بقلم : الدكتورة / إيمان أحمد كمال عبد الحكيم
(باحث مساعد الكيمياء الحيوية _معهد بحوث الصحة الحيوانية معمل المنصورة الفرعي)
إن الزراعة الحديثة اليوم تستخدم الكيميائيات الزراعية المختلفة من مبيدات وأسمدة ومنظمات نمو من أجل حماية المحاصيل المختلفة من الآفات وزيادة إنتاجية تلك المحاصيل ولكن ان لم تُستخدم الكيميائيات الزراعية بالنسب المحددة لكل منها يؤدي ذلك لتلوث التربة ومن ثم الماء فيؤثِر علي صحة الأسماك ويضُر بالثروة السمكية .
تعتبر الأسماك من أهم مصادر الثروة المائية ، فهي مصدراً جيداً للبروتينات العالية القيمة، والتى يمكن مقارنتها ببروتينات اللحوم الحمراء والدواجن والبيض واللبن، وهى بذلك أعلى في القيمة الغذائية من بروتينات البقوليات والخبز، وكذلك تتميز الأسماك عن الأغذية الحيوانية الأخرى لاحتوائها على نسبة عالية من فيتامينى أ ، د وأوميجا 3 بما لهم من أهمية في قوة الإبصاروصلابة العظام وقوة التركيزوالذاكرة .
لذا نركز في هذا المقال علي المبيدات الحشرية ،وأضرارها ، وطرق استخدامها بالشكل الصحيح.
المبيدات الحشرية:
المبيد هو مادة طبيعية او مصنعة تعمل علي قتل الآفات. يوجد حوالى 500 نوع من المبيدات الحشرية المستخدمة فى الإنتاج الزراعى، وكان أكثرها استخداما على الإطلاق هو الـ د. د. ت، وبالرغم من أن معظم بلاد العالم تحرم الآن استخدامه إلا انه ما زال ملوثا للبيئة لأنة مازال ينتج أو أن بقاياه مازالت موجودة.
سمية المبيدات الحشرية :
معظم المبيدات الحشرية الحديثة ترجع سميتها إلي قدرتها على مهاجمة الجهاز العصبي للآفة كهدف أولي . يعتبر الجهاز العصبي أهم الأجزاء الحساسة والتى تمثل نقاط ضعف فى معظم الكائنات الحية الراقية و من السمات المحدده في الحشرات أنها تمتلك جهاز عصبي مركزي متطور مقارنة بالثدييات. لذا يعتبر تسمم الجهاز العصبي وسيلة سريعة ومؤثرة في إحداث خلل في ميكانية أداءها ويمكن اختصار تأثيرها فيما يأتي :
-
تثبيط انزيم الكولين استيريز: تعد مادة الأسيتيل كولين مادة مهمة في نقل الإيعازات العصبية وبعد أن تقوم بهذه المهمة في مناطق الإشتباك العصبي يتم تحويلها بواسطة انزيم اسيتيل كولين استيريز إلي كحول الكولين وخلات حيث تمتص مرة أخري من قبل الجسم للإستفادة منها وتثبيط هذا الإنزيم يؤديإلي تراكم مادة الأسيتيل كولين في نهاية الأعصاب مما يؤدي إلي حدوث الشلل .
-
التأثير علي عملية تبادل الأيونات : تؤثر العديد من المبيدات علي عملية التبادل الأيوني لأملاح الصوديوم والبوتاسيوم عن طريق نفاذها من الغلاف العصبي .
-
التأثير علي المستلمات الحسية في الأعصاب.
وتتفاوت المبيدات في درجة سميتها على الأسماك، كما تتفاوت أنواع الأسماك في درجة تحملها لمبيد معين. فقد يكون التركيز النصفي القاتل لبعض أنواع الأسماك بضعة أو عشرات الأجزاء في المليون، وقد تصل قيمة ذلك التركيز إلى مئات من الأجزاء في المليون لبعض المبيدات الأخرى من مبيدات الحشائش والمبيدات الحشرية.
وقد لا يكون المبيد في حد ذاته ساماً على الأسماك، ولكن بتحلله في الماء قد تنتج مركبات سامة، مثل مبيد البروبانيل، المتخصص في مكافحة حشائش الأرز، حيث يتحول إلى مركب دايكلورو الضار بالأسماك الأمر الذى يهدد وجودها في مزارع الأرز.
تأثير المبيدات الحشرية علي الأسماك:
-
إن تراكم المبيدات في الأسماك يؤدي إلي انخفاض كفاءتها التناسلية وخمولها إذا تعرضت لجرعات غير قاتلة، كما يشكل خطرا مباشرا علي صحة الإنسان لما لها من أهمية كغذاء مهم ورئيسي له .
-
نفوق الأسماك إذا تعرضت لكميات أو جرعات قاتلة من المبيد وبالتالي تناقص أعدادها وانخفاض الثروة السمكية.
وترجع خطورة هذه الكيميائيات إلى أنها تختزن فى جسم الحيوان والإنسان فى الأنسجة الدهنية ، وارتفاع نسبة الدهون فيها يزيد من فرصة احتوائها على نسب أعلى من المبيدات. و الأسماك تركز المبيدات الحشرية فى لحمها إلى أن تصل إلى آلاف الأمثال بالمقارنة بتركيزها فى نفس الماء المحيط بها.
كمية المبيدات في الماء:
أثبتت بعض الأبحاث التى أجريت فى مصر الآن أن الأسماك فى بحيرة ناصر تعتبرأقل الأسماك احتواء على المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة، ويزيد تلوث الأسماك “سمك البلطى” كلما اقتربنا من شاطئ البحر المتوسط وأكثر الأسماك تلوثاً فى وسط الدلتا.
العوامل المؤثرة في بقاء المبيدات في الماء:
-
درجة ذوبان المبيد :المبيدات الأسرع ذوبانا في الماء هي الأسرع اختفاءا من الماء .
2.طين القعر: عندما تصل متبقيات المبيدات إلي الماء فإن تركيز المبيدات في الماء يرتبط بحجم جزيئات الترسبات القعرية حيث يزداد تركيز المبيد في الترسبات ذات الجزيجات الصغيرة جدا.
-
المادة العضوية : من المؤكد أن المبيدات تميل إلي الإرتباط بالمواد العضوية الحية والميتة وخاصة مع الأجزاء الدهنية من تلك المواد وقد وجد أنه في حالة المواد العضوية الطافية تبقي المبيدات معلقة في الماء وعندما تكون المادة العضوية في القعر فغنها تعمل علي إزالة المبيدات من الماء الموجود فوقها.
4.درجة الحرارة والحامضية : لاتتوافر الكثير من الدراسات علي تأثر درجة الحرارة والحامضية علي بقاء المبيدات في الماء إلا أنه من الراجح أن درجة الحرارة تؤثر علي درجة ذوبان وتطاير المبيدات .
وسائل مكافحة تلوث المياه بالمبيدات :
1.استخدام كميات قليلة من المبيدات .
2.اتباع وسائل جديدة في مكافحة الآفات وعدم الإعتماد كليا علي المبيدا الحشرية.
3.تحريم استخدام المبيدات بطيئة التحلل خاصة تلك التابعة لمجموعة الهيدروكربونات المكلورة.
-
استخدام العديد من المرشحات الحاوية علي الكربون النشط لإزالة المبيدات من مياه الصرف قبل وصولها إلي الأنهار والجداول.
متطلبات الإستخدام الناجح للكيميائيات الزراعية :
-
1. الإختيار الصحيح للآلة المناسبة للإستخدام والتي تعتمد علي صورة تجهيز المركب والمكان المطلوب معاملته ونوع المحصول ومرحله نموه ومستوي الإصابة وغيرها من العوامل .
-
توقيت عملية الإستخدام : من الضروري في حالة المبيدات ان تتم عملية المكافحة في الوقت الذي يوجد فيه الطور الحساس من الآفة في الحقل.
-
الظروف الجوية : من الضروري عدم استخدام المبيدات الزراعية في الأجواء الممطره وعند هبوب الرياح أو ارتفاع درجات الحرارة أو عندما تكون التربة غدقة لما يلعبه ذلك من دور في انجراف الكيميائيات إلي أماكن غير مستهدفة.
-
إيصال المركب الكيميائي إلي الآفة المستهدفة كما في الشكل التالي