الكوكسيـديا في بدارى التسمين

بقلم: الدكتور/ أماني منصور غنيم

باحث الكيمياء الحيويه – مركز البحوث الزراعية – معهد بحوث الصحة الحيوانية – المعمل الفرعي بكفر الشيخ

الكوكسيـديا في بدارى التسمين

 تقدم هذه المقالة نبذة عن مرض الكوكسيديا في بدارى التسمين حيث تعدّ مشكلة صحية عالمية في إنتاج الدواجن لما تعتبر من الامراض الطفيليه الاولية التي يسببها طفيل الايميريا الذي يتسبب في خسائر مدمرة نتيجة نقص في امتصاص الغذاء والاسهال المدمم فينتج عن ذلك نقص الوزن و زيادة معدل النفوق في مزارع الدواجن

مما يأدي إلى خسائر اقتصادية.تعتمد الطريقة التقليدية لمكافحة الاصابة بالكوكسيديا على العلاجات الكيميائية التي بدت فعالة خلال العقود الماضية.

إلا أن زيادة حدوث المقاومة ضدها يقيد استخدامها مما أدى إلى ترك صناعة الدواجن مع تحد جديد للحد من الكوكسيديا من خلال استراتيجيات بديلة.

انواعها

1.إيميريا أسيرفيولينا 2. إيميريا ماكسيما 3. إيميريا تينيلّا 4. إيميريا نيكاتريكس 5. إيميريا برينتي 6. إيميريا هاجيني ، 7. إيميريا مايتيس 8. ايميريا ميفاتي 9.ايميريا بريكوكس.

طرق العدوي وانتقالها

تبدا بتناول الطيور للبويضات المتحوصلة للطفيل (sporulated oocysts)  والملوثة في الماء او الاكل حيث  تبدا دورة حياة الطفيل داخل جسم الطائر كما موضح في الشكل:

• تحرر البويضات المتكيسة بعد تكسير جدارها الخارجي بفعل إنزيم التربسين و عصارة الصفراء (bile) لتتحول إلى بويضات غير متحوصلة (unsporulated oocysts) داخل أمعاء الطائر.

• اختراق اهداب الأمعاء و الجدار المبطن للامعاء و استعمار الخلايا المعوية لإنتاج الاطوارالمختلفة للطفيل وتكاثر اعدادها (سبوروزويت وميروزويت و شيزونت الأول و الثانى) ثم إنتاج الطور الجنسى (خلايا ذكرية و انثوية).

• تخصب الخلايا الذكرية الخلايا الانثوية لإنتاج الزيجوت ليصبح بويضة كاملة (oocyst) التي تتمزق من الخلايا المعوية و تمر مع زرق الطيور بكميات هائلة و قد تتكرر هذه الدورة ثلاث الى اربع مرات داخل جسم الطائر.

• ثم تبدا مرحلة تحوصل (sporulation) البويضات خارج جسم الطائر.

المناعة

يستطيع الدجاج أن يبني مناعة بعد الإصابة بالكوكسيديا ولكن هذه المناعة تكون مخصصة لنوع معين من أنواع الإيميريا

مما يعني أن هذا الطير معرّض لخطر الإصابة بأنواع إيميريا الأخرى.

و يتم اكتساب المناعة ضد أنواع الإيميريا تدريجيًا ولا تكتمل حتى يبلغ عمر الطير 7 أسابيع حيث تعدّ الايام الأولى في عمر الطائرهي فترة الخطر الأكثر حرجاً.

قد تتأثر شدة إصابة الطير بالأمراض و تختلف من طير لآخر بفعل عدة عوامل منها نوع الإيميريا وعدد البويضات التي ابتلعها الطائر والحالة المناعية للطائر.

حيث يتناسب كلّاً من انخفاض معدل زيادة الوزن مع جرعة المرض تناسباً طرديّاً.

يمكن رؤية الإسهالات المائية والمخاطية في وقت مبكر أي بعد 4 أيام من التعرض للإصابة غالبًا

ما تتسبب العدوى الشديدة في حدوث أضرار و قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.

الصفة التشريحية لأنواع الإيميريا الرئيسية:

1. إيميريا أسيرفيولينا

2. إيميريا ماكسيما

3. إيميريا تينيلّا

4. إيميريا نيكاتريكس

5. ايميريا برينتي:

تصيب الجزء الاخير من الامعاء الدقيقه ويلاحظ عند الاصابه بها حدوث التهاب معوى مخاطى و احيانا توجد بقع نزفيه على جدار الامعاء و احيانا يوجد نخر شديد بالامعاء(necrosis) .

6. ايميريا هاجيني وايميريا مايتس وايميريا ميفاتي وايميريا بريكوكس:

ايضا ﻫﻧﻩ الانواع تصيب الامعاء و لكنها تسبب التهابات معويه بسيطه و تأثيرها على الطائر اقل من الانواع السابقه .

الخسائر الاقتصادية للمرض

• خسائر مباشرة : نتيجة ضعف النمو مع نقص اوزان الطيور المستهدفة وزيادة معدل النفوق وسوء معدلات التحويل الغذائي.

• خسائر غير مباشرة : تكلفة إستخدام مضادات الكوكسيديا و التحصينات و المطهرات , التاثير السلبى على خلايا الأمعاء مما يؤدى إلى ضعف إمتصاص العناصر الغذائية الأساسية حتى بعد إنتهاء المرض.

الأدوية المضادة للكوكسيديا 

يجب الأخذ في الإعتبار بأن الطيور المصابة ستعانى من سوء معدلات التحويل الغذائي حتى بعد إنتهاء فترة العلاج نتيجة التأثير المدمر الذى يسببة الطفيل لاهداب خلايا الامتصاص بالأمعاء مما يحرم الطائر من إمتصاص العناصر الغذائية اللازمة لنموه و إنتاجيته.

تُعطى مضادات الكوكسيديا في العلف للوقاية من المرض والخسارة الاقتصادية حيث يُفضل الاستخدام الوقائي فمعظم الضرر يحدث قبل ظهورعلامات المرض وعادةً ما يتم إعطاء الأدوية العلاجية من خلال مياه الشرب حيث يتم استخدام المضادات الحيوية مع زيادة فيتامين A وفيتامين K في الحصة الغذائية وذلك لتحسين معدل الشفاء ومنع حدوث العدوى الثانوية.

لذا لا بد من السيطرة على الوضع باستخدام مضادات الكوكسيديا مثل الأمبروليوم أو تولترازوريل. ومن أكثر الأدوية المستخدمة هي مركبات السلفا حيث يتم إضافة 3 جم من السلفا ديميدين إلى 6 جم من الأمبرول إلى 3 جم من السلفا كينوكسالين 25% وذلك لكل لتر مياه شرب وتوضع لمدة 8 ساعات فقط يوميًا لمدة ثلاثة أيام وهي فترة كافية للقضاء على الطفيل في حالات الإصابة الخفيفة.

أما في حالات الإصابة الشديدة مع وجود عوامل أخرى صعب السيطرة عليها كالرطوبة يتم إعطاء العلاج ثلاثة أيام بعدها راحة يومين بدون أدوية ثم نستأنف العلاج يومين آخرين مع إعطاء المضادات الحيوية لمنع حدوث العدوى الثانوية وذلك عن طريق إعطاء مضادات البكتيريا بشكل متزامن مثل الأموكسيسيلين أو التيلوزين.

فعندما تتلف الكوكسيديا جدار المعدة، تكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الثانوية مثل التهاب الأمعاء النخري.

إلّا أنّ الاستخدام المستمر للأدوية المضادة للكوكسيديا يعزّز ظهور سلالات كوكسيديا مقاومة للأدوية.

يتم استخدام برامج مختلفة في محاولات لإبطاء المقاومة أو إيقافها، حيث هناك مقاومة واسعة النطاق لمعظم الأدوية

ولذلك يتم استخدام بدائل طبيعيه مثل المستخلصات النباتيه التي تم عمل ابحاث لتاكيد فاعليتها علي تعزيز المناعه مثل النيم والكركم والقرفه وباستخدام تقنية النانوتكنولوجي عن طريق استخدام المواد النانويه وهي مواد باحجام اقل من 100 نانومترليسهل ذوبانه ويزيد معدل اختراقه داخل الخلايا عن الصورة الطبيعية لهذه المواد.

حيث يعتبر المستخلص لاوراق النيم مضاد لبعض الطفيليات مثل الايمريا حيث يساعد في زياده عدد كرات الدم الحمراء وعدد كرات الدم البيضاء وعدد الخلايا الليمفاويه وبالتالي زياده الاستجابه المناعيه وانتاج الاجسام المضاده ولذلك تعتبر من البدائل الجيده.

الوقاية و السيطرة على المرض:

يصعب منع المرض نهائيا حيث ان الطفيل موجود في الظروف المناخية المناسبة للطيور وله القدرة على العيش

لمدة طويلة في الفرشة او التربة مقاوما اغلب المطهرات الكيميائية و كذلك التغيرات البيئية المحيطة به

و لكن هناك عوامل تساعد على الحد من ضراوة الطفيل و السيطرة علية و تشمل:

• اتباع أليات الأمان الحيوى في مزارع بدارى التسمين لتقلل من فرص حدوث العدوى و إنتشارها بين قطعان التربية.

• الحفاظ على الفرشة جافة و تجنب زيادة نسبة الرطوبة بها خاصة في أماكن وضع السقايات.

• استخدام مطهرات فعالة مثل الأمونيا و المثيل بروميد بعد تنظيف العنابر بالماء و الصابون.

• تجنب الكثافة الزائدة للطيور داخل العنابر و كذلك عدم تربية طيور ذات أعمار او سلالات مختلفة في عنبر واحد.

• استخدام مضادات الكوكسيديا الوقائية في علف الطيور.