مشكلة المستقل :مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية

وفاء محمد جاد- باحث بكتريولوجى- معهد بحوث الصحة الحيوانية
مشكلة المستقل :مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية
أعلى النموذج
طلب موع
استخدام المضادات الحيوية أو فرط استخدامها مع كل من الإنسان والحيوان يمكن أن تؤدي إلى نمو البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وانتشارها. وهذا قد يتسبب في عدوى لا يمكن علاجها.
تعمل المضادات الحيوية التي تُعطى للحيوانات المنتجة للطعام على علاج العدوى وقتل بعض البكتيريا، إلا أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية غالبًا ما تنجو وتتكاثر.
ويمكن لهذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أن تنتشر إلى:
حيوانات أخرى تُربَّى في المكان نفسه
المنتجات الحيوانية التي يتناولها الناس، مثل الدجاج وشرائح اللحم
المحاصيل، مثل الفاكهة والخضراوات، عن طريق المياه غير النظيفة أو التربة الملوثة
البيئة، عن طريق فضلات الحيوانات
الأطعمة الجاهزة، من خلال الأسطح الملوثة، مثل لوح التقطيع المستخدم لتقطيع الدجاج ثم تقطيع الخضراوات دون غسله بين كل استخدام وآخر
من الممكن أن يصاب الأفراد بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية عندما:
يتناولون طعامًا ملوثًا ببكتيريا مقاومة لهذه المضادات ولم يتم تحضيره جيدًا
يتعاملون مع حيوانات أو أسطح ملوثة وعدم غسل اليدين بطريقة صحيحة
يلمسون أسطحًا غير نظيفة أو يستخدموها مع عدم غسل اليدين أو تنظيف هذه الأسطح
يمكن أن تؤدي العدوى المقاومة للمضادات الحيوية إلى أمراض بسيطة. وفي بعض الحالات، يمكن أن تتسبب في انتشار أمراض خطيرة تستغرق وقتًا طويلاً للتعافي منها وقد تؤدي إلى الوفاة.
في الولايات المتحدة، تعمل إدارة الغذاء والدواء (FDA) على تنظيم استخدام المضادات الحيوية مع الإنسان والحيوان. وبالنسبة إلى الحيوانات التي تتم تربيتها بهدف توفير الغذاء، فتشمل استخدامات المضادات الحيوية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ما يلي:
علاج الحيوانات المريضة
السيطرة على المرض بين مجموعة من الحيوانات عندما يصيب المرض بعضها
منع انتشار المرض بين مجموعة من الحيوانات المعرضة لخطر الإصابة به
توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بعدم استخدام المضادات الحيوية الهامة لصحة الإنسان مع الحيوانات المنتجة للغذاء إلا في حالة الضرورة لضمان صحة الحيوان، وليس زيادة وزنه. ويجب أن يشرف الطبيب الذي يعالج الحيوانات (الطبيب البيطري) على هذه الحالات أو يقدم النصح بشأنها.
ما هو مقاومة المضادات الحيوية
هي قدرة البكتيريا المسببة للأمراض على البقاء على قيد الحياة والتأقلم بشتى الطرق لملائمة البيئة المحيطة على الرغم من إعطاء أكثر من نوع من المضادات الحيوية التي يقوم مبدأ عملها على قتل أو إيقاف نمو البكتيريا مما يقلل من الخيارات العلاجية ويزيد صعوبة العلاج، إذ يمكن أن يكون العلاج البديل أكثر كلفة وأحياناً قد يكون ساماً.

قد تتواجد أنواع أخرى من الكائنات الحية المقاومة لعلاجها، فمثلاً قد تكون بعض الفيروسات مقاومة للأدوية المضادة للفيروسات، وبعض الفطريات مقاومة لمضادات الفطريات. وتتسبب مقاومة المضادات الحيوية بزيادة تفشي الأمراض المعدية وصعوبة السيطرة عليها أحياناً وعودة ظهورها وتكرار العدوى بسهولة.

ما أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؟
من أكثر أنواع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية انتشارا الأنواع التالية:

المكورات العنقودية المقاومة للمثيسلين (بالإنجليزية: Methicillin-Resistant (Staphylococcus Aureus.
المكورات المعوية المقاومة للفانكومايسين (بالإنجليزية: Vancomycin-Resistant Enterococcus).
البكتيريا المعوية المقاومة للكاربابينيم (بالإنجليزية: Carbapenem-Resistant Enterobacteriaceae).
أغلب البكتيريا المقاومة تكون مكتسبة من المستشفيات ولكن يوجد ايضا بكتريا مكتسبة من المجتمع وفي أبسط الحالات تكون مقاومة لخط العلاج الأول وبالتالي تأتي ضرورة خطة علاج ثانية.يتم اختيار العلاج الأول على أساس سلامة الدواء ووفرته وكلفته أما العلاج الثاني يكون يغطي طيف أكبر من البكتيريا .

مقاومة المضادات الحيوية هي قدرة الميكروبات المُسببة للأمراض على البقاء والاستمرار والتأقلم مع البيئة الموجودة بها بالرغم من تناول الأنواع المختلفة من المضادات الحيوية، وتظهر قدرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية عندما تصبح قادرة على تحمل العلاجات أو المضادات الحيوية التي كانت تقتلها وتقضي عليها فيما مضى.
ومقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية حالة خطرة تتنامى في الوقت الحالي؛ حيث إن بعض المتشائمين يرون أنها قد تؤدي إلى ظهور بكتيريا شرسة قادرة على قتل الآلاف أو الملايين من البشر، مثلما كانت تفعل الأمراض المعدية قبل اكتشاف المضادات الحيوية.
ومن أشهر أسباب تطور قدرة البكتيريا على مقاومة المضادات الحيوية هو استخدام تلك الأدوية بشكل عشوائي دون الحاجة إليها؛ مثلما يتم استخدامها في حالات العدوى الفيروسية والتي لا تستطيع علاجها، كما لا ينبغي استخدامها – كما يعتقد البعض – كوقاية لمنع انتقال العدوى للآخرين وخاصةً بين الأطفال، كل هذه الأمور قد تسبب ظهور أنواع جديدة من البكتيريا قادرة على مقاومة مختلفالمضادات الحيوية!
ما هي الطرق التي تسلكها الميكروبات لمقاومة المضادات الحيوية؟
تتعدد الآليات التي تستطيع بها الميكروبات مقاومة المضاد الحيوي مثل
1- إفراز إنزيمات مهضمة للمضاد الحيوى مثل البيتا لاكتاميز
2- تغيير بنية جدار الخلية الخاصة بها حيث تمنع المضاد الحيوي من اختراق البكتيريا وتدميرها
3-تغيير موقع الهدف الذى يعمل عليه المضاد الحيوى داخل خلايا البكتيريا؛ حيث أن كل نوع من المضادات الحيوية عادةً ما يستهدف هدفًا معينًا بداخل تلك الخلايا، فتقوم البكتيريا بتغيير تشكيلها الداخلي، ويُصبح من الصعب أن يتم قتل البكتيريا أو إيقاف تكاثرها
4-تغيير الميكروب لطريقة الميتابوليزم أو الأيض الخاص به – وهي التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الكائنات الحية، بما فيها الهضم ونقل المواد إلى وبين الخلايا المختلفة – من أجل التوصل إلى طرق جديدة لمواصلة الحياة دون التأثر بالمضادات الحيوية.
كيف يتم اختيار المضاد الحيوي المناسب لحالة ما؟
لا ينبغي استخدام أي مُضاد حيوي إلا بعد استشارة الطبيب: حيث يعتمد إختياره في الأساس على القيام بعمل اختبارات معملية مثل المزرعة البكتيرية – وهو الاختبار الذي يتم من خلاله البيئة المناسبة لنمو البكتيريا و من ثم تجربة مضادات حيوية مختلفة عليها لإختيار النوع الأنسب للقضاء عليها – كما يجب عدم الاعتماد نهائيًا على التشخيص المبدئي أو التكرار العشوائي لهم دون الرجوع للطبيب.
كيف يُمكن الحد من تطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية؟
1- عدم استخدام المضادات الحيوية إلا بعد استشارة الطبيب المتخصص
2- تجنب تكرار المريض استخدام المضادات الحيوية لعلاج الحالات المرضية المشابهة لإصابتهم السابقة بالعدوى
3- تناول الجرعة الكاملة للمضادات الحيوية طبقًا لتعليمات الطبيب
4- عدم استخدام المضادات الحيوية في مجال رعاية الحيوانات بطريقة خاطئة إلا بعد الرجوع للأطباء البيطريين
ما هي الحالات الشائعة التي قد لا تستدعي استخدام المضادات الحيوية لعلاجها؟
لا ينبغي أن يستخدم المريض المضاد الحيوي من تلقاء نفسه في تلك الحالات
1-الرشح والعطس
2- الإنفلونزا
3-بعض انواع الكحه
4-العدوى الفيروسيه.
ومن الأخطاء الأكثر شيوعًا بين العاملين في القطاع الطبي المتعلقة احتياطيًا للوقاية من أي عدوى بكتيرية محتملة أثناء الإصابة بالعدوى الفيروسية، وهو ما دفع الكثير من المرضى باتباع هذا التصرف بشكل عشوائي، إضافةً إلى اعتقاد معظم المرضى أن المضادات الحيوية تُساعد في القضاء على المرض بشكل أسرع. وقد دفع ذلك السلوك العديد من المنظمات الصحية في مختلف دول العالم لفرض قيود واضحة ومحددة على وصف المضادات الحيوية من قِبَل الأطباء للمرضى تجنبًا لتفاقم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية.