يعتبر الحليب اكثر الاغذية اهمية لاحتوائه على معظم العناصر الغذائية التى يحتاجها الانسان فى مراحل النمو المختلفة وذلك لسهولة هضمه وعظيم قيمته الغذائية, ونظرا لما يتمتع به الحليب من العناصر الغذائية الضرورية والمحتوى العالى من الرطوبة والحموضة المعتدلة لذلك فانه يعد وسطا غذائيا ممتازا لنشاط الكثير من الميكروبات والتى قد تنتقل الى الانسان عن طريق تناول الحليب الملوث.
يعتبر تلوث الالبان من كبرى المشاكل التى تسبب خطورة على الصحة العامة وصحة المستهلك خاصة والتى تعتمد فى الاساس على المسببات المؤدية للتلوث سواء كانت بكترية او فطرية او سموم ميكروبية او فيروسة او التلوث بالمواد الكيمائية والبقايا الضارة.
وتعتبر مسببات الأمراض الفيروسية التي تنتقل عن طريق الأغذية احدى المسببات المسؤولة عن الاصابات الموجودة في جميع أنحاء العالم.
وتنتقل هذه الفيروسات عن طريق الأغذية مثل منتجات الألبان إلى الإنسان وتسبب العديد من الأمراض الحادة والمزمنة لذا يتجنب شرب الحليب الخام ويفضل غليه قبل تناوله ومن اشهر مسيبات الامراض الفيروسية فيروس الروتا (Rotavirus) .
فيروس الروتا (Rotavirus) هي واحدة من تسعة أجناس تنتمي إلى عائلة Reoviridae وينتقل فيروس الروتا عن طريق البراز
كما يرتبط بالإسهال في العجول حديثي الولادة ويتراوح من الإسهال الخفيف إلى الشديد مما يؤدي إلى الجفاف والوفاة في بعض الأحيان بسبب فقد كمية المياة والاملاح المعدنية وتغير فى كيمياء الجسم والتى قد تؤدى فى النهاية الى حدوث نفوق بالعجول .
وقدرت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن إسهال العجول حديثي الولادة بنحو 1.7 مليار دولار في جميع أنحاء العالم. ولا ترجع هذه الخسائر إلى الوفيات فحسب، بل تعكس أيضًا التكاليف البيطرية والأدوية الذي يمثل خسارة اقتصادية كبيرة لصناعة الألبان.
يحدث تلوث اللبن بفيروس الروتا عن طريق تلوثه بالبراز نتيجة لسوء إجراءات النظافة والتطهير في مكان الحلب حيث يعمل الحليب ومنتجات الألبان المصابة كوسيلة لنقل فيروس الروتا. يمكن لفيروس الروتا أن يعيش في الحليب الملوث بعد وقت قصير من ارتفاع درجة الحرارة (HTST ، 71.7 درجة مئوية لمدة 15 ثانية) ويؤدي إلى مخاطر الصحة العامة في منتجات الألبان مثل الزبادي البلدى والجبن القريش المصنع من اللبن الملوث بالفيروس.
نظم المعالجة التقليدية المستخدمة اثناء تصنيع الجبن القريش والجبن الأبيض الطري والزبادي البلدي ليس لديها القدرة على القضاء على فيروس الروتا عند استخدام الحليب المصاب بسبب المعالجة الحرارية غير الكافية مع عدم اتباع الاجراءات الصحية والتصفية الجيدة.كما يتسبب شرب الحليب الملوث بالفيروس فى تعرض الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 3 اشهر و35 شهرا خلال فصلى الشتاء والربيع للاصابة للاسهال والقىء والام فى المعدة وجفاف الفم ويستمر الاسهال لمدة من 5 الى 7 ايام وقد يصل الامر للجفاف.
وقد يتعرض اللبن الخام للتلوث عن طريق مصادر اخري مثل الاشخاص الحاملين للفيروس الذين يقومون بعملية الحليب واستخدام مصادر مياه غير نقية لذلك من الضرورى حماية الحليب من التلوث عن طريق:
1- توفير الحماية لمستهلكي الالبان من خلال وضع بند بالمواصفات للحكم على الالبان ومنتجاتها فى حالة تواجد هذا الفيروس حيث ان المعايير الحالية بالمواصفات لاتحتوى على هذا الفيروس.
2- متابعة تطبيق الشروط الصحية والتصفية ومراقبة درجات حرارة التخزين التى يجب ان يحفظ عندها الحليب حتى وصوله الى المستهلك.
3- احكام الرقابة على مزارع الالبان والعناية الطبية بالحيوانات الحلابة ومتابعة الحالة الصحية للعاملين بتلك المزارع والعناية بنظافة وتعقيم الاجهزة المستخدمة فى انتاج وتناول وحفظ الحليب والتااكد من عدم تلوثها.
4- التاكد من سلامة الماء المستخدم فى تنظيف الاوانى. ويتم تقليل نسبة التلوث من خلال افضل طرق التخزين والمعاملات الحرارية:
– التاكد من نقل وحفظ الحليب مبردا
– يجب ان يتم بستره الحليب باستخدام احدى الطرق المرجعية او غليه جيدا فى درجة حرارة 100 بقصد قتل جميع الميكروبات عن طريق تسخينه فى حمام مائى حتى الغليان لمدة لاتقل عن 5 دقايق بعد الغليان حيث تعد طريقة تسخين الحليب فى اناء مكشوف على النار مباشرة حتى يفور طريقة لاتجعله يغلى بالمعنى الصحيح لذلك يجب اتباع الطريقة الصحيحة ويفضل شراء الالبان ومنتجاتها من مكان موثوق به وعدم التعامل مع الباعة الجائلين.
