ملوث الفيبرونيل وأضراره على الأحياء المائية

بقلم : الدكتورة/ سارة على جاد

  باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق

الفيبرونيل هو مبيد حشري واسع الطيف ينتمي إلى عائلة فينيل بيرازول الكيميائية وهو عبارة عن مسسحوق ابيض ذو رائحة العفناكتشف

بين عامى 1985&1987 قد تم تسجيله للأستخدام لأول مرة فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1996حيث

يعمل على تعطيل الجهاز العصبي المركزي للحشرات مما يسبب فرط استثارة أعصاب وعضلات الحشراتالملونه.

نظرًا لفعاليته على مختلف الآفات، يتم استخدام الفبرونيل كعنصر نشط لمكافحة العديد من الحشرات بكفاءة عالية جدا سواء من الآفات الزراعية أو آفات الصحة العامة ويعتبرة الكثيرين هو مفتاح النجاح الأمثل والذي تمكن من السيطرة على الحشرات الزاحفة بكفاءة منقطعة النظير وعلى رأسها الصرصور الألماني ويستخدم ايضا في منتجات مكافحة البراغيث للحيوانات الأليفة ومصائد الصراصير المنزلية وكذلك مكافحة الآفات الميدانية للذرة وملاعب الجولف والعشب التجاري.

 إن استخدامه على نطاق واسع يجعل آثاره  موضع اهتمام كبير وهذا يشمل الملاحظات المستمرة حول الضرر المحتمل غير المستهدف للإنسان أو النظم البيئية وكذلك مراقبة تطور المقاومة وعلى ذلك قام الأتحاد الأوروبى بحظر استخدام الفيبرونيل بسبب المخاطر المحتملة التى قد يشكلها على صحة الانسان والأسماك وايضا تم حظره كدواء بيطرى للحيوانات المخصصة للأستهلاك الأدمى.

يستخدم الفيبرونيل على التربة أو الرش الورقي حيث يمكن للتطبيق على التربة التحكم بشكل فعال في خنفساء أوراق جذرالذرة وخنفساء الإبرة الذهبية والدودة القارضة ويكون له تأثيرطويل الأمد ضد كلا من Plutellaxylostella، Pieris rapaeوتريبس الأرز.

كما يستخدم على نطاق واسع في علاج مستعمرات النمل، والخنافس و قاتل للصراصير، البراغيث، القراد، النمل الأبيض، صراصير الخلد، التربس، ديدان الجذوروسوسة النخيل.

يعمل الفيبرونيل على عديد من الرتب الحشرية بكفاءة عالية مثل حرشفية الأجنحة ومستقيمة الأجنحة و غمدية الأجنحة وذات الجناحين ونصفية الأجنحة وأيضا هدبية الأجنحة.

قد استخدم بنجاح في مكافحة الجراد الصحراوي (4.8 – 11 غراما من العنصر النشط لكل هكتار) وفي عام 2003  أدرجته منظمة الأغذية والزراعة (منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة) كإعداد رئيسي لمكافحة الجراد الصحراوي.

آلية عمل الفيبرونيل:

يعمل الفيبرونيل عن طريق سد او غلق مستقبلات جاما أمينو بيوتيريك اسيدالذى ينظم مرور النبضات العصبية عبر قنوات الكلور فى أغشية الخلايا العصبية وتحدث وفاة الحشرات من الشلل بعد 8 ساعات من دخول المبيد الحشري جسم الحشرة ويكون التأثير الوقائي للأدوية المستندة إلى فيبرونيل حوالي 14 يوم.

يتم امتصاص الفيبرونيل من قبل النباتات من التربة والبذور ونظرا لأنه يتحلل ببطىء شديد تحت تأثير أشعة الشمس فأنه يعمل لفترة طويلة جدا بعد المعالجة حيث يتحرك ببطىء شديد عبر التربة حتى يصل الى عمق 30 سم ومن أهم خصائصه انه مقاوم لماء الأمطاركما أنه مستقر حراريا.

نصائح هامة عند استخدام مبيد فبرونيل:

تعتمد الأثار الصحية للتعرض قصير الأجل للفيبرونيل على كيفية تعرض الشخص للمادة الكيميائية, يمكن ان يؤدى ملامسة الجلد المباشرة على المدى القصير الى تهيج خفيف فى الجلد وعند تناول الفيبرونبل عن طريق الفم يؤدى الى التعرق والغثيان والقىء والصداع والدوخة والضعف والام البطن والتشنجات وتختفى هذه الأعراض الناتجة عن التعرض قصير الأمد دون علاج خاص.

وهذه بعض النصائح للأستخدام اﻵمن للمبيدات :

• تأكد من أن الأطفال والحيوانات الأليفة وأي شخص خارج المنطقة قبل خلط واستخدام المبيدات.

• اخلط مبيدفيبرونيل في الهواء الطلق أو في مناطق جيدة التهوية.

• تأكد من ارتداء الملابس التي تحميك عند استخدام مبيدفيبرونيل وضع في اعتبارك ارتداء قميص طويل الأكمام.

• اخلط فقط ما تحتاج إلى استخدامه على المدى القصير لتجنب تخزين المبيدات الزائدة أو التخلص منها.

• كن مستعدًا لانسكاب مبيد الحشرات فيبرونيل، احتفظ بالمناشف الورقية في متناول اليد لاحتواء الانسكاب.

• تجنب استخدام كميات كبيرة من الماء لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار المبيدات الحشرية وقد يكون ضارًا بالبيئة.

• اقرأ تعليمات الإسعافات الأولية على الملصق قبل استخدام المنتج.

• إزالة العناصر الشخصية مثل الألعاب أو الملابس أو الأدوات من منطقة الرش لتجنب التلوث.

• عند رش المبيد في الداخل تأكد من أن المنطقة جيدة التهوية وعند الرش في الخارج تجنب الظروف الجوية العاصفة.

• بعد استخدام المبيدات اغسل يديك جيدا خاصة قبل التدخين أو تناول الطعام.

• عند استخدام Fipronil ضع في اعتبارك أنه مادة كيميائية بطيئة المفعول قد يستغرق قتل الآفة المستهدفة من 24 إلى 36 ساعة ولكن المكون النشط له بقايا طويلة الأمد يمكن أن تستمر حتى 90 يومًا.

التأثيرات الضاره للفيبرونيل على الأنظمة البيئية:

تعتبر النظم البيئية للمياه العذبة من بين الأكثر عرضة للخطر وتعاني من خسارة فادحة للتنوع البيولوجي فيها

تشمل التهديدات المختلفة التي تواجه النظم البيئية للمياه العذبةتغير المناخ، تقلبات المغذيات، التحمض، فقدان الموائلوالغزوات البيولوجية بالإضافة إلى الملوثات الكيميائية حيث ينتج الإجهاد الكيميائي عن طريق الاستخدام العشوائي والشائع للمبيدات الحشرية في المقام الأول في القطاع الزراعي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلىتلوث البيئة المائية وبالتالي تصبح خطرةللحياة المائية.

يؤدي تلوث المياه بكميات كبيرة من المبيدات الحشرية إلىموت الأسماك أو المجاعة عن طريق تدمير الكائن الغذائي. علاوة على ذلك لقد ثبت أن العديد من المواد السامة تؤثر على معايير النمو والتكاثر، مع وجود دليل على تلف الأنسجةحيث أن الفبرونيل وبعض تحللاته قد تتراكم بشكل خاص في الأسماك لذلك يسبب الفبرونيل نفوق الأسماك وأظهرت دراسات السمية الحادة أن الفيبرونيلشديد السمية لسمكة الشمس ذات الخياشيم الزرقاء (LC 50=0.083 جزء في المليون) وشديد السميةلتراوت قوس قزح واسماك البلطى النيلى.

يتسبب الفيبرونيل في تسمم الأسماك عبر تعرضها المباشر أو غير المباشر لمستويات عالية من هذا المركب الكيميائي حيث يؤدي تسرب الفيبرونيل إلى المياه إلى امتصاصه من قبل أجسام الأسماك، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية خطيرة على صحتها ونموها فهو يؤثر على نظامها العصبي، ويتسبب في اضطرابات في سلوكها ونشاطها الحيوي .

على مستوى الأعضاء والأنظمة البيولوجية، يؤدي الفيبرونيل إلى تأثيرات سلبية على جهاز الهضم والتنفس لدى الأسماك مما يؤثر على قدرتها على امتصاص الغذاء والأكسجين بشكل صحيح مما يؤدى الى نفوقها ويمكن أن يسبب التعرض المتكرر لهذا المبيد الحشري أيضًا إلى تدهور في جهاز المناعة لدى الأسماك، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى.على الصعيد الخلوي والجزيئي، يتسبب الفيبرونيل في اضطرابات هرمونية وتغيرات في توازن المواد الكيميائية داخل خلايا الأسماك، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على النمو والتطور الطبيعي للأسماك هذه التأثيرات السامة يمكن أن تكون مدمرة بشكل خاص على مراحل نمو الأسماك الصغيرة مما يؤثر على استقرار السلالات وتوازن النظم البيئية في المياه.

من الجدير بالذكر أن الفيبرونيل ليس فقط يؤثر على الأسماك المباشرة التي تتعرض له، بل يمكن أن ينتقل تأثيره السام إلى الأسماك الأخرى وحتى إلى كائنات بحرية أخرى عبر سلسلة الغذاء المائية وهذا يعني أن تأثير الفيبرونيل يمكن أن يتسبب في تدهور صحة المجتمعات السمكية بشكل عام ويؤثر على توازن النظم البيئية في المياه.

لذا يجب علينا أن ندرك أن تأثير الفيبرونيل على صحة الأسماك ليس فقط يمثل تهديدًا مباشرًا عليها وإنما يمكن أن يؤثر أيضًا على الإنسان عند تناول الأسماك .

وفقًا لتقرير صادر عن وكالة حماية البيئة الأمريكية فان الفبرونيل يسبب تأثيرا شديد السمية على الطيور والثدييات وأسماك المياه العذبة واللافقاريات والطحالب والنباتات الوعائية وذلك بسبب ثباته في التربة حبث يتراكم الفبرونيلفي التربة والرواسب وعن طريق الأنشطة البشرية والجريان السطحي يؤدى الفبرونيل إلى تلويث النظم الإيكولوجية للمياه السطحية والجوفية.

التوصيات:

نظرا لما سبق ذكره عن التأثيرات الضاره لمبيد الفيبرونيل ننصح بحظر استخدامه لما يترتب عليه من الإضرار بالبيئة والأحياء المائية واللجوء لأستخدام مبيدات آمنه ومصرح دوليا ومحليا بأستخدامها.

المراجع:

Parasite.htgetrid.com/AR/