بقلم : الدكتور/ مرقس ابراهيم يني
باحث أول فيروسات – معهد بحوث الصحة الحيوانية – الدقي
يقصد بالنشر الدولي للبحوث العلمية هو توسيع قاعدة المتطلعين علي تلك البحوث عالمياً و نشر اسم الباحث عالميا بالمجتمع العلمي تبعا لاختصاصة عالميا .
و قد بات النشر الدولي شرطا للترقي للسادة الباحثين وللحصول علي درجات علمية للطلاب في مرحلة الدراسات العليا الجامعية .و ايضا كأحد الشروط الاساسية لتمويل مشروعات البحث العلمي وكما تعد من ضمن ادوات تقييم الجامعات ( نوعية مميزة للأبحاث العلمية المنشورة في المجلات الدولية تحت رعاية الجامعة و مؤسساتها العلمية ), لذلك تتسابق الجامعات والمؤسسات التعليمية بدعم و تشجيع طلابها وطاقمها التدريسي للنشر بتلك المجلات الدولية.
و يتم تطويرادوات المجلات المحكمة دوليا لرفع مستوي الابحاث من خلال:
1-استعانتها بخبراء تحكيم رفيعي المستوى في مجال تخصصهم مما يضمن نشراحدث نتائج بحثية مع ضمان للملكية الفكرية للباحث.
2-تطبيق اشتراطات حازمة ملزمة للنشر الدولي .
3-النشر الدولي يضمن عدم نشر ابحاث مسروقة أو ذات الاقتباس الغير مسموح و بلغات متعددة مما يزيد من شهرة البحث و الباحث عالميا.
ضوابط و احكام النشر في المجلات الدولية:
يخضع النشر لضوابط و احكام ملزمة و صارمة في تطبيقها للباحثين ليتم قبول أبحاثهم في المجلةمن خلال:
1- يجب ان ياتي البحث بنتائج جديدة غير مسبوقة و الزام الباحث بعدم نشرها أو أي جزء منه في مجله أخرى و إرسال التعهد مع البحث.
2– موضوع الورقة البحثية من ضمن اختصاصات المجلة و يجب ان يكتب بمواصفات المجلة المشروطة من المجلة(تنسيق البحث و حجم الصفحة ) و باللغة المصرحة من المجلة مع توثيق المراجع بالبحث طبقا لنظم التوثيق العالمية.
3- التزام ادارة المجلة بسريةاسم و بيانات الباحث لضمان حيادية عملية التحكيم.
4- يتم إرسال الدراسة للمجلة الدولية في الوقت المحدد لاستقبال البحوث.
معايير تصنيف المجلات العلمية المحكمة :
1- تصنيف المجلات العلمية وفقاً لمعيارweb of science(ISI previously):
ظهرت أول فهرسة للاقتباس من المجلات العلمية في عام 1960م بمعهد “يوجين جارفيلد” للمعلومات العلمية (ISI).
تضم قاعدة البيانات ISI عدد كبير من قواعد المعلومات و المجلات العلمية المميزة و تعتبر الأكثر دقة و اعتمادية ، .
فالباحث عند نشر بحثة باحدي المجلات المصنفة ضمن قاعدة البيانات isi ان يلتزم بشروط المجلة .
و تعتبر من أشهر قواعد البيانات في حاليا ، و يتم تصنيف المجلات بها باستخدام معامل التأثير حيث يتم قسمة عدد الأبحاث التي تم الاستشهاد بها من خلال المجلة في العامين الأخيرين إلى العدد الكلي للأبحاث المنشورة في المجلة في نفس السنتين
: (IF) معامل التأثير
-
معامل التأثير اخترعتة شركة تومسون رويترز (كلاريڤيت حالياً) Clarivate Analytics لتمييز المجلات الجيدة من السيئة حتي يتسني للباحثين الاختيارفيما بينهم
لنشر نتائج بحوثهم العلمية. و قد بدأ معهد المعلومات العلمية باستخدام فهرسة الاقتباس لتحديد معامل التأثير للمجلة العلمية مع بداية الثمانينات و تم اعتبار هذا المعيار كأساس لترتيب المجلات العلمية. وبالتالي يتم توجية اهتمام الباحثين إلى النشر في المجلات العالمية آخذين بعين الاعتبار معامل التأثير لتلك المجلات على كافة التخصصات .
ويوضح معامل التّأثيرهذا مدى اعتمادية الأبحاث العلميّة التي تُنشر حديثاً من حيث عدد المرّات التي يتم الاشارة فيها للبحوث المنشورة سابقاً بتلك المجلات و كذلك يحدد مدي القدرة على الاعتماد على مصادر المعلومات الموجودة بها.فكلما كان معامل تأثير للمجلة مرتفع كانت من المجلات القوية في مجال تخصصها.
طريقة حساب معامل التأثير:
معامل التأثير لمجلة ما في سنة معينة هو معدل عدد المرات التي تم الاستشهاد فيها من الأبحاث والدارسات المنشورة في تلك المجلة خلال السنتين الماضيتين .
فإذا كان معامل التأثير لمجلة ما هو 3 في عام 2016 مثلاً تكون الأبحاث التي نشرت في السنوات 2015 و2014 في تلك المجلة قد تم الاستشهاد بأبحاثها بمعدل 3 استشهادات لكل بحث.
ويكون معامل التأثير قد حسب بالشكل التالي
ويمكن للمجلة أن ترفع من معامل التأثير و نسبة استشهاد الأبحاث التي تنشرها من الأبحاث التي نشرت فيها سابقاً مما يزيد من معامل التأثير.
كلما ارتفع الرقم كلما كان *تأثير أوراق المجلة* أكبر حسب رأي كلاريڤيت.
تقنياً: معامل التأثير يأتي من تقرير يسمى journal citation report JCR
2-قاعدة بيانات سكوبس:
مقياس مكانة المجلةSJR تبعا لقاعدة بيانات سكوبس:
يشمل مقياس (SJR) كل استشهادٍ واردٍ للمجلة المُستشهّد بها.
وَيُقدّر الاستشهاد من مجلةٍ ذات مقياس SJR عالٍ نسبيًا أكثرّ من الاستشهاد من مجلة ذات مقياس SJR أقل.
وتتأثر قيمة الاقتباس باختصاصات كل موضوع وجودة المجلة وسمعتها.
طريقة حساب مقياس (SJR) لحجم المجلة عبر متوسط المنشورات الحديثة سنوياً وتدعمه قاعدة البيانات (Scopus). وهو متاح مجاناً.
نقاط الاختلاف بين مقياس SJR و عامل التاثير IF(impact factor)للمجلة بالنقاط التالية:
1-اختلافات قواعد البيانات المستخدمة بوصفها مصادر للاستشهادات:
يحسب SJRباستخدام بيانات الاستشهاد من قاعدة البيانات SCOPUSفي حين يحسب عامل التاثير IF باستخدام بيانات الاستشهاد من قاعدة البيانات Web of science
2- -الاختلافات في طريقة احتساب المؤشرات:
ا\يعطي SJR تقييما مختلفا للاستشهادات بناء علي مكانة المجلة المستشهد بها.
ب\لا يتم ضم الاستشهادات الذاتية في حساب SJR حيث ان عدد المراجع التي قد توجهها احدي المجلات لنفسها يقتصر علي 33%من اجمالي المراجع ,مما يمنع تضخم قيمة SJR عبر الاستشهادات الذاتية الزائدة.
ج\يساوي SJR بين الاختلافات في سلوك الاستشهاد بين المجالات و الاختصاصات.
د\ حساب SJR يكون من بيانات الاستشهاد عن مدة ثلاث سنوات.
ه\تشمل SJRجميع انواع المقالات و ليس مقالات الاستشهاد فقط.
ليس شرطا وجود كل مجلة بكلاريفيت بقاعدة سكوبس لكن قاعدة سكوبس تحتوي علي عدد مجلات اكثر من كلاريفيت بسبب ان شروط ادراج المجلات بسكوبس اقل من شروط ادراج المجلات بweb of science
مراتب تصنيف المقالات المدرجة ضمن سكوبس وأيضا WOS :
تقسم المجلات بسكوبس تبعا لSJR الى Q1, Q2,Q3,Q4 و بWOSتبعا لمعامل التاثير.
هناك عدة مراتب للبحوث المنشورة بالمجلات تبعا لقاعدة البيانات سكوبس ، و تكون هذه المراتب على الشكل التالي :
الرتبة Q1 : أعلى رتبة من البحوث المنشورة وهي مناسبة لرسائل الماجستير و الدكتوراه أو التي تنشر من للحصول على موافقات للالتحاق بجامعات كبرى .
الرتبة Q2 : اقل من الرتبة Q1 و لكنها تحتل مكانة هامة كالرتبة السابقة و يمكن من خلالها الحصول على رسائل ماجستير و دكتوراه كالرتبة السابقة .
( هناك جامعات تشترط ان يكون البحث المستخلص من الرسالة دولي وليس شرطا ان يكونQ2, Q1 و هامة ايضا للابحاث)
الرتبة Q3 : في هذه الرتبة يتم نشر مقالات جيدة علمياً .
الرتبة Q4 : هذه الرتبة تحتوي على مقالات ضعيفة علمياً أي ليس لها فائدة علمية كبيرة . تحتوي على ابحاث اقل في القيمة العلمية لكنها ليست ضعيفة (لا يتم نشر ابحاث ضعيفة علميا بسكوبس)
و ما يعيب قاعدة البيانات سكوبس بأن الإشتارك بهذه الخدمة ليس مجاني، بل أن نشر المقالات و الكتب من خلال قاعدة البياناتها مكلف حيث يلزم دفع رسوم النشر قبل النشر .
علاقة سرعة النشر بالفهرسة ضمن سكوباس وكلاريفيت
يبجث الكثير من الباحثين يبحث عن مجلات سريعة لنشر بحوثهم ،
هناك الكثير من المجلات توفر النشر السريع لقاء تكاليف نشر وللأسف النشر في هذه المجلات يكون محفوف بالمخاطر فمن السهولة أن تخرج المجلة من التصنيف أو يقل درجة تصنيفها بشكل مفاجئ ولأسباب كثيرة وتوصف بعدها بأنها مفترسة.
هنالك ثلاثة أنواع من المجلات من حيث سرعة النشر وعلاقتها بالفهرسة ضمن سكوباس أو كلاريفيت وهذه المجلات هي:
-
مجلة سريعة النشر ومفهرسة ولكنها تكون غير مجانية
-
مجلة مجانية مفهرسة ولكنها تكون غير سريعة.
-
مجلة مجانية وسريعة ولكنها غير مفهرسة.
فعلي الباحث ان يختار المجلة المناسبة خصوصا إن كان هدفه من النشر هو الترقية العلمية. حيث يتجة الكثير من الباحثين إلى مكاتب سمسرة تقوم بنشر البحوث في مجلات ذات مستوى متواضع وحتى ضعيف لقاء مبالغ كبيرة بحجة إنها سريعة نظير مبالغ مالية تتناسب طرديا مع تصنيف المجلة حيث هناك مكاتب تتعامل مع مجلات تدعي إنها مرموقة. غالبا أصحاب هذه المكاتب لديه معرفة بأحد أعضاء هيئة تحرير هذه المجلات حتى يسهل له النشر.
فعلي كل باحث الإبتعاد عن هؤلاء السماسرة وان يقوم بإرسال بحثه بنفسه علي موقع المجلة التي اختارها.
من المؤسف ان النشر العلمي قد أصبح عملا تجاريا، حيثان الكثير من المجلات والتي تنتمي لدور نشر معروفة مثل السفير وسبرينجر أصبحت تربط سرعة النشر بتكاليف خيالية للنشر يعجز الباحث عن سدادها إلا بمساعدة مؤسسته العلمية.
المجلات العلمية المفترسة:
يقصد بها مجلات علمية مشهورة بين الباحثين، حيث يتم سرقة اسمها واستغلالة لأغراض فالتربح و ذلك بإنشاء موقع وهمي لها على شبكة الإنترنت.
ثم يقوم القائمين على تلك المواقع بعرض خدمات نشر الأبحاث بشروط سهلة و سريعة مقابل رسوم أقل من المعتاد، وليس هناك تواصل أو علاقة لهؤلاء القائمين بتلك المواقع المشبوهة بالمسؤولين عن المجلة الأكاديمية الاصلية.
يستهدف الناشر الوهمي اسم المجلات العلمية المحكّمة الموجودة في تقارير الاستشهادات المرجعية (Journal Citation Report JCR) ضمن قائمة شبكة العلوم Web of Science (WoS) التابعة لمؤسسة تومسون رويترز، وبالذات المجلات ذات معامل التأثير المتوسط والمنخفض. تعرض المجلة علي الباحثين نشر أبحاثهم دون طلب الباحث بعدها تتم مطالبة المجلة المفترسة للباحث بدفع رسوم النشر ضمن مدة زمنية قليلة بواسطة بطاقة الائتمان بعد وصول رسالة القبول بدون الحصول علي فاتورة أو علي قرار موافقة لجنة التحكيم. ويتم النشر السريع بعد دفع المستحقات.
الفرق الأساسي بين المجلة الأصلية والمجلة العلمية المفترسة هو سرعة إلانجاز خوفاً من انكشاف أمرها لدى الباحث. ▪
ولمواجهة المجلات العلمية المفترسة:
-
البحث في قواعد الفهرسة المشهورة مثل: شبكة العلوم WoS ، سكوبس (Scopus) …. عن اسم المجلة المزعوم والتأكد من معامل التأثير المقابل، كل اسم مجلة علمية مرتبط ب Link محدد يؤدي للموقع الأصلي حتي يتسني للباحث التاكد من مصداقية المجلة من زيفها.