بقلم : الدكتورة / داليا طلعت محمد
باحث أول الباثولوجيا الاكلينيكية بمعهد بحوث الصحة الحيوانية (معمل فرعي الزقازيق)
التغيرات المناخية واحدة من أهم التحديات التي تؤثر بشكل كبير على اقتصاديات صناعة الدواجن في مصر والعالم أجمع.
فالتغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة العالمية تؤدي إلى دخول الطائر في حالة من عدم الاتزان،
وبالتالي العزوف عن تناول الأعلاف مما ينتج عنه خسائر في الإنتاج بجانب انخفاض معدل النمو، وانخفاض إنتاج بيض، ومن ثم تنشط بعض الأمراض الكامنة،
مما يؤدي في النهاية إلى حدوث نفوق جماعي بين القطيع بسبب الإجهاد الحراري التي تتعرض له الطيور.
صناعة الدواجن
و الإجهاد الحراري للطيور هو أحد الأمراض التي تصيب الطيور عند ارتفاع درجة الحرارة ،
حيث تعرض الطيور لدرجة حرارة ورطوبة عالية داخل عنابر التربية ويسمي أيضا بالأحتباس الحراري ولا تستطيع الطيور
فقد الحرارة من جسمها بسهولة مع وجود عوامل أخري مثل زيادة كثافات التربية أو عدم إتباع الانظمة السليمة في
تصميم العنابر من حيث التهوية فتنتقل الحرارة من طائر لأخر مع إحتجاز الهواء الساخن والراكد بين الطيور داخل العنبر.
ظاهرة الاحتباس الحرارى فى مزارع الدواجن تتم السيطرة عليها، إما عن طريق الطائر نفسه
كرد فعل فسيولوجى لتقليل الآثار الضارة لها، أو عن طريق المربى للمحافظة على إنتاجية الطيور.
الاحتباس الحراري
بالنسبة لرد فعل الطائر فسيولوجياً، ونظراً لأن الطيور لا تعرق فإنها تقلل من حركتها،
وتزيد من حجم الأجزاء المعرضة للهواء، عن طريق فرد الجسم أو الأجنحة، لزيادة نسبة البخر،
بالإضافة إلى حدوث ظاهرة اللهث، وذلك لخفض حرارة الجسم، مما يزيد استهلاك الماء لتعويض الماء المفقود نتيجة لذلك.
مما يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم وكذلك ينخفض معدل إستهلاك الأعلاف كلما زادت الحرارة والرطوبة
وينتهي الحال إلى إرتفاع ضغط الدم وإنفجار في شرايين الكبد والمخ والكليتين فنلاحظ إحتقان الجلد وزرقان العرف.
وخلال الفترة الأخيرة حدث تطور كبير فى الطرق التى يقوم به المختصون لتقليل تأثير ظاهرة
الاحتباس الحرارى على الطيورلمواجهة ارتفاع درجة الحرارة للدجاج وبالاخص دجاج التسمين
حيث انه لا يمكنه تحمل درجات الحرارة المحيطة المرتفعة، ويمكن اتخاذ عدد من التدابير الوقائية للتخفيف من
الإجهاد الحراري وقد تكون هذه الأساليب مرتبطة بظروف السكن وممارسات الإدارة والعوامل الغذائية.
أولا: السكن والإدارة
-
توفير التهوية المناسبة لكل الطيور الموجودة في العنبرو وضع مراوح لتحسين سرعة الرياح ودوران الهواء.
-
تركيب خلايا تبريد على جانبي العنبر خلال فترات الصيف.
-
دهان الجدران والسقف وخزانات الماء بلون أبيض وضع ستائر من الخيش في الجهات المعرضة لأشعة الشمس وترطيبها باستمرار بالماء رش جدران وأسطح العنابر بالماء من الخارج صباحاً لخفض درجة الحرارة.
-
نثر الماء فوق الطيور بالرشاشات عند اللزوم بصورة متقطعة (دقيقة / 10 دقائق).
-
تقليل أعداد الطيور المرباة بوحدة المساحة والإمداد الكافي من المياه النظيفة والباردة وزيادة عدد المساقي ورفع مستوى المياه فيها لترطيب جسم الطائر واستخدام ماء بارد.
ثانيا: التغذية
كثافة النظام الغذائي
-
إعداد نظام غذائي أكثر كثافة للحصول علي جميع العناصر الغذائية بانخفاض الاستهلاك و ذلك لان الطيور تحت الاجهاد الحراري تحتاج لزيادة الطاقة التمثيلية بانخفاض استهلاك العلف.
-
رفع العلافات من أمام القطعان قبل العاشرة صباحا ومع إرتفاع درجة الحرارة وتقديمها بعد الخامسة مساء مع تقديم الأعلاف بصورة محببة.
-
استخدام الإضافات مثل الإنزيمات تساعد في تحسين الهضم والامتصاص و تقديم العلف في صورة حبيبات يقلل استهلاك الطاقة أثناء التغذية ويقلل الفاقد.
أضافة الدهون ومكملات الفيتامينات والمعادن والإلكتروليتات
-
إضافة الدهون في النظام الغذائي للدواجن لا يساعد فقط على زيادة الاستفادة من العناصر الغذائية في الجهاز الهضمي عن طريق خفض معدل مرور الطعام ولكنه يساعد أيضًا على زيادة قيمة الطاقة لمكونات العلف الأخرى.
-
وجد أن إضافة الدهون بمستوى 5٪ إلى النظام الغذائي في الدجاج البياض المجهد بالحرارة يزيد من تناول العلف بنسبة 17٪.
-
وبالمثل، لوحظ تحسن كبير في أداء دجاج التسمين عند اتباع نظام غذائي يحتوي على 5٪ دهون. ذكرت احدي الدراسات أن زيادة مكملات الزيت في النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتين خفف من الآثار السلبية للإجهاد الحراري المزمن على أداء دجاج التسمين، ودهون اللحوم، والصفات الفسيولوجية والمناعية. بالإضافة إلى هذه الفوائد، فإن إضافة الدهون يزيد بشكل كبير من دهون البطن في دجاج التسمين المجهد حراريا.
-
فيتامين سي:هو أحد مضادات الأكسدة القابلة للذوبان في الماء والذي يحمي من الإجهاد التأكسدي.
-
الالكتروليت:يغير اللهاث وسرعة التنفس في الطيور المجهدة بالحرارة التوازن الحمضي القاعدي في بلازما الدم لذلك اضافة مركبات تحتوى على بيكربونات الصوديوم (3 – 5%)، كلوريد الأمونيم (0.3 – 1%) لمعادلة التأثير الضارعلى الطيور، وخاصة الأعضاء الحشوية كالكبد والكلى.
-
الزنك يعتبر من العناصر الغذائية الأساسية اللازمة للنشاط الأنزيمي لأكثر من 300 إنزيم مختلف. يرتبط الزنك بنظام الدفاع المضاد للأكسدة، ووظيفة المناعة، وتطور الهيكل العظمي.