بقلم: الدكتور/ داليا طلعت محمد
باحث أول الباثولوجيا الاكلينيكية بمعهد بحوث الصحة الحيوانية (معمل فرعي الزقازيق)
يعد التهاب الضرع البقري أحد أكبر المخاوف المتزايدة في صناعة الألبان في جميع أنحاء العالم.
يواجه أصحاب مزارع الألبان خسائر اقتصادية فادحة مع ارتفاع حالات نفوق الماشية على مدار العام.
ينتج التهاب الضرع عن عدة بكتيريا مختلفة، يمكنها أن تغزو الضرع فتتكاثر وتنتج مواد ضارة تؤدي إلى الالتهاب، يقلل من إنتاجية الأبقار، بالإضافة إلى أنه يقلل من جودة الحليب، مما يتسبب في خسائر فادحة للمربين، وبالتالي خسارة فادحة في دخل المزرعة
يسبب التهاب الضرع تغييرات في مكونات الحليب ومنها انخفاض نسبة البوتاسيوم وزيادة في معدل اللاكتوفيرين كما يؤدي إلى انخفاض نسبة الكازين، وهو البروتين الرئيسي في الحليب.
وبما أن معظم الكالسيوم في اللبن مرتبط بالكازين ، فإن اضطراب تخليق الكازين يساهم في خفض الكالسيوم في الحليب.
ويزداد تدهورمكونات بروتين الحليب بسوء المعالجة والتخزين. كما ان حليب الأبقار المصاب بالتهاب الضرع يزيد فيه عدد الخلايا الجسدية ومن المثبت علميا أنه كلما زادت عدد الخلايا الجسدية كلما انخفضت جودة الحليب.
تعتبر البكتيريا هي المسبب الرئيس لالتهاب الضرع عند الأبقار، وأهمها بكتيريا المكورات العنقودية والمكورات العقدية والبكتيريا القولونية حيث أنها تمثل 90%من المسببات البكتيرية لالتهاب الضرع عند الابقار، ومن اهم انواع البكتيريا القولونية بكتيريا الاي كولاي (الايشيريشيا القولونية) التي توجد بشكل متعايش في امعاء الأنسان وأمعاء الحيوانات ذوات الدم الحار، يوجد اشكال عديدة للاي كولاي بعضها ممرض واخرغير ممرض. ان تلوث البيئة بروث الابقار هو السبب الرئيسي لدخول الاي كولاي عبر قناة الحلمة ومن ثم دخول الضرع مسببة لالتهاب الضرع.
نتشر العدوى بسهولة من بقرة إلى أخرى أثناء الحلب من خلال الحليب الملوث، أيدي الحلب، الروث الملتصق بالضرع. في حالة استخدام آلة الحلب قد تحدث العدوى، أيضًا أثناء الفترة الفاصلة بين الحلب، يمكن أن تنتقل العدوى من الأبقار المصابة والتي طرحت العامل المسبب في العلف أو المشرب.
وقد أدت ممارسات المزارعين الخاطئة في استخدام المضادات الحيوية الى ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية وهي من اكبر المخاطر التي تعيق الصحة اليوم إذ تؤثر على صحة الانسان والحيوان معا حيث يمكن ان تنتقل البكتيريا المقاومة للمضادات من الحيوان للأنسان والعكس.
ومن هذه الممارسات استخدام المضادات الحيوية كأضافات للأعلاف لتحفيز نموها ووقاية للأمراض وهذا سرع وتيرة ظهور بكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ومن اهمها البكتيريا المقاومة للبنسلينات حيث انها تصبح قادرة على انتاج انزيمات (البيتا لاكتيميز) تقوم بإبطال فعالية المضاد الحيوي.
أنواع مرض التهاب الضرع في الأبقار:
يقسم مرض التهاب الضرع في الأبقار إلى نوعين كما يلي:
أولا: مرض التهاب الضرع شبه السريري تحت الإكلينيكي:
ويتصف بعدم ظهور اعراض مرضية على البقرة ولا تغيرات في الحليب ، فقط يقل انتاج الحليب و يمكن الكشف عنه بقياس عدد الخلايا الجسمية في الحليب.
في هذا النوع عادة لا يتأثر العدد البكتيري لحليب القطيع ويبقى أقل من 50000 لكل مل. تشير التقديرات إلى أن 50٪ من جميع الابقارمصابة بالتهاب الضرع تحت الإكلينيكي في ربع ضرعها.
ثانيا: مرض التهاب الضرع السريري الإكلينيكي:
ويتصف هذا النوع بظهور اعراض منها: تضخم في الضرع، تغير في الحليب (متكتل، دموي، مائي، مصفر) وفي الحالات الحادة يحدث تسمم في الدم الذي يمكن ان يؤدي لنفوق الحيوان.
التهاب الضرع السريري الحاد يمكن اكتشافه، أي التعرف عليه بسهولة حتى من قبل المزارعين، ويتم تشخيصه بسهولة بسبب تورم الضرع والألم والنقص الحاد في إنتاج الحليب، في المقابل فإن التهاب الضرع شبه السريري لا يحتوي على تشوهات بصرية في الغدة الثدية (تورم، سخونة، تشققات) ولا في الحليب (الدم، التجلطات).
لذلك، فإن الفحص البدني والظاهرى الروتيني للضرع، اختبارات الفحص التشخيصي للكشف المبكر عن التهاب الضرع، والعلاج المناسب للحيوان المصاب، لهما أهمية قصوى من أجل تقليل الخسائر الناجمة عن التهاب الضرع، السريري وشبه السريري.و فحص الضرع البدني يتم ذلك عن طريق الملاحظة البصرية، والجس الرقمي.كما يجب إجراء الفحص البدني لكل غدة على الفور بعد الحلب، عندما يتوقف التحفيز الهرموني، ويصبح الضرع مرتخيًا فارغًا تمامًا.
يجب البدء بعمل اختبارات فحص الحليب، اختبارات مباشرة: هذه الاختبارات القياسية لتحديد وجود وهوية كائنات التهاب الضرع في الحليب، ولكنها تستغرق وقتًا طويلاً، وتتطلب مهارة فنية، مرافق معملية.
تعتمد هذه الاختبارات على تطور التغييرات في تكوين الحليب. والاختبارات غير المباشرة، (مثل تعداد الخلايا الجسدية، اختبار التهاب الضرع): مفيدة في تحديد جودة الحليب في غياب المرافق المختبرية. هذه الاختبارات بسيطة، اقتصادية، سريعة، سهلة الاستخدام.
الوقاية والعلاج لمرض التهاب الضرع في الأبقار:
-
الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بالحيوان.
-
تغذية الابقار حسب إنتاجها من الحليب و حسب مرحلة الحمل و تجنب تبديل العليقة بشكل مفاجئ.
-
يجب فحص جميع الأبقار يومياً للكشف المبكرعن التهاب الضرع والعلاج.
-
تنظيف الضرع قبل البدء بالحلابة بشكل جيد و استخدم طريقة تغطيس الحلمات باليود بعد الانتهاء من الحلابة.
-
تجنب الحلب المتتالي، واختبار الحساسية لمسببات التهاب الضرع قبل العلاج
-
العناية الفورية بأي إصابة طفيفة في أنسجة الضرع.
-
عند المعالجة بالمضادات الحيوية يسمح بإيصال المضاد الحيوي مباشرة إلى الغدة الثدية للقضاء على العامل المسبب.
-
تطبيق المضادات الحيوية على جميع الأبقار بعد آخر حلب عند تجفيفها.