بقلم: الدكتور/ أسماء السيد محمد
باحث ميكروبيولوجي- قسم المعامل الفرعية- معمل سوهاج الفرعي- قسم الميكروبيولوجى- مركز البحوث الزراعية
يعد قطاع إنتاج الألبان في مجال الإنتاج الحيواني من أهم مصادر الدخل على مستوى العالم بل هناك العديد من الدول التي يمثل قطاع إنتاج الألبان فيها نصيب لا يستهان به من الدخل القومي مثل الولايات المتحدة وهولندا نظرا لتمتعهما بثروة حيوانية كبيرة ومتنوعة. وكذلك يعد قطاع إنتاج الألبان ومزارع الحلاب من المشروعات الواعدة في مصر لما تتمتع به من مقومات زراعية ومناخية وقد لاقى هذا القطاع اهتمام المستثمرين لتغطية احتياجات السوق المحلي وتصدير الفائض. سعت الحكومة المصرية لدعم صغار منتجي الألبان وذلك بإنشاء مراكز تجميع الألبان على مستوى الجمهورية.
يمثل الضرع مصنع إنتاج اللبن فى الماشية وتعتبرسلامة الضرع من أساسيات مزارع الألبان.
ووجد أن التهاب الضرع وخاصة فى الأبقار الحلابة من السلالات كثيفة الإنتاج المشكلة الأولي التي تواجهها المزارع الحلابة في مصر وفي الخارج بما يمثلة من خسارة تقدر بالمبالغ الطائلة نتيجة التهاب الضرع في الأبقار.
التهاب الضرع هو التهاب في أنسجة الضرع وخاصة في الغدد اللبنية داخل الضرع ويكون الالتهاب حادا مصحوبا بتغيرات مرضية في الأنسجة وكذلك الحالة العامة للحيوان من ارتفاع درجة الحرارة وفقد للشهية و تغيير فى خواص اللبن سواء حدوث تجبن أو وجود دم أو صديد في اللبن طبقا لدرجة ونوع الالتهاب ويمكن ملاحظة هذا الالتهاب من الخارج سواء التورم أو الأحمرار نتيجة الالتهاب.
وقد يكون الاتهاب تحت الحاد وفي هذه المرحلة لا تشاهد اي أعراض واضحة على الضرع ويبدو الحيوان المصاب بهذا النوع من الالتهاب سليم ظاهريا ، والشي الوحيد الملحوظ على الحيوان المصاب هو انخفاض ادرار الحليب، وعند جس الضرع المصاب يتبين وجود تكتلات صلبة فيه نتيجة حصول تليف في أنسجة الضرع الداخلية والغدد اللبنية وهذا النوع هو الأكثر ضرراً على المربي بسبب أنه يبقى لفترة طويلة من الزمن دون التنبه لوجود هذه الاصابة في الإناث.
لذلك يجب مراقبة القطيع مراقبة دقيقة وإجراء الفحص الدوري على الإناث قبل وخلال وبعد الولادة وبعد مرحلة الفطام وذلك لإكتشاف اي حالة تكون مصابة بالتهاب الضرع ليتم علاجها أو استبعادها من القطيع وذلك لتجنب انتشار المرض بين الإناث في القطيع.
وتسمي كل من كرات الدم البيضاء الموجودة في اللبن مع الخلايا الطلائية الخلايا الجسمية وهي تساعد كثيرا في تحديد درجة إصابة الضرع من ناحية الإتهاب.
ويمكن معرفة الضرع المصاب من السليم باستخدام محلول كاليفورنيا وهواختبار سريع من طرق فحص الضرع السريعة والممتازة هو سهل ويعطي نتيجة سريعة للضرع المصاب ويتم ذلك بعمل فحص لعينة الحليب بأخذها مباشرة من الضرع ليتم تدارك الأمر قبل تمكن الإلتهاب من احداث الضرر للضرع.
أسباب التهاب الضرع:
أولا: سبب غير معدي: وهو ناتج عن أسباب كثيرة أهمها الرعاية غير السليمة أو عدم توافر متطلبات المسكن الصحي أو عدم توافر الدراية بأساليب وطرق الحلب السليمة أو الجروح وإصابات الضرع أو الحلب الزائد أو غير الكامل مما يؤدي إلي الاجهاد في الحلب والإصابة بالتهاب الضرع.
ثانياً: سبب معدي: لقد أوضحت البحوث والدراسات التي أجريت علي مرض التهاب الضرع في الماشية في مناطق مختلفة في العالم، بأن الاصابة بالبكتيريا تعتبر المسبب الرئيسي للمرض وأهمها المكورات العنقودية (Staphylococci)، المكورات السبحية (Streptococci)، وتليها في المرتبة الثانية العصيات القولونية (Escherchia coli) الزوالف (Psuedomoneus Spp)، وجراثيم الوتديات (Corynebacterium Spp)، المكورات الدقيقة (Micrococcus Spp.)، الكليبسيلا الرئوية (Klebsilla pneumonae). أما الفطريات فكانت نسبتها ضئيلة.
فيما يتعلق بالتهاب الضرع الذي تسببه عدوى الكليبسيلا فانه من أخطر الامراض التي تؤثر سلبا على صناعة الألبان نتيجة لعدة عوامل منها نقص انتاجية الحيوان من الالبان، تكاليف المعالجة البيطرية، هذا بالإضافة الى أن اللبن الناتج أثناء فترة الإصابة بالتهاب الضرع وتلقي العلاج يتوجب على المنتجين التخلص منه وعدم تقديمه للاستهلاك الادمي.
مما يعني نزيف في العائد المتوقع وخسائر فادحة خاصة مع استخدام تقنيات الحلابة الآلية وامكانية نقل العدوى عبر ماكينات الحلابة نتيجة خطأ في عمليات التعقيم أو نتيجة وجود الميكروب محميا داخل ما يعرف بالأغشية الحيوية التي تعيق وصول المطهرات اللازمة لقتل الميكروب.
أصبحت مقاومة الكليبسيلا للمضادات الحيوية مضربا للمثل في هذا الصدد بدت أولا بانتشارها كقضية صحية قد تؤثر على المجتمعات خاصا بين الاطفال وكبار السن، ثم الى حيوانات المزرعة والأشخاص الذين عملهم يتطلب احتكاك بالحيوانات.
من العوامل التي أدت الي اكتساب الكليبسيلا للمقاومة ضد المضادات الحيوية هو وجود جينات مسئولة داخلها mobile genetic elements (MGEs) ، وكذلك اساءة استعمال المضادات الحيوية.
وقد لوحظ تغيير فى دم الحيوانات المصابة بالتهاب الضرع كزيادةعدد كرات الدم البيضاء وزيادة خلايا الدم البيضاء المتعادلة وكذلك زيادة فى بعض الانزيمات بالدم مثل انزيم الفوسفاتيز القلوي في الدم و نشاط البروتين التفاعلي في الدم (س ريأكتيف بروتين( ونسب كلا من الكلسيوم والفسفور.
ولذلك فانه ينصح بإستخدام الدلالات البيوكيميائية فى تشخيص مرض إلتهاب الضرع كونه الأفضل لأنه الأسرع والأقل فى التكلفة.
وللوقاية من مرض التهاب الضرع فى الحيوانات الحلابة يجب استخدام مطهر الضرع قبل وبعد الحليب وعلاج الابقار عند الجفاف باستخدام مضاد حيوى للأبقار الجافه طويل المفعول وعمل نظام الحلب يتم حلب الابقار المصابه فى نهايه المجموعات او استخدام محلب للأبقار المصابه و غسيل جهاز الحلب بين الابقار وتطهيره بمطهروعدم حلب الابقار على بلل وتجفيف كل ربع بعد المطهر بمنديل ورق خاص.
كما يجب أن يقوم الحلابين بارتداء جوانتى وتطهيره بين الابقار والاهنمام بفحص معملى لكل حاله التهاب ضرع جديده ومن ثم استبعاد الابقار ذات الأصابه المزمنة والتى لا تقبل علاج وعدم حلب الأربع الجافه على التنك و المحافظة على صحه الحلمات حيث تعيش البكتيريا فى القطيع المصاب.
المراجع:
1- Gomaa, N.A., Prevalence, antimicrobial resistance, and biofilm formation of Klebsiella pneumoniae isolated from human and cows. Zagazig Veterinary Journal, 2021. 49(1): p. 27-41.
2. Munoz, M.A., et al., Molecular epidemiology of two Klebsiella pneumoniae mastitis outbreaks on a dairy farm in New York State. Journal of clinical microbiology, 2007. 45(12): p. 3964-3971.
3. Schukken, Y., et al., The “other” gram-negative bacteria in mastitis: Klebsiella, Serratia, and more. Veterinary Clinics: Food Animal Practice, 2012. 28(2): p. 239-256.
4. Levison, L., et al., Incidence rate of pathogen-specific clinical mastitis on conventional and organic Canadian dairy farms. Journal of dairy science, 2016. 99(2): p. 1341-1350.
5. Aghamohammadi, M., et al., Herd-level mastitis-associated costs on Canadian dairy farms. Frontiers in veterinary science, 2018. 5: p. 100.
6. Holt, K.E., et al., Genomic analysis of diversity, population structure, virulence, and antimicrobial resistance in Klebsiella pneumoniae, an urgent threat to public health. Proceedings of the National Academy of Sciences, 2015. 112(27): p. E3574-E3581.
