بعض طفيليات الدم في الإبل

بقلم الدكتور/ هدى محمد محمد قراعه

الإبل

تعد الإبل من الحيوانات التى تنتشر في المناطق الصحراوية والشبه صحراوية على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم حيث يبلغ عددها حوالي 35 مليون على مستوى العالم.

كما أنها توفر مصدراً مهماً للحوم والحليب والذي يعتبر مصدراً عالياً للبروتين الحيوانى وله قيمة غذائية عالية. بالاضافة إلى ذلك تساهم الإبل بدور رئيسي في تلبية الاحتياجات الأساسية لمعيشة المجتمعات الرعوية فى الانتقال من مكان لاٌخر.

تعتبر الأمراض الطفيلية التى تنتقل عن طريق الحشرات واحدة من أهم العقبات التي تعوق إنتاج الإبل بشكل عام. كما تؤثر طفيليات الدم مثل التريبانوسوما والثيليريا بشكل كبير على صحة وإنتاجية الإبل مما يتسبب في عبء مالي كبير على مربي الإبل. تؤدي تلك الأمراض إلى فقر الدم والحمى والهزال والنفوق في حالات العدوى الشديدة.

يساهم التشخيص والفحص الوبائي لهذه الطفيليات في التعرف عليها ومكافحتها والوقاية منها وبالتالى تحسين إنتاج الإبل.

تعتبر التريبانوسوما إيفانساي (Trypanosoma evansi) واحدة من أشهر طفيليات الدم التي تصيب الابل حيث تتواجد بين خلايا الحمراء وكذلك في أنسجة الجسم المختلفة وتنتقل ميكانيكياً عن طريق أنواع الذباب الماص للدم (Stomoxys Tabanus and) ويسبب مرض المثقبيات (Trypanosomosis) كما  يعرف بعدة أسماء مثل “السرا “Surra” أوالجفار أوالدّباب.

طفيل التريبانوسوما من الأوليات ويأخذ الشكل المغزلي وطوله من 10 إلى 39 ميكرون وله سوط (كرباج) ينشأ من النهاية الخلفية للطفيل من مركز الحركة ويتجه إلى الأمام بجوار جسم الطفيل ليكون غشاء متموج وتوجد النواة في منتصف الطفيل.

عندما تتغذى الذبابة الناقلة للطفيل على دم الحيوان فإنها تسبب ظهور أجزاء صغيرة مرتفعة على جلد الحيوان يتكاثر فيها الطفيل ثم يصل بعد ذلك إلى تيار الدم ليتكاثر أيضاً بداخله وتصبح الإصابة واضحة في الدم خلال 1 إلى 3 أسابيع. من أهم الأعراض المميزة للإصابة بهذا الطفيل هى الحمى المتقطعة وفقرالدم مع الهزال الشديد وعتامة قرنیة العین وتورم الجفون

كما يحدث انخفاض فى إنتاج اللحم والحلیب وضمور عضلات الفخذین فضلاً عن أعراض عصبية) تحركات غير إرادية (في المراحل الأخيرة للمرض والتى قد تنتهي بنفوق الحيوانات المصابة إذا لم يتم التدخل العلاجي السريع.

و قد تستمر العدوى المزمنة من عدة أشهر إلى أعوام و التى تتميز بالإستسقاء في منطقة البطن والرقبة والأطراف ، الإجهاض المتكرر عند الإبل العشار ، نقص الخصوبة ، الالتهاب الرئوي وقد يظهر الإسهال المتقطع أحياناً و ذلك بسبب تأثير التريبانوسوما إيفانساي المثبط للمناعة. في الحيوان النافق نجد زيادة في حجم الطحال والتهاب في عضلة القلب وأنزفة في الأغشية المخاطية. يمكن إجراء التشخيص المختبري السريع لتأكيد الإصابة بالمرض بأخذ عينة دم ووضعها على شريحة زجاجية وفحصها مباشرة تحت الميكروسكوب في حالة الإصابة الشديدة.

كما يمكن عمل مسحات دموية رقيقة وسميكة وصبغها بصبغة الجيمسا لتحديد نوع الطفيل وكذلك إجراء التشخيص الجزيئي باستخدام إختبار تفاعل البلمرة المتسلسل RCR.

يساعد التشخيص المبكر للمرض في التعرف على الطفيل وتحديد نوع العلاج بطريقة سهلة وسريعة وبالتالي مكافحة المرض.

يتم العلاج باستخدام مركبات الكوينابايرامين (Quinapyramine) بتركيز 10% (5 ملليجرام /كجم من وزن الحيوان بالحقن تحت الجلد) أو السورامين Surramin بتركيز 10% بالحقن عن طريق الوريد.

بالاضافة إلى إستخدام مضادات الطفيليات الخارجية مثل الأيفرمكتين والمبيدات الحشرية الآمنة وإعطاء الأوكسي تتراسايكلين كمضاد حيوي تجنباً للالتهابات الرئوية والتهابات العين مع إعطاء محلول الجلوكوز والأملاح المعدنية و الفيتامينات وخافض الحرارة ومضادات الإلتهابات كالديكساميثازون لعلاج التورمات.

و للوقاية من المرض يتم علاج الحيوانات المصابة في القطيع وتجنب الرعي في مناطق توطن المرض وإستعمال المبيدات الحشرية الأمنة للتخلص من الحشرات الناقلة للمرض.

يعد مرض الثيليريوزيس (Theilriosis) من أهم أمراض طفيليات الدم الذى ينتشر فى جميع أنحاء العالم و ينتقل للإبل عن طريق القراد وعلى وجه الخصوص جنس (Hyalomma).

يسبب المرض طفيل وحيد الخلية يسمى ثيليريا كاميلينسيز (Theileria camelensis)الذى يتواجد داخل كرات الدم الحمراء ويتكاثر داخل بعض خلايا الدم البيضاء(Lymphocytes) .

يوجد للطفيل عدة أشكال منها البيضاوي أو المستدير أو الكمثري. تؤكد الدراسات الحديثة أن هذا الطفيل له آثار ضارة على جهاز المناعة حيث أنه يعتبر قاتل صامت.

كما يسبب خسائر إقتصادية كبيرة  نتيجة إرتفاع معدلات الإصابة وتكاليف العلاج والمكافحة. تظهر على الحيوان المصاب أعراض الضعف العام  وإرتفاع درجة حرارة الجسم وتضخم الغدد الليمفاوية مع عدم إنتظام ضربات القلب والتنفس.

يتم العلاج باستخدام خافضات الحرارة و البيوتالكس (Buparvaquone) بجرعة 2.5 مجم / كجم من وزن الجسم بالحقن فى العضل وفي حالة الإصابة الشديدة

يمكن إعطاء جرعة أخرى بعد 2 إلى 3 أيام. إعطاء مضادات حيوية مثل أوكسى تتراسيكلين 10 مجم / كجم من وزن الجسم.

إن العلامات السريرية للأمراض الناتجه عن طفيليات الدم قد تكون متشابهة وليست كافية للتشخيص النهائي للمرض مما يتطلب التشخيص الدقيق لطفيليات الدم مجموعة واسعة من التقنيات المختبرية مثل مسحات الدم المجهرية بعد صبغها بصبغة جسيما و التشخيص الجزيئي باستخدام إختبار تفاعل البلمرة المتسلسل RCR.

حيث تعتبر مسحات الدم اختباراً سريعاً لتشخيص طفيليات الدم ، لكنها منخفضة الحساسية ضد الإصابة المزمنة وتحت الإكلينيكية و لكن التشخيص الجزيئي  يعطى نتائج أكثر دقة في الحساسية والخصوصية والذى يستخدم لتشخيص العدوى الكامنة.

المكافحة و الوقاية من طفيليات الدم في الإبل:

تتم مكافحة طفيليات الدم في الإبل عن طريق مكافحة الذباب الماص للدم والقراد وذلك باستخدام المبيدات الحشرية الأمنة والنظافة العامة والابتعاد بالإبل عن المستنقعات والمياه الراكدة التي تعتبر أماكن تكاثر للذباب الماص للدم. الفحص الدوري للإبل وعلاج المصاب منها.

كما يمكن إعطاء أدوية ذات تأثير وقائي في المناطق التي يستوطن فيها المرض وعلاج الحيوانات المخالطة للإبل المصابة وعدم استيراد الإبل من المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بطفيليات الدم. التخلص بطريقة صحية من الحيوانات النافقة.

المراجع:

1. https://alghad.com العرايشي-مرض-التريبانوسوما-الأخطر-عل//

2. https://www.facebook.com/446085248828930/posts/446572518780203

3. Abdelwahab, G. E. El Tigani-Asil, Yusof M. F., Abdullah Z. S., Rifat J. F., Al Hosani M. A., Almuhairi S. S. and Khalafalla A. I. (2019) Salmonella enterica and Theileria co-infection in dromedary camels (Camelus dromedarius) in UAE. Open Veterinary Journal, Vol. 9(3): 263–268.

4. Aslam F, Rehman MU, Saleem G, Ashraf K, Abdul Hafeez M, Saqib M, 2022. Identification and molecular characterization of Theileria annulata with associated risk factors in naturally infected camels from selected districts in punjab, pakistan. Pak Vet J. http://dx.doi.org/10.29261/pakvetj/2022.084.

5. Desquesnes, M. Bossard, G. Patrel, D. Herder, S. Patout, O. Lepetitcolin, E.Thevenon, S. Berthier, D.Pavlovic, D. Brugidou, R. Jacquiet, P.Schelcher, F.Faye, B. Touratier, L. Cuny G. (2008): First outbreak of Trypanosoma evansi incamels in metropolitan France. The Veterinary Record, 162, 750-752.https://doi.org/10.1136/vr.162.23.750

6. El-Sayed, S.A.E.; El-Adl, M.A.; Ali, M.O.; Al-Araby, M.; Omar, M. A.; El-Beskawy, M.; Sorour, S.S.; Al-Wabel, M.A.; Rizk, M.A.; Elgioushy, M. 2020 Molecular Detection and Identification of Babesia, and Trypanosoma spp. in One-humped Camel (Camelus dromedarius) in Halayeb and Shalateen, Egypt. Preprints.org, 2020100334. https://doi.org/10.20944/preprints202010.0334.v1.

7. Elsify, A., Sivakumar, T., Nayel, M., Salama, A., Elkhtam, A., Rizk, M., Mosaab, O., Sultan, K., Elsayed, S., Igarashi, I., Yokoyama, N., 2015. An epidemiological survey of bovine Babesia and Theileria parasites in cattle, buffaloes, and sheep in Egypt. Parasitol Int 64, 79-85. doi:10.1016/j.parint.2014.10.002.

8. Hamed, M.I., Zaitoun, A.M.A. El-Allawy, T.A.A. Mourad M.I. 2011 Investigation of Theileria camelensis in camels infested by Hyalomma dromedarii ticks in Upper Egypt. Journal of Advanced Veterinary Research, 1(1), 4-7. https://www.advetresearch.com/index.php/AVR/article/view/206

9. Khan R, Shahzad MI and Iqbal MN, 2016. Role of Camel in Pastoral Mode of Life and Future Use of rCGH as a Therapeutic Agent in Milk and Meat Production. PSM Vet Res 01:32-9.

10. Rutter TG, 1967. Diseases of camels. 2 Protozoan diseases. Vet Bull 37:611-8.

11. Selim, A. Alafari, H. A. Attia, K. AlKahtani, M. D. F. Albohairy F. M. and Elsohaby (2022): “Prevalence and animal level risk factors associated with Trypanosoma evansi infection in dromedary camels.” Scientific Reports. 12:8933. https://doi.org/10.1038/s41598-022-12817-x.