بقلم: الدكتور/ إيمان محروس عبدالغنى
باحث أول – وحدة السل- قسم بحوث البكتريولوجى
معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية
الإبل لها دورا رئيسيا في نمط حياة العديد من المجتمعات ، لاسيما تلك الموجودة في المناطق الجافة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
حليب الإبل هو الغذاء الأساسى في العديد من البلدان الأفريقية والآسيوية خاصة التي تعاني من الجفاف وذلك لاحتوائه على مستويات عالية
من البوتاسيوم و الماغنسيوم و الحديد و المنجنيز و النحاس و الصوديوم و الزنك و على نسبة قليلة من الكوليسترول ،
كما أنه البديل الأفضل للأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب .
ويحتوى حليب الإبل على مركبات تقضى على العديد من الكائنات الحية المسببة للأمراض وهى اللاكتوفيرين
والجلوبينات المناعية والتى تمنح حليب الإبل خصائصه المدعمة للمناعة.
و أيضا يحتوي حليب الإبل على بروتينات شبيهه بالإنسولين وهي المسؤولة عن خفض نسبة السكر فى الدم
وتحسين حساسية الإنسولين لدى الأشخاص المصابين بداء السكر من النوع 1 و النوع 2 .
كما أفادت منظمة الزراعة الغذائية أن أكثر من 18 مليون إبل حول العالم تدعم بقاء ملايين البشر.
التهاب الضرع في الإبل يعتبر قليلا نسبيا مقارنة بنسبة حدوثه في المجترات الأخرى وقد تم رصده في مختلف البلدان التي تربى فيها الإبل مثل مصر والهند والسودان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أيضا ورد حدوث الحالات المختلفة لالتهاب الضرع في الإبل مثل الحالات الحادة وتحت الحادة والحالات المزمنة المرتبطة بحدوث الغرغرينة مع تضخم الغدد الليمفاوية.
الضرع عند الإبل يحتوي على 4 غدد منفصلة عن بعضها، ولكل غدة حلمة تحتوي على فتحتين. وتطور الغدة الثديية وحلماتها يعتمد على عمر الناقة وسلالتها ومراحل الحمل.
ففي الشهرين الأخيرين قبل الولادة يصبح الضرع ممتلئاً والحلمات بارزة، وعند حدوث التهاب الضرع يؤدي ذلك إلى تغيرات فيزيائية وكيميائية في أنسجة الغدة اللبنية، وبالتالي يتأثر الحليب الناتج كماً ونوعا. يحتوي حليب الإبل على عناصر غذائية متكاملة.
التهاب الضرع كمرض التهابي في الغدد الثديية لا يقلل فقط من إنتاج الحليب ولكن أيضًا يجعل الحملان والرضع عرضة لتدهور الحالة الصحية.
-
العوامل المهيئة لالتهاب الضرع:
-1 عدم نظافة البيئة المحيطة بالإبل، ووجود الطفيليات الخارجية كالقراد.
-2 خدوش أو جروح بالضرع.
3- إصابة العاملين الذين يقومون بحلابة الإبل بأمراض معدية، وعدم اتخاذ إجراءات التعقيم لليدين قبل الحلابة.
– 4 ربط الحلمات لمنع رضاعة المولود للحليب يؤدي إلى مشاكل في الضرع.
5- حلب الناقة المريضة ثم الناقة السليمة .
-
أسباب الإصابة بالتهاب الضرع:
-
الرضوض والكدمات التي تتعرض لها الإبل وهي جالسة.
-
لسعات العقارب والثعابين.
-
بقايا الرماد الساخن الموجود فى الصحراء.
-
الإصابة بالميكروبات المختلفة هي السبب الرئيسي لالتهاب الضرع مثل البكتريا موجبة الجرام ( مثل السبحيات والعنقوديات ) و البكتريا سالبة الجرام مثل (الباستريلا النزفية و الميكروب القولونى و الكلبسيلا و السودوموناس) و غيرها من البكتريا الممرضة.
-
-
تشخيص التهاب الضرع:
-
الفحص الظاهرى: يتم فحص الضرع بالعين المجردة وباللمس باليد، حيث يلاحظ وجود جروح أو خراجات أو آفات مرضية على الضرع، كما يتم فحص تناظر أرباع الضرع لملاحظة أي تضخم أو ضمور في أحد الأرباع أو في كامل الضرع، كما يلاحظ السخونة واحمرار في الضرع والألم وصلابة أو مرونة الضرع.
-
الفحص الفيزيائي : مثل تغير اللون، والرائحة، والقوام والكثافة للحليب ويختلف ذلك حسب نوع الإصابة وشدتها وحده لا يكفي، فلابد من إجراء الفحوصات المخبرية للحليب، لأن الالتهاب تحت السريري لا يمكن كشفه إلا بالفحوصات المخبرية ونذكر من هذة الاختبارات اختبار كاليفورنيا واختبار الوايت سايت وأيضا اختبار الكشف عن درجة الحموضة.
-
الزرع البكتيرى فى المختبر: وذلك على المستنبتات البكتيرية التخصصية المختلفة للكشف عن الميكروبات المسببة لالتهاب الضرع و تحديد المضادات الحيوية المناسبة للعلاج.
-
-
الأعراض الإكلينيكية لإلتهاب الضرع:
توجد العديد من الاشكال المختلفة لإلتهاب الضرع في الابل نذكر منها :
-
النوع الحاد: غالباً ما يحدث في الأيام الأولى بعد الولادة المتعسرة أو العمليات القيصرية، ويلاحظ ارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الشهية وخمول الحيوان، وتورم الضرع، وعدم الرغبة في إرضاع الحوار، ويكون الحليب مائياً مصفراً أو مدمما..
-
النوع فوق الحاد :يحدث بسرعة عقب الولادة المتعسرة، ويؤدي إلى تضخم في الضرع، حمى، خمول، والحليب يكون مائي القوام مصفرا.
-
النوع تحت الحاد: لا توجد أعراض واضحة، وإن وجدت تكون أعراضاً طفيفة.
-
الالتهاب المزمن:يصيب أحد الأرباع أو الضرع كاملاً، ويتميز بتورم أو تضخم الأجزاء المصابة.
-
الالتهاب الغنغريني:ازرقاق وتورم الضرع وظهور مناطق حمراء بين الأنسجة السليمة والتالفة، وبعدها تيبس الجلد ونخره.
-
الالتهاب الصديدي: تورم الضرع ووجود انتفاخات على سطح الضرع سرعان ما ينفجر أحدها باعثة كميات من الصديد، يلي ذلك تكوّن ناسور على سطح الجلد.
-
العلاج:
القواعد التى يجب مراعاتها عند اختيار العلاج المناسب للتغلب على التهاب الضرع :
1- زراعة الحليب على المستنبتات البكتيرية التخصصية المختلفة لتحديد نوع الميكروب المسبب لالتهاب الضرع .
2- إجراء اختبار حساسية الميكروبات المعزولة ليتم اختيار المضادات الحيوية المناسبة، ونراعي عند أخذ عينة الحليب ألا يكون الحيوان قد تم معالجته خلال أربعة أيام سابقة قبل أخذ العينة مباشرة.
٣- يجب أن يكـون للمضـاد الحيـوى المسـتخدم فـى العـلاج أقـل تركيـز مـانع للبكتيريـا الرئيسـية المسببة لالتهاب الضرع . (MIC)
٤- يجب أن يكـون الـدواء قليـل الارتبـاط مـع بـروتين اللـبن وأنسـجة الضـرع حتـى يتم إخراجه من الجسـم بسـرعة ولا يتـرك بقايـا دوائيـة تـؤثر علـى الصـحة العامـة لمسـتهلكى الألبان.
. ٥- يجب أن يكون الدواء مـن الناحيـة الكيميائيـة قاعـدى ضـعيف وغيـر قابـل للتـأين بسهولة أو جيد الـذوبان فـى الـدهون وهـذا يسـاعد علـى انتشـاره فـى أنسجة الضرع.
. ٦- يجب أن تكـون فتـرة الـتخلص مـن الـدواء فـى اللـبن أقـل مـا يمكـن لتسـمح بسـرعة عـودة الناقه للقطيع الحلاب ولتجنب الخسائر الاقتصادية نتيجة عدم تسويق ألبان الأبل المعالجة .
. ٧- يجب مراعاة استخدام الجرعة المناسبة من الدواء والمدة اللازمة للعلاج حتـى ٕوان كـان قـد حدث تحسن ظاهرى فى الأعراض المرضي.
8 -التخلص من الحليب فى الضرع باستخدام (Oxytocin) عند العلاج
9- استخدام مضادات الالتهاب مع المضادات الحيوية بالإضافة إلـى الملاحظـات السـابقة الخاصـة بنوعيـة الـدواء المسـتخدم لعـلاج التهابـات الضرع
العلاج في الحالات الحادة وفوق الحادة
-
غسل الضرع جيداً بالماء والصابون.
-
ينصح بحقن محلول فيسيولوجي طبيعي معقم مع عملية تدليك للضرع، ومن ثم تفريغ المحلول مرتين، وبعدها يتم إدخال المضاد الحيوي عبر قناة الحليب (تكرر العملية لمدة 3 أيام متتالية) مع تدليك للضرع لضمان وصول الدواء إلى كامل الجزء المصاب.
-
حقن الحيوان عضلياً بمضاد حيوي.
-
إعطاء خافض حرارة.
الحالات المبكرة للالتهاب الغنغريني:
-
تفريغ الضرع من محتوياته بالكامل و التخلص الصحي الآمن منها.
-
إعطاء مدرات بولية.
-
حقن مضاد حيوي عام لمدة نحو أسبوع.
-
يتم اللجوء إلى الجراحة في الحالات المتأخرة من الالتهاب الغنغريني والالتهاب المزمن.
طرق الوقاية:
1- إتباع قواعـد النظافـة العامـة للقضاء على المشكلة فـى المزرعه في الحظـائر والمحلـب ، ضـرع الحيـوان ، القـائمين بالحلـب ، تحسـين نظام الحلب و التجفيف الفردى
2- عزل الحيوان المصاب عن السليم ومعالجته و التخلص الصحى الآمن من الحليب المصاب حتى لا يكون بؤره لنشر الجراثيم.
3- عزل الحوار عن الناقه وإرضاعه من حليب ناقة سليمة.
4- تطهير الحلمات بمحلول الأيودوفور بنسبة 0,5% بعد الحلابة.
5-التنظيف الدوري للضرع وعلاج الإصابات البسيطة من جروح ورضوض وبثرات.
6-تغيير أماكن رعي الإبل وأرضيات الحظائر بشكل دوري ورشّها بالمطهرات .
7-غسل الأيدي ثم تطهيرها بعد الحلابة والالتزام بوقت محدد لحلابة النوق.
8-مكافحة الحشرات والطفيليات.
التوصيات:
-
نشر الوعى الصحى للمربين و توصيل الخدمات البيطرية الى أماكن تجمع و رعى الإبل.
-
توعية و مناقشة المربين و الفحص الدورى لعينات الحالات المشتبه فى إصابتها بإلتهاب الضرع و تقديم الخدمات العلاجية .
-
عمل قاعدة بيانات تشمل عدد الحالات المصابة بالتهاب الضرع فى المنطقة الجغرافية لتربية الإبل و تحديد أهم الميكروبات المسببة و كذلك المضادات الحيوية التى تم استخدامها فى العلاج.