بقلم : الدكتورة / مها محمود طاهر رزق
باحث امراض الأسماك ورعايتها – معمل بحوث الصحة الحيوانية بدمياط
أهميه الاستزراع السمكي وخاصة أسماك البلطي بمحافظة دمياط:
محافظة دمياط تقع في شمال مصر على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتشتهر بموقعها الجغرافي المتميز الذي يجعلها مركزًا للصناعات البحرية والزراعية.
أسماك البلطي
كما أن البيئة المائية في دمياط غنية ومتنوعة، حيث يجتمع نهر النيل مع البحر المتوسط في مصب دمياط، مما يساهم في تنوع الحياة المائية.
النيل يوفر مياهًا عذبة ضرورية للزراعة والصيد، بينما البحر المتوسط يقدم بيئة مناسبة للصيد البحري.
كما تضم المحافظة العديد من البحيرات والبرك المائية مثل بحيرة المنزلة، والتي تعتبر موطنًا للعديد من الكائنات البحرية والطيور المهاجرة، مما يجعل دمياط بيئة حيوية للنشاطات الاقتصادية والبيئية.
تُعد بحيرة المنزلة واحدة من أهم الموارد المائية في المحافظة، وهي من أكبر البحيرات الطبيعية في مصر.
هذه البحيرة غنية بالأسماك وتساهم بشكل كبير في اقتصاد المحافظة من خلال أنشطة الصيد.
البيئة المائية في دمياط ليست مهمة فقط للاقتصاد، ولكنها أيضًا تدعم التنوع البيولوجي من خلال توفير عوائل طبيعية للعديد من أنواع الأسماك والطيور، خاصة الطيور المهاجرة التي تتوقف في البحيرات والمستنقعات خلال فترات الهجرة السنوية، مما قد يؤدي الي انتشار البيئة الخصبة لاكتمال دورة حياة الطفيليات المائية.
الأهمية الاقتصادية والصحية لأسماك البلطي:
تعد أسماك البلطي ذات أهمية اقتصادية كبيرة في العديد من البلدان، وخاصة في مصر، حيث تُعد واحدة من أبرز الأنواع السمكية المستزرعة والأكثر استهلاكًا.
فأسماك البلطي تعتبر مصدر غذائي رئيسي, و يعتبر من أهم مصادر البروتين الحيواني في النظام الغذائي المصري والعالمي.
نظرًا لاحتوائه على نسبة منخفضة من الدهون وارتفاع محتواه من البروتين والعناصر الغذائية الأخرى مثل أحماض أوميغا ، فهو يُعتبر خيارًا صحيًا ومغذيًا.
كما أن التكلفة الاقتصادية لتربية البلطي منخفضة مقارنةً بأنواع أخرى من الأسماك، مما يجعلها متاحة لشريحة واسعة من المستهلكين، سواء داخل الأسواق المحلية أو للتصدير.
أيضا يتميز البلطي بسهولة الاستزراع في المياه العذبة، سواء في الأحواض الصناعية أو في البحيرات والمسطحات المائية الطبيعية ويمتاز بسرعة النمو والقدرة على التكيف مع بيئات مائية متنوعة، مما يعزز من إنتاجيته الاقتصادية.
وتعد مصر واحدة من أكبر الدول المنتجة لأسماك البلطي في العالم، وهي تقوم بتصدير كميات كبيرة منه إلى الأسواق العالمية.
هذا التصدير يعزز من الاقتصاد المحلي من خلال توفير العملة الصعبة وفتح فرص عمل في قطاع الصيد والاستزراع السمكي.
كما أن البلطي من الأسماك التي تحتاج إلى موارد مائية أقل مقارنة ببعض الأنواع الأخرى، مما يجعله خيارًا صديقًا للبيئة ويشجع على استدامة الإنتاج السمكي.
كما يساهم استزراع البلطي بشكل كبير في تعزيز الأمن الغذائي على المستوى المحلي والدولي.
من خلال زيادة الإنتاج السمكي، يمكن تحقيق اكتفاء ذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات من الأسماك.
مقالات متعلقة
بحوث الثروة السمكية يختتم برنامجاً تدريباً حول الأمان البيولوجى ورعاية الأسماك البلطي
الاتحاد الزراعي البرازيلي ترفض استيراد أسماك البلطي من فيتنام
«بيطري الشرقية» يعقد ندوة حول «تطبيق تقنية البيوفلوك و لإنتاج أسماك البلطي النيلي»
تجهيز 10 أحواض سمكية بنويبع لبدء دورة جديدة لإنتاج 3 طن من أسماك البلطي بجنوب سيناء
الطفيليات الداخلية بأسماك البلطي:
الطفيليات الداخلية في أسماك البلطي تُعتبر مشكلة صحية شائعة يمكن أن تؤثر على صحة الأسماك وجودة الإنتاج السمكي.
هذه الطفيليات تعيش داخل جسم الأسماك، مثل الجهاز الهضمي أو الأنسجة العضلية، وتؤثر سلبًا على النمو، الصحة العامة، وحتى معدلات الإنتاج.
من أبرز الطفيليات الداخلية التي تصيب أسماك البلطي الديدان الاسطوانية (Nematodes) فهي تتطفل على الأمعاء والأنسجة الداخلية للأسماك.
تؤدي إلى فقدان الوزن، ضعف النمو، وفقر الدم. في الحالات الشديدة، قد تؤدي إلى موت الأسماك.
كذلك الديدان المفلطحة (Trematodes) فهي تعيش في الأمعاء أو الأنسجة العضلية، ولها دورة حياة معقدة تشمل عدة عوائل (مثل الرخويات) وتسبب تقرحات في الأمعاء، ضعف الشهية، وتباطؤ النمو.
قد تسبب بعض الأنواع مشاكل في الجهاز التنفسي إذا استقرت في الرئتين أو الخياشيم مثل (Clinostomum) و (Diplostomum).
أيضا الديدان الشريطية (Cestodes) هي ديدان طويلة شريطية الشكل تعيش في أمعاء الأسماك وتمتص الغذاء وقد تؤدي إلى سوء التغذية، فقدان الوزن، وضعف النمو. قد تؤدي الإصابات الشديدة إلى انسداد الأمعاء وموت الأسماك مثل Ligula intestinalis التي قد تصيب أسماك البلطي.
كما تعد الأوليات (Protozoa) كائنات وحيدة الخلية تصيب الأسماك، وغالبًا ما تكون في الأمعاء أو الدم وتسبب الالتهابات المعوية، الإسهال، وضعف عام في صحة الأسماك مثلHexamita التي قد تسبب التهابات معوية وأمراض معوية أخرى.
كما يمكن أن تصيب ديدان شوكية الرأس (Acanthocephala) أسماك البلطي فهي عبارة عن ديدان شوكية الرأس تتطفل على الأمعاء وتمتاز بوجود خطافات تمكنها من التثبت بجدار الأمعاء وقد تسبب التهابات شديدة في الأمعاء، ضعف الشهية، وسوء التغذية.
وتعد الإدارة الجيدة للاستزراع مثل تحسين نوعية المياه، وتجنب الازدحام في الأحواض من طرق مكافحة الطفيليات والتي تقلل من خطر انتشارها.
كما أن توفير غذاء صحي ومتوازن للأسماك يعزز جهاز المناعة الطبيعي للأسماك، مما يساعدها في مقاومة العدوى.
من ناحية أخري يعد استخدام العقاقير والأدوية الطاردة للطفيليات من طرق العلاج والوقاية مثل البندازول وبرازيكوانتل.
استخدام النبات الطبية لمكافحة الطفيليات:
تلوث المياه يلعب دورًا كبيرًا في انتشار الطفيليات الداخلية في الأسماك، بما في ذلك أسماك البلطي فالبيئة المائية الملوثة تساهم في تهيئة الظروف الملائمة لنمو وتكاثر الطفيليات والطفيليات الثانوية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض والطفيليات الداخلية.
ويعد استخدام النباتات المصاحبة للبيئة في الاستزراع السمكي أحد الحلول المستدامة لتعزيز الإنتاج وتحسين جودة المياه، وهو يتم ضمن أنظمة تُعرف باسم الزراعة التكاملية المائية (Aquaponics) أو الاستزراع السمكي النباتي المتكامل. هذا النظام يعتمد على تربية الأسماك والنباتات في بيئة واحدة، حيث يتم استخدام المخلفات العضوية الناتجة عن الأسماك كسماد طبيعي للنباتات، مما يُعزز من صحة البيئة المائية والإنتاج. فتعمل هذه النباتات علي تنقية المياه عن طريق امتصاص النيتروجين والمغذيات الأخرى التي تنتج من مخلفات الأسماك.
هذه المخلفات، مثل الأمونيا والنترات، قد تكون سامة للأسماك إذا تراكمت بكميات كبيرة.
كما يتيح هذا النظام استخدام مخلفات الأسماك كمغذيات للنباتات، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام أسمدة كيميائية.
النباتات تقوم بدورها في تنظيف المياه وإعادة تدوير العناصر الغذائية، مما يوفر بيئة مناسبة لنمو الأسماك ويقلل من التكاليف البيئية والإنتاجية، حيث يتم الاستفادة من الموارد بشكل متكامل وفعال.
ويتيح النظام تكاملًا بين الإنتاج السمكي والنباتي، مما يُنتج مصدرين للغذاء: الأسماك والخضروات أو النباتات الأخرى.
هذا يساهم في زيادة الإنتاجية من نفس المساحة المائية ويحقق تنوعًا غذائيًا واقتصاديًا.
ويدعم ذلك التنوع البيولوجي عن طريق إدخال نباتات مصاحبة إلى النظام المائي مما يخلق توازنًا بيئيًا أفضل ويقلل من فرص انتشار الأمراض والطفيليات التي تؤثر على الأسماك وتساعد هذه النباتات في تقليل الحاجة إلى المواد الكيميائية والأدوية التي تستخدم لمكافحة الأمراض.
استخدامات نبات الأشواجندا الطبية:
نبات الأشواجاندا (Withania somnifera)، المعروف أيضًا باسم الجينسنغ الهندي أو كرز الشتاء، هو نبات طبي يُستخدم بشكل واسع في الطب التقليدي، خاصة في طب الأيورفيدا الهندي.
له خصائص طبية قوية تعزز الصحة العامة وتساعد في تحسين مقاومة الجسم للتوتر والتعب حيث تحتوي علي مركبات تساعد علي تقليل افراز هرمونات الاجهاد مثل الكورتيزول.
كما تساعد الأشواجندا في زيادة مستويات الطاقة وتحسين القدرة علي التحمل البدني والذهني. كما تساهم في تحسين التركيز والذاكرة، وتساعد في تقليل أعراض الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية وتحتوي الأشواجندا على مضادات أكسدة تساعد في تقوية جهاز المناعة ومحاربة الالتهابات.
أيضا يمكن أن تساعد في تحسين جودة النوم ومكافحة الأرق بسبب تأثيرها المهدئ.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأشواجندا قد تساعد في تقليل مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية، مما يساهم في تحسين صحة القلب.
ويعتبر تناول الأشواجندا مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية، حيث قد تساعد في تنظيم مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
كما تحتوي الأشواجندا على خصائص مضادة للالتهابات، مما يساعد في تقليل الالتهابات المزمنة في الجسم.
استخدام نبات الأشواجندا ومستخلصاته في الاستزراع السمكي وتحسين البيئة المائية:
على الرغم من أن استخدام الأشواجاندا في الاستزراع السمكي ليس شائعًا مثل بعض النباتات الأخرى، إلا أن لها تطبيقات واعدة في تحسين البيئة الزراعية بشكل عام.
في سياق الاستزراع السمكي أو الزراعة المائية، يمكن استخدام الأشواجاندا لأغراض طبية أو بيئية.
حيث تحتوي مستخلصات الأشواجاندا على مركبات مضادة للميكروبات والفطريات والطفيليات، مما قد يساعد في الحفاظ على صحة الأسماك والتقليل من الأمراض.
كما يستخدم كمكمل غذائي للأسماك حيث يمكن إضافة مسحوق أو مستخلص الأشواجاندا إلى الأعلاف السمكية لتحسين المناعة وزيادة مقاومة الأمراض عند الأسماك حيث أنه مضاد للإجهاد والتوتر.
كما تعمل الأشواجندا على تقليل مستويات الكورتيزول وتمتاز الأشواجاندا بخصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب، مما قد يسهم في تحسين الصحة العامة للأسماك.
وقد أوضحت الدراسات السابقة في أسماك البلطي دور مستخلص الأشواجندا في تعزيز عدد الخلايا بالأمعاء وازدياد طول الزغابات المعوية والنسيج الضام للأمعاء، وازدياد معدل امتصاص الغذاء والتحول الغذائي والهضم،
كما أشارت الي ازدياد مناعة الأسماء لطفيليات الجهاز الهضمي.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن الأشواجندا قد تساعد في تحفيز نمو الأسماك وتحسين جودة المياه في الأحواض السمكية فيمكن أن تساهم الأشواجندا في التقليل من نمو الطحالب والمواد الضارة في الماء، وتحسين معدل تحويل الأعلاف للأسماك،
مما يعزز كفاءة استخدام الأعلاف وبالتالي يقلل من التكاليف في صناعة الاستزراع السمكي ويؤدي إلى بيئة أفضل للأسماك.
كما يتم استخدام الأشواجندا لتقليل التأثيرات السلبية للمواد الكيميائية أو الملوثات في بيئات الاستزراع السمكي.
بعض المركبات في الأشواجندا قد تساعد في تقليل التسمم الكيميائي للأسماك الناتج عن التلوث.
كيفية استخدام الأشواجندا في الاستزراع السمكي:
-
مكمل غذائي: عن طريق اضافه مسحوق الأشواجندا الي الأعلاف السمكية بشكل مكمل غذائي لتعزيز صحة الأسماك.
-
مستخلصات الأشواجندا: يتم تحضير مستخلصات النيات عن طريق الجذور او الأوراق واضافتها الي الأعلاف.
-
تغذية مباشرة: تحضير أغذية خاصة تحتوي على مسحوق الأشواجندا أو مستخلصاته.