بقلم : الدكتورة / رشا عادل المغناوى- باحث أول باراسيتولوجى –معهد بحوث صحة الحيوان معمل شبين الكوم.
بقلم : الدكتورة / دينا اسماعيل الذهبى –باحث أول صحة أغذية – معهد بحوث صحة الحيوان معمل شبين الكوم.
مرض الفاشيولا
الفاشيولا أو داء المتورقات من الأمراض الطفيلية المعدية التي تصيب الإنسان وبعض الحيوانات، ويسبب هذا المرض دودة كبدية تسمى الفاشيولا، وهي من الطفيليات الخطيرة المنتشرة في الكثير من دول العالم، ومنها بعض الدول العربية.
وهذه الدودة تهاجم الحيوانات التي تتغذى على الحشائش والأعشاب والنباتات، مثل الأبقار، والجاموس، والجمال، والخيول، والحمير، والأغنام، والماعز.
وتستوطن الديدان مكتملة النمو القنوات المرارية في كبد الإنسان والحيوان، وتتكاثر وتنتشر في جميع أنسجة الكبد، مسببة العديد من الأضرار والمخاطر على الصحة العامة، وخسائر كبيرة في الإنتاج الحيواني.
الفاشيولا هي إحدى أنواع الديدان التي تنتمي إلى شعبة المفلطحات، تحديدا لطائفة تسمى طائفة التريماتودا، وهي تشبه في شكلها ورقة الشجر، ولونها بني يميل إلى الصفرة، وترى بالعين المجردة حيث يبلغ طول الطور البالغ منها 3 – 7 سم فيما يبلغ عرضها 0.8 -1.4 سم وهي من الكائنات المخنثة، ويمكنها تثبيت نفسها في القنوات المرارية للحيوانات من خلال ممص امامى (جزء يحيط بفتحة فمها) ويمكنها أن تنتقل للإنسان.
طرق العدوي ودورة الحياة
-
عن طريق تناول النباتات الورقية مثل الفجل، والجرجير، والخس، والبقدونس، وغيرها المصابة باليرقة المتحوصلة حيث تلتصق بأوراق النباتات عن طريق مادة شمعية لزجة، والتي يصعب التخلص منها بواسطة الغسل بالمياه؛ لأنها ملتصقة بالمادة اللزجة، وتدخل الميتاسركاريا، أو اليرقة المتحوصلة إلى جسم الشخص ثم تصل إلى المعدة وتخرج من الحويصلة نتيجة تأثير إفرازات وعصارات المعدة، وسرعان ما تأخذ طريقها إلى الإثني عشر، وتبدأ في اختيار أحد الطرق للوصول إلى القنوات المرارية في الكبد.
-
وقد تصل لأحد الأوردة البابية وتنتقل من خلاله إلى الكبد، ثم إلى القناة المرارية بالكبد، أو تسلك طريقاً آخر هو الانتقال عبر القناة المرارية البنكرياسية الكبدية، المشتركة بين الكبد والبنكرياس، ثم تأخذ طريقها إلى القنوات المرارية بالكبد.
-
وتصل المدة التي تحتاجها اليرقة لتصبح دودة بالغة ما يقرب من 3 شهور ونصف، ثم تبدأ الدودة في البيض فيخرج مع الفضلات في مياه المصارف والترع.
-
ويحتاج هذا البيض إلى 15 يوماً ليخرج الميراسيديوم، ويبحث عن نوع من القواقع يسمى ليمنيا، وإذا لم يعثر على القوقعة خلال 25 ساعة يموت. وعند وصولها للقوقعة تخترق أنسجتها ثم تبدأ في طور النمو والتحول إلى الميتاسركاريا، التي تحتوي خلايا تقوم بتكوين الحويصلة حول الميتاسركاريا لحمايتها لفترة طويلة ثم تخرج الميتاسركاريا المتحوصلة من القوقع بعد مرور شهر تقريباً، وتسبح في المياه باحثة عن فريسة جديدة، وتلتصق ببعض أوراق الخضراوات بواسطة الحويصلة اللزجة ليتناولها الإنسان أو الحيوان لتبدأ دورة جديدة وهكذا.
-
المياه والأغذية الملوثة: تناول بعض المياه الملوثة بهذه اليرقة.
-
تناول الكبد النيئ المصاب بالديدان الكبدية الحية ينتج عنه مرض الهالوزون لتعلق الدودة بجدار لتعلق الديدان البالغة الحية بالحلق وتسبب ورم أوديمى حول منطقة الحلق والزور يؤدى إلى الاختناق، وصعوبة البلع وألام شديدة.
أعراض الاصابة بالفاشيولا:
وتوضح الدراسات أن هذا المرض تنتج عنه مجموعة أعراض تظهر على الشخص المصاب. فعند وصول اليرقة المتحوصلة إلى الإثني عشر في طريقها إلى القنوات المرارية بالكبد، تسبب ارتفاعاً في درجة حرارة المصاب نتيجة وصول اليرقة إلى الكبد، وبداية عملية اختراق أنسجته وصولاً إلى القنوات المرارية. وبعد وصول اليرقات إلى القنوات المرارية بالكبد ونموها وتحولها إلى ديدان بالغة كاملة، تسبب انسداداً في هذه القنوات، ما يؤدي إلى ظهور علامات الإصابة بالصفراء، فيلتهب الكبد ويتضخم.
تظهر أعراض المرض على الإنسان بعد أسابيع من إصابته ويشعر المريض في هذه الفترة باضطرابات فى الجهاز الهضمى مثل القىء، والإسهال، وآلام فى الجانب العلوى الأيمن من البطن، وفقدان الشهية، وارتفاع في درجة الحرارة واصفرار العينين، ثم يشكو المريض من آلام فى البطن تشبه آلام التهاب الحويصلة المرارية، وسوء الهضم، وفقدان الشهية
وقد يصاب الانسان بالأنيميا والإسهال، ونقص الوزن، وضيق التنفس، والعطس، والإصابة بالحساسية،
يسبب مرض الفاشيولا عدة مضاعفات منها، حدوث تعفن وتليف للكبد، ناتج عن الالتهابات والصديد الذي يكون خراجاً، كما يسبب أيضاً التهاباً في الغشاء البريتوني يحدث أثناء رحلة اليرقة عندما تخترق الإثني عشر للوصول إلى الكبد. وهذه اليرقة يمكن أن تصل إلى أماكن متعددة من الجسم، كالمخ، والرئتين، والقلب، والعين، وقنوات مجرى البول، والأمعاء، والأجهزة التناسلية. وفي كل الحالات السابقة تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة الإنسان. أما في حالة انتشار العدوى في مناطق كثيرة بالجسم فيؤدي ذلك إلى حدوث الوفاة.
الاعراض في الحيوانات
تنقسم إلى:
اولا الاعراض الحادة
عادة في الأغنام نتيجة تناول أعداد كبيرة من اليرقات المتحوصلة فاؤدي الي نفوق مفاجئ دون ظهور أعراض سابقة لا تظهر الأعراض الحادة بالنسبة للأبقار والجاموس
.
في بعض الحالات يسبق النفوق ظهور أعراض فقر الدم وفقدان الشهية مع كسل واضح.
ثانيا الاعراض المزمنة وهو ما يعرفف بمرض الغش:
-
ظهور اللون الأصفر على الأغشية المخاطية للحيوان.
-
إسهال مائي بدون رائحة.
-
فقدان الشهية لدي الحيوان ينتج عنها هزال شديد.
-
سقوط كميات من الصوف أو الشعر او سهولة انتزاعه.
-
ظهور ورم أسفل الذقن في بعض الحيوانات وتعرف هذه الحالة بالفك القنين (Bottle Jaw).
-
تقليل قدرة الحيوان على التحويل الغذائي.
-
قلة الخصوبة وذلك لتأثيرها على مستوى الفوسفور في الجسم.
-
انخفاض إنتاج اللبن
التشخيص:
-
الفحص المجهري للبراز للكشف عن بويضات الديدان الكبدية ولكن ذلك يتم بعد بلوغ اليرقات
-
الفحص السيرولوجى للكشف عن الاصابة قبل بلوغ اليرقات .
-
وجود الديدان في الكبد والقنوات المرارية في الحيوانات النافقة أو المذبوحة
طرق الوقاية:
-
غسل الخضراوات بالماء، والخل أو الليمون للتخلص من الحويصلات
-
علاج الحيوانات المصابة، وعدم إلقاء فضلات هذه الحيوانات في لمجاري المائية،.
-
عدم الذبح خارج المجازر للتأكد من اعدام ألاكباد المصابة
-
مقاومة العائل الوسيط وهي قواقع الليمنيا لمنع تكملة دورة حياة الطفيل باستخدام الطرق الكيميائية