دكتورة : روان أحمد يوسف إبراهيم
باحث مساعد بقسم البيوتكنولوجى – معهد بحوث الصحة الحيوانية
مرض الحمي القلاعية هو مرض فيروسي ,وبائى ,معدى جداً وسريع الأنتشار حيث ينتشربمجرد ظهور بؤرة واحدة , يصيب الماشية مشقوقة الظلف كالأبقار و الجاموس والماعز و الأغنام و غيرهم من الحيوانات البرية ويسبب خسائر أقتصادية كبيرة فى الثروة الحيوانية.
يتميز المرض بنسب أصابة مرتفعة فى الحيوانات الكبيرة ونسب نفوق قليلة قد تصل الى 5 فى المئة عكس صغار الحيوانات التى ترتفع فيها نسب الوفيات الى 50 فى المئة بسبب تدمير الفيروس لعضلة القلب.
تتراوح فترة حضانة المرض من 2 الى 7 أيام ;حيث ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة فى الدم , بعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وفى شق الاظلاف ويزداد أفراز اللعاب وسيولته ثم تنفجر الحويصلات فتترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتريا .
مرض الحمى القلاعية منتشر عالميا ,فهو موجود فى بلاد كثيرة من القارات المختلفة مثل آسيا وأفريقيا و الشرق الأوسط و أمريكا الجنوبية و أجزاء من أوروبا .
مرض الحمى القلاعية هو مرض ذو أهتمام عالمى لأنه مرض سريع الأنتشار فالفيروس له القدرة على الانتقال عبر الرياح على مدى 60 كم وأيضا يصيب الكثير من الحيوانات سواء البرية أو المستانسة ;بالإضافة الى إمكانية جينوم فيروس مرض الحمى القلاعية (RNA)من تغيير التركيب الوراثى له وهذا يسبب العديد من الطفرات و ظهور عترات جديدة للمرض .
فيروس مرض الحمى القلاعية ينقسم الى 7 عترات مختلفين فى التركيب الوراثى وليس بينهم حماية مشتركة فى التحصين. يتوطن فى مصر 3 عترات وهما A,O,SAT2 ويوجد تحت كل عترة انواع اخرى مختلفة عن بعضها .
الطبقة الخارجية للفيروس تتمثل فى 4 بروتينات اساسية (Vp1, 2, 3,4)
ويعتبر بروتين Vp1من أهم بروتينات السطح للفيروس حيث يستخدم التركيب الوراثى له فى التحليل الجينى للمعزولات المصرية لتتبع الوبائية الجزيئية للمرض وتحديد مصدر دخول السلالات الجديدة ,وأيضا لعمل مقارنة بين المعزولات الحديثة ونظيرتها المستخدمة فى اللقاح لتحديث اللقاحات والتاكد من فعاليتها.
لذا كانت الخطوة الأولى للتحكم والسيطرة على مرض الحمى القلاعية; هو تشخيص سريع وحساس لمعرفة الفيروس وتحديد العترات المختلفة له لعمل التحليل الجينى للمعزولات الجديدة ,ويعتبر أختبار انزيم البلمرة المتسلسل ذو الوقت الحقيقى من أهم الطرق المستخدمة لتشخيص فيروس مرض الحمى القلاعية لأنه تفاعل انزيمى سريع وحساس و دقيق حيث تتضاعف اعداد نسخ قطع الDNA مع وجود كاميرا أو كاشف الصبغات المشعة يدون ويرصد هذه العمليات لأعطاء تقرير مفصل عن عدد الدورات و ما يقابلها من تزايد نسخ الجين المستهدف. ولذا فأن أهمية تطوير وتحديث هذا الأختبار هو ضمان تشخيص دقيق لكل السلالات الجديدة و العترات المحلية.