بقلم: الدكتور/ هالة على السعيد
باحث الكيمياء و السموم- معهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق
اللحوم لها أهمية كبرى في غذاء الإنسان, لأنها مصدر هام من مصادر البروتين والاحماض الأمينية, بالإضافة إلى الدهون والمعادن والفيتامينات اللازمة لنمو الجسم وقيامه بوظائفه الحيويه.
بدأ الإنسان باستخدام اللحوم كمادة غذائية منذ القدم.
ونظراً للزيادة المضرده في عدد السكان وزيادة استهلاك المواد الغذائيه واهمها اللحوم مما ادى الى محاوله زياده كميات اللحوم المنتجة من الحيوانات والدواجن لان اللحوم تعتبر من المكونات الأساسية للوجبات للغذاء في معظم دول العالم
ومع زياده الطلب على اللحوم لجا مربى الحيوانات والطيور الداجنه فى الاونه الاخبره الى حيل غريبه لرفع معدلات النمو لتلك الحيوانات باستخدام بعض الأدوية البيطرية ومنشطات النمو بغرض زياده انتاج اللحوم وذلك باضافتها الى الأعلاف المصنعة لتحقيق اعلى ربحية
وتتميز تلك المواد المستخدمة في هذا المجال بأثرها التراكمي في أنسجة الحيوانات فضلا عن عدم تأثرهم بالمعاملات الحراريه المعالجات المختلفة التي تتعرض لها اللحوم أثناء االاعداد والتصنيع واحتمالية تعرض الإنسان لمخاطر صحية شديده اذا لم تراعى اتباع الاشتراطات التصنيعية الجيده (GMP)
ومع زياده تلك المواد الضارة فى أعلاف الحيوانات زاد انتشار الامراض الخطيره فى الإنسان من مستهلكى تلك المنتجات, ومع زياده استهلاك اللحوم المنتجة من الحيوانات والطيور التى تتغذى على الاعلاف مصنعه المحتوية على مةاد مضافة ضارة بالصحة وقد يؤدي ذلك الى ظهور سلالات جديدة من البكتيريا التي تقاوم المضادات الحيوية مما قد يؤدى الى عدم استجابة المرضى للعلاج بإلمضادات الحيوية لأن استخدام المضادات الحيوية بجرعات أقل من الجرعات العلاجية يؤدي الى ظهور سلالات جديدة من البكتيريا التي تقاوم المضادات الحيوية .
الضرر الناتج من انتقال بقايا العناصر الثقيلة او المضادات الحيوية او منشطات النمو في أنسجة اللحم والدهون إلى الإنسان يؤدي الى حدوث بعض الاحيان الى ظهور حالات مرضيه خطيرة غير معروفة الأسباب.
كذلك استخدام الهرمونات التي تدخل في تركيب الأعلاف وتواجد بقايا تلك الهرمونات في لحوم الحيوانات والدواجن التي عندما يستهلكها الإنسان تؤدي إلى إختلال التوزان الهرموني وظهور علامات غير طبيعية مثل ” البلوغ المبكر في الإناث والتخنث في الذكور والاجهاض في السيدات وانتشار الأمراض الخطرة الغير معروفة الأسباب مثل السرطان او الفشل الكبدى والكلوى .
وبسبب ظهور تلك المشاكل الصحية الخطيرة التي لحقت بالإنسان كان لزاما ان نعود الى الطبيعة فى تربية تلك الحيوانات والدواجن وللحفاظ على الصحه العامه حيث كان الهدف المنشود وهو انتاج اغذية تعود بالنفع على صحة المستهلك والصحه العامه.
ومن المعروف أن الطبيعة التى خلقها الله طبيعه نظيفة خاليه من اى نوع من الملوثات او اى اضرار صحية للانسان لذلك كان الأصل في الطبيعة هو أن كل لحوم المواشي والدواجن هي لحوم عضوية حيث يتم تربيته تلك المواشي والدواجن بنظام شبيه من الطبيعة من حيث التربية ونوعية الأغذية التي تتناولها خالية من الإضافات الكيميائية والمضادات الحيوية والهرمونات.
ويعتبر إنتاج اللحوم العضوية من المستهدفات العالمية الحديثة, حيث بدأ اواخر القرن الماضي ويرجع إنتاج اللحوم العضوية إلى زيادة الوعي بين المستهلكين بالفوائده المتعلقة بصحة الإنسان وسلامة البيئة.
واللحوم العضوية سواء من المواشى أو الدواجن يتم تربيتها بنظام مأخوذ من الطبيعة لايعتمد على أي إضافات كيميائية أو هرمونية أو مضادات حيوية او منشطات نمو وتتغذى فقط على الأعشاب والحبوب والبقوليات
اللحوم العضوية هى تلك اللحوم الناتجة من المواشي او الدواجن الغير معدله وراثيا وبرغم اهميه اللحوم العضويه الا ان تكلفة انتاج تلك النوعيه من اللحوم اعلى من تكلفة اللحوم الغيرعضوية حيث ان تغذيه الحيوانات والدواجن المستخدمه فى إنتاج اللحوم العضوية يجب ان تكون من خلال مراعي طبيعية خالية من بقايا الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية ةتتغذي على الأعلاف الخضراء يتم انتاجها بطريقه عضويه وتربة تتلوث بالمخصبات الصناعيه أو رشت بالمبيدات الحشريه الكيميائية وعدم تقديم اعلاف ذات الأصل الحيواني
وكذلك إستخدام الأدوية العضوية التي ليس لها أثارا تراكمية في الانسجه ولا يستخدام المضادات الحيوية إلا في اضيق الحدود وفى حاله استخدام الادويه والمضادات الحيويه لا يذبح الحيوان او استخدام ألبان الحيوانات الا بعد انتها فتره سحب الدوا المستخدم وعدم استخدام اى مواد حافظة أو أي مادة كيميائية
واللحوم العضوية من المنتجات الصديقة للبيئة والتى لها طعم مستساغ ولها فوائد متعدده حيث انها تحتوى على نسبة أعلى من البروتين ونسبة قليلة من الدهون وبها نسبة مرتفعه من الفيتامينات والمعادنالضرورية
كما انها تختوي على كميات كبيره من الأحماض الدهنية المفيدة لصحة الإنسان وخاليه من بقايا الإضافات الكيميائية والمضادات الحيوية والهرمونات
كذلك تحتوي لحوم هذه الحيوانات والطيور على الاوميقا 3 وتلك اللحوم من المنتجات الصديقة للبيئة ولا ينتج عنها أي عترات بكتيريه مقاومه للمضادات الحيوية.
ولكن تلك المنتجات العضويه تتلف بسرعة مقارنةً المنتجات غير العضوية لأنها لا تحتوي على أي مواد حافظة ولايتم معالجتها إشعاعياً للحفاظ على جودتها لفترات طويلة وتكلفة انتاج اللحوم العضوية اعلى من الأغذية غير العضوية،
المراجع
-
بعض الاعداد من مجله الشرق الاوسط
-
صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي (2012)- إنتاج الدواجن- جامعة سبها – ليبيا
-
محمد يحيى حسين درويش(1990)– إنتاج اللحم- مكتبة الأنجلو المصرية القاهرة.