملية أو بعد خلع الملابس الوقائية وقبل مغادرة المعمل ، ولا يوجد دليل على ضرورة استعمال أفراد المعمل للصابون المطهر في غسل الأيدي المعتاد.
يجب غسل الأيدي بصورة فورية بعد التلوث بالدم أو السوائل الأخرى التي يخرجها الجسم .
المعدات الوقائية للعاملين في المعمل
ملابس ومعاطف المعمل : يجب ارتداء ملابس ومعاطف المعمل وذلك عند دخول المعمل ويجب خلعها عند مغادرته.
وقاية الوجه: تستخدم النظارات الواقية وواقيات الوجه والأقنعة للوقاية من خطر تعرض الوجه المحتمل للذرات والرذاذ المتطاير من مواد خطيرة أو معدية عندما يتعين التعامل مع الميكروبات خارج كبائن الأمان البيولوجي.
القفازات ذات الاستخدام الأحادي (النبوذة): يجب ارتدائها لتجنب تعرض الجلد للدم أو السوائل الأخرى أو الأسطح أو المواد أو الأدوات التي تعرضت لمثل هذه السوائل، ويجب نزع القفازات بعد إنهاء المهام المعملية أو عند استخدام التليفون أو عند القيام بأي عمل مكتبي.
يجب ارتداء القفازات عند الحاجة لملامسة المواد الناقلة للعدوى والأسطح أو المعدات الملوثة.
ويفضل ارتداء زوجين من القفازات.
يتم التخلص من القفازات عندما تتلوث بشكل واضح، ويجب نزعها عند الانتهاء من العمل بالتعامل مع المواد المعدية أو عندما يحدث ثقب بالقفاز.
لا يجوز غسل القفازات التي يتم التخلص منها بعد الاستخدام ولا إعادة استخدامها ولا استعمالها في ملامسة الأسطح النظيفة (لوحات مفاتيح الكمبيوتر – التليفونات …إلخ) ولا يسمح بارتدائها خارج المعمل .
