بقلم : الدكتور / نيهال على عبدالله نعينع
باحث أول قسم البكتيريولوجى – معمل فرعى كفرالشيخ – معهد بحوث الصحة الحيوانية
خطر استخدام المضادات الحبوية
ان استخدام المضادات الحيوية فى علاجات بعض أمراض الدواجن بكثرة مع انتقال تلك المضادات الحيوية الى المستهلك يتسبب فى ظهورأجيال من البكتيريا مقاومة للعلاجات بهذه المضادات الحيوية فى الانسان وقد تتسبب كذلك فى التأثير على البكتيريا المفيدة فى جسم الانسان (الجهاز الهضمى) مما دفع الى منع استخدام بعض أنواعها فى تغذية الدواجن وعليه صار التقليل من استخدام المضادات الحيوية من الاولويات المهمة والاتجاه نحو البدائل الطبيغية من الضروريات.
المضادات الحيوية
تؤكد التقارير الطبية أن استخدام المضادات الحيوية ومحفزات النمو الكيميائية فى تغذية الحيوانات والدواجن أحد أسباب اصابة الانسان بالسرطان والعديد من الامراض الخطيرة، لذا دعت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) دول العالم الى سحب المضادات الحيوية واتخاذ خطوات جادة لمنع استخدامها فى المنتجات الغذائية، وقد قامت دول الاتحاد الأوربى منذ عام 2006 بتحريم وتجريم استخدام المضادات الحيوية فى أعلاف الدواجن إلا أن العديد من دول العالم وخاصة فى الوطن العربى ومنها مصر ما زالوا يستخدمونها.
وتحتاج نطم التربية المكثفة لقطعان الدواجن لاستخدام الكثير من المضادات الحيوية للسيطرة على الامراض، وتحسين معدلات النمو، وقد وجد إحصائيا أن معدل استخدام المضادات الحيوية فى انتاج الدواجن يفوق بكثير معدل استخدامها فى إنتاج الحيوانات الآخرى لعدة أسباب منها:
الاضطرار الى العلاج الجماعى للطيور وليس المصابة فقط، كثرة الأمراض والرغبة فى السيطرة السريعة عليها، صعوبة وجود معامل للتشخيص داخل كل مزرعة، الاعتقاد الخاطئ للمربيين بأن اضافة المضادات الحيوية ستحل جميع المشاكل الصحية وتقضى على المرض.
مقالات متعلقة
بدء تحصين المواشي ضد الحمي القلاعية بالغربية
فيروس الحمى القلاعية
مرض الحمى القلاعية
عدوى ستافيلوكوكس في الأبقار بعد الاصابة بأنواع A-Africa G4 و A-Venezuela من مرض الحمي القلاعيه
فيروس مرض الحمى القلاعية
خطورة استخدام المضادات الحيوية:
وتتمثل خطورة استخدام هذه المنتجات على الانسان فى:
-
اصابة بعض الآشخاص بالحساسية.
-
قد تتحول المضادات الحيوية داخل جسم الحيوان الى مواد أكثر خطورة وسمية نتيجة لاستخدام أكثر من نوع فى وقت واحد مما يؤدى تفاعلها مع بغضها وانتاج مواد سامة تؤثر على صحة الانسان عند التغذية على اللحم أوالبيض.
-
نتيجة التشابه فى المادة الفعالة بين المضادات الحيوية المستخدمة فى الدواجن والانسان فينتج عن ذلك اكتساب الجراثيم التى تصيب الانسان مناعة ضد تلك المضادات الحيوية وبذلك تقل أو تتعدم فعاليتها لعلاج بعض الآمراض و الحالات الخطيرةالتى قد يتعرض لها الانسان.
-
يمكن أن يسبب وجودها فى الغذاء ولفترات طويلة تكوين بعض الأورام والسرطانات بجسم الانسان وكذلك بعض الطفرات وتشويه للأجنة.
-
تؤثر عل التوازن الجرثومى بفلورا الآمعاء للانسان مما تنتج عنه الاصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمى
-
ظهور عترات جديدة من الجراثيم مما يعوق تشخيص الامراض من حيث الأعراض والعلاج.
وفى ذات السياق وجد أن المضادات الحيوية تستخدم فى مزارع الدواجن لهدفين إما بهدف علاجى أوكمنشط نمو، فإذا تم استخدامها علاجيا بالشكل والجرعة السليمة فإنها تقضى على الميكروبات، وبالتالى تمنع العدوى بشكل سريع وكامل وتحسن من إنتاجية الطيور، أما استخدامها عل الوجه غير الصحيح فتصبح نقمة نتيجة تكون سلالات من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، علاوة على ما يتكبده المربى من خسائر نتيجة استمرار النفوق وخسارة الإنتاج، لذلك يجب مراعاة استخدام المضادات الحيوية بالصورة المناسبة حتى تعم الفائدة ونحقق أفضل منتج بأعلى أمان بما يسمح بتطور صناعة الدواجن، وهذا يعنى أن استخدام المضادات الحيوية فى العلاج عند الضرورة هو أمر حتمى لا يمكن تجاهله سواء فى مصر أو على مستوى العالم لما لها من أهمية خاصة فى المحافظةعلى الحالة الصحية للطيور وبالتالى تعظيم الانتاجية.
أما استخدامها بتركيزات منخفضة غير علاجية كمنشط نمو فقط بهدف رفع وتحسين الحالة الوظيفية للأمعاء وزيادة معدلات التحويل الغذائى عن طريق زيادة معدلات الهضم والامتصاص بالأمعاء، كما تلعب دورا هاما جدا بمنافسة الميكروبات المرضية على مستقبلات الأمعاء مما بقلل من فرصة ظهور الأمراض المعوية.
وأيضا تقوم بسد الأماكن المسئولة عن امتصاص السموم فى الأمعاء فتقوم بذلك بتقليل الأثر الضار للسموم القطرية والتى لا تخلو منها أعلاف الدواجن. وإفرازبعض الفيتامينات والأحماض الأمينية والإنزيمات التى تساعد على الهضم وكذلك افراز حامض اللاكتيك الذى يؤدى الى تقليل نشاط البكتيريا الضارة التى تنشط الوسط القلوى.
كما ثبتت تأثيرات ايجابية عديدة لاستخدام الزيوت النباتية ومستخلصات النباتات الطبية فى أعلاف الدواجن على الحالة الصحية العامة للطيور وخاصة عملية التنفس وأكسدة الدهون بالجسم ومستوى الدهون المفيدة والضارة وكذلك الحالة المناعية.
الإجراءات التى يجب أن تتبع لمواجهة خطر استخدام المضادات الحيوية:
-
حظر استخدام المضادات الحيوية منشطات للنمو، واستبدالها بالبروبيوتك والبريبيوتك والأحماض العضوية والزيوت الأساسية والمنتجات المشتقة من النباتات الطبية.
-
التزام المربيين بفترة الأمان اللازمة لامتصاص جسم الطائر للمضاد الحيوى والتخلص منه بصورة كاملة حيث تحدد القوانين التى وضغتها الدولة عدم السماح بذبح الدواجن والحيواناتت إلا بعد التخلص من متبقيات المضاد الحيوى بالجسم.
-
تشديد الرقابة على المزارع للحد من الاستخدام الخاطئ أو المفرط للمضادات الحيوية وكذلك الالتزام بفترة الأمان للتخلص من المضادات الحيوية بجسم الطيور.
-
تنمية الوعى بخطورة الموقف لدى المربى وكذلك المستهلك بهدف إحياء ضمير المربى وتوعية المستهلك بأهمية انتقاء المصادر الموثوق فيها عند شراء غذائه.
-
تطبيق نظام الكشف الروتينى للدواجن قبل الذبحوأخذ عينات وفحصها بعناية.
-
الحذر من استخدامات منتجات الدواجن الثانوية كالجلد والدهن والكبد والقوانصة غير معلومة المصدر حيث أن هذه المنتجات وخاصة الكبد يعتبر مخزنا لهذه السموم.
-
توعية المستهلكين بضرورة الطبخ الجيد لمنتجات الدواجن والحيوانات بصفة عامة حيث يجب معاملتها المعاملة الحرارية المناسبة للتخلص ولو نسبيا من بقايا المضادات الحيوية التى تتكسر بالحرارة.
-
يجب تجنب استخدام مرق الدجاج المصنعة من لحوم الدواجن غير معلومة المصدر.