قال محللون، إن الأمطار الصيفية أفادت محاصيل الذرة في معظم أنحاء دول الاتحاد الأوروبي،

ومن المتوقع أن تبقي الإنتاج أعلى من مستوى الجفاف في العام الماضي، على الرغم من تراجع الزراعة والجفاف المستمر في جنوب شرق أوروبا.

وسيشكل حجم محصول الذرة، الذي يستخدم في الغالب لتغذية الماشية، احتياجات الاتحاد الأوروبي من الإمدادات بينما يناقش ما إذا كان سيتم تمديد الحظر على بيع الحبوب الأوكرانية في دول شرق الاتحاد الأوروبي.

ورفعت شركة Strategie Grains الاستشارية، يوم الخميس توقعاتها لمحصول الذرة في الاتحاد الأوروبي لعام 2023 بنحو مليون طن إلى 59.6 مليون، وهو الآن أعلى بأكثر من 7 ملايين طن من أدنى مستوى في 2022 منذ 15 عامًا.

ويتناقض ذلك مع المسح الذي أجرته شركة Strategie Grains ومراقبون آخرون في الأشهر الأخيرة بعد أن عانت أحزمة الحبوب الأوروبية من الجفاف وموجات الحر والفيضانات.

وقد أدت الأمطار الصيفية، التي عطلت حصاد القمح، إلى زيادة إمكانات إنتاج الذرة مع بدء المزارعين في جلب المحصول.

فرنسا

رفعت وزارة الزراعة الفرنسية “فرانس أجري مير”، توقعاتها الشهرية لإنتاج محصول الذرة بحوالي 300 ألف طن ليصل إلى 11.2 مليون، أي ما يزيد الآن بنسبة 5٪ عن عام 2022.

وأظهرت بيانات  “فرانس أجري مير”،أن المزارعين حصدوا 1% من مساحة الذرة بحلول 11 سبتمبر، وإن ما يقدر بنحو 82% من محاصيل الذرة ، كانت في حالة جيدة أو ممتازة، أى أعلى من العام الماضي إذ سجلت نسبة 43% فقط من محصول الذرة في حالة جيدة، بسبب الجفاف الذي أصاب المحصول.

وأفادت شركة Strategie Grains الاستشارية، أن الأمطار الغزيرة في منتصف الصيف ساعدت حبوب الذرة غير المروية، وقد تساعد موجة الحر الاستثنائية التي ضربت أوروبا الغربية في سبتمبر الأسبوع الماضي على نضج المحاصيل.

وقال بينوا بيتريمنت، رئيس لجنة الحبوب في مكتب فرانس أجري مير الزراعي، للصحفيين: “بالنسبة للمحاصيل في الحقول، فإن الفترة الحارة المصحوبة بأشعة الشمس ستسرع النمو بعد فترة الصيف الباردة والممطرة”.

ألمانيا وبولندا

كما أدت الأمطار الغزيرة إلى تحسين التوقعات في ألمانيا وبولندا، وقالت شركة Strategie Grains إن الإنتاج قد يتجاوز مستوى العام الماضي في ألمانيا ويبقى عند مستوى عالٍ في بولندا.

وحصدت ألمانيا 3.8 مليون طن من حبوب الذرة وبولندا حوالي 8 ملايين طن العام الماضي.

وفي المجر، تتوقع وزارة الزراعة أن يصل الإنتاج إلى 5.8 مليون طن في انتعاش من محصول العام الماضي الذي أهلكه الجفاف والذي بلغ 2.8 مليون طن.

ومع ذلك، فإن تحسن الآفاق في المجر سيتوقف عند مستوى قياسي منخفض للزراعة وربما بحلول شهر أغسطس الجاف في منطقة Great Plain، حسبما ذكرت شركة Strategie Grains.

وشعر مزارعو الذرة في جميع أنحاء أوروبا بالإحباط بسبب ضعف محصول العام الماضي وارتفاع تكاليف المدخلات مثل الأسمدة،

حيث قدرت وزارة الزراعة الفرنسية مساحة المحاصيل في البلاد عند أدنى مستوياتها منذ الثمانينات.

وفي الوقت نفسه، أدى الجفاف في إسبانيا هذا العام إلى قيام المزارعين بتقليص زراعة الذرة تحسباً لحدود الري.

وفي جنوب شرق أوروبا، استمر الجفاف في أجزاء من بلغاريا ورومانيا.

وقال سيزار جورجي من شركة أجريكولومن لاستشارات سوق الحبوب الرومانية: “تضرر محصول الذرة لدينا بشدة بسبب الجفاف، ولكن ليس بنفس السوء الذي كان عليه في الموسم السابق”.

وأضاف أن الشركة الاستشارية تقدر حاليا المحصول بين 10.5 مليون و11 مليون طن، مقارنة مع توقعاتها الأولية البالغة 14 مليونا.

وحصدت رومانيا نحو 8 ملايين طن العام الماضي، وهو أدنى مستوى لها خلال عقد من الزمن، وسط جفاف شديد.