بقلم: الدكتور/ داليا محفوظ عزب ابراهيم
باحث اول تخصص كيمياء – بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل بنها
بعض الحيوانات قد تواجه صعوبات في التنفس حتى في حالة عدم وجود أمراض تنفسية فعلى سبيل المثال يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد على الرئتين كما يحدث في حالات إصابة الحيوان بالنفاخ أو تراكم السوائل في الرئتين كما في حالات مرض القلب الرئوي إلى تقليل القدرة على التنفس بشكل طبيعي وأيضا تصاب بعض الحيوانات مثل الماعز والأغنام بأمراض تنفسية ناتجة عن انتقال بعض الجراثيم عبر التنفس مع حيوانات مصابة أو نتيجة لانتشار الجراثيم من مناطق أخرى في الجسم إلى الرئتين وكذلك بعض الممارسات الإدارية السيئة مثل التعرض للازدحام الشديد والأخطاء في التغذية وتناول النباتات السامة قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل التنفس في القطيع.
في حالة إصابة الأغنام بأمراض تنفسية قد تظهر أعراض مثل الإفرازات الأنفية التي قد تكون مخاطية أو صديدية أو حتى مصحوبة بدم وصعوبة في التنفس وأيضا يمكن للأغنام أن تظهر حركة تنفسية بطنية واضحة إضافة إلى التنفس من الفم واللهاث وقد يرافق ذلك فقدان في الوزن وضعف عام مما يؤثر على قدرتها على المشي لمسافات طويلة والتفاعل الطبيعي مع القطيع.
الالتهاب الرئوي في الأغنام والماعز يعد مشكلة خطيرة تؤثر على الإنتاجية وصحة الحيوانات وقد تؤدي الي نفوقه مما يسبب خسائر مالية كبيرة لمنتجي الأغنام والماعز وتحديدا عندما يكون ناتجا عن عوامل مثل الباستيريلا مالتوسيدا(Pasteurella multocida) و المانهيميا هيموليتيكاMannheimia haemolytica ) وهذه البكتيريا تسبب التهابات رئوية حادة ويمكن أن تتطور إلى حالات خطيرة تؤدي إلى الوفاة خاصة في الأغنام والماعز من جميع الأعمار وان العوامل المسببة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي تشمل الالتهابات الفيروسية وطفيليات الرئة والالتهابات البكتيرية والإدارة السيئة والإجهاد الناتج عن النقل أو التغيرات البيئية المفاجئة مثل تقلبات الطقس والظروف الجوية القاسية مثل البرد او الحر الشديدين او اثناء الرياح والعواصف الرملية لذلك يجب تقييم وضع الحيوانات بشكل دوري واعتماد تدابير وقائية تشمل التغذية المناسبة والإدارة الصحيحة للمزرعة للحد من انتشار العدوى والحفاظ على صحة القطيع وللوقاية ينبغي أن تتضمن استراتيجيات العلاج باستخدام المضادات الحيوية عند الضرورة والاعتماد على التشخيص السريري الدقيق والاستشارة مع طبيب بيطري للحصول على النصائح اللازمة في حالات الاشتباه بالإصابة بالالتهابات الرئوية أو غيرها من امراض الجهاز التنفسي.
استخدام النباتات الطبية والعطرية لوقاية الأغنام والماعز من الأمراض: هناك بعض الأعشاب والنباتات الطبية الطبيعية التي يمكن استخدامها في تعزيز مناعة الأغنام والماعز وزيادة مقاومتها للإمراض ومعالجة الأغنام المصابة بالتهاب الرئة وهذه بعض الأمثلة على الاستخدامات الرئيسية للنباتات الطبية المفيدة وتشمل:
استخدامها كمضادات حيوية طبيعية: مثل الثوم الذي يحتوي على زيوت طيارة تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يساهم في قتل الميكروبات المسببة للأمراض
استخدامها كمنشطات للجهاز المناعي: بعض الأعشاب تحتوي على مركبات مثل الفلافونيدات التي تعزز تحفيز الجهاز المناعي لدى الحيوانات، وتزيد من مقاومتها للأمراض مثل نبات الإشينسيا الذي له خصائص مضادة للبكتيريا ويعزز المناعة ويستخدم عادة في علاج الجروح والالتهابات وعرق السوس الذي يحتوي على صمغ نباتي يخفف ويرطب التهيج والتهاب الأغشية المخاطية كما يحتوي على ليكوشالكون المضاد للميكروبات والالتهابات مما يعزز التعافي من أمراض الرئة
استخدامها كمطهرات طبيعية: يمكن استخدام مستخلصات النباتات كمطهرات لتنظيف المشارب والمعالف والمساكن، لقتل الجراثيم والفيروسات المسببة للأمراض مثل الزنجبيل الذي يحتوي على مركبات مضادة للالتهابات والجراثيم مثل الجنجيرول والشوجول والزنجيرون والذي يساعد في تهدئة الالتهابات وتقليل الأعراض وأيضا النعناع الذي يساعد في ترطيب الرئتين وتفكيك المخاط مما يقلل من السعال والأعراض الأخرى وكذلك الريحان الغني بمواد مضادة للجراثيم ومطهرة ومسكنة مما يعمل علي تأخير انتشار العدوى وتخفيف الالتهاب كما يمكن استخدام زيت الكافور كمطهر قوي ومزيل للاحتقان لتخفيف أعراض الالتهاب الرئوي حيث يعمل على القضاء على البكتيريا والفطريات والفيروسات
استخدامها كمكملات غذائية وعلاجات طبيعية: إضافة بعض الأعشاب والنباتات الطبية إلى علف الحيوانات كمكملات غذائية قد يؤدي الي تحسن من صحتهم العامة ويزيد من مقاومتهم للأمراض ومن أهمها ورق اللبلاب وهو الاسم الشائع لأوراق النبات Hedera helix حيث يتم الحصول على مستحضرات أوراق اللبلاب كمستخلصات جافة وسائلة عن طريق وضع المادة النباتية في مذيب مثل الإيثانول لإذابة المركبات وتكوين مستخلص سائل أو تبخره بالكامل للحصول على خلاصة ناعمة أو جافة كما تشير بعض الدراسات الي أن أوراق اللبلاب تعمل عن طريق توسيع الممرات الهوائية في الرئتين وتحفيز الغدد القصبية في الرئتين مما يساعد في تخفيف الأعراض وأيضا المستكة وبها عوامل مضادة للبكتيريا والفيروسات مما يجعلها فعالة في مقاومة التهابات الرئة ويمكن استخدامها عن طريق إذابة حبات المستكة في زيت الزيتون
وعند استخدام هذه النباتات بشكل صحيح ومتوازن يمكن تعزيز الصحة العامة للحيوانات والمساهمة في منع الأمراض بطرق طبيعية وفعالة.
الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها في المزارع لمنع الإصابة بالالتهاب الرئوي وتقليل الخسائر في قطعان الأغنام تشمل:
⦁ عزل الحيوانات المصابة على الفور: يجب فصل الحيوانات المصابة في مكان منفصل عن القطيع الرئيسي لمنع انتقال العدوى
⦁ البدء بالعلاج الفوري: يجب البدء في علاج الحيوانات المصابة على الفور بمساعدة الطبيب البيطري المختص
⦁ حظر نقل الحيوانات المصابة: يجب فرض حظر على نقل الحيوانات المصابة من منطقة إلى أخرى لمنع انتشار المرض
⦁ تنظيف وتطهير المشارب والمعالف بشكل دوري: يجب الحفاظ على نظافة المشارب والمعالف وتطهيرها بانتظام للحد من انتقال العدوى
⦁ منع التنقل بين المزارع المختلفة للعمال: يجب تقييد حركة العمال بين المزارع المختلفة للتقليل من احتمالية نقل العدوى بين الحيوانات
⦁ تطبيق برنامج التحصين باللقاحات: يجب تنفيذ برنامج تحصين شامل باستخدام اللقاحات المناسبة لتقوية مناعة الحيوانات السليمة
⦁ المحافظة على بيئة صحية للحيوانات: يجب توفير بيئة نظيفة وصحية للحيوانات من خلال التهوية الجيدة في المساكن وتوفير مساحات كافية لكل حيوان
⦁ تجنب الاستخدام الوقائي للمضادات الحيوية: يجب استخدام المضادات الحيوية فقط عند الضرورة القصوى وباشراف طبيب بيطري مؤهل، لتقليل خطر تطور مقاومة البكتيريا
⦁ إضافة بعض الأعشاب والنباتات الطبية إلى علف الحيوانات كمكملات غذائية: يجب الاهتمام بنوعية الطعام والنباتات الطبيعية الذي يتم تقديمها للأغنام والتأكد من أنه صحي ويشتمل على كافة العناصر الغذائية المطلوبة
وباتباع هذه الإجراءات الوقائية يمكن تقليل خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي في قطعان الأغنام والماعز والحفاظ على صحتها بشكل عام وبالطبع فان علاج الالتهاب الرئوي بالأعشاب يعتبر تدخلا وقائيا يهدف إلى تخفيف الأعراض المصاحبة للالتهاب الرئوي مثل السعال وألم الصدر والحمى ومع ذلك لا يمكن أن يحل محل العلاج الطبي الذي يصفه الطبيب البيطري لذا دائما ينصح باستشارة الطبيب البيطري للحصول على خطة علاج شاملة لمرض التهاب الرئة في الأغنام والماعز حيث أن الطبيب البيطري هو الأكثر كفاءة في تقييم حالة الحيوانات واختيار العلاجات اللازمة بناء على الأعراض والتشخيص السليم واستشارته تضمن الحصول على الرعاية المناسبة والعلاج الفعال للحفاظ على صحة الحيوانات
