بقلم : الدكتور / مصطفى صفوت عبده
باحث أول بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه – بالمعمل الفرعى بكفرالشيخ
التأثير الاقتصادى لأمراض الأسماك: لها تأثيرها المباشر على الإنتاج السمكى والمتمثل فى الفقد الكامل لإنتاجية المزارع السمكية خاصة من الأمراض المعدية الوبائية التى تتميز بنفوق جماعى للأسماك قد يصل إلى 100% من أسماك القطيع أو أمراض التسمم البيئى والتلوث فى الأسماك التى تؤدى إلى نفس المردود الإقتصادى والخسارة الفادحة لمشاريع الإنتاج السمكى ، بالإضافة إلى التأثير على الصحة العامة و المخاطر المرضية التى يمكن أن تنتقل للإنسان سواء عن طريق التعامل الخارجى مع الأسماك المصابة أو عن طريق تناول هذه الأسماك المصابة بدون طهى كامل أو تمليح جيد.
البيئة المائية: تمثل الوسط الذى تعيش و تتكاثر و تنمو فيه الأسماك. و يحتوى هذا الوسط المائى على العديد من ميكروبات الأسماك و التى تختلف و تتباين فى أنواعها بإختلاف نوعية الوسط المائى نفسه و ما يشتمل عليه من عوامل فيزيائية وكيميائية وبيولوجية. وتحتوى البيئة المائية على العديد من العوامل المثبطة والمجهدة لمقاومة الأسماك الطبيعية غالباً ما يكون المسبب لتواجدها العنصر البشرى من خلال الرعاية الغير ملائمة لأسماك المزارع السمكية والمعرضة لمياه الصرف الزراعي أو الصناعى أو الصحى ، الأمر الذى ينتهى غالباً بظهور الأمراض فى الأسماك. وتتنوع الأمراض الوبائية و المعدية بين أسماك المزارع السمكية تبعاً لنوعية البيئة المائية وجغرافية المكان. فمثلاً نجد أن الأمراض الفيروسية بين الأسماك تمثل طاعوناً لأسماك المياه الباردة والتى تقل فيها درجات الحرارة عن 10 درجة مئوية ، بينما فى البلاد ذات المياه الدافئة فإن الأمراض الطفيلية والبكتيرية و الفطرية على الترتيب غالباً ما تأخذ المراكز الأولى والنسب الكبيرة فى الحدوث نظراً لتوافر درجات حرارة المياه المناسبة (20 درجة فأكثر) مع زيادة تركيز المادة العضوية بهذه المياه
الأمراض البكتـــــــــــيرية: تمثل أهم و أخطر المشاكل المرضية للأسماك فى المزارع السمكية ليس فحسب بل أيضاً يمكن أن تسبب العديد من المشاكل الصحية للمستهلك لها و المتعامل معها على السواء.
مصادر البكتيريا فى الأسماك:
– المياه المستخدمة فى الإستزراع السمكى ( الصرف الزراعى و الصرف الصناعى و الصرف الصحى).
– التربة فى الأحواض السمكية الترابية و المخصابات العضوية المستخدمة فيها.
– الأعلاف الغير تقليدية المستخدمة لتغذية الأسماك فى بعض المزارع.
– الأسماك النافقة.
أمراض التسمم الدموى البكتيرية فى أسماك المزارع السمكية:
و هى تضم العديد من الأمراض أهمها:
-
مرض التسمم الدموى الإيرومونوزى.
-
مرض التسمم الدموى السودومونوسى.
-
مرض الكوليرا ( الفيبريو ).
-
مرض الإدوارسيللا.
-
مرض التهاب الفم و الأمعاء الأحمر.
-
مرض التسمم الدموى للميكروب السبحى ( الإستربتوكوكس ).
طريقة العدوى وكيفية حدوث أمراض التسمم الدموى البكتيرى:
طريقة العدوى:
-
عن طريق الفم.
-
عن طريق الخدوش فى الجلد أو الخياشيم.
كيفية حدوث العدوى:
-
تحدث العدوى غالباً فى الأسماك التى تعانى من الإجهاد فى المزارع السمكية ولعل التكثيف فى أعداد الأسماك المستزرعة فى وحدة المياه أو نقل الزريعة لمسافات طويلة أهم عوامل الإجهاد للأسماك.
-
تكاثر الميكروبات السابقة فى أمعاء الأسماك يصاحب بإفراز بعض السموم البكتيرية والمعروفة بسم الإنتيروتوكسين والذى يؤدى إلى التهاب الغشاء المبطن للأمعاء مع فقدان الأسماك للشهية.
-
مع تزايد التكاثر البكتيرى فى الأمعاء الملتهبة يصل الميكروب إلى الدم ليفرز العديد من السموم البكتيرية لعل أهمها سموم الهيموليسين والبروتياز والسيتوتوكسين والتى تؤدى إلى التكسير الحاد فى خلايا الدم الحمراء والبيضاء على السواء وكذلك التكسير الحاد للخلايا المبطنة للأوعية الدموية والتى إلى العديد من الأعراض المرضية الخارجية والداخلية على السواء.
-
فى الحالات المزمنة يصل الميكروب المسبب للمرض إلى عضلات و جلد الأسماك مفرزاً سماً آخر يعرف بإسم الدرمونكروتوكسين والذى يؤدى إلى تنكرز الجلد وظهور القرح السطحية والعميقة فى أجزاء مختلفة من جسم الأسماك المصابة.
الأعراض الظاهرية لأمراض التسمم الدموى البكتيرى:
الطور فوق الحاد:
فى الأسماك الصغيرة (يرقات وزريعة الأسماك) وحوالى 80 -90% من الأسماك اليافعة فى أحواض التربية دون ظهور أعراض خارجية مميزة نتيجة للصدمة الدموية من إرتفاع الحمل البكتيرى ونسب السموم المفرزة منها فى دماء الأسماك المصابة.
الطور الحاد:
– الأنزفة الخارجية على زعانف والأماكن المختلفة من جلد الأسماك المصابة.
– تساقط القشور مع التآكل الشديد للزعانف فى الأسماك المصابة.
– جحوظ العينين.
– الإستسقاء البطنى.
– بروز الأمعاء الملتهبة من فتحة المجمع لبعض الأسماك وخاصة المعدية عن طريق الفم.
الطور المزمن:
– القرح السطحية والعميقة على جسم الأسماك المصابة ذات المكان المميز فى بداية ظهورها فى الأسماك المختلفة حيث منطقة الذيل فى أسماك المبروك العادى ، الظهر فى أسماك البلطى النيلى والمنطقة الخلفية للرأس فى أسماك البورى.
– فى حالة الإصابة بميكروب الإيدواردسيللا تاردا خاصة فى أسماك القرموط يظهر بعض الإنتفاخات على الجلد و المحتوية على غاز كبريتيد الهيدروجين ذو رائحة البيض الفاسد والذى يؤدى إلى اكتساب الأسماك هذه الرائحة وكأنها مرباه فى مياه الصرف الصحى.
التشخيص:
– الفحص الظاهرى للأسماك المصابة و يشمل تاريخ المرض فى المزرعة ، نوعية الأعلاف المستخدمة ، نوعية المياه المستخدمة.
– الأعراض المرضية الظاهرية.
– الصفات التشريحية الداخلية.
– عزل المسبب المرضى البكتيرى معملياً و تصنيفة بيوكيميائياً.
– التصنيف المؤكد من خلال البيولوجية الجزيئيئة ( PCR ).
الوقاية و العلاج:
– لابد من الاهتمام بالوقايه لأن الوقاية خيرمن العلاج وخاصه أمراض التسمم الدموى البكتيرى بين أسماك المزارع السمكية لعدة أسباب:
– أن العلاج غالباً ما يتم بعد ظهور الأعراض المرضية على الأسماك مما يعنى أن السموم البكتيرية التى تحدث تلف الأنسجة فى الأسماك المصابة قد تم إفرازها بنسب عالية.
– أن العلاج الكيميائى غالباً ما يكون بإستخدام المضادات الحيوية واسعة المدى، ولكن التأثير العلاجى غالباً ما يكون محدوداً نظراً لأن المضاد الحيوى قاتل للبكتريا ولكنة لا يؤثر على السموم البكتيرية المفرزة.
– أن المضادات الحيوية تستخدم كإضافات علفية وغالباً ما تكون الأسماك المصابة فاقدة للشهية ولا تقبل على الأعلاف المعالجة بالمضادات الحيوية.
– أن وصول كميات بسيطة من المضاد الحيوى المستخدم للأسماك يعنى حدوث تعود للميكروب المسبب على المضاد الحيوى المستخدم مما يؤدى إلى وجود عترات بكتيرية ممرضة لا تتأثر بهذا المضاد الحيوى إذا ما أعيد استخدامة.
– أن المضادات الحيوية غالباً ما تكون عوامل مثبطة مناعياً وصحياً للأسماك المصابة.
المقاومة الحيوية لأمراض التسمم الدموى البكتيرى: توجد العديد من العيوب لإستخدام المضادات الحيوية فى علاج أمراض التسمم الدموى البكتيري بين أسماك المزارع السمكية للأسباب السابق ذكرها، واستبدالها بالمقاومة الحيوية بإستخدام بعض الكائنات الحية الدقيقة والنافعة لصحة الأسماك والحيوان والإنسان على السواء مثل بعض الأنواع المميزة من خمائر السكاروميسس سيرفيزى سواء الكاملة (بروبيوتك) أو بعض المستخلصات منها (البريبيوتك).وفى بعض الأحيان يتم استخدام خليط من البروبيتك مع البريبيوتك ويعرف هذا بالسيمبيوتك . ومن الجدير بالإشارة أن اختيار البروبيوتك أو البريبيوتك يتوقف على بعض العوامل لعل أهمها طريقة ادماجه مع الأعلاف (كاضافات علفية) ونوعية الأعلاف المستخدمة (غاطسة أو طافية) ودرجات الحرارة المستخدمة فى طبخ وتجهيز الأعلاف وطبيعة غذاء الأسماك المعالجة.
– استخدام البيوموس ومن أهم الموادة الفعالة فية المانان أوليجوبولى سكارايد و المستخلصة من الجدار الخارجى لخميرة السكاروميسس سيرفيزى وهو فعال ضد الامراض البكتيرية للإعتبارات الآتية:
1- سهولة الإستخدام كإضافات علفية مع تحملة لدرجات الحرارة أثناء تحضير الأعلاف سواء الغاطسة أو الطافية، كما أنه وكمادة مستخلصة غير حية لا يتأثر بملوحة المياه.
2- تواجد مادة البيوموس فى أمعاء الأسماك مع الأعلاف يؤدى إلى تغير صورة التركيب الميكروبى إلى النوع النافع والذى يؤدى إلى الإنخفاض الملحوظ فى أعداد البكتيريا الممرضة فى الأمعاء.
3- وجود البيوموس فى أمعاء الأسماك يؤدى إلى تكاثر خلايا الخمائل المعوية وزيادة كثافتها خاصة فى الجزء الخلفى منها مما يؤدى إلى زيادة الإمتصاص وبالتالى زيادة معدلات النمو و انخفاض معدل التحويل الغذائى.
4- تنشيط خلايا الكبد وكذلك الانزيمات الكبدية والتى تؤدى إلى زيادة كفاءة عمليات الأيض وتحسين معدلات التحويل الغذائى.
5- منع إفراز السموم البكتيرية فى الأمعاء من البكتيريا الممرضة وبالتالى عدم حدوث الإلتهابات المعوية أو الغزو الميكروبى لدم الأسماك والذى يمثل العامل الأهم فى حدوث المرض.
6- عدم امكانية حدوث أى تعود أو مقاومة من البكتريا الممرضة له كما يحدث عند استخدام المضادات الحيوية وذلك لأن البيوموس يقوم بإدمصاص البكتريا الضارة وإلغاء تأثيرها الضارى وليس قتلها.