بقلم: الدكتور/ نجوى ابراهيم سعد أبوزهرة
معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل فرعي كفر الشيخ
المبيدات الحشرية هي عبارة عن مواد كيمائية تستخدم لقتل ومنع أنتشارالحشرات والمساعدة في القضاء عليها، كما أنها تحد من تكاثرها وانتشارها، وأستخدام المبيدات الحشرية يسبب العديد من الأضرار للإنسان، والحيوان، والنبات، والتربة، والماء،و الأسماك بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فتسبّب الكثير من الأمراض.
ولكن ليست كل المبيدات ضارة فمنها الطبيعية التي تصنع من مواد عضوية ولا تأثير لها وأغلبها تكون مواد طيارة ومنفرة. والبعض الأخر يكون ضاراً بدرجات متفاوتة، لذلك تعتبر المبيدات سلاح ذو حدين إذا أحسن البشر إستخدامه.
إن الأستخدام المتكرر والغيرصحيح و المبالغ فيه لهذه المبيدات أدى الى العديد من المشاكل منها قتل الطفيليات والمفترسات (الأعداء الحيوية للحشرات) وإضعاف دورها في عملية المكافحة الطبيعية وإحداث خلل خطير في التوازن البيئي ، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكبير بالكائنات الغير مستهدفة كالحيوانات الأليفة والطيور والإنسان،
كما أدى إلى ظهور صفة المقاومة للمبيدات من قبل الحشرات
فأصبحت المبيدات لم تعد تعط النتائج المطلوبة بل أصبحت أحياناً تعطي نتيجة عكسية خاصة عند ظهور صفة مقاومة المبيد في سلوك الآفة حيث أن المبيد في هذه الحالة يقضي على الأعداء الحيوية المفيدة ويبقي على الأفراد المقاومة من الآفة، فإن المبيد في هذه الحالة يساعد في زيادة أعداد الآفة وليس نقصها .
و بهذا فان المبيدات لوحدها لا تشكل خطراً كبيراً ولكن خطر المبيدات يكبر بجهل مستخدمها لذلك كلما زاد الوعي والمستوى التعليمي للمزارع كلما قل الخطر من حولنا.
كيفية وصول المبيدات إلى البيئة
تصل المبيدات إلى البيئة بواسطة الرش المباشر على النباتات أو على التربة، و عن طريق التناثر أثناء الاستخدام، أو من خلال التخلص من عبوات المبيدات، وتجدر الإشارة هنا إلى أن أكثر من 90% من المبيدات لاتصل و لا تستقر على الحشرات المراد مكافحتها و لكن تصل إلى البيئة , ويتعلق هذا الوصول بعدة عوامل منها، قدرة المبيد على البقاء، وعمر المبيد و المصير النهائي له.
وبعد استخدام المبيدات تتعرض إلى الفقدان على سطح التربة أو التسرب إلى المياه الجوفية ,ويعتمد في هذا و بشكل رئيسي على قابليته للذوبان و الامتصاص و العمر النصفي له،ويكون مصير المبيدات بعد أستخدامها كالأتي:
1-الفقدان عن طريق التطاير
2-الانتقال أو التحول
3-التحلل أو التدهور
4-التفاعل الكيميائي مع التربة
5-التصاق ذرات المبيد بجزيئات التربة (الامتصاص)
تنقسم المبيدات الحشرية إلى :-
مبيدات الكلورينات العضوية : هي مركبات تسبب أضرارا بالغة والتسمم للكائنات الحية.
المبيدات الفوسفورية العضوية : ذات تأثير فعال على الخلايا العصبية مثل مالاثيون و مينازون.
أضرار المبيدات الحشرية :- .
-
أضرار المبيدات على الإنسان
تؤثر المبيدات على صحة الانسان بشكل مباشر عن طريق لمس او استنشاق المبيد او عن طريق الفم أو العين.
الأنتقال من خلال الاستنشاق يدخل المبيد الجسم عبر الاستنشاق على شكل غازات متطايرة يحملها الهواء ، و يختلف تأثيرها حسب تركيبها الكيميائي،و فبعض هذه الغازات يذوب في الماء و في السائل المخاطي المبطن للجهاز التنفسي مما يتسبب في الأصابة بالتهابات حادة، في حين أن الغازات التي لا تذوب بالماء تتسبب في الالتهابات المباشرة للرئة و الارتشاح ثم تتطور المشكلة حتى تصل الى التليف في المراحل النهائية، أما الغازات التي تذوب في الدهون فإنها تمر من خلال الرئة و تصل إلى الأعضاء الأخري و تسبب العديد من الامراض الكبدية و الكلوية.
الانتقال عبر الجلد و الجهاز الهضمي تدخل المبيدات الجلد عند ملامستها له بشكل مباشر، و تدخل إلى الجهاز الهضمي عن طريق الخضروات و الفاكهة التى تحمل بعض أثار المبيدات و تنتقل إلى الدم و منها إلى كافة اعضاء الجسم , و تسبب العديد من الأمراض الخطيرة مثل السرطان، والفشل الكلوي و الكبدي ، كما أنها تسبب ما يقرب من 50 مليون حالة تسمم سنويًا، كما أن هذه السموم تنتقل من دم الأم الحامل إلى المشيمة وبعدها إلى الجنين، وتسبب حدوث تشوّهات خطيرة للجنين.
-
أضرار المبيدات على المياه
يؤدّي استخدام المبيدات الحشرية إلى تلوّث المياه و تتراكم السموم في اجسام الكائنات الحية المائية و الاسماك التي يتغذى عليها الانسان، و تتراكم خاصة في المواد الدهنيه و تنتقل إلى الانسان مسببة العددًا من الاضرار الهائلة له، و تنتقل المبيدات الحشرية الي المياه بعدة طرق منها رشّ سطح مائي تعيش فيه الحشرات الضارّة، أو ذوبان ما تبقى من المبيدات الموجودة في التربة الزراعية من خلال مياه الأمطار والري، ، أو من خلال إلقاء مخلفات مصانع المبيدات في مصادرالمياه.
-
أضرار المبيدات على التربة