بقلم الدكتور/ سعد سمير نصر منصور
باحث- بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالدقى
أهم الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق اللحوم
من المعروف أن صحة ألأنسان وصحة الحيوان مرتبطان وبشكل واضح و ذلك نتيجة العلاقة بينهما سواء علاقة تربية أو مرافقة ونتيجة لهذه العلاقة فان هناك امراضا تنتقل من الحيوان للإنسان وهي ما تعرف بألأمراض المشتركة .
ويعتبر ألأطباء البيطريون ومسؤلو الصحة الحيوانية هم المسؤولون المباشرون لأنهم خط الدفاع ألأول للمحافظة علي صحة ألأنسان بمكافحة ألأمراض المشتركة وذلك من خلال عملهم الذي يتطلب ألأحتكاك مع مختلف الحيوانات وكذلك من خلال عمل المحاجر البيطرية (تدقيق – حجر بيطري – مسوحات – مراقبة ألأمراض العابرة للحدود – منع دخول او تطهير – تحصين – متابعة ألأرساليات داخل الدولة ) من خلال عمل تفتيش اللحوم في المجازر.
هنالك العديد من ألأمراض التي تنتقل من الحيوان الي إلأنسان وتسبب له إصابات بدرجات متفاوتة منها إلأصابات المميتة مثل الحمى النزفية ، والسارس ، وأنفلونزا الطيور والخنازير ، والسعار ومنها إلأصابات المزمنة مثل سل ألأبقار ، و منها الذي ينتقل بطريقة مباشرة بإلأحتكاك المباشر مثل القوباء ، ومنها ما ينتقل عن طريق الطفيليات الخارجية مثل القراد ، ومنها ما ينتقل عن طريق الحشرات مثل البعوض الذي ينقل مرض حمى الودي المتصدع. ومن هذه ألأمراض المشتركة ما ينتقل عن طرق تناول اللحوم مثل الديدان الشريطية .
من الأمراض التي تنتقل للإنسان عن طريق اللحوم، سواء بتناولها أو تداولها، ومنها “السل البقري، البروسيلا، الديدان الشريطية، الدودة الكبدية، فضلا عن الحمى التي تنتج عن إصابة الحيوان بالبكتيريا أو الفيروسات.
وكذلك فإن اللحوم ومنتجاتها أيضا تعتبر بيئة خصبة لكثير من ميكروبات التسمم الغذائي، مثل “السالمونيلا، بكتيريا القولون، إشريشيا كولاي المعوية، كامبيلوباكتر، الليستريا، كلوستريديوم برفرنجنس” وغيرها.
إن اللحوم المصابة أو الفاسدة تنقل للإنسان العديد من الأمراض والمشكلات الصحية الخطيرة،وأن أبرز المشكلات التي توجد في اللحوم الفاسدة ومدى تأثيرها على صحة الإنسان.
1- الديدان الشريطية
أن عدوى الديدان الشريطية مرض مشترك بين الإنسان والحيوان كذلك وقد تنتقل من الحيوان للإنسان وبين البشر وبعضهم كذلك، وحددت مصادر العدوى بالنسبة للإنسان فيما يلي:
1- تناول لحوم الخنازير المصابة بالديدان الشريطية
2- تناول لحوم الأبقار المصابة بالديدان الشريطية
3- تناول لحوم الأسماك المصابة بالديدان الشريطية
طرق العدوى
– ابتلاع بيض الديدان الشريطية الموجودة فى مواد غذائية ملوثة ببراز حيوان مصاب بالديدان الشريطية.
– ابتلاع حويصلات من خلال اللحوم وتعتبر تلك الحويصلات هي الطور المعدي للديدان الشريطية وتناول اللحوم المصابة يتسبب في انتقال العدوى للإنسان.
الديدان الشريطية في لحوم الأبقار تعتبر معدية بسبب الحويصلات في اللحوم وعند تناولها تنمو وتستكمل حياتها لأن جسم الإنسان يعد العائل الثاني له، لذلك يجب التخلص من اللحوم المصابة وإعدامها لتجنب انتقال العدوى للإنسان.
أما الديدان الشريطية الموجود في الأغنام تكون غير معدية للأنسان لأن الجسم لا يكون عائل ثاني لها، ولكن يجب أيضًا التخلص من اللحم وإعدامها لأنها غير صحية ومنخفضة الجودة وغير صالحة للتناول.
أعراض الإصابة بالديدان الشريطية من اللحوم المصابة
أنه في حال انتقال عدوى الديدان الشريطية من الحيوان إلى الإنسان يتعرض للإصابة بعدد من الأعراض والتي تتمثل فيما يلي:
-
ألم في البطن
-
إسهال
-
قيء
-
فقدان للشهية
-
فقدان ملحوظ بالوزن غير مبرر
إن القانون ينص على إعدام الذبائح التي تحتوي على حويصلة واحدة فقط من حويصلات الديدان الشريطية، إذا لم تتوافر في المذابح واحد من الاشتراطات التالية:
-وضع اللحم المصاب في درجة الغليان لساعتين ونصف
– الطهي تحت ضغط 10 دقائق
– وضع اللحم في محلول ملحي
– تجميد اللحم لمدة 10 أيام
– ألا يتعدى وزن قطعة اللحم الواحدة عن 2 كيلو ونصف
الوقاية
أن هناك عدد من سبل الوقاية التي يجب اتباعها لتجنب الإصابة بعدوى الديدان الشريطية ومن أبرز تلك الطرق ما يلي:
-غسل الأيدي جيدًا بالماء الجاري والصابون قبل وبعد تناول الطعام، وخاصة بعد استخدام المرحاض الذي يمكن أن يكون مصدر للعدوى عن طريق براز الشخص المصاب.
– تجميد اللحوم لمدة 24 ساعة قبل الطهي لقتل بيض الديدان في حال تواجدها.
– تجنب تناول الأطعمة الجاهزة.
– تجنب تناول الأطعمة فى الأماكن التي لا تراعي الاشتراطات الصحية.
2- السل الكاذب
إن العقد الليمفاوية توجد بشكل طبيعي في جسم الإنسان وكذلك الحيوان، لكن عند تعرضها للالتهاب تتسبب في الإصابة بما يعرف بـ السل الكاذب وهو مرض بكتيري، التهاب العقد الليمفاوية التقرحي، يصاب به الأغنام والماعز والخيول ويمكن أن يصيب الإنسان كذلك.
التهاب الأوعية الليمفاوية خطورته أن الميكروب المسبب له يوجد ويستوطن في الأماكن التي يصيبها لمدة طويلة ولا يستجيب للمضادات الحيوية بشكل كبير، وقد يصعب الكشف المبكر له ويتم اكتشافه عادة عند الذبح يؤثر على إنتاجية اللحوم قد لا ينتقل إلى الإنسان بشكل كبير جراء تناول اللحوم، ولكن الحيوانات المصابة يجب أن يتم إعدامها لأنها تصبح غير صالحة
3-الفاشيولا (الديدان الكبدية)
أن كبد الحيوان يعد مصدرا للكثير من المشكلات الصحية والتي قد تنتقل للإنسان وحددت مواصفات معينة يجب توافرها في الكبد للتأكد من سلامته، وهي:
-لونها أحمر داكن
– غلافها لامع
– خالية من أي تحببات
– خالية من التليف
– خالية من أي بقع
و أن الفاشيولا أحد أخطر الديدان التي تصيب الأغنام والأبقار، والأخيرة مصدر أكبر للعدوى، وتصيب الإنسان كذلك عن طريق تناول طعام ملوث بتلك الديدان.
طرق العدوى
– ابتلاع الطور المعدي للبكتيريا من خلال الأطعمة المختلفة خاصة الخضروات
– شرب ماء ملوث
– تناول لحوم مصابة
الأعراض
عندما تنتقل ديدان الفشيولا إلى الإنسان ويستقر الطور المعدي في القنوات المرارية يصاب الشخص بعدد من الأعراض
– اضطراب القنوات المرارية
– القيء
– الإسهال
– سوء الهضم
– فقدان الشهية
– ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
طرق الوقاية العامة:
وعلى ذلك يجب اتباع ألأرشادات ألوقائية لتجنب الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق اللحوم للإنسان في خطوات، كالتالي:
-
ذبح الحيوانات في المجازر المرخصة تحت إشراف صحي بيطري.
-
يفضل شراء اللحم من جزار موثوق به.
-
يجب أن تكون الأختام على الذبيحة واضحة ومميزة لكل نوع، وعلى المستهلك قراءة الخاتم، الذي يحمل “اسم المجزر واسم المحافظة وتاريخ الذبح والعلامة السرية ونوع اللحوم”.
-
أن يكون اللحم متماسكا، ولا يسهل قطع اليافة العضلية، ولا يوجد عليه مواد مخاطية أو هلامية.
-
عند الضغط عليه بالإصبع لا يترك أثرا غائرا.
-
أن يكون لون اللحم، هو اللون الطبيعي للحيوان: “أي تغيير في اللون يدل على فساد اللحم، مثل “الأصفر أو الرمادي أو الأخضر”.
-
أن تكون رائحة اللحم طبيعية ومقبولة، وغير سيئة مثل “التزنخ” أو أخرى كريهة.
-
لا بد أن يكون الدهن متماسكا، وليس به تحللا، ولونه طبيعي، حسب نوع الحيوان، وليس له رائحة تزنخ.
-
غسل اليدين جيدا قبل إعداد الطعام وتناوله.