بقلم: الباحث/ رانيا إبراهيم المسلمانى
باحث بالمعمل المرجعى للرقابة على الإنتاج الداجنى فرع دمنهور – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية
تعريف التغير المناخى
تَغيُّر في أنماط الطقس نتيجة انبعاثات غازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس.
وهذا يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ. ترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل.
وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض
أسباب تغير المناخ
-
يتسبب توليد الكهرباء والحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري في جزءٍ كبير من الانبعاثات العالمية
(الوقود الأحفوري – الفحم والنفط والغاز – هو إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 في المائة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون).
-
قطع الغابات ، يتسبب في انبعاثات. لأن الأشجار، عند قطعها، تطلق الكربون الذي كانت تخزنه. ويتم تدمير ما يقارب 12 مليون هكتار من الغابات كل عام. ونظرًا لأن الغابات تمتص ثاني أكسيد الكربون، فإن تدميرها يحد من قدرة الطبيعة على إبقاء الانبعاثات خارج الغلاف الجوي. وتعد إزالة الغابات، إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤولةً عن ما يقارب ربع انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
3- عوادم وسائل النقل
4- يعتبر إنتاج الغذاء مساهماً رئيسياً في تغير المناخ حيث تسبب إنتاج الغذاء في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات الدفيئة الأخرى بطرقٍ مختلفة مثل انتاج واستخدام الأسمدة والسماد الطبيعي لزراعة المحاصيل، و استخدام الطاقة لتشغيل معدات المزرعة أو قوارب الصيد، باستخدام الوقود الأحفوري
5-تستهلك المباني السكنية والتجارية أكثر من نصف الكهرباء. ومع استمرارها في الاعتماد على الفحم والنفط والغاز الطبيعي للتدفئة والتبريد، تنبعث منها كميات كبيرة من غازات الدفيئة.
المخاطر المترتبة على تغير المناخ
كثيرة ومتعددة ولكن سنلقى الضوء عن إن تغير المناخ هو أكبر تهديدٍ صحيٍ يواجه البشرية. تضر تأثيرات المناخ بالفعل بالصحة، من خلال تلوث الهواء، والأمراض، والظواهر الجوية الشديدة، والتهجير القسري، وزيادة الجوع وسوء التغذية في الأماكن التي لا يستطيع الناس فيها زراعة المحاصيل أو العثور على غذاءٍ كافٍ.
وفي كل عام، تودي العوامل البيئية بحياة ما يقارب 13 مليون شخص. وتؤدي أنماط الطقس المتغيرة إلى انتشار الأمراض، وتزيد الظواهر الجوية المتطرفة من الوفيات وتجعل من الصعب على أنظمة الرعاية الصحية مواكبة الأمر.
يُساهم ارتفاع درجات الحرارة في نشر أمراض خطيرة مثل الملاريا والكوليرا. أما الاتجاهات المناخية الراهنة، فتشير إلى أنّ الكوكب دقّ ناقوس خطر مع بلوغه مستوى “الرمز الأحمر”، وفقًا للنتائج التي توصّل إليها تقرير جديد نُشر في مجلة “لانست” الطبية.
تتبّع تقرير العد التنازلي لمجلة “لانست” السنوي، 44 مقياسًا للتأثيرات الصحية للتغير المناخي، بينها تأثيره على انتقال الأمراض المعدية وإنتاج الأغذية، وفقًا لما أظهرته الأبحاث التي قام بها خبراء تابعين لأكثر من 40 مجموعة للأمم المتحدة ومعاهد تربوية
أدّت نتائج ارتفاع الحرارة إلى زيادة عدد الأشهر التي تنتشر فيها الملاريا منذ الخمسينيّات، وارتفاع كثافة نواقل الامراض وانتشارها, وتوسّع عدد المناطق التي تؤمّن بيئة حاضنة لانتقال الكوليرا.
كما ازدادت قدرة الفيروسات على الانتشار، وبينها الفيروسات المسببة لحمّى الضنك وزيكا، على مستوى العالم.
وجاء في التقرير أنّ التغير المناخي “نتيجة حركة التنقل العالمية والتوسّع الحضري، يعتبر سببًا أساسيًا لزيادة عدد الإصابات بحمّى الضنك، التي تضاعفت كل عشر سنوات، منذ 1990.واضاف ايضا أنّ هناك “نشوء أو إعادة ظهور كبيرة للأربوفيروسات المتناقلة عبر الحشرات، والتي لديها استجابة مشابهة مع التغير المناخي”.
خلص فريق من الباحثين بجامعة هاواي إلى أن 58 في المائة من الأمراض المعدية البشرية المعروفة قد تتفاقم بسبب تغير المناخ وذلك بسبب الاحتباس الحرارى وظواهر الطقس المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات أو موجات الحرارة الشديدة، وأن هناك ارتباطا وثيقا بين تزايد انتشار مسببات الأمراض وبين التغير المناخي.
واستندت الدراسة التي نُشرت في مجلة “Nature Climate Change“ إلى قائمة تضم 375 مرضًا منتشراً في جميع أنحاء العالم، تسببها مسببات الأمراض المختلفة مثل الفيروسات والبكتيريا، وكذلك حبوب اللقاح أو الفطريات، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الألمانية.
وجد الباحثون خلال الدراسة أكثر من 1000 مسار مرتبطة بتغير المناخ ينتهي كل منها بالإصابة بالمرض، وفي كل واحد من هذه المسارات وُجد أحد مسببات الأمراض التي عزز نشاطها بشدة تغير المناخ.
ومن هذه المسارات التي درسها العلماء الأمطار الغزيرة والفيضانات واحترار المحيطات وموجات الحر والجفاف الذي يجلب الخفافيش التي تحمل العدوى الفيروسية، إضافة إلى البعوض والفئران والحيوانات الحاملة للأمراض، بحسب ما نشرت وكالة اسوشيتدبرس.
تشير الدراسة إلى أنه على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الحرارة المرتفعة (مرتبطة بانتشار 160 مرضًا) أو الفيضانات (مرتبطة بانتشار نحو 121 مرضاً) إلى انتشار مسببات الأمراض مثل البكتيريا أو البعوض والقراد وناقلات الأمراض الأخرى. ويمكن أن يؤدي الطقس المتطرف، عن طريق الإجهاد أو سوء التغذية، إلى إضعاف جهاز المناعة البشري وزيادة التعرض للعدوى.
طبقًا للإحصاءات الرسمية فان مصر تأتى في المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا في ترتيب الدول من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري . .
تأثير التغيرات المناخية على الثروة الحيوانية
اولا: التاثير المباشر
تؤدّي التغيّرات في درجات الحرارة على مدار العام إلى تعريض الثروة الحيوانية لأخطار عديدة اهمها عدم توافر الغذاء نتيجة زيادة فى نسب التصحر والجفاف. بالاضافة الى الامراض وانخفاض الخصوبة وقلّة إنتاج الحليب، مما يعني خسائر مادية فادحة يتعرّض لها قطاع الإنتاج الحيواني.
ثانيا: تاثير غير مباشر
-
تؤدّي التغيرات المناخية إلى تغيرات فى انماط انتشار الامراض المعدية , وزيادة الامراض والطفيليات التي تصيب الحيوانات، لأنّ الشتاء الدافيء والربيع المبكر قد يخلق بيئة مناسبة لعيش الطفيليات ومسببات الأمراض للحيوانات
-
قد يؤدي استخدام المبيدات الطفيلية والأدوية الحيوانية في مقاومة امراض الحيوانات، لتعريض السلاسل الغذائية لمخاطرالتلوّث بهذه المبيدات ونشوء أجيال جديدة من الممرضات ذات المقاومة للأدوية والعلاجات،
-
التغييرات الحرارية تؤثر ايضا على مناعة الحيوانات فتجعلها اكثر عرضة للامراض
-
التغير المناخى يخلق بيئة مناسبة للعديد من الحشرات والقوارض الناقلة للامراض المعدية سواء بكتيرية او فيروسية والطفيلية
امثلة فيروس غرب الدلتا والملاريا والتهاب الجلد العقدى المنقول بالبعوض
وأشارت دراسة حديثة شاركت فيها 126 دولة إلى أن العديد من أمراض الحيوان تنتشر مع تغيرات المناخ.