ميكروب الايكولاى فى الدواجن

بقلم : الدكتورة / غاده صبحى عبد الحميد

باحث -وحده السيرولوجى – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية.

تعد الإصابة بميكروب الايكولاي من الأمراض الشائعه في الدواجن. من أبرز المشاكل الصحية التي تؤثر على الصناعة ، حيث يسبب مجموعة من الأعراض التي قد تؤدي إلى تدهور صحة الدواجن وفقدان الإنتاجية ويمكن أن يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة في حالة تفشيه.

الدواجن

الأسباب والعوامل المساهمة:

السبب الرئيسي بكتريا ( e-coli ) هي بكتريا سالبة لصبغة الجرام و هي موجودة بصورة طبيعية في الأمعاء عند الطيور و بقية الحيوانات الاخرى .. لكن عندما تتعرض الدواجن إلى ظروف بيئية سيئة أو ضعف في المناعة، يمكن لهذه البكتيريا أن تصبح ممرضة وتسبب التسمم. العوامل التي تسهم في تفشي المرض تشمل:

1. التوتر والإجهاد : مثل سوء التغذية، أو ظروف التكدس في المزارع.

2.  اصابة الطيور ببعض الاصابات التنفسية مثل المايكوبلازما , فيروس  اي بي , النيوكاسل

3. ضعف النظافة : حيث يمكن أن تنتشر البكتيريا عبر الأسطح الملوثة.

4. اجهاد بيئى كالتهوية غير الجيدة : أو درجات الحرارة غير المناسبة.

5. التعرض للمضادات الحيوية : استخدام المفرط وغير المنظم للمضادات الحيوية يؤدي إلى تطور مقاومة البكتيريا.

الأعراض:

• الإسهال: يعتبر من الأعراض الرئيسية وهو غالبًا ما يكون مائيًا وملونًا.

• التهاب السرة او عدويكيس المح:

  وتظهر هذه العدوي علي شكل التهابات في منطقة السرة ,انتفاخات في البطن , التهاب كيس المح وتأخر امتصاصه مما يؤدي إلي ضعف الكتكوت وحدوث النفوق المبكر للكتاكيت.

• التهاب قناة البيض:-

         مما يؤدي إلي حدوث التبويض الداخلي الذي يؤدي إلي التهاب بروتوني وبالتالي ارتفاع النافق وانخفاض في نسبة انتاج البيض.

• التهاب المفاصل:

• تلاحظ تضخم المفصل واحمراره مما يؤدي إلي العرج وعند تشريح المفصل تجد مواد مخاطية متجبنة في المفصل.

• متلازمة الراس المنتفخه وهو ظهور الطائر بورم في الرأس. التهاب العين و إصابة الطائر بالعمي وعدم وصوله إلي الماء أو العليقة مما يؤدي الي زياده النافق.

• الالتهابات الخلوية:-

         حدوث التهابات تحت سطح الجلد مما يؤدي الي كثرة الاعدامات في دجاج التسمين.

• التهاب الأمعاء:

حيث تسبب الايكولاي التهابات معوية خاصة في العمر الصغير مما يؤدي الي انتفاخ الامعاء مع وجود السوائل بها خاصة منطقة الاعورين.

• التسمم: بسبب انتشار البكتيريا في الأعضاء الداخلية، قد تُصاب الدواجن بتسمم يتسبب في ضعف النشاط وفقدان الشهية.

• التهاب الأعضاء الداخلية: مثل الكبد والرئتين، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاج المرض بشكل مناسب.

طرق التشخيص:

التشخيص يعتمد على الأعراض السريرية والفحوصات المخبرية. يمكن عزل البكتيريا من عينات الأنسجة أو السوائل من الدواجن المصابة، وإجراء اختبارات لتحديد السلالة المسببة ومدى حساسيتها للمضادات الحيوية.

العلاج:

• المضادات الحيوية: نظرا لوجود عترات مختلفة من الميكروب القولوني كما يوجد مقاومه للمضادات الحيويةالمختلفة في بعض العترات لذا فانه يلزم عمل اختبار حساسية للعترة المعزولة حتي يتثني لنا استخدام المضاد الحيوي الفعال في العلاج.

• تحسين الظروف البيئية: من خلال تحسين النظافة ، والحفاظ على درجة حرارة مناسبة وايضا الحفاظ عل تهوية العنبر حتي لا تتراكم الامونيا التي تسبب ضعف مناعة الجهاز التنفسي من خلال تدمير الاهداب و يجب منع تراكم الاتربة في العنبر وعدم تكدس وتزاحم الطيور

• تحصين الدواجن: بعض اللقاحات قد تكون متوفرة لمكافحة سلالات معينة من الايكولاى.

الوقاية:

نظرا لأن الوقاية هي أول خطوة  للحد من الاصابة بالعدوي لذلك تشمل

1. جودةالبيض المستخدم في الحضانات ومعامل التفريخ حيث يجب استبعاد  البيض المشروخ والملوث بزرق  دواجن الامهات والاهتمام بتبخير المفقسات بالفورمالين ,كما يجب رفع مقاومه ومناعة الطائر حتي لا يتحول الميكروب القولوني الي ميكروب ضاري وذلك عن طريق تقديم العلائق المتوازنة ومراعاة التربية المثاليه وخاصه اثناء فترة التحضين واستخدام البكتيريا النافعة ( منشطات النمو الطبيعية) التي تعمل علي تقليل الاصابات المعوية وامتلاء الأمعاء ببكتيريا ضارة مما يحسن من مناعة الطيور ومقاومتها للميكروبات الضارة.

2. الحد من الاصابات التنفسية الفيروسية مثل الالتهاب الشعبي (IB) , نيوكاسل  عن طريق اتباع برنامج تحصين متكامل والتطهير الجيد للعنبر قبل بدء دورة التربية و كذلك الحد من الامراض المثبطة للمناعه مثل الجمبورو والسموم الفطرية.

3. تحسين إدارة المزارع: ضمان التهوية الجيدة، نظافة أماكن الإيواء، وتقليل التكدس.

4. مراقبة التغذية: توفير تغذية متوازنة تعزز من صحة جهاز المناعة.

5. الحد من التوتر: من خلال توفير بيئة هادئة وتقليل العوامل التي قد تسبب الضغط على الدواجن.

6. التدابير الوقائية البيطرية: استخدام التطعيمات المناسبة ومراقبة صحة الدواجن بانتظام.

موضوعات متعلقة 

“كوكسيديا الدجاج” أخطر الأمراض الطفيلية المعوية التي تصيب الدواجن

استشاري أمراض الدواجن: تقليل الكثافة بالعنابر والمياده المبردة من أهم الإجراءات خلال موجة الحر الشديد

خاص| أستاذ أمراض الدواجن يوضح كيفية الوقاية من الإجهاد الحرارى خلال الموجات الحارة

إستشاري أمراض الدواجن لـ “لمربين”: 4 خطوات يجب اتباعها عند بدء عملية تسكين جديدة

تأثيرعدوى الإيكولاى على صناعة الدواجن

هو تأثير كبير ومعقد، حيث يُعتبر أحد الميكروبات البكتيرية الرئيسية التي تتسبب في العديد من الأمراض والاختلالات الصحية في قطيع الدواجن. يُؤثر هذا المرض على الإنتاجية والصحة العامة للدواجن وقد يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة. فيما يلي أبرز التأثيرات على صناعة الدواجن:

• التأثيرات الصحية على الدواجن:

1. الإسهال والتسمم : العدوى بـ الايكولاى غالبًا ما تسبب إسهالًا مائيًا أو دمويًا، ما يؤدي إلى فقدان كبير للسوائل والمعادن في الجسم. هذا يُضعف صحة الدواجن ويؤثر على نشاطها.

2. التهابات الأمعاء: يمكن أن يُسبب التهاب الأمعاء وتلف الأنسجة الهضمية مما يعيق عملية الهضم وامتصاص المغذيات، مما يؤثر سلبًا على النمو والوزن.

• الإصابات المعوية والرئوية: قد تنتشر العدوى إلى الأعضاء الداخلية مثل الرئتين والكبد، ما يؤدي إلى التهاب شديد وفشل الأعضاء.

1. زيادة معدل الوفيات: في حالات الإصابة الشديدة، قد تؤدي العدوى إلى وفاة عدد كبير من الدواجن في القطيع.

   • انخفاض الإنتاجية:

2. تراجع النمو: الدواجن المصابة بـ الايكولاى تتأثر نموها بشكل كبير بسبب تأثيرات المرض على الجهاز الهضمي وقدرتها على امتصاص المغذيات. هذا يترجم إلى وزن أقل للدواجن في فترة النمو.

3. انخفاض إنتاج البيض: في الدواجن البياضة، قد يؤدي المرض إلى انخفاض إنتاج البيض أو حتى انقطاعه تمامًا بسبب تأثير الايكولاى على الأعضاء التناسلية أو التسمم العام.

   • الآثار الاقتصادية:

4. زيادة التكاليف العلاجية: يتم استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية. كما قد يتطلب العلاج فترات أطول أو سلالات مقاومة للمضادات الحيوية، ما يزيد من التحديات الاقتصادية.

5. خسائر في الوزن والإنتاج: ضعف النمو وزيادة معدلات الوفيات تؤدي إلى تقليص عدد الدواجن القابلة للبيع أو الاستهلاك. كما أن تراجع إنتاج البيض أو اللحوم يترجم إلى خسائر مالية.

إصابة بميكروب الايكولاي فى الدواجن

• • المقاومة للمضادات الحيوية:

تطور السلالات المقاومة: الاستخدام المفرط أو غير المراقب للمضادات الحيوية لعلاج عدوى الايكولاى قد يؤدي إلى تطور سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية. هذا يجعل علاج الحالات المستقبلية أكثر صعوبة ويدفع الصناعات إلى البحث عن خيارات علاجية بديلة، مما يزيد من التكاليف.

• تأثيرات على جودة المنتجات:

1. التلوث الميكروبي للمنتجات: قد يؤدي انتشار الايكولاى إلى تلوث اللحوم أو البيض بالبكتيريا، مما قد يؤثر على الجودة ويزيد من المخاطر الصحية للمستهلكين. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي العدوى إلى تدهور الأطعمة قبل أن تصل إلى الأسواق.

2. مخاطر على الصحة العامة: بعض سلالات الايكولاى يمكن أن تُسبب التسمم الغذائي للبشر، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية وأزمات في سلامة الغذاء تؤثر على سمعة الصناعة.

   • تحديات في التصنيف والتسويق:

• رفض المنتجات في الأسواق: قد يُرفض بيع المنتجات الداجنة في الأسواق الدولية أو المحلية في حال كانت ملوثة بـ الايكولاى ، مما يعوق عملية التصدير ويسبب مشاكل تجارية.

  • الأثر على السمعة التجارية:

• ثقة المستهلكين: إذا تم ربط الايكولاى بالمنتجات الداجنة، قد تتأثر سمعة العلامات التجارية للشركات، مما يؤدي إلى فقدان ثقة المستهلكين وتقليص المبيعات.

  • التأثيرات البيئية:

• التلوث البيئي: قد تساهم الايكولاى في تلويث البيئة المحيطة بالمزرعة، بما في ذلك الماء والتربة، مما يساهم في انتشار المرض إلى مزارع أخرى ويؤدي إلى مشاكل بيئية طويلة الأمد.

التعامل مع تأثيرات الايكولاى في صناعة الدواجن:

لمواجهة هذه التحديات، يجب على مربي الدواجن اتخاذ تدابير وقائية صارمة، مثل:

• مراقبة جودة البيئة: التأكد من أن المزرعة تتمتع بنظام تهوية جيد، ونظافة كافية، وتغذية متوازنة.

• الإشراف البيطرى: التشخيص المبكر والعلاج المناسب باستخدام المضادات الحيوية، ولكن بحذر لتجنب مقاومة البكتيريا.

• التطعيمات: استخدام اللقاحات المتاحة ضد الايكولاى في بعض الحالات، خصوصًا في المزارع الكبيرة.

• إدارة التوتر: توفير بيئة خالية من التوتر يمكن أن تساعد في تقوية جهاز المناعة لدى الدواجن.

في الختام، يمكن القول إن الايكولاى يُشكل تهديدًا كبيرًا لصناعة الدواجن على عدة مستويات، من الصحة إلى الاقتصاد والجودة، ويتطلب التعامل معه مزيجًا من الوقاية والعلاج وإدارة فعّالة للمخاطر.

تابع التطورات الإضافية للوضع في المقالات البيطرية على موقعنا.