الصحراوي يكشف أبرز المخاطر التي تواجه منتجي البياض وأسباب ارتفاع أسعار البيض ورؤية تحليلية للسوق
صرح جمعة مسعد، صاحب بورصة بيض الصحراوي، أنه خلال الأعوام 2015-2020 كانت تكلفة طبق البيض تقدر بأقل من 50 جنيه، وتمكن المربين في هذا الوقت من تحقيق أرباح بنسب أعلى من 100%، وفي تلك الفترة شهد القطاع توسعات عديدة من قِبل المنتجين مما قابله زيادة في الإنتاجية بما يصل لأربع أضعاف الإنتاج الحالي.
ومع حلول العام 2022، بلغ سعر الدولار مستويات 40 جنيه، مما أدى لارتفاع أسعار الخامات والأعلاف، حيث ارتفع سعر الذرة من 4 آلاف جنيه إلى 20 ألف، في حين صعد سعر الصويا من 6 آلاف إلى 45 ألف جنيه، مايعني ارتفاعا بنسبة 500% و600%.
سلعة استراتيجية
وقال : ” وبما إن البيض سلعة استراتيجية غير قابلة للتخزين يتم بيعها بشكل يومي لكل فئات المجتمع وفي ظل زيادة الإنتاج ووفرة المعروض في هذا التوقيت تم البيع بأسعار تسببت في خسائر فادحة للمربين، حيث لم تكن هناك قدرة على رفع أسعار البيع بنفس مستويات الخامات والعلف، مما اضطر شريحة كبيرة من المربين للخروج من المنظومة بعدما تكبدوا خسائر هائلة وفقدوا رأس المال والسيولة، ولم يتبقى سوى الكيانات الكبرى ليتحملوا مزيد من الخسارة، وبذلك فقد السوق 75% من طاقته الإنتاجية”.
ارتفاع أسعار البيض
وأضاف جمعة، في تصريح خاص بمنصة “قلم بيطري“، أن كل هذه العوامل التي سبق الإشارة إليها كانت سببا رئيسيا في ارتفاع أسعار البيض 3 أضعاف لتصل في الوقت الحالي عند مستوى 160 جنيه للطبق، موضحا أن السوق الحالي يعمل بكفاءة تصل إلى 40%.
وحول عودة المربين ممن خرجوا خلال العامين الماضيين، ذكر أن هناك البعض منهم ممن فقد كامل رأس المال لايستطيع العودة في الوقت الراهن، بينما هناك شريحة أخرى تعمل جاهدة للعودة للسوق وتكوين قطعان جديدة.
أسعار الكتاكيت
وأوضح أن سعر الكتكوت (أمهات البياض) بلغ 80 و90 جنيها مقارنة بـ5 و10 جنيهات منذ عامين، مشيرا أن هناك إقبال شديد على عمليات التسكين في الوقت الحالي، وسط ضغط كبير من المنتجين العاملين بالقطاع على توسيع مشروعاتهم وزيادة قطعانهم، بالإضافة إلى عودة المنتجين الذين خرجوا الفترة الماضية.
ولفت إلى أن هذا الارتفاع في الأسعار لحق أيضا بالكتاكيت البيضاء حيث تجاوز سعر الكتكوت 30 جنيه في حين أن سعره لم يتعدى 6 جنيهات في الأعوام السابقة، مضيفا أن دورة تربية الدواجن التسمين تستغرق من 30-45 يوم، في حين يحتاج الدجاج البياض لمدة تصل لسنتين تقريبا (تربية وإنتاج) مما يكبد المنتجين تكلفة مرتفعة.
مخاطر يواجهها المربين
وتابع أن المُنتج على مدار دورة التربية يتعرض لمخاطر كثيرة من بينها الأمراض والفيروسات المختلفة واختلاف المواسم، وقد يتعرض القطيع لمشاكل أخرى نتيجة عيب في الكتكوت أو التحصين، بجانب فاتورة الإنتاج من أجور وعمالة وكهرباء وجاز وغيرها.
الأدوية واللقاحات
ونوه جمعة مسعد، أن الأدوية البيطرية واللقاحات كانت متوفرة على مدار عام 2023 ولكن بأسعار مرتفعة بنسبة 100%، لافتا أن الأسعار غير المسبوقة كانت سببا أخر في خروج المنتجين من السوق.
المنتج غير مرتبط بالتكلفة
كما تطرق إلى أنه لايمكن تحديد سعر البيض وفقا للتكلفة، قائلا: “سعر البيض غير مرتبط بحجم التكلفة، حيث أنه يتبع آلية العرض والطلب بالسوق المحلي، بينما الخامات يتم تحديدها وفقا للأسعار العالمية، لذلك اضطر المنتجين خلال العامين الماضيين لبيع البيض بسعر 50 و60 جنيه، لأنه لايمكن تخزينها ولاوجود لعمليات تصدير للبيض في الأسواق الخارجية، في حين كان هناك زيادة كبيرة في أرصدة المزارع ولابد من إخراجه للسوق في أقرب وقت حتى لايتعرض لأي تلفيات، بالإضافة إلى أن المربي بحاجة للسيولة لشراء الأعلاف لتغذية القطعان”.
تراجع أسعار الأعلاف
وقال أنه في الوقت الحالي، انخفضت أسعار العلف والخامات من الذرة والصويا بنسبة 100%، مؤكدا أن الوضع الحالي للسوق خاصة مع أسعار البيض الحالية، هو وضع جيد ومشجع للمنتجين لزيادة الطاقة الإنتاجية وعمل توسعات لتغطية العجز الموجود بالبلاد، بالإضافة إلى بعض المنتجين لتسكين قطعان جديدة.
وأكد صاحب بورصة بيض الصحراوي، على أن المنتج لابد أن يحقق مكسب عالي وهامش ربح مرتفع ليتحمل المصاعب ويغطي المخاطر التي يتعرض لها خلال دورات الإنتاج، ولضمان استمراريته في المنظومة.