بقلم: الدكتورة / نسرين فؤاد انور عطوة – باحث اول (باثولوجي)
معهد بحوث الصحه الحيوانيه- المعمل الفرعي باسوان
بقلم :الدكتورة / دينا محمد وحيد شيبة الحمد إبراهيم
باحث اول (أمراض الدواجن)
معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل فرعى قنا
تجتاج مزارع الدواجن من وقت لأخر(خاصة دجاج التسمين) ظاهرة التقزمStunting Syndrom حيث توقف النمو في الدجاج ، ويعزي أصحاب تلك المزارع السبب في أحداث تلك الظاهرة إلي الإصابة بفيروس الريووتتسبب هذه الظاهرة في إحداث خسائر اقتصاديه كبيرة للمربين خاصة ولصناعة الدواجن عامة .
فيروس الريو
إن تلك الظاهرة أكثر ظهورا في دجاج التسمين (الأمهات – البداري) عنها في الدجاج البياض، أي أنها مرتبطة بسلاله بعينها، نظرا لأن دجاج التسمين تم انتخابه وراثيا بأن يعطي أعلي وزن في أقل عمر.
أن أمهات دجاج التسمين يتم تحصينها بلقاح فيروس الريو قبل بدء إنتاجها، وعليه فأن الكتاكيت الناتجة عن تلك الأمهات لديها أجسام مضادة لهذا الفيروس؛ تحميها من الإصابة لفترة من عمرها.
أن كثيرا من الباحثين أثبتوا (بالتجارب المعملية والعدوى الاصطناعية) أن فيروس الريو هو المسئول الأول عن تلك الظاهرة، وان هناك فيروسات أخرى وبكتيريا وظروف غير ملائمة وراء أحداث تلك الظاهرة بالاشتراك مع فيروس الريو.
التعريف لفيروس الريو
ينتمي فيروس الريو إلى عائلة الريو فيروسReoviridae) ) وجنس أورثوريو (Orthoreovirus) يتميز بجينوم مكون من حامض نووى RNA مزدوج الشريط، ويتكون من عشر قطع محاطة بغلاف بروتيني غير مغلف. هذا التكوين الجزيئي يُمكن الفيروس من مقاومة الظروف البيئية القاسية مثل الحرارة والجفاف.
تصنيف الفيروسات:
يوجد العديد من العترات المختلفة لفيروس الريو، بعضها يسبب أعراضًا خفيفة بينما الآخر يكون أكثر ضراوة. تشمل العترات الضارة تلك التي ترتبط بأمراض التهاب الأمعاء والتهاب المفاصل.
الخسائر الاقتصادية الناتجة عن فيروسات الريو
يمكن ان تسبب الاصابة بفيروسات الريو خسائر اقتصادية فادحة في قطاع الدواجن تتمثل بما يلي:
1- ارتفاع معدلات النفوق.
2- انخفاض معدل التحويل العلفي و الزياده الوزنية.
3- انعدام تجانس القطيع.
4- التهاب المفاصل و الاوتار الذي يسبب تشوه الذبيحة. وفقدان قيمتها التسويقية
مقالات متعلقة
الليكوبين: المصادر وصحة الانسان
دور الأعشاب الطبية والعطرية فى تغذية ووقاية الحيوانات من الأمراض
متبقيات المضادات الحيوية في الالبان ومنتجاتها
أستاذ تربية يكشف تأثير إضافات الأعلاف العشبية في زيادة إنتاج المواشي للحوم والألبان
قابلية الطيور للاصابة و انتشار المرض
تظهر أمراض الريو في جميع أنحاء العالم و قد لوحظ ظهور هذه الأمراض بشكل أساسي لدى دجاج اللحم و الرومي و قد عزلت الفيروسات من طيور اللحم والرومي السليمة من الناحية الظاهرية.
طرق انتقال العدوي:
يُعد فيروس الريو سريع الانتشار بين قطعان دجاج التسمين. تشمل طرق انتقال العدوى:
-
الانتقال الرأسي: ينتقل الفيروس من الأمهات المصابة إلى الكتاكيت عبر البيض وهذا النوع من العدوى يُعد سببًا رئيسيًا للإصابات المبكرة.
-
الانتقال الأفقي: يحدث عن طريق ملامسة الطيور السليمة للطيور المصابة ويمكن أن تنتقل العدوى عبر الماء، العلف، الأدوات الملوثة، وحتى الهواء.
-
الناقلات البيئية:
-
يتميز الفيروس بقدرته على البقاء لفترات طويلة في البيئة، مما يزيد من خطر العدوى إذا لم يتم تطبيق بروتوكولات تنظيف وتطهيرصارمة.
-
الأعراض الظاهرية:
– تبدأ بأعراض مرضيه في صورة إسهال عند عمر 3-6 أيام من عمر الكتكوت والرغبة في التقاط الزرق للتغذية بدلا من العلف نتيجة خلل في إفراز الأنزيمات الخاصة بالتمثيل الغذائي ، وهذه الأعراض يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة الفيروسية أو البكتيريا، أو نتيجة خلل في الحرارة أو التهوية أثناء التحصين.
– يصبح الكتكوت المصاب ذا شكل مميز في وقفته (مكور كالكوره) Spherical profile وفي اليوم السابع تظهر الكتاكيت وكأنها لم تصب بشيء، وتبدو نشيطه ولديها رغبه في تناول العلف بشراهة،وبعد مرور أسبوع آخر يظهر الفارق في النمو بين تلك الأفراد المصابة والأخرى السليمة، وبدء ظهور الغذاء (العلف) الذي لم يتم هضمه مع زرق الأفراد المصابه وتلك الحالة تعرف بسوء الهضم Maldigestion syndrome، وتظهر كذالك ظاهرة (الترييش غير الطبيعي (وهو ما يعرف بمرض الهليكوبتر (( Helicopter disease حيث يشبه ريش الطائر الطائرة الهليكوبتر.

صورة توضح ظاهرة التريش غير الطبيعى(مرض هليكوبتر)
صورة توضح التقزم (Stunting syndrom)
– بعض الطيور المصابة يستمر في النمو، ولكن بوزن وحجم أقل من السليم، ويعرف بالكتكوت القزم Stunt chick أما الأفراد التي ليس لديها استجابة للنمو(توقف النمو) تعرف ب Runting syndrome عند4 أسابيع من العمر ،حيث تظهر أفراد شاحبة اللون (عدم وجود اللون الأصفر المميز للمنقار والأرجل) وتعرف بظاهرة شحوب الطيور pale bird syndrome نتيجة لعدم قدرة الطائر علي هضم الغذاء، خاصة الذرة الصفراء التي تحتوي علي مادة الكاروتين ، المسئولة عن اللون الأصفر للمنقار والأرجل.
– تظهر علي الأفراد المصابة عند عمر 4- 5 أسابيع سهولة كسر عظام الأرجل(ظاهرة هشاشة العظام ) Brittle bone disease ، وتنكرز رأس عظمة الفخذ Femoral head necrosis نتيجة الخلل في عملية التمثيل الغذائي، مما يسهل معها عملية الكسر قرب عملية رأس العظمه.
– التهاب المفاصل الفيروسي (: (Civeral Arthritis or tenosynovitis
المسبب الرئيسي : عدوي فيروس الريو، وهي ظاهره تصيب مفاصل الأرجل لأمهات وبداري التسمين، وتضخم التهاب الأربطة (يمكن أن تحدث نتيجة إصابة بكتيرية والميكوبلازما إلي جانب الإصابة الفيروسية) حيث تظهر أعراض العرج علي الدجاج المصاب ،مع وجود ورم في المفصل المصاب ،وألم مكان الإصابة يجعل الطائر كمن يقفز في حركته، ويفضل الجلوس علي ركبتيه، هذا بالإضافة إلي ظهور حالات مصابه بالتهاب عضلة القلب Myocarditis والتهاب الكبد Hepatitis .
صورة توضح توقف الطيور عن النمو (ٌ(Runting syndrom
التهاب المفاصل الفيروسي (tenosynovitis)
تفسير حدوث المرض :
وجد أن البنكرياس (الغدة المسئول عن إفراز الأنزيمات الخاصة بهضم الطعام) هو العضو المسئول؛ حيث وجد بالفحص النسيجي الميكروسكوبي للبنكرياس من دجاج مصاب بالتقزم في مراحله المختلفة – انسداد القنوات البنكرياسية (التي تمر من خلالها إنزيمات الهضم) واضمحلال الخلايا المكونة لنسيج البنكرياس مما ينتج عنه سوء هضم Maldigestion كما أن عملية استمرار الطائر في النمو تتوقف علي مدي إصابة وانسداد القنوات البنكرياسية. حيث إن الإصابة البسيطة للبنكرياس، وإعادة تجديد الخلايا المصابة- يأخذ له مدي أسبوعين، يعود بعدهما الطائر لسابق نموه (ولكن متأخر عن الأفراد السليمة) أما الإصابة الشديدة لتلك القنوات البنكرياسية فينتج عنها توقف الطائر عن النمو لفترة أطول؛ إلي أن يتمكن الطائر من أيجاد قنوات بنكرياسية جديدة ، تعمل علي مرور الإنزيمات الهاضمة للغذاء، ينتج عن ذالك أفراد متقزمه أقل واصغر حجما من الأفراد السليمه.
كما يحدث أيضا وجود التهاب وتورم في المعدة المغذية Proventriculitis، مما ينتج عنه عدم القدرة علي خلط وطحن وتكسير مكونات العلف.
صورة توضح التهاب وتورم في المعدة المغذية Proventriculitis
التشخيص
يتطلب التشخيص الدقيق لفيروس الريو مزيجًا من الفحص الظاهرى والفحوص المعملية.
الفحص الظاهرى:
تحليل الأعراض الظاهرة مثل التهاب المفاصل والإسهال وضعف النمو.
الفحوص المعملية:
– العزل الفيروسي: يتم عزل الفيروس من الأنسجة المصابة مثل المفاصل أو الأمعاء
– PCR :تقنية تُستخدم لتحديد الحمض النووي بدقة عالية
– اختبارات ELISA للكشف عن الأجسام المضادة في السيرم.
الفحص الباثولوجي:
دراسة الأنسجة المصابة للكشف عن التغيرات المرضية التي يسببها الفيروس.
الوقاية والعلاج:
1- الحصول علي كتاكيت من أمهات سبق تحصينها بلقاح فيروس الريو ولقاح الجمبورو قبل دخولها في أنتاج البيض وقياس المناعة الأمية لدي الكتاكيت ولقطيع الأمهات؛ للوقوف علي مدي سلامتها إذا ما تعرضت للإصابة بأي من هذه الفيروسات أثناء التربية (فترة التحصين الأولي)
2- استعمال المطهرات ذات الكفاءة العالية في تطهير عنابر دجاج التسمين، وإتباع تعليمات الرعاية الصحية أثناء تحصين الكتاكيت.
3- فحص الأعلاف ومكوناتها دوريا؛للتأكد من خلوها من السموم الفطرية،وإضافة مضادات فطريه وخلطها مع العلف، وإضافة مضادات السموم الفطرية للعلف والماء.
4- التشخيص المبكر للحالة، عن طريق إرسال عينات للفحص المعملي عند بدء ظهور الحالة؛ لمعرفة السبب وعلاجه فورا.
5- عزل الأفراد المصابة أول بأول، مع التخلص من الأفراد ذوي الإصابة الشديدة (بإعدامها).
6- عند نزول أعراض الإسهال (النزلة المعوية) علي الطيور يتم تقديم وإضافة الفيتامينات للأعلاف والماء، خاصة فيتامينات ا،د،3،ب المركب.
7- إضافة مضادات الكوسيديا للعلف، والتأكد من جفاف الفرشة، والتأكد من عدم إصابة الكتاكيت بالكوكسيديا بالفحص الدوري للأفراد النافقة.
8- يفضل تحصين كتاكيت الأمهات بلقاح فيروس الريو عند عمر 6أيام (الجرعة الأولي) بدلا من إعطائها في عمر يوم (مع لقاح الماريك) وذلك للحصول علي أجسام مناعية بصوره جيده مع أعمارها الأولي.
9- إتباع نظام دخول وخروج الكتاكيت فى نفس الوقت All-out&All-in في بيوت تربية دجاج التسمين.
10- استعمال بيض مخصب للتفريخ ناتج من أمهات غير مصابه بالريو
تأثير الفيروس على الإنتاج
خسائر مباشرة: انخفاض الأنتاجية نتيجة تأخر النمو.
خسائر غير مباشرة:
– زيادة تكاليف العلاج والرعاية البيطرية.
– انخفاض جودة المنتج النهائي بسبب الضمور العضلي والتهابات المفاصل.
الاستراتيجيات المستقبلية للسيطرة على المرض
من أجل السيطرة على فيروس الريو في صناعة الدواجن، يجب التركيز على:
-
تطوير لقاحات أكثر فعالية تشمل جميع العترات الضارية المنتشرة فى المزارع.
-
تطبيق تقنيات التشخيص المبكر لتقليل انتشار العدوى.