بقلم : الدكتورة / أسماء جمال عبدالمنصف
باحث اول بمعمل بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق – الكيمياء والسموم والنقص الغذائي
بقلم : الدكتورة / مروة فؤاد حسن شعبان
باحث اول وحدة البروتينات قسم الكيمياء والسموم والنقص الغذائي و الجلد العقدي
التعريف بالمرض:
التهاب الجلد العقدي هو مرض فيروسي حاد شديد العدوي خطير يصيب الأبقار وينتشر في فصل الصيف ويتميز بالحمى والظهور المفاجئ لعقد جلدية مختلفة الحجم على معظم أنحاء جلد الحيوان مع تضخم الغدد الليمفاوية وأوديما بالأرجل ومقدمة الصدر.
وينتقل بشكل أساسي عن طريق لدغ الحشرات كما انه يسبب خسائر اقتصادية كبيرة مثل الهزال وانخفاض إنتاج اللبن وكذلك العقم والإجهاض كما يسبب تلف الجلود.
المسبب للمرض:
فيروس الجلد العقدي من عائلة poxviridea جنس capripoxvirus وهو احد فيروسات الجدري نيثلنج, حمضه النووي ديوكسى ريبوزى، ثنائي الضفيرة ويشبه إلى حد كبير فيروس جدري الأغنام والماعز سيرولوجيا ومن حيث التأثيرات الباثولوجية على المزارع النسيجية كما توجد حماية مناعية متبادلة بين فيروسات جدري الأغنام والماعز وفيروسات الجلد العقدي.
فيروس الجلد العقدي يتأثر عند درجة جرارة 55 م لمدة ساعتين او65 م لمدة 30 دقيقة ,لذلك فان غلي اللبن جيدا أو البسترة تقضي علي الفيروس بالحرارة, ويمكن الاحتفاظ بالعقد الجلدية عند -80 م لمدة 10 أعوام.
ويمكنه البقاء حياً في القشور لفترة طويلة قد تصل إلى 33 يوم, وفي القشورالمجففة للآفات الجلدية لمدة 35 يوم وفى الجلود المملحة لمدة 18 يوم.
يتأثر الفيروس بالإيثير والكلوروفورم و الفيروس حساس للمطهرات الآتية: محلول هيدروكسيد الصوديوم 2 % ومحلول كربونات الصوديوم 4 % والفورمالين 2 % والليزول2%..
ويتأثر الفيروس عند تعرضه للأس الهيدروجيني شديد القلوية أو الحموضة, ولا يوجد تأثير كبير في الفيروس عند PH يتراوح من 6.6 الي 8.6 لمدة 5 أيام عند 37 م.
تاريخ المرض في مصر:
يعتبر مرض الجلد العقدي من الامراض الوبائية المتوطنة في جمهورية مصر العربية حيث ظهرت اول أعراض اكلينيكية للمرض عام 1988 في بعض الابقار بمحافظتي السويس والاسماعيلية ثم انتشر المرض في جميع محافظات الوجه البحري علاوة علي محافظات الجيزة والفيوم وبني سويف بالوجه القبلي.
ثم عاود المرض ظهوره مرة ثانية عام 1998 باحدي قري مراكز محافظتي المنيا والفيوم بينما كانت جميع الابقار بالقري والمراكز الأخرى بحالة صحية جيدة. عاود المرض ظهوره للمرة الثالثة وبصورة وبائية و تم ابلاغ الهيئة العامة للخدمات البيطرية بتاريخ 10/7/2005.
ساعد علي انتشار المرض انتقال الحيوانات من المحافظات التي ظهرت بها إصابات للمرض الي المحافظات التي لم يظهر بها أعراض للمرض وذلك بغرض التسمين أو التربية.
تم الإبلاغ عن بعض الحالات المحدودة عام 2012 من محافظات الغربية ودمياط والسويس. ثم ظهرت حالة في محافظة شمال سيناء في مركز رفح تم الإبلاغ عنها في ابريل 2013. ثم ظهرت بعض الحالات في عام 2013 في منطقة الدلتا مثل الشرقية والدلتا والغربية ومنطقة شرق الإسماعيلية.
الحيوانات القابلة للعدوي:
يعتقد أن الأبقار هي العائل الطبيعي الوحيد الذي يتعرض لإصابات شديدة والإصابة تكون أكثر شده و مصحوبة بنسب تفوق أعلى بين العجول حيث يظهر المرض بصورته النمطية غالبا و الأوبئة عادة ما تحدث في موسم انتشار الحشرات كما حدث في مصر في صيف عام 1988 حيث انتشر المرض بسرعة في 22 من 26 محافظة.
مصادر وطرق نقل العدوى:
ينتقل المرض عن طريق لدغ الحشرات مثل الذباب والناموس كما أن بعض الحشرات الأخرى يمكنها نقل المرض ميكانيكاً ومن غير الشائع انتقال المرض عن طريق التجاور المباشر أو الماء و الأعلاف رغم تواجد الفيروس في الافرازات الأنفية والدمعية وفى اللعاب والسائل المنوي كما في الآفات الجلدية.
فترة الحضانة ونسبة الإصابة:
فترة الحضانة في الأبقار تتراوح فيما بين 2 – 4 أسابيع, و نسبة الإصابة تتراوح فيما بين 5 – 50 % ونسبة النفوق منخفضة 1-3 % أقصاها 10 % و دورة المرض طويلة تتراوح فيما بين 5 -7 أسابيع. نسبة الإصابة المسجلة في مصر كانت 31 % و نسبة النفوق كانت 2 %.
الأعراض المرضية:
تبدأ اعراض المرض بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة 40– 41م° (حمي) قد يستمر لمدة 14 يوم وغالبا ما يكون ذو مرحلتين ويصحب ذلك الامتناع عن الأكل و تظهر عقد جلدية بعد بداية المرحلة الثانية من الحمى أسفل الشرج والأعضاء التناسلية والضرع وقد يمتد ليشمل معظم أنحاء جسم الحيوان.
هذه العقد قد تختفي لتظهر في أماكن أخرى من جسم الحيوان أو تستمر وغالبا ما يحدث تنكرز لمناطق الجلد شديدة الإصابة حيث تسقط هذه الأجزاء مخلفه قرح مفتوحة عالية الحواف يطلق عليها
” “Sit fast والتي تتحول إلى قشور جافه في خلال 2 – 3 أسابيع مالم تحدث مضاعفات نتيجة العدوي البكتيرية الثانوية.
يتميز المرض أيضا بالتهاب الأوعية اللمفاوية كما يتسبب المرض في ظهور خذب مؤلم ومستمر في قائمة أو أكثر من قوائم الحيوان ومقدم الصدر وربما الرأس والأعضاء التناسلية.
كذلك يسبب المرض بؤر تنكرزية بيضاء مفلطحة أو بارزة كما يسبب تآكل في الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي والجزء العلوي من الجهاز التنفسي وكذلك العين مسببا سيلان اللعاب بشدة وظهور إفرازات أنفية ودمعية والتهاب ملتحمة وقرنية العين وأحيانا يسبب تنفس شخيري.
يظهر على الحيوان الخمول ويفقد جزء كبير من وزنه وينخفض إنتاج اللبن وقد يتوقف تماما.
الأبقار العشار قد يحدث لها إجهاض مع ظهور الآفات الجلدية على الجنين.
هنالك بعض المضاعفات التي قد تحدث مثل الإسهال أو العرج أو التهاب رئوي مميت أو الإجهاض الذي يعقبه عدم الشيوع وكذلك العقم في الذكور لمدة 4 – 6 شهور وقد تسبب الآفات في انسداد المسالك التنفسية مما قد يفضى إلى الموت خاصة في العجول.
الصفة التشريحية:
أفات الجلد العقدية تشمل الأنسجة تحت الجلد وأحيانا العضلات المجاورة وقد تمتد للبلعوم والحنجرة والقصبة الهوائية والرأتين والكرش والمعدة الغديه وكذلك جدار الرحم.
قد تظهر كتل لينة لونها أصفر رمادي من الأنسجة المتنكرزة المتقرحة علي الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي والجزء العلوي من الجهاز التنفسي.
التشخيص:
التشخيص الحقلي (الاعراض الاكلينيكية):
يعتبر التشخيص الحقلي من العلامات الهامة للاشتباه في مرض الجلد العقدي
-
الانتشار السريع للمرض والظهور المفاجئ للعقد في الجلد والاغشية المخاطيةوالحمي مع ظهور الأورام الاوديمية في واحدة أو أكثر من القوائم.
-
تضخم حجم الغدد الليمفاوية السطحية.
-
قلة نسبة النفوق.
التشخيص المعملي:
يتم التشخيص المعملي بعزل الفيروس على الغشاء الكوريوآلنتوسى بأجنة بيض الدجاج أو المزارع النسجية والذي يسبب تأثيرات باثولوجية على الخلايا وظهور أجسام ضمينة بالستيوبلازم يمكن رصدها بالفحص الهستوباثولوجى،
كما يمكن فحص العقد الجلدية بالميكروسكوب الأليكترونى،
كما يمكن رصد التحول في مستوى الأجسام المضادة بالاختبار الفلورسنتى أو اختبار التعادل المصلى
ولكن قد يحدث تداخل مناعي مع أي من فيروسات الجدري الأخرى وتصنيف الفيروس نوعياً يحتاج إلى التقنيات المناعية الحديثة.
كما يمكن تحت إجراءات حجر مشددة حقن العجول بمستخلص الآفات الجلدية حيث تظهر الأعراض عليها و يعزل الفيروس منها.
لاجراء الاختبارات السيرولوجية, يتم سحب عينات السيرم بعد اجراء عملية التحصين 21 يوم وذلك لتقييم المستوي المناعي للحيوانات المحصنة والذي يساعد في تقييم كفاءة اللقاح المستخدم في التحصين.
للفحص الهيستوباثولوجى يتم جمع أجزاء من العقد الجلدية ومن العقد الليمفاوية في معلق من محلول الفورمالين المعادل 15%. ويتم عمل شرائح مصبوغة بالهيموتوكسيلين والايوسين محضرة من طبقات الجلد المصابة, ويتبين وجود الاجسام الاحتوائية inclusion bodies في الاغشية الطلائية epithelial cells ويعتبر وجودها صفة تشخيصية مميزة للمرض.
التشخيص المقارن:
قد يحدث خلط في التشخيص بين المرض في مراحله الأولى أو في الحالات المتعدلة منه مع إلتهاب الجلد العقدي الكاذب مما يستوجب عزل الفيروس معمليا ولكن إلتهاب الجلد العقدي الكاذب غالبا ما يكون حميد وأقل حده والآفات الجلدية أكثر شيوعا على الضرع والحلمات ويشمل فقط الطبقة السطحية من الجلد ويحدث لها تنكرز وانكماش وأحيانا يحدث لها التئام دون أن تخلف ندوب على الجلد. كما يجب تمييز المرض من حالات الحساسية و التهاب الجلد الأوديمى والتحسُس الضوئي وأيضا من جدري الأبقار والتهابات الجلد الفطرية وكذلك من حالات الإصابة بالهيبودرما.
المناعة:
يعتقد أن معظم الأبقار التي تشفى من المرض تكتسب مناعة قوية والعجول التي تتناول السرسوب من أمهات مطعمة تقاوم العدوى لعدة أشهر.
العلاج:
-
المرض فيروسي ليس له علاج نوعى خاص به ولكن المضادات الحيوية تحد من المضاعفات البكتيرية الثانوية، هذا إلى جانب العلاج الأعراضى و الداعم.
-
عزل الحيوان المصاب مع استخدام المطهرات الفعالة وتطهير أماكن الايواء بصفة مستمرة ورش الحيوانات بالمبيدات الحشرية المناسبة للتخلص من الحشرات مع رفع حيوية الحيوانات بالتغذية المناسبة والفيتامينات.
-
الشفاء التام للحيوان قد يستغرق عدة شهور وقد يطول عند حدوث العدوي البكتيرية الثانوية, ويتم شفاء الحيوان في الحالات المعتدلة في فترة تتراوح من 4-12 أسبوع.
المقاومة وطرق التحكم والسيطرة على المرض:
-
في البلاد الخالية من المرض يتم اتخاذ العديد من التدابير لمنع دخول المرض:
-
منع استيراد جميع حيوانات المزرعة والحيوانات البرية خاصة الماشية وكذلك السائل المنوي من الدول التي يتوطن بها المرض.
-
الحيوانات المستوردة يجب أن تبقى قيد الحجر والمتابعة البيطرية لمدة لا تقل عن 28 يوم.
-
في البلاد التي يتوطن بها المرض يتم اتخاذ العديد من التدابير للحد من تواجد وخسائر المرض: