بقلم : الدكتورة / إسراء حمدي عبدالرحيم علي
باحث في الطفيليات الطبية البيطرية
معهد بحوث الصحة الحيوانية (فرع قنا)
مرض الكوكسيديا في الدواجن وتأثيرها على الإنتاج الداجني و الاقتصاد القومي وكيفية مكافحة الكوكسيديا والتخلص منها
تعدّ الكوكسيديا مشكلة صحية عالمية في إنتاج الدواجن لما تتسبب به من خسائر مدمرة نتيجة تربية أعداد كبيرة من الطيور في القطيع الواحد وبكثافة ويعتبر مرض الكوكسيديا هو مرض من الأمراض المعدية في الحيوانات والطيور يسببه طفيل أولي يسمي الأيميريا (Eimeria). تتطفل الأيميريا على خلايا جدار الأمعاء وتؤثر بشكل كبير عليه مما يؤدي إلىتكسير خلاياه فتسبب إسهالات شديدة وغالبا ما تكون مصاحبة بنزيف مما يؤدي إلي الهزال ونقص الوزن وفقر الدم وزيادة معدل النفوق وهو ما يؤدى إلي خسائر اقتصادية كبيرة لمزارع الدواجن ومربيها. وتتلخص الأثار الإقتصادية للكوكسيديا في :انخفاض الربح الناجم عن سوء تحويل العلف وانخفاض النمو وزيادة معدل الوفيات وتكاليف الوقاية أو العلاج.
تعتمد الطريقة التقليدية للسيطرة على الكوكسييديا –وبشكل أساسي – على الوقاية الكيميائية التي بدت فعالة خلال العقود الماضية. إلا أن زيادة حدوث المقاومة ضد جميع الأدوية المضادة للكوكسيديا والحظر المحتمل القادم الذى يقيد استخدامها قد ترك صناعة الدواجن مع تحدي جديد للوقاية من الكوكسيديا والسيطرة عليها من خلال استراتيجيات بديلة.
مسبباتها في الدواجن:
طفيليات الكوكسيديا هي طفيليات تنتمي إلى Phylum Apicomplexa تسبب سبعة أنواع من الطفيليات كوكسيديا الدواجن: وكلها من نوع الأيميريا:
- أيميريا أسيرفيولينا E acervulina
- أيميريا برونتي E brunetti
- أيميريا ماكسيما E maxima
- أيميريا ميتيس E mitis
- أيميريا نيكاتريكس E necatrix
- أيميريا بريكوكس E praecox
- أيميريا تينيلاّ E tenella
دورة حياة الطفيل:
تعدّ دورة حياة هذه الطفيليات مباشرة حيث تبدأ عملها عندما يبتلع الدجاج حويصلة الطفيل الناضجة من الفرش الملوّث فتنتقل هذه الحويصلة إلي القناة المعوية حينها تغزو الطفيليات خلايا جدار الأمعاء ثم تحدث عدة دورات من التكاثر والتي تؤدي إلي تكوين حويصلات جديدة يتم التخلص منها في براز الطيور. يتحوص لهذا الطور خارج جسم الطائر وتصبح معدية اعتمادا علي الظروف البيئية كدرجة الحرارة والرطوبة حيث تستغرق الدورة بأكملها من 4 إلي 6 أيام. إن دورة الحياة القصيرة والمباشرة هذه بالإضافة إلي إمكانية التكاثر الهائل خلال هذه المرحلة التي تحدث داخل الخلايا يجعل ان هذه المجموعة من الطفيليات مشكلة خطيرة في ظل ظروف تربية الدواجن المكلفة.
دورة حياة طفيل الأيميريا
حويصلات الأيميريا الغير ناضجة حويصلات الأيميريا الناضجة المعدية
أعراض المرض:
يتناسب كلاّ من انخفاض معدل زيادة الوزن مع جرعة المرض تناسبا طرديّا . يمكن رؤية الإسهالات المائية والمخاطية في وقت مبكرأي بعد 4 أيام من التعرض للإصابة. غالبا ما تتسبب العدوي الشديدة في حدوث أضرار وقد تؤدي إلي الوفاة في بعض الأحيانكما ينتج عن العدوي الخفيفة إلي المتوسطة تأثيرا ضئيلاعلى زيادة الوزن وتحويل الغذاء.
العوامل التي تؤثر علي شدة الإصابة:
قد تؤثرشدة إصابة الطيربالأعراض وتختلف من طيرلآخربفعل عدة عوامل:
- نوع الإيميريا.
- عدد الحويصلات التي ابتلعها الطائر.
- الحالة المناعية للطائر.
الصفة التشريحية:
عادة ما تغزو الأيميريا الأثني عشر في الأمعاء وقد تمتد لتصيب الأجزاء السفلية منها في حالات الالتهابات الشديدة حيث تظهر الصفة التشريحية بوضوح علي السطح المخاطى للإثني عشر اعتمادا علي نوع الأيميريا المسببة للإصابة المرضية. قد تكون علي شكل خطوط بيضاء بشكل عرضي عبرالأمعاء في ترتيب يوصف غالبا بأنه يشبه السلم كما يمكن في حالات العدوي الشديدة أن تمتد حتي الإثني عشر ونزولا حتي التقاطع اللفائفي الأعور(المنطقة التي تفصل بين ال cecalوال Ileum). كما أنه قد يظهر عدد قليل من النزف النقطي علي السطح الخارجي للأمعاء في وقت متأخرمن دورة حياة الأيميريا ويمكن رؤية الصفة التشريحية علي السطح الخارجي للأمعاء علي شكل نقاط بيضاء وحمراء صغيرة حيث تظهر هذه الاثار في الطيور النافقة بلون أبيض وأسود المتعارف عليها بمصطلح “الملح والفلفل الأسود”.
تعدّ إيميريا تينيلاّ السبب المعروف للكوكسييديا الأعورية أو “الدموية” والتي تصيب كلا من الأعورين. وفي الحالات الشديدة قد تتطفل أيضا علي الأمعاء فوق وأسفل تقاطع الأعورين.حيث تخترق أيميريا تينيلا النسيج المعوي وتؤدي بدورها إلي تلف الغشاء المخاطي والطبقة العضلية. حينها يمتلئ التجويف الأعوري بالدم المتخسروبقايا الخلايا الميتة.
الصفة التشريحية لأمعاء طائر مصاب بأيميريا نيكاتركس وتتميز ببقع مستديرة بيضاء وحمراء متداخلة وتوصف ب “ملح وفلفل أسود”
الصفة التشريحية للسطح الداخلي لأمعاء طائر مصاب بأيميريا تينيلا
تشخيص الكوكسيديا:
أولا : الأعراض الإكلينيكية:
- الهزال وفقدان الوزن.
- الإسهالات الشديدةوالتي قد تكون مدممةوتسمي بالإسهالات الحمراء.
ثانيا : التشخيص المعملي:
يتم تجميع عينات البرازمباشرة من فرشة الطيوروتوضع في أكياس بلاستيكة نظيفة أو علب بلاستيكية بغطاء نظيفة ويتم نقلها مباشرة للفحص بالمعمل عن طريق عمل مسحات مباشرة من البرازوفحصها تحت الميكرسكوب لرؤية الحويصلات الغير ناضجة أو استخدام ما يسمي باختبار الطفوالمركزباستخدام محلول الملح المركزحيث يساعد هذا المحلول في تجميع الحويصلات الغير ناضجة وبفحص الجزء السحطي من المحلول يتبين ايجابية العينة برؤية الحويصلات الغير ناضجةتحت الميكرسكوب. في حالة الطيورالنافقة تؤخذ مسحات من جدار الأمعاء وفحصها مباشرة تحت الميكرسكوب.
المكافحة والوقاية من مرض الكوكسيديا:
لدي الكوكسيديا قدرة كبيرة على مقاومة الظروف البيئية والمواد المطهرة وبالتالي فإن القضاء على الكوكسيديا من بيوت الدجاج عن طريق إزالة الفرشة والتطهير والتعقيم غير كاف لذلك يتم استخدام العديد من المضادات الحيوية أو مضادات الطفيليات.
الطرق المحتملة للوقاية من الكوكسيديا أو علاجها:
الأدوية المضادة للكوكسيديا.
- لقاحات حية.
- بكتيريا نافعة.
- تعزيز الجهاز المناعي.
