المشاكل المرضية وعلاقتها بعوامل الاجهاد في المزارع السمكية

بقلم : الدكتورة / نجوى إبراهيم سعد أبوزهرة

باحث أول ـ معهد بحوث الصحة الحيوانية/ معمل فرعي كفر الشيخ

 الإجهاد هو عدم قدرة الجسم على الحفاظ على الحالة الفسيولوجية الطبيعية لأداء وظائفه المختلفة على النحو الأمثل، ومقاومة الأمراض ، أو حتى مجرد البقاء على قيد الحياة.

تنقسم عوامل الأجهاد الي:

1.عوامل بيئية:

نظرا لأن الأسماك تتأثر بالعديد من العوامل البيئية ، فإن جودة البيئة هي أحد أهم العوامل التي يجب مراعاتها في المزارع السمكية،نظرا لأنه لا يمكن فصل الأسماك عن البيئة المائية المحيطة، التي تعيش فيها وتجري فيها جميع العمليات المهمة ، حيث يتم تبادل العديد من العناصر مباشرة بين الجسم والمياه المحيطة ، فمن الضروري مراقبة حالة مياه المزرعةمن حيث درجة حرارة المياه والأكسجين ودرجة الحموضة والملوحة والعكارة والقلوية والكلور والعناصر الثقيلة والأمونيا وقياسات جودة المياه الأخرى ، وإذا كان هناك خلل في خصائص الماء، فإن ذلك يسبب اجهادا للأسماكو تكون أكثر عرضة للعدوى والأمراضو قد يسبب نفوقا.      
2.عوامل كيميائية:

• التلوث:

التلوث البيئي من أخطر الأسباب التي تؤدي لإصابة الأسماك بالأمراض، واعتماد المزارع السمكية على مصادر المياه التي تصب فيها المصانع عوادمها أو مخلفات الصرف الصحي يعد من الأسباب الرئيسية للأمراض.

ومن المهم معرفة مصدر التلوث، النوع، التركيز، فترة التعرض، المعالجات الكيميائية؟

• وقد يكون  التلوث زيادة مستوى العناصر الثقيلة في الماء كالحديد والرصاص والزنك والنحاس والمنجنيز

• زيادة مستوى العناصر الدقيقة والتي تكون غير ضرورية للحياة مثل الكروم والنيكل والزئبق والألمنيوم

• زيادة مستوى الأمونيا والنيترات

• المستويات المرتفعة من القلويات والأحماض

• قلة نسبة الاكسجين

3.عوامل بيولوجية:

• عوامل وراثية خاصة بالأسماك كضعف النمو أو قلة الخصوبة.

• الكثافة (عدد الأسماك/المتر)

• وجود المسببات المرضية

• وجود الكائنات المفترسة و المتطفلة على الأسماك

• كثرة النباتات المائية والمخلفات

4.عوامل إجرائية:

• التسميد العضوى: مصدر السبلة، الحالة الصحية للطيور، التلوث والمحتوى الميكروبى.

  •التغذية:

التغذية الزائدة ينتج عنها ارتفاع بعض العناصر مثل الأمونيا والنترات والنتريت ومن المهم معرفة مصدر الأعلافو جودتها و و تركيبها وطريقة الطبخ و حجم الحبيبات و الإحتياجات الغذائية للأسماك المستزرعة.

• النقل: التوقيت، المسافة، العبوات.

• الأقلمة: الكيفية،المدة،الحرارة / الملوحة / التغذية.

• المعاملات الوقائية والتطهير والمعالجات: نوع وفعالية وجرعات الأدوية والكيماويات؟ وقت ومدة وطريقة المعاملة؟

  •الحصاد: التوقيت،الكمية، الكيفية، الأدوات والمعدات، كفاءة ومهارة العمال.

ولمعرفة ما إذا كانت الأسماك تعاني من أى شكل من أشكال الإجهاد يجب على المربى بالإضافة لما سبق أن يلاحظ ما يلى:

• المياه: الشفافية، اللون، الرائحه، الجودة والقياسات.

• الزريعة: مصدرها، جودتها، خلوها من الإصابات، حجمها، عددها، أقلمتها.

• الأعلاف: المصدر، الجودة، الوفرة.

• سلوك الأسماك

عند التعرض للإجهاد ، ينطلق نظام الإنذار في الجسم عن طريق الجمع بين الإشارات العصبية والهرمونية لإطلاق الهرمونات  وأهمها الأدرينالين والكورتيزون.:

1- الأدرينالين يزيد من معدل ضربات القلب ، ويرفع ضغط الدم ، ويزيد من إمداد العضلات بالطاقة.

2-الكورتيزون ، هرمون الأجهاد الأساسي ، يزيد من مستوى السكر في الدم ، ويزيد من استخدام الجلوكوز في المخ  كما يزيد من توافر المواد التي تصلح الأنسجة التالفة (إذا تعرضت للخطر أو الإجهاد ، فمن المتوقع أن يتضرر الجسم).ومع ذلك ، إذا ظلت مستويات الكورتيزون مرتفعة لفترة طويلة ، فإنها تعمل تعطيل الاستجابة المناعية ، وتثبيط الجهاز الهضمي والتناسلي وجميع عمليات النمو.

و بالتالي ، يعتبر التغيير في سلوك الأسماك من الطبيعي دليلا على التعرض للإجهاد ، لذلك هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض (توجد مسببات الأمراض بشكل طبيعي في مياه الحوض ، وقد تكون الأسماك حاملة للمرض ، ولكن في ظل ظروف الزراعة والإدارة المثالية ، لا تظهر الأعراض المرضية).

الأمراض التي تصيب الأسماك:

1-الأمراض البكتيرية:

جودة المياه تؤثر بشكل كبير على حياة الأسماك، فإذا كانت الماء غير صالحة أو ملوثة تزداد احتمالية إصابة الأسماك بالأمراض البكتيرية مما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا في الأمعاء وتنتشر بصورة كبيرة خاصة مع كثافة عدد الأسماك في الحوض أو نقلها لمسافات طويلة والتي هي من أهم عوامل حدوث الإجهاد للأسماك.

2– الأمراض الطفيلية:

تكمن خطورة الأمراض الطفيلية في أنها تتغذى على السوائل الداخلية للأسماك وهذا يؤدي إلى زيادة فرصة إصابة الأسماك بالأمراض الفطرية والبكتيرية حيث ترتكز البكتيريا والفطريات بالجسم من خلال الطفيليات الموجودة على جسم الأسماك المصابة.

ومن الأعراض الواضحة بشكل كبير على إصابة الأسماك بالأمراض الطفيلية هو أنها تقوم بحك جلدها بجدران الحوض أو الصخور للتخلص من الطفيليات الملتصقة بجسمها.

الطفيليات الخارجية تسبب تقرحات على الجلد و الخياشيم و منها تخترق البكتريا أو الفطريات الجسم.

الطفيليات الداخلية قد تكون حويصلات داخل الأعضاء المختلفة في الجسم أو الخياشيم و أيضا قد تفرز سموم.

كيف تصيب الأمراض الطفيلية الأسماك؟

ازدحام الحوض بأعداد كبيرة من الأسماك يزيد من احتكاكها ببعضها وتلامسها وهذا يؤدي لانتقال الطفيليات من الأسماك المصابة لباقي الأسماك في الحوض.

يمكن تقييم وتشخيص خطورة المرض بناءً على شكل وحجم الطفيليات الملتصقة على جسم الأسماك، قد تظهر في بعض الحالات المصابة على هيئة بقع حوصلية بيضاء أو سمراء اللون ثم يصل المرض إلى ذروته فتغطي هذه البقع الجسم كله وفي حالات أخرى تظهر الأمراض الطفيلية في شكل حدوث نزيف والتهاب في أماكن الإصابة، فقدان الشهية، اختلال في حركة العوم وعدم استجابة السمك للمؤثرات الخارجية.

3-الأمراض الفطرية:

هي أمراض ثانوية يصاب بها الأسماك موسميًا أو بسبب الأمراض المصابة منها سابقًا مثل الأمراض البكتيرية أو الطفيلية، أو بسبب أنها تعيش في ظروف بيئية غير ملائمة لها.

العوامل التي تساعد على زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض الفطرية:

• تلوث الماء

• زيادة نسبة الأمونيا

• وجود أسماك مصابة بالأمراض الطفيلية أو البكتيرية

• الظروف البيئيةالغير ملائمة التي تعيش فيها الأسماك

• نقل الأسماك وصيدها خاصًا في فصل الشتاء بسبب الجروح التي تظهر على جلد الأسماك في الزعانف والخياشيم وتكون ناتجة عن عمليات الصيد.

4-الأمراض الفيروسية:

إصابة الأسماك بالأمراض الفيروسية يؤدي لحدوث نزيف في مناطق مختلفة من جسم الأسماك وتآكل في الأنسجة والعضلات.

ومن الأعراض الملحوظة على الأسماك عند الإصابة هو سرعة السباحة في الحوض ثم ظهور الإجهاد عليها وركودها متعبة على جانب الحوض دون حراك وتموت بعد ذلك.

ولم يتم حتى الآن اكتشاف علاج للأسماك المصابة بالأمراض الفيروسية لكن يوجد مجموعة من الخطوات يتم اتباعها عند اكتشاف الإصابة:

1 – التخلص من الأسماك المصابة حتى لا تنقل العدوى للأسماك الأخرى.

2 – يتم تعقيم الحوض جيًدا ولفترة كافية.

3 – تجنب الازدحام السمكي في الأحواض والحرص على وجود ظروف ملائمة للأسماك المصابة مثل الماء النظيف، وقياس نسبة الأكسجين للتأكد من وجود الكمية الكافية، ودرجة الحرارة المناسبة.