بقلم: الدكتور/ ناريمان عبدالهادي حلمي عبدالهادي
باحث صحة أغذية – معمل بنها – معهد بحوث الصحة الحيوانية
مما لاشك فيه أن تناول اللحوم أمر ضروري للغاية لجسم الإنسان، وذلك لأنها تحتوي على عناصر ضرورية يحتاجها الجسم في إتمام الكثير من العمليات الحيوية.
فقد يضر الجسم عدم إتباع نظام غذائي صحي متوازن حيث يعتبر إستهلاك المنتجات الحيوانية كاللحوم والبيض والالبان في النظام الغذائي أمر ضروري لما تحتويه من بروتينات وفيتامينات و ومعادن ضروريه للعمليات الحيويه في جسم الانسان والتي تؤدي نقصانها الي مشاكل صحيه عديدة اهمها الانيميا التي تؤثر سلبا علي الانشطه الحيويه التي يقوم بها الكائن الحي
وهذا لا يمنع من الاستمتاع بنكهة الطعام غير التمتع بالشكل الذي يثير المراكز الحسية في المخ وهذا ما يدعو كثير من الشركات لاستخدام المواد الحافظة التي تحافظ علي صلاحية منتجات اللحوم وتطيل العمر الافتراضي له غير اللون الاحمر الجذاب الاساسي للحوم
مثل هذه الاضافات مادة نترات الصوديوم التي تضاف علي مصنعات اللحوم كالبرجر حتي يحظي بلون مميز غير فعاليته في الحفاظ علي المنتج من البكتريا الضارة التي تسبب فساده ولكن بالرغم من هذه المميزات الا ان له تاثير خطير عند تأكسدة الي نيتروزامين طريق التفاعل بين النترات أو النتريت وبعض الأمينات التي تم إثبات خصائصها المسببة للطفرات والمسرطنات وهذا ما دفع المنتجين الي استخدام بدائل طبيعية تتمتع بصفات مميزة تضاف للمنتجات مثل تحسين اللون واطالة الصلاحية وفي نفس الاونه تكون خالية من اضرار المواد الصناعيه المضافه . مثل هذه المواد هي مادة الليكوبين
ما هو الليكوبين؟
الليكوبين مادة كيميائية طبيعية لها خصائص مضادة للأكسدة وتعطي لونًا أحمر للفاكهة والخضروات. إنه واحد من عدد من الأصباغ تسمى الكاروتينات.و يوجد اللايكوبين في الغالب في الطماطم والبرتقال الأحمر والبطيخ والجريب فروت الوردي والمشمش والورد والجوافة.
في أمريكا الشمالية ، يأتي 85٪ من الليكوبين الغذائي من منتجات الطماطم مثل الكاتشب أو عصير الطماطم أو الصلصة أو المعجون ، وتحتوي الطماطم الطازجة على ما بين 4 مجم و 10 مجم من اللايكوبين ، بينما يوفر كوب (240 مل) من عصير الطماطم ما يقرب من 20 ملغ من الليكوبين.
إن معالجة الطماطم النيئة بالحرارة (عند صنع عصير الطماطم أو معجون الطماطم أو كاتشب الطماطم) يؤدي في الواقع إلى تغيير مادة الليكوبين في المنتج الخام إلى شكل يسهل على الجسم استخدامه غير فوائده الصحية التي تتراوح من صحة القلب إلى الوقاية من أنواع معينة من السرطان.
خاصية مضادات الأكسدة القوية
الليكوبين هو أحد مضادات الأكسدة في عائلة الكاروتينات التي تحمي الجسم من الأضرار التي تسببها المركبات المعروفة باسم الجذور الحرة عندما تتجاوز مستوى مضادات الأكسدة ،و يمكن أن يحدث الإجهاد التأكسدي مع الاصابة ببعض الامراض المزمنه ، مثل السرطان والسكري وأمراض القلب ومرض الزهايمر
وقد اظهرت الأبحاث أن الخصائص المضادة للأكسدة في الليكوبين يمكن أن تساعد في الحفاظ على توازن مستويات الجذور الحرة وحماية الجسم من بعض هذه الحالات
حيث أنه قد يبطئ تطور بعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي والبروستاتا عن طريق الحد من نمو الورم.
وبعد اجراء عدة تجارب كان الرجال الذين تناولوا حصتين على الأقل من صلصة الطماطم الغنية بالليكوبين أسبوعيًا أقل عرضة بنسبة 30٪ للإصابة بسرطان البروستاتا من الرجال الذين تناولوا أقل من حصة واحدة من صلصة الطماطم شهريًا. ومع ذلك ، فقد وجدت مراجعة حديثة لـ 26 دراسة نتائج أكثر اعتدالًا. ربط الباحثون تناول كميات كبيرة من الليكوبين بانخفاض احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 9٪. يبدو أن تناول 9-21 مجم يوميًا هو الأكثر فائدة . . بالإضافة إلى ذلك ، تُظهر أنابيب الاختبار والدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الليكوبين يمكن أن يحمي الجسم من المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والغلوتامات أحادية الصوديوم
الليكوبين وهرمون التستوستيرون
تشير الدلائل إلى أن تناول الطماطم أو الليكوبين قد يعدل إنتاج هرمون التستوستيرون ، وتركيزات المصل ، والتمثيل الغذائي.
تعزيز صحة القلب
يساعد اللايكوبين أيضًا في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب أو الوفاة المبكرة. هذا جزئيًا لأنه قد يقلل من عوامل الخطر لأمراض القلب. وبشكل أكثر تحديدًا ، يمكن أن يقلل ضرر الجذور الحرة ومستويات الكوليسترول الكلي و “الضار” ، ويزيد من مستويات الكوليسترول الحميد “الجيد”.
على مدار 10 سنوات ، لاحظ الباحثون أن الأفراد المصابين بمرض التمثيل الغذائي والذين لديهم أعلى مستويات اللايكوبين في الدم لديهم خطر أقل بنسبة 39٪ للوفاة المبكرة ، وفي دراسة أخرى ، ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب
فوائد أخري لمادة الليكوبين
قد يقدم الليكوبين أيضًا مجموعة من الفوائد الصحية الأخرى – تشمل أكثرها بحثًا ما يلي:
البصر
قد يمنع الليكوبين تكوين الساد ويقلل من خطر الإصابة بالتنكس البقعي ، وهو السبب الرئيسي للعمى لدى كبار السن.
الاحساس بالالم
قد يساعد اللايكوبين في تقليل آلام الأعصاب وتلف الأنسجة.
العقل
يحتوي اللايكوبين على خصائص مضادة للأكسدةالتي ممكن أن تساعد في منع النوبات وفقدان الذاكرة التي تعاني منها الأمراض المرتبطة بالعمر ، مثل الزهايمر.
العظام
قد يؤدي العمل المضاد للأكسدة للليكوبين إلى إبطاء موت خلايا العظام ، وتقوية بنيته والمساعدة في الحفاظ على العظام قوية وصحية
ضغط الدم
أظهرت العديد من الأبحاث أن تناول الليكوبين يوميًا لمدة 8 أسابيع قد يقلل من ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم..
الاحتياطات مع تناول الليكوبين
يعتبر الليكوبين آمنًا للجميع.ولكن تناول كميات زائدة من الليكوبين يؤدي الي حالة تسمي لايكوبيميا، وهي تلون الجلد باللون البرتقالي أو الأحمر. الحالة نفسها غير ضارة وتختفي عن طريق تناول نظام غذائي أقل من الليكوبين
ولكن برغم ذلك لابد من الاخذ بالاعتبار ان كل ما هو مسموح وامن لابد من عدم الاكثار من تناوله فعلى الرغم من كون اللايكوبين آمنًا على الأرجح أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية عند تناوله بكميات شائعة في الطعام. ومع ذلك ، قد يكون الليكوبين غير آمن عند استخدامه كمكمل أثناء الحمل.
في أحد الأبحاث ، باستخدام مكمل الليكوبين المحدد 2 ملغ يوميًا ، بدءًا من 12 إلى 20 أسبوعًا من الحمل واستمر حتى الولادة ، زاد معدل الولادات المبكرة والرضع منخفضي الوزن عند الولادة. لكن هذه المشاكل لم تظهر في دراسة أخرى باستخدام نفس مكمل الليكوبين.بينما سلامة مكملات الليكوبين أثناء الرضاعة الطبيعية غير معروفة جيدًا.
إذا كنت حاملاً أو مرضعة، فتجنبي استخدام الليكوبين بكميات أكبر من تلك الموجودة عادة في الأطعمة.
لذا ايضا اثناء الجراحة وجد انه قد يبطئ الليكوبين تخثر الدم. فقد يزيد من خطر النزيف أثناء الجراحة وبعدها يجب التوقف عن استخدام مكملات الليكوبين قبل أسبوعين على الأقل من موعد الجراحة.
الأطعمة الغنية بالليكوبين
بشكل عام ، تحتوي الأطعمة الطبيعية ذات اللون الوردي الغني إلى الأحمر على بعض الليكوبين.
تعد الطماطم أكبر مصدر للغذاء ، وكلما نضجت الطماطم زادت نسبة الليكوبين التي تحتوي عليها. ولكن يمكنك أيضًا العثور على هذه المغذيات في مجموعة متنوعة من الأطعمة الأخرى. فيما يلي قائمة بالأطعمة التي تحتوي على أكبر نسبة من اللايكوبين لكل 100 جرام
-
الطماطم المجففة بالشمس: 45.9 ملغ
-
الطماطم المهروسة: 21.8 ملغ
-
جوافة: 5.2 ملجم
-
الطماطم الطازجة: 3.0 ملغ
-
الطماطم المعلبة: 2.7 ملغ
-
البابايا: 1.8 مجم
-
الجريب فروت الوردي: 1.1 ملغ
-
فلفل أحمر حلو مطبوخ: 0.5 ملغ
