نشرت المنظمة العالمية لصحة الحيوان OIE والرابطة البيطرية العالمية WVA بيان مشترك تؤكدان فيه أن الخدمات الطبية البيطرية بمختلف أنشطتها من الأعمال الأساسية أثناء أزمة كورونا. والعالم اليوم يمر في مرحلة مفصلية تؤثر فيه وعلى سلوكه في التواصل، ولأن الطب البيطري جزء من هذا العالم، استجاب إلى هذا التأثير من خلال تعظيم الاستفادة من خدمات الصحة البيطرية عن بعد Telehealth وتفعيلها بمختلف فروعها والتي لها الأثر الإيجابي في تحسين الحالة الصحية للحيوان عن بعد وكذلك الحد من خطر الإصابة بين الطاقم الطبي البيطري والعملاء المراجعين وحيواناتهم (التباعد الاجتماعي).
الصحة البيطرية عن بعد Veterinary Telehealth
هي المصطلح الشامل الذي يشمل استخدام التكنولوجيا لتقديم المعلومات الصحية أو التثقيف أو الرعاية البيطرية عن بُعد، يمكن تقسيم الخدمات الصحية البيطرية عن بعد إلى فئات بناءً على من يشارك في الاتصال:
- التطبيب عن بعد Telemedicine
هو فرع من الصحة البيطرية عن بعد Telehealth يعتمد على استخدام التقنيات الحديثة لتبادل المعلومات الطبية إلكترونياً (باستخدام أحد سبل التواصل المتاحة) مع العميل لتحسين الحالة الصحية السريرية للحيوان المريض، مثل متابعة الحيوان بعد العملية الجراحية أو تقديم الرعاية البيطرية خارج ساعات العمل أو التوجيه بإعادة ضبط الجرعات العلاجية.
والتواصل بين الأطباء البيطريين ومالكي الحيوانات ينقسم إلى فئتين:
– فئة محددة تم فحص حيواناتها المريضة من قِبل طبيب بيطري على أرض الواقع سابقاً (VCPR) ويتم فيما بعد استخدام التطبيب عن بعد Telemedicine لمتابعة المستجدات الخاصة بالحيوان المريض.
– فئة غير محددة لم يتم فحص حيواناتها المريضة من قِبل الطبيب البيطري على أرض الواقع (No VCPR) يتم تقديم لها النصائح العامة والتوجيه في حالات الطوارئ والتسويق عبر الهاتف والإعلان.
ويجب على الممارسين البيطريين الامتثال للقوانين واللوائح في الدولة المرخصة لهم بممارسة الطب البيطري ويجب أن يتم إجراء التطبيب عن بُعد فقط في إطار “العلاقة بين الطبيب البيطري والعميل والمريض” VCPR.
ومن غير “العلاقة بين الطبيب البيطري والعميل والمريض” VCPR، يجب على الأطباء البيطريين الامتناع عن التشخيص أو التنبؤ بالحالة المرضية أو علاجها باستثناء النصائح في حالة الطوارئ حتى يتمكن الطبيب البيطري من رؤية الحيوان المريض.
وفي الواقع التطبيب عن بعد هو أداة للممارسة، وليس نظامًا منفصلاً داخل المهنة. يمكن للتطبيب عن بعد تسهيل التواصل بين الطبيب البيطري والعميل لتحسين صحة الحيوان المريض والتشخيص والعلاج وتعليم العملاء وغيرها من المهام.
ما هو VCPR وماذا يعني؟
هو اختصار لـ Veterinarian-client-patient relationship ويعني “العلاقة بين الطبيب البيطري والعميل والمريض” وهي قيام طبيب بيطري مرخص بفحص الحيوان المريض شخصيًا وعلى أرض الواقع من خلال الفحص الظاهري والتاريخ المرضي من العميل واستخدام الأدوات التشخيصية المساعدة.
- الاستشارات عن بعد Teleconsulting
قيام طبيب بيطري ممارس عام بالتواصل مع أخصائي بيطري للحصول على تفسير للنتائج مثال: استشارة أخصائي أشعة بيطرية للحصول على تفسير لصور MRI.
- المراقبة عن بعد Telemonitoring
هي مراقبة حالة الحيوان المريض عن بعد، مثال: استخدام جهاز قياس الجلوكوز أو جهاز قابل للارتداء يقيس العلامات الحيوية للمريض والسلوكيات الأخرى وتتم مزامنتها مع الطبيب البيطري بشكل تلقائي.
- التوعية عن بعد Teleadvice
هي تقديم معلومات طبية بيطرية (ليست خاصة بصحة أو مرض أو مريض معين) لا تهدف إلى تشخيص الأمراض الحيوانية أو الإصابة أو الحالات العقلية أو التكهن بها أو علاجها، مثال على التوعية عن بعد: جميع الحيوانات الأليفة يجب أن تخضع لكشف سنوي كخطة وقائية شاملة.
- الفرز عن بعد Teletriage
هو فرز وتقييم الحالات المرضية التي قد تتطلب إلى إحالة فورية إلى طبيب بيطري أو لا، بناءً على تقرير المالك والتاريخ المرضي والعلامات السريرية المرسلة، وفي الفرز عن بعد لا يتم تقديم تشخيص (فقط التوجيه حتى يتمكن الطبيب البيطري من رؤية الحيوان المريض)
- الوصفات الإلكترونية e-Prescription
كتابة وإرسال الوصفات الطبية البيطرية إلكترونيا للصيدليات.
- الإشراف عن بعد Telesupervision
هو إشراف وتواصل الطبيب البيطري مع الفريق الطبي عن بعد للإحاطة بمستجدات العيادة والحيوانات المنومة وللتوجيه بما يضمن جودة الرعاية البيطرية.
- الصحة باستخدام تطبيقات الهواتف mHealth
تم تصميم بعض تطبيقات الأجهزة الذكية والأجهزة القابلة للارتداء لزيادة الرعاية الصحية للحيوان بالربط بين الطبيب البيطري والعميل والمريض، كما تم تصميم تطبيقات أخرى مباشرة للملاك لمراقبة الحيوانات بدون تدخل الطبيب البيطري (من غير VCPR).
هل التطبيب عن بعد هو المستقبل الرقمي للعيادات البيطرية؟
الرعاية الافتراضية فرصة لا مفر منها في الممارسة البيطرية الحديثة. مع تزايد عدد الأشخاص الذين يتصلون بالإنترنت أو يستشيرون “د. جوجل”، قد يبدو أن هناك “فجوة رقمية” بين الطبيب البيطري والعملاء. لذلك، يمكن تقديم الرعاية البيطرية الافتراضية لسد هذه الفجوة.
ووفقًا لبحث يذكر أن 40٪ من جيل الألفية يرون أن التطبيب عن بُعد “خيار مهم للغاية”، وهذه نسبة مشجعة للبدء في تفعيل سبل التواصل الرقمية مع العملاء.
من مزيا الاتصال الرقمي في الطب البيطري:
- المرونة في التواصل: يمكن للطبيب البيطري تقديم الخدمات من المنزل أو خارج المدينة أو حتى في الاجازة للحالات الحرجة.
- راحة العملاء: الكثير من العملاء يجدون صعوبة في جلب حيواناتهم للعيادة البيطرية أو لا يجدون الوقت المناسب لذلك.
- عوامل التوتر: بدءاً من المنزل وركوب السيارة ووصولاً للعيادة البيطرية وفي صالة الانتظار وداخل غرفة الفحص يتعرض الحيوان إلى عوامل توتر كثيرة جداً مما لها الأثر الغير جيد على صحة الحيوان وسلوكه اتجاه العيادة في الزيارات القادمة.
- زيادة الإنتاجية: وذلك من خلال خدمة شريحة أكبر من العملاء في المدن المجاورة.
- الاتصال الدائم مع العملاء: واحدة من عوامل إرضاء العملاء هو شعورهم بأن طبيبهم البيطري دائما بجانبهم لتقديم المساعدة.
ختاما يوفر استخدام التطبيب عن بعد في تقديم الخدمات الطبية البيطرية فوائد لأصحاب الحيوانات والمرضى والمهنة. ومع ذلك، يجب توفير الخدمات الطبية البيطرية بمهنية والالتزام بنفس مستوى الرعاية، سواء تم تقديمه على أرض الواقع أو عبر الوسائل الإلكترونية.