بقلم: الدكتور/ .محمد حسين على
باحث – قسم بحوث الفيروسات – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية
الوقاية من الأمراض الفيروسية في حيوانات المزرعة
تعد الأمراض الفيروسية من أهم الأمراض التى تصيب حيوانات المزرعة حيث يمكن أن تتسبب في خسائر كبيرة في الإنتاج الحيواني و بالتالى تؤثر على أصحاب المزارع والمستهلكين أيضا .
لذا فإن الوقاية من الأمراض الفيروسية تعد أمرًا حاسمًا للحفاظ على صحة حيوانات المزرعة وضمان إستدامة الإنتاج الحيوانى.
في هذا المقال، سنلقي نظرة عامة على بعض الإجراءات الوقائية المهمة للتحكم في الأمراض الفيروسية التى تصيب حيوانات المزرعة.
أولا – التحصينات :
تعدالتحصينات واحدة من أهم الوسائل للوقاية من الأمراض الفيروسية في حيوانات المزرعة.
يجب أن يتم تنفيذ جدول تطعيمات منتظم لحماية الحيوانات من الأمراض الفيروسية وتقليل انتشارها تبعا لنوع الحيوان و الأمراض المتوطنة فى المنطقة و كذلك التأكد من فاعلية هذه التحصينات و تحديثها تبعا للعترات المنتشرة حديثا كما فى مرض الحمى القلاعية.
ثانيا – النظافة والتطهير:
من أهم الوسائل التى يستعان بها قبل و أثناء انتشار الأمراض المعدية وهواستخدام المطهرات المناسبة و الفعالة بغرض القضاء على مسببات الأمراض ومنع انتشارها بين الحيوانات السليمة و ذلك من خلال الاهتمام بالنظافة والتطهير الجيد لمرافق المزرعة من أرضيات وحوائط و كذلك للأدوات المستخدمة فى الأكل و الشرب .
وكذلك تعزيز ممارسات النظافة الشخصية للعاملين في المزرعة.
ثالثا – الرقابة على الحيوانات المصابة:
يجب عزل الحيوانات المصابة بالأمراض الفيروسية عن باقي الحيوانات في المزرعة . و ذلك من خلال الملاحظة المستمرة للأعراض الظاهرية و الاكتشاف السريع للأمراض وفصل الحيوانات المصابة وعلاجها بأسرع وقت.
رابعا – التغذية السليمة:
يجب توفير بيئة صحية مناسبة لحيوانات المزرعة و تقديم التغذية الجيدة المتوازنة لها حتى تكون أكثر مقاومة للأمراض الفيروسية وتتعافى بسرعة أكبر إذا تعرضت للعدوى.
خامسا – السيطرة على البعوض والذباب:
يعتبر البعوض والذباب مسببات رئيسية لإنتقال الأمراض الفيروسية في المزارع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة و عليه الإلتزام بتنفيذ إجراءات لمكافحة البعوض والذباب من خلال إستخدام المبيدات الحشرية المناسبة وتحسين ظروف النظافة والصحة العامة في المزرعة.
سادسا – التجارة الدولية والمراقبة الحدودية:
يجب مراقبة عبور الحيوانات والمنتجات الحيوانية عبر الحدود الدولية من خلال تطبيق اشتراطات المنظمة الدولية للأوبئة الحيوانية (OIE) للتحقق من سلامة الحيوانات المستوردة ومنع انتقال الأمراض الفيروسية إلى المزارع المحلية.
سابعا – الحجر البيطرى :
يجب أن يتم تطبيق قواعد الحجر البيطرى على الحيوانات الجديدة التي يتم إدخالها إلى المزرعةمن خلال عزل الحيوانات الجديدة لفترة من الزمن ومراقبتها بشكل دقيق للتأكد من خلوها من الأمراض الفيروسية قبل أن تختلط مع الحيوانات الأخرى.
ثامنا – التوعية والتدريب:
يجب توعية المزارعين والعاملين في المزرعة بأهمية الوقاية من الأمراض الفيروسية وتعزيز الممارسات السليمة للنظافة والتطهير كما يمكن تنظيم دورات تدريبية وورش عمل لنشرالوعى بتطبيق قواعد الأمن الحيوى وتوفير الإرشادات اللازمة.
تاسعا – الرقابة البيطرية:
يلعب الأطباء البيطريون دورًا حاسمًا في الكشف المبكر عن الأمراض الفيروسية ومراقبتهاو ذلك بالتعاون مع الإدارات و المديريات البيطريةالمحلية و كذلك المختبرات البيطرية لتنفيذ برامج المراقبة والتشخيص واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
عاشرا – المراقبة الفورية والإبلاغ:
يجب على المزارعين وايضا العاملين في المزارع مراقبة الحيوانات بانتظام والكشف عن أي أعراض غير طبيعية و الإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها للأطباء البيطريين والسلطات المحلية لاتخاذ التدابير اللازمة.
حادى عشر – التقييم المستمر للوضع الوبائى العالمى للامراض الفيروسية:
يتعين تقييم النشر المحلي والعالمي بشكل منتظم لتحديد الأمراض الفيروسية التي تشكل تهديدًا للثروة الحيوانية المحلية و ذلك بالإطلاع أولا بأول على التحديثات التى تنشرها المنظمة الدولية للأوبئة الحيوانية (OIE) للموقف الوبائى للامراض المعدية.
ثانى عشر– التعامل الآمن مع الحيوانات النافقة:
وذلك بالتخلص الصحى منها سواء بالحرق أو الدفن بالطرق العلمية السليمة .
و فى النهاية يمكن القول بأن التمسك بتفعيل الإجراءات اللازمة للوقاية من الأمراض الحيوانية المعدية و خاصة الفيروسية ليس إجراءاً ثانويا بل يعد أمرا أساسيا و مهما فى الحفاظ على الثروة الحيوانية و تطبيقا عمليا للحكمة القائلة الوقاية خير من العلاج.