بقلم : الدكتورة / هند أحمد محمود عمر
باحث الفارماكولوجيا –معهد بحوث صحة الحيوان معمل الزقازيق
تلعب الأغنام والماعز دور مهم في الإنتاج الحيواني في مصر من حيث إنتاج اللبن واللحم والصوف . تقع الأغنام والماعز في المرتبة الثالثة من حيث مساهمتها في توفير اللحم الأحمر في البلاد بعد الأبقار والجاموس
بمناسبة دخول فصل الشتاء وارتفاع رطوبة الأرضيات الطينية تتعرض الأغنام لبعض الأمراض منها تعفن الظلف، هو عبارة عن مرض معدي يصيب أظلاف الأغنام من كل الأعمار كما ان يصيب الماعز أيضا ويتميز المرض بوجود نخر جلدي عند حافة اتصال الجلد مع نسيج الظلف وبالتالي انفصاله وسقوطه و يعد هذا المرض أحد أكثر أسباب شيوع العرج في الأغنام والماعز و يؤدى إلى خسارة اقتصادية كبيرة حيث إن ظهور حالة مرضية واحدة من الممكن أن يسبب عدوى شديدة تنتقل لباقي القطيع من الصعب علاجها.
أسباب المرض:
ينتج المرض بشكل رئيسي من الإصابة بالجراثيم البكتيرية المغزلية العقدية وهذه الجراثيم لا تستطيع العيش خارج جسم الحيوان أكثر من (10 أيام ) وكذلك لاستطيع التكاثر في التربة لفترة طويلة ولهذا فان مصدر العدوى يكون الحيوان المصاب ويسبب هذا المرض أيضا البكتريا اللولبية بينورتا. وتشكل الأغنام المصابة مصدر العدوى التي تحدث بوجود الرطوبة والتربة الملوثة حيث تتواجد الجراثيم المغزلية العقدية في أظلاف الأغنام المتعفنة فقط و تبقى حية لأيام قلائل في التربة الرطبة و الجافة. لا تنتقل العدوى من الأغنام المصابة إلى السليمة عندما تكون الأغنام على تربة جافة كما تؤدي الرطوبة المستمرة التي يتعرض لها الظلف أو الجروح أو الخدوش بين الظلفين دورا” متميزا” في وبائية المرض و فرط نمو الطبقة القرنية للظلف و تكون شده الإصابة بالمرض عند الحملان أقل منها عند الأغنام الكبيرة
الجروح في القدم خاصة في الأنسجة بين الأظلاف تتسبب في حدوث المرض، و غالبا ما يتعرض الحيوان للإصابة عقب عملية تقليم الأظافر.
للعوامل البيئية المساعدة أيضا دورا هاما مثل التعرض للحرارة و الرطوبة لفترات طويلة مما يسبب تشققات فى منطقة الجلد فوق الحافر مما يسهل معه العدوى بالبكتيريا التي تبدأ في اختراق الأنسجة و التكاثر بسرعة كبيرة و تنتج بعض السموم التي تسهل من انتشارها في القدم.
أعراض المرض:
1-التهاب واحمرار و تورم الجلد حول الحافر يكون مصاحبا مع نزول إفرازات كريهة الرائحة.
2-تمزق الأنسجة القرنية للحافر.
3-العرج و عدم قدرة الحيوان على الحركة و المشي بصورة طبيعية
وقد تزحف الأغنام رسغيها في المراعي أو في الحظائر نتيجة إصابة الأغنام والماعز بالمرض. وكذلك يودي المرض إلى عدم قدرة الكباش على القفز على النعاج من اجل عملية التلقيح وخاصة عند إصابة القوائم الخلفية بالمرض.
4-فقدان الشهية و نقص الوزن سريعا.
5- قد تظهر مضاعفات عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة و التعفن التام بالحافر وإصابة الأنسجة العميقة بالقدم كالمفاصل و الأربطة في حالة ترك الحيوان بدون علاج وتشاهد مناطق نخربة في الوجه الداخلي للظلف (ثقوب ) تسبب تلف الطبقة القرنية وانفصال الظلف وبتالي إصابة الحيوان بالهزال في حالة عدم العلاج.
التشخيص و العلاج:
-
الفحص الإكلينيكي: الأعراض تكون واضحة و مميزة غالبا عن بقية أمراض الحافر الأخرى.
-
الفحص المعملي: يشمل أخذ عينات من أماكن الإصابة و زرعها بكتيريولوجيا لمعرفة نوع البكتيريا المسببة للمرض وعمل اختبار الحساسية للمضادات الحيوية و تحديد المضاد الحيوي المناسب للعلاج.
-
العلاج الجراحي: يعتمد على تنظيف الجرح بالمطهرات مثل الفورمالين المخفف 10% و قطع الأنسجة المتضررة و تقشير الحافر و الجلد المصاب.
العلاج الدوائى:
-
حقن الحيوانات المصابة بالمضادات الحيوية المناسبة (البنسلين طويل المفعول-أوكسي تتراسيكلين-سيفالوسبورين لمدة تتراوح بين 7-10 أيام ،مع إعطاء مضادات الالتهابات الغير ستيرويدية لتخفيف الآلام.
-
تقلم الأظلاف وتزال الأنسجة النخرة بشكل صحيح ومحكم
-
يوضع مكان الإصابة مواد كاوية ككبريتات النحاس ومطهرات وتدهن بمراهم خاصة كمرهم اليود ويرش عليها قليلا بودرة السلفا ومن ثم رباط ضاغط أو محاليل 10 % فورمالين أو 20% كبريتات النحاس و بعد العلاج يجب حفظ الأغنام في مكان جاف وباستخدام المضادات الحيوية كالبنسلين و الستربتومايسين
-
يمكن إجراء مغاطس للأغنام تحتوي على مطهرات لتسير فيها الحيوانات المريضة مرة كل أسبوع لمدة شهر على الأقل
وللوقاية من المرض يجب مراعاة التالى :
-
يجب مراقبة الأظلاف و العناية بها وتقليمها بشكل منتظم ودوري
-
جمع مخلفات التقليم وحرقها وهذا يعني عدم تقليم أظلاف الحيوانات المريضة ضمن الحظائر بل يجب أن يتم التقليم على ارض إسفلتية
-
تنظيف وتعقيم الحظائر بشكل صحي ودقيق
-
التخلص من الحالات التي لا تستجيب للعلاج و التأكد من سلامة أظلاف الحيوانات التي تضاف إلى القطيع
-
تجنب الرعي في المناطق الرطبة و المستنقعات و المحافظة على الحظائر الجافة
-
إذا كانت التربية مغلقة يجب تطهير أماكن وجود الحيوانات بشكل دائم ومستمر وعدم حدوث بلل في أماكن وجودها والحرص على أن تبقى التربة جافة وتغيرها بصفة مستديمة.