بقلم: الدكتور/ إسراء جابر حفني
باحث أول – معمل الفيوم – وزارة الزراعة – مركز البحوث الزراعية- معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل بحوث الصحة الحيوانية بالفيوم
يقصد بتغير المناخ التحولات طويلة الأجل التي تحدث درجات الحرارة وأنماط الطقس.
قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية ولكن منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، أصبح السبب الرئيس لتغير المناخ هو الأنشطة البشرية ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز فضلا عن مصادر التلوث الأخرى.
تتضمن التغيرات المناخية ارتفاعًا في درجات الحرارة العالمية، وتغيرات في نمط الأمطار والعواصف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتآكل التنوع البيولوجي، وتأثيرات سلبية على النظم البيئية والأنواع الحيوانية والنباتية المختلفة. كما تتسبب التغيرات المناخية في تغيرات في الأنماط الاقتصادية والاجتماعية، وتؤثر على قطاعات مثل الزراعة والصناعة والصحة والثروة السمكية.
لذلك من المهم أن ندرك أن التغيرات المناخية ليست مشكلة تؤثر على المستقبل فقط، بل إنها تؤثر بالفعل على حياتنا والبيئة التي نعيش فيها.
ولذا، يجب اتخاذ إجراءات جادة وفعالة للتكيف مع التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية والحد من تأثيراتها السلبية على النظام البيئي وبالتبعية على العديد من القطاعات، بما في ذلك الثروة الداجنة والسمكية والحيوانية.
يتطلب فهم هذا التأثير وتبني استراتيجيات مناسبة للتكيف معه لضمان استمرارية هذه القطاعات الحيوية
أهم مسببات التغير المناخي :
1- الإنبعاثات الغازية الناتجة عن العديد من الصناعات مثل صناعة الأسمدة و مواد البناء و السيراميك والبطاريات و المبيدات و توليد الطاقة من الوقود الإحفوري سواء كان سائل او غازي وايضا
الإنبعاثات الغازية الناتجه عن عوادم المركبات بمختلف أنواعها والاخري الناتجه عن حرق المخلفات.
2- تراكم المواد البلاستيكية في مياة البحار و المحيطات نتيجه تراكم المخلفات السائلة و الصلبة الناتجه عن الأنشطة البشرية في البيئة البرية و البحرية .
3- الإزالة الجائرة للغابات بغرض التنمية الزراعية او السياحية يؤدي لتغيرات سلبية على المناخ و أهم مثال على ذلك هو أزالة اجزاء من غابات الأمازون في البرازيل والتي يطلق عليها رئة العالم.
4ِ- التلوث الإشعاعي الناتج عن الأنشطة الصناعية والحربية و عن المفاعلات النووية المولدة للطاقة يؤدي لنتائج بيئية خطيرة ولعل كارثة مفاعل تشرنوبل عام 1986 ومن قبلها قنبلتي هيروشيما و ناجازاكي في الحرب العالمية الثانية هي الأبرز و الأخطر في التاريخ البشري.
5- التلوث الكهرومغناطيسي الناتج عن أبراج شبكات التليفون المحمول و استخدام الهواتف النقاله يؤدي لأضرار صحية متعدده يمكن الحديث عنها بإسهاب في موضوع مستقل.
6- التلوث الحراري للمياة الناتج عن استخدام بعض مياة الأنهار و البحيرات في عمليات التبريد في المصانع مما يؤدي لارتفاع درجات حرارة المياة في تلك الأنهار و البحيرات بشكل يؤدي لاختلال التوازن البيئي يلحق الأذي بالعديد من الكائنات الحية التي تعيش فيه.
تأثير التغيرات المناخية على إنتاجية الثروة الحيوانية:
واحدة من القطاعات الحيوية التي تتأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية هي انتاج الثروة الحيوانية بما في ذلك انتاج اللحوم والالبان:
-
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغيرات نمط الأمطارإلى تأثير على نمو وتغذية الحيوانات المرباة. ففي المناطق ذات الاحتباس الحراري المرتفع، يمكن أن يؤدي الحرارة المفرطة إلى تقليل معدلات النمو والإنتاجية لدى الحيوانات.
-
قد تزيد التغيرات المناخية من انتشار بعض الأمراض التيتؤثر على الحيوانات المرباة. يمكن أن تزيد الظروف المناخية الرطبة من انتشار الأمراضالمعدية، مما يؤدي إلى نقص في الإنتاج وفقدان الحيوانات.
-
يعتمد إنتاج الألبان بشكل كبير على توافر العلفالنباتي الجيد. قد تؤدي التغيرات المناخية إلى تقليل نمو الأعشاب والأعلاف، مما يؤثر على إنتاجية الحيوانات المرباة وجودة الحليب.
3- يؤثر التغير المناخي إلى تأثيرات على جودة الحليب، مثل زيادة نسبة الدهون أو البروتين فيه، وهذا يمكن أن يؤثر على قيمته الغذائية واستخداماته المختلفة
-
انتشار بعض الأمراض التيتؤثر على الحيوانات المرباة وبالتالي تؤثر على جودة الحليب المنتج
-
قد يزيد ظهور الأمراضالمعدية والطفيلية نتيجة للتغيرات في التوازن البيئي والظروف المناخية.
-
ارتفاع درجات الحرارة يؤثر بالسلب على الأجهزة الحيوية للحيوان مما ينتج عنه زيادة معدلات النفوق خاصة في مزارع الدواجن.
كما يؤدي الي قلة استهلاك العلف مما ينتج عنه حتما قلة الإنتاج سواء كان لحم او البان أو بيض بما يؤدي لخسائر اقتصاديه فادحه.
-
يؤدي الارتفاع المستمر في درجات الحرارة إلى إجهاد الدواجن، خاصة
الدواجن اللاحمة، ويؤثر على إنتاجيتها ونموها
-
. قد يتسبب ارتفاع درجات الحرارة أيضاالي زيادة معدل الوفيات بين الدواجن وتقليل معدل التفريخ ونسبة البيض المفقود والي انتشار بعض الأمراض التيتؤثر على الدواجن.
-
درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة المرتفعة قد تخلق بيئة مواتية لانتشار العديد من الأمراض الفيروسية والبكتيرية والفطرية. يمكن أن تتسبب هذه الأمراض
في زيادة معدل الوفيات وتقليل نمو الدواجن وإنتاجية البيض