بقلم: الدكتورة / غاده صبحى عبد الحميد
باحث – وحده السيرولوجى – معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية
إسهال العجول ( أسبابة -أعراضة – العلاج وطرق الوقاية) الإسهال فى العجول الرضيعة من أهم المشكلات التي تواجه المربين لانها تؤدي إلى زيادة معدلات النفوق وارتفاع تكاليف العلاج الباهظة و ضعف الحالة الصحية و تأخر النمو عند العجول الرضيعة وهذا يتسبب في خسائر اقتصادية عالية.
أولا: أسباب الاسهال في العجول الصغيرة:
تنقسم الأسباب المؤدية للإسهال فى العجول الرضيعة لقسمين، فهناك أسباب مباشرة و هي الميكروبات المسؤولة عن التهابات الجهاز الهضمي، و هناك أسباب غير مباشرة تساعد على ظهور و انتشار العوامل الممرضة من فيروسات و بكتيريا.
1-أسباب غير معدية:
– 1 إعطاء السرسوب بكميات كبيرة في الأيام الثلاثة الأولي وفي حالة عدم تناول السرسوب و تناول بدائل اللبن بدرجة حرارة غير مناسبة يؤدي ذلك الي تخمر اللبنوتكاثر الميكروبات فى الامعاء.
– 2 البيئة المحيطة بالحيوان: مثل عدم نظافة حظائر التربية وعدم دخول الشمس وزيادة الرطوبة وعدم جفاف الأرضيات
-3عدم تنظيف الضرع قبل الرضاعة
– 4إصابة العجول بالبرد الشديد او التعرض لتغيرات مناخية مفاجئة.
-5عدم تطهير الحبل السري بعد الولادة.
2-أسباب معدية:
نتيجة العوامل الممرضة المختلفة (فيروسات، بكتيريا، طفيليات)، وتحدث عن طريق الفم عبر ملامسة ضرع البقرة الأم أو فرش الأرضية أو المعدات و الأغذية الملوثة بالروث الذي يحتوي على الجراثيم المسببة للإسهال.
أ- الإسهال الناتج عن الفيروسات: و تكون غالبا بسبب فيروس الروتا (Rotavirus) أو فيروس كورونا (Coronavirus) أو فيروس (BVD) الإسهال الفيروسي عند الأبقار.
ب- الإسهال الناتج عن الطفيليات: الطفيليات الرئيسية المسؤولة عن الإسهال هي الكوكسيديا (Coccidia) و الكريبتوسبوريديا (Cryptosporidium). و تهم العجول الأكبر سنا نسبيا (ثلاتة أسابيع).
ج- الإسهال الناتج عن البكتريا:– يعد الإسهال الناتج من بكتيريا إي كولاي (E.Coli)ووالسالمونيلا (Salmonella)
وكلوستريديمبيرفرنجنس(C.perfrengens
)الكمبيلوبكتر(Campylobacter) هو الأكثر شيوعا،
ويمكن أن تحدث الإصابة بسبب هذه البكتيريا منذ اليوم الأول من حياة العجل.
الإسهال المسبب بالايشريشياكولاى: (كولى باسيلوسيس)
تعتبر الاشيرشيا كولاي من أهم العصويات التي تسبب الإسهالات والتي تعتبر مشكلة متكرره خاصه في العجول التسمين ( من عمر أسبوع الي ١٢ أسبوع) حيث تعيش هذه البكتيريا بصورة طبيعية في الأمعاء دون أن تسبب أي ضرر للحيوان وتحدث العدوي بالميكروب في حالة وقوع الحيوان تحت ظروف عديدة منها:
- نقص المناعة: حيثأن الجهاز المناعي في العجول الرضيعة يكون غير مكتمل النمو وبالتالي فهو غير قادر على حمايه الحيوانات وعدم وجود البكتريا النافعة ( اللاكتوباسيلس) أو وجودها بأعداد قليلةلأنها بزياده العمر تحمي الحيوانات من البكتريا الممرضة.
- قله نظافة المكان أثناء الولادة وبعدها.
- انتقال العجول صغيره السن أقل من عمر شهر يساعد علي تقليل المناعة وبالتالي يؤدي إلي حدوث إسهالات ونسب عالية من النفوق.
- حرمان الحيوانات حديثة الولادة من تناول لبن السرسوب من الأم والذي يحتوي على الاجسام المناعية التي تحمي العجول الرضيعة من الإصابه بكثير من الأمراض.
هناك سلالة معينة من الاشيرشيا كولاي تسبب الأمراض المعوية بدأ من الإسهال البسيط وقد يصل الي الدوسنتاريا مثل الميكروب القولوني المفرز للسموم المعوية EnterotoxigenicE.coli والتي تقوم بإفراز السموم داخل الأمعاء مسببة النفوق للحيوان كما أنها تفرز مادة الانتيمين وهي ماده بروتينية تساعد البكتريا القولونية على الالتصاق بالخلايا المبطنةللأمعاء وتقوم بزيادة النفاذية للاغشية المبطنة للأمعاء وبالتالي تراكم السوائل داخل الأمعاء فتؤدي إلي الإسهال الشديد.
الإسهال المسبب بالسالمونيلا Salmonellosis:
العترات المسببة قد تختلف حسب نوع الحيوان و ان كان ما منها مشترك مثل :
أ) سالمونيلا تايفي ميوريم S. Typhimuruim (تعيش بشكل دائم في الجرذان).
ب) سالمونيلا دوبلن S. Dublin
ج) سالمونيلا انتريديس S. Enteritidis
مصادر العدوى :
الحيوانات حاملة المرض و الحظائر الملوثة و وسائل النقل وأسواق الحيوانات و الطيور المصابة و الجرذان .
يحدث المرض بدخول الميكروب عن طريق الطعام أو الشراب الملوثين بالميكروب من حيوان حامل للمرض نتيجة إصابة سابقة، يحدث غزو للدم عبر جدار الأمعاء إلى الحوصلة الصفراوية حيث يتوالد الميكروب وينمو مبدئياً في الكبد ثم العقد اللمفاوية المعوية ومن هناك يغزو الدم .
التسمم المعوي بالكوليستريديمClostridial Enterotoxaemia:
يحدث المرض من إفراز سموم بكتيريا الكولستريديا و هي سموم شديدة الفعالية و تؤدي إلى ظهور أعراض المرض وعادة يصيب الصغار سريعة النمو وجيدة التغذية وتحدث الإصابة المعوية تحت ظروف التربية المغلقة وتسبب فقد اقتصادي كبير وأهم أنواع الكلوستريديوم التي تسبب هذا المرض هي عترات مختلفة من الكلوستريديا بيرفرنجنسclostridium perfringens والتي تفرز أنواع مختلفة من السموم.
السموم قد تسبب ظهور الأعراض مثل النخر necrosis مثل سموم بيتا والذي يقود لتلف زغيبات الخلايا المعوية microvilli مما يؤدي إلى الالتهاب المعوي النزفي وتقرح الأمعاء.
ثانيا:- الأعراض في الاسهالات المعدية:
تختلف شدة الأعراض الإكلينيكية حسب نوع المسبب المرضي وبشكل عام هي:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- الإسهال يكون مائياً مدمماً أو غير مدمم، كريه الرائحة أو دون رائحة حسب طبيعة المسبب وشدة الإصابة.
- شعور بالعطش وتناول كميات كبيرة من الماء.
- هزال وفقدان للوزن.
- جفاف شديد (تغور العينين(
- ظهور أعراض مغص متوسطة أو خفيفة أحياناً.
- موت ونفوق العجل المصاب أحياناً
إسهال العجول
ثالثا:- التشخيص والعلاج
يتم تحصين الابقار والجاموس العشار باللقاح الثلاثى الذى يساعد على نقل المناعة الامية المكتسبة منها الى العجول عن طريق السرسوب لحمايتها من خطر الاسهال الذى تسببه الفيروسات والبكتريا الضارة
في حال حدوث حالات فردية وهذه لا تكاد تخلو أي مزرعة منها، فإنه يجب العلاج بشكل فوري حتى لا تزداد مضاعفاتها وبدون انتظار التحاليل المخبرية للحالة
1-فور ظهور اعراض الاسهال فى العجول حديثى الولادة يتم الاسراع فى استدعاء الطبيب البيطرى لعمل الفحوصات وتشخيص الحالة وتقديم العلاج اللازم.
2-عزل الحيوان المصاب فى مكان نظيف دافىء بعيدا عن التيارات الهوائية.
3-ايقاف تغذية العجول على الحليب وإستبدالها بمحلول ملحى (محلول جفاف) من خلال الفم لمدة ٢٤ ساعة .
4-بالنسبة لعلاج الجفاف والحموضة والاختلال الغذائي فإن أفضل علاج هو إضافة محاليل الجلوكوز والأملاح في الماء المعد للشرب أو إعطاء هذه المحاليل في الوريد أو تحت الجلد أو في التجويف البريتوني لتعويض العجل مافقده من سوائل ولاعطائة الطاقة اللازمة والضرورية لمنع حدوث الصدمة.
5-إعطاء الأدوية المناسبة ومنع إعطاء الحليب أو بدائل الحليب إلى العجول لمنع حدوث تخمر وتعفن المواد الغذائية في القناة الهضمية.
6- إعطاء العجل مخلوط من السلفا والمضادات الحيوية و فيتامين أ
7-ارسال عينات للتحليل المعملى للوقوف على المسبب الحقيقى للمرض لمعرفة كيفية التعامل معه من ناحية اعطاء الادوية المناسبة (مسحات شرجيه او عينات براز).
تُستخدم الأدوية المضادة للميكروبات على نطاق واسع في الطب الحيواني للوقاية من العديد من حالات العدوى البكتيرية وعلاجها، بما في ذلك إسهال العجول. ومع ذلك يرتبط الاستخدام العشوائي و المفرط للمضادات الحيوية الي تحور بعض الجينات الموجوده في البكتريا القولونيه الي جينات اكثر شراسه ومقاومه لفعل المضادات الحيويه والتي تظهر في صوره عدم استجابه الحيوان الى العلاج حيث اعلنت منظمه الصحه العالمية ان مقاومه البكتريا القولونيه للمضادات الحيويه من اهم المخاطر التي تواجها وذلك لعدم استجابه الحيوان او الانسان الي العلاج .وترجع زيادة مقاومة البكتيريا للأدوية بشكل أساسي إلى العناصر الوراثية المتنقلة، مثل البلازميدات والترانسبوزونات والإنتجرونات، والتي يمكن أن تنتشر بسهولة من خلال التجمعات البكتيرية .
رابعا :- التدابير و الإجراءَات الوقائية لمنع حدوث الاسهال فى العجول الرضيعة:
- تناول اللبن أو السرسوبتناول اللبن أو السرسوب بكميات كافية و في أقرب وقت أهم نقطة في الوقاية من الإسهال فى العجول حديثة الولادة. والسرسوب ليس فقط مغذيا و إنما يوفر الأجسام المضادة التي تساعد على حماية العجل و تقوية جهازه المناعي و ينصح أن يتناول العجل 4.5 لتر في ال24 ساعة الأولى .
- اللقاحاتو المواد التي تحتوي على الأجسام المضادة ضد بعض الميكروبات المسببة للإسهال وهي مصممة ليتم إعطاءها للعجل ساعات قليلة بعد الولادة.
- البيئه المحيطه: تلعب نظافة الحظائر و خاصة أماكن الولادة دورا رئيسيا في منع ظهور و انتشار العوامل الممرضة المسؤولة عن الإسهال عند العجول الرضيعة. لذلك ينصح بتخصيص أماكن فردية معزولة ذات فراش نظيف و جاف للعجول حديثة الولادة في الأسابيع الأولى واستخدام المطهرات الفعالة لمنع انتشار الميكروبات والفيروسات.
- تغذية وصحة الأبقار الحوامل قبل الولادة: تلعب تغذية البقرة الأم خاصة في الثلث الأخير من الحمل دورا هاما في الحالة الصحية للعجل حيث ان وقاية العجول الرضيعه من الإسهال مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحالة الصحية الجيدة للبقرة الأم، لذلك فالتطعيم يساهم في إغناء اللبن بالأجسام المضادة ضد الميكروبات المسببة لللإسهال.
- المراقبة و التشخيص: يجب الكشف و تشخيص العجول المريضة في أسرع وقت ممكن لعزلها و علاجها. لذلك يجب على المربي أن ينتبه بشكل خاص للعلامات التالية:
درجة الحرارة الشرجية للعجول: حمى (أعلى من 39.5 درجة) أو انخفاض حرارة الجسم (أقل من 38 درجة مئوية)- برودة الأطراف- حاله الترطيب – الأعياء و عدم القدرة على الوقوف (آثار حموضة الدم و جفاف الجسم)- فقدان الشهية- قوام الروث.
