مرت صناعة الدواجن بالعديد من الاضطرابات منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية في نهاية فبراير الماضي، والتي هددت قطاع الأعلاف بالشلل التام، نظرا لاعتماده بشكل كبير على الواردات من الخامات العلفية من الذرة وفول الصويا وغيره من الإضافات الأخرى، ومع وقف الاعتمادات المستندية وعدم القدرة على تدبير الدولار شهدت الأسعار قفزة قياسية ومستويات غير مسبوقة على المستوى المحلى.
من جانبها، سعت الحكومة المصرية لحل الأزمة بكل السبل الممكنة، من خلال زيادة وتيرة الافراجات الجمركية عن خامات الأعلاف، والاتجاه إلى الزراعات التعاقدية وزراعة مساحات شاسعة من المحاصيل الاستراتيجية من الذرة وفول الصويا لتقليل الاعتماد على الاستيراد، بجانب تحديد “سعر ضمان” لتشجيع الفلاحين على الزراعة، بالإضافة إلى العمل على توفير العملة الصعبة من الحصيلة الدولارية لعدم توقف قطاع الأعلاف والدواجن، خاصة وأن مصر نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن والأسماك والبيض قبل الأزمة.
ومع عودة الأوضاع إلى الاستقرار إلى حد ما، سجلت الأسواق تراجعا ملحوظا فى أسعار الخامات خاصة الذرة الصفراء والأعلاف بشكل عام، مما شجع بعض المربين على العودة للقطاع مرة أخرى، بعد الخسائر الهائلة التى تكبدوها فى ظل ارتفاع حجم التكلفة الانتاجية، ووقف الشركات البيع بالآجل ليصبح التعامل بـ”الكاش” فقط.
انسحاب روسيا
ومع إعلان روسيا يوم الإثنين الماضي، انسحابها من اتفاقية الحبوب الأوكرانية، مما يهدد بتوقف سفن الخامات؛ ارتفعت أسعار الذرة بنحو 1000 جنيه خلال 24 ساعة فقط، لتليه صعود متتالي خلال الأيام الماضية.
في هذا الإطار، أوضح الدكتور إياد حرفوش، المدير التنفيذي لـمجموعة IFT لصحة الحيوان، أنه بالرغم من تراجع أسعار الخامات من الذرة وفول الصويا والعلف بشكل عام، إلا أن القطاع لم يعمل بكامل طاقته الانتاجية، لعدة أسباب من بينها، ارتفاع درجات الحرارة التى تشهدها البلاد حاليا مما تسبب فى وجود نسبة نافق عالية، مما دفع المربين لبيع القطاع بالرغم من صغر حجم الأوازن وبأسعار مخفضة، لافتا إلى أنه قبل (الموجة الحارة) مباشرة كانت أسعار الدواجن للمربي والمستهلك مناسبة وكذلك الخامات .
وأضاف الدكتور إياد حرفوش، في تصريح خاص بموقع “قلم بيطري“، أن تعرض الطيور للاجهاد الحراري له تأثير سلبي على قطعان الدواجن؛ خاصة في العنابر الغير مجهزة (الغير مغلقة)، موضحا أن المربين يتفادوا خلال الوقت الراهن بدء عمليات إنتاجية جديدة، مؤكدا أن قطاع الدجاج التسمين قادر على استعادة طاقته ويصل للكفاءة المطلوبة خلال شهرإذا استقرت الأوضاع.
وأشار المدير التنفيذي لـمجموعة IFT لصحة الحيوان، إلى أنه إذا توقف توريد الذرة الأوكرانية، ستتجه الصناعة بكاملها للذرة الأرجنتيني وبالتالي سنشهد صعود في الأسعار، خاصة وأن الذرة الأوكرانية أحدثت توازن في الأسعار بالأسواق؛ إذ يقل سعرها عن مثيلتها الأرجنتينى بنحو 2000 جنيه، متمنيا الاستجابة للمطالب الروسية وتنفيذ الجزء الثاني من اتفاقية الحبوب الخاص بوصول القمح والحبوب الروسية إلى الأسواق العالمية وعودة البنك الزراعي الروسي لنظام سويفت، حتى يتيسر لموسكو تصدير الحبوب والأسمدة للأسواق الدولية، لتسمح روسيا مرة أخرى بتمديد الاتفاقية.