بقلم الدكتور/ هدى محمد محمد قراعه
الأغنام
تعتبر الأغنام من أكثر أنواع الحيوانات المجترة التى تتواجد بوفرة في مصر وذات قيمة إقتصادية عالية والتى تعتبر مصدر مهم للبروتين الحيوانى للإنسان من لحوم وألبان بالإضافة إلى إنتاج الصوف والجلود. تتميز الأغنام بتكيفها مع الظروف البيئية المختلفة وخاصة في الأراضي المستصلحة والصحراوية..
طفيليات الدم هى طفيليات أولية تعيش وتتغذى على دم الحيوان وتسبب له أمراضاً خطيرة تؤثر على الثروة الحيوانية. من أهم هذه الطفيليات طفيل البابيزيا الذى يتطفل داخل كرات الدم الحمراء وينتقل للحيوان بواسطة القراد الجامد (الصلب) ويسبب له مرض يعرف بالبابيزيوزيس. كما تصيب عدوى البابيزيا عدد كبير من الماشية والحيوانات البرية والأليفة وقد تنتقل العدوى إلى الإنسان. تسبب الإصابة بالبابيزيا خسائر إقتصادية كبيرة نتيجة نفوق عدد كبير من الحيوانات في جميع أنحاء العالم وبسبب إنخفاض إنتاج اللحوم والألبان للحيوانات المصابة وإرتفاع تكاليف الوقاية والمكافحة والعلاج بالإضافة إلى الإجهاض ونقص الخصوبة. كما قد يؤدي وجود الحيوانات الحاملة للمرض بدون ظهور أعراض إلى تعزيز انتشار المرض إلى المناطق الغير مصابة.
سبب المرض فى الأغنام:
طفيل البابيزيا وهو طفيل أولي يتطفل ويتكاثر داخل كرات الدم الحمراء مما يؤدي إلى تكسير كرات الدم الحمراء وبالتالى يعاني الحيوان المصاب من فقر الدم واليرقان وظهور البول باللون الأحمر الداكن أو البني. تسبب الإصابة بهذا الطفيل خسائر إقتصادية فادحة بين الأغنام وهناك ستة أنواع من البابيزيا التى قد تصيب الأغنام منها البابيزيا موتاسي (B.motasi) والبابيزيا أوفيس (B.ovis) والبابيزيا فوليات (B.foliata) والبابيزيا لينتان (B. Lintan) والبابيزيا تايلورى (B. taylori) وتعتبر البابيزيا أوفيس وموتاسي من أهم الأنواع المسببة لمرض البابيزيوزيس في الأغنام.
-
بابيزيا موتاسي (Babesia motasi) هو طفيلي كبير نسبياً يبلغ طوله من 2.2 إلى 3.8 ميكرومتر فى الطول وعرضه حوالي 2 ميكرومتر. يظهر بشكل شائع كزوج من الشكل الكمثرى ، مفصولة بزاوية حادة. تعتبر البابيزيا موتاسي شديد الضراوة.
-
بابيزيا أوفيس(Babesia ovis) هو طفيلي صغير يبلغ طوله 1 إلى 2.5 ميكرومتر فى الطول والشكل الغالب له يكون بيضاوى أو كروى والشكل الكمثرى غالباً ما يكون نادراً وتكون الزاوية بينهما بعد الإنقسام منفرجة.
دورة حياة الطفيل:
دورة حياة البابيزيا تتضمن عائلين مختلفين: القراد الجامد (الصلب) حيث يحدث بداخله التكاثر الجنسي ، والأغنام حيث يحدث بداخلها التكاثر اللاجنسي داخل كريات الدم الحمراء. تتم دورة الحياة على مرحلتين وهما:
المرحلة الأولى: عندما يلتصق القراد على الحيوان ويبدأ فى إمتصاص الدم منه ويتم حقن السبوروزويتات (Sporozoites) الخاصة بالبابيزيا في دم الأغنام مع لعاب القراد وتغزو كريات الدم الحمراء. تتكاثر البابيزيا خلال المرحلة الأولى لاجنسياً بالانقسام الثنائي البسيط داخل كرات الدم الحمراء ثم تنفجر الخلايا المصابة لتخرج البابيزيا وتصيب من جديد كرات دم أخرى.
المرحلة الثانية: تبدأ هذه المرحلة عندما يلتصق القراد على الحيوان المصاب أو الحامل للمرض ويبدأ في إمتصاص الدم المحتوي على طور البابيزيا المتواجد داخل كرات الدم الحمراء فتتحلل كرات الدم الحمراء داخل القراد حيث يتم التكاثر الجنسي ، وخاصة فى مبيض إناث القراد فتنتقل العدوى إلى البيض ومنه إلى باقي الأطوار المختلفة للقراد ثم الأجيال التالية وبعد أن ينتشر طفيل البابيزيا داخل جسم القراد ينتهي به المطاف ليغزو الغدد اللعابية في اليرقات والأطوار البالغة وتصبح مهيأًة لعدوى حيوان جديد.
طرق انتقال العدوى:
تنتقل العدوى عن طريق القراد الجامد وهو الناقل الأساسي للمرض حيث تقضي بعض أطوار طفيل البابيزيا جزء من دورة حياتها داخل القراد ، ويعتمد معدل العدوى على عدد القراد الملتصق بالحيوان وكذلك نسبة القراد المصاب بعدوى البابيزيا ؛ إذ يضع القراد البالغ حوالي 2000 بيضة وتنتقل العدوى أيضاً للحيوان من خلال استخدام الإبر أثناء الحقن بالأدوية أو التحصينات لعدة حيوانات بدون تعقيم أو عدم إستخدام إبرة منفردة لكل حيوان.
الأعراض:
تتراوح فترة الحضانة من 2 إلى 3 اسابيع حسب نوع البابيزيا. قد تكون الإصابة حادة أو تحت الحادة أو المزمنة. تتسبب البابيزيا في الأغنام بظهور أعراض شديدة منها الحمى وفقدان الشهية والأنيميا والخمول والضعف العام مع احتقان ملتحمة العين والأغشية المخاطية وفقدان الوزن ونقص إدرار الحليب ونزول الهيموجلوبين فى البول فيصبح لونه مدمم والتى تحدث في المرحلة المتأخرة من المرض. كما يحدث إجهاض للأغنام العشار وإصابة الحيوان باليرقان الشديد في المراحل الأخيرة من الإصابة. قد تعاني القطعان المعرضة للمرض من معدل نفوق مرتفع.
التشخيص:
-1 ظهور أعراض الإصابة بالمرض إلى جانب تواجد القراد على الحيوان.
2- الفحص المجهري لمسحات دم الحيوانات المشتبه إصابتها على شرائح زجاجية بعد صبغها بصبغة الجيمسا (Giemsa) للتأكد من وجود طفيل البابيزيا داخل كرات الدم الحمراء.
3- الصفه التشريحية للأغنام المصابة حيث تتميز بإحتقان في الرئتين وتضخم وإصفرار الكبد مع احتقان الأوعية الدموية و تضخم كلاً من الطحال والكلى وشحوب العضلات.
4- استخدام إختبار تفاعل البلمره المتسلسل (PCR) حيث أنه أكثر حساسية وتحديداً للأنواع المختلفة للبابيزيا.
الوقاية و المكافحة و العلاج:
-
القضاء على القراد باستخدام المبيدات الحشرية الآمنة وذلك بإتباع طرق الرش أو التغطيس سواء على الحيوان أو داخل الحظائر في أماكن معيشته بشكل دوري خاصة في فترات الصيف التي يتكاثر خلالها القراد.
-
عزل الحيوانات المصابة وعلاجها بالأدوية المضادة للطفيليات لعلاج البابيزيا مثل: حقن عقار ديمينازين أسيتيورات“Diminazene aceturate” بجرعة 3.5 ملليجرام / كيلو جرام في العضل.
-
كما يمكن أيضاً حقن عقار إيميدوكارب “Imidocarb” بجرعة 3 ملليجرام / كيلو جرام تحت الجلد.
-
علاج الأعراض المصاحبة للمرض في الحيوان المصاب بإعطائه خافضات الحرارة مثل ميتالجين (Metalgin) أو نوفالجيكس (Novalgex).
-
إعطاء مضاد حيوي واسع المدى لتجنب العدوى البكتيرية الثانوية.
-
يفضل إعطاء مركبات الحديد مع فيتامين B12 بعد شفاء الحيوان لعلاج الأنيميا الناتجة عن الإصابة بالبابيزيا.
-
التنظيف المستمر للحظائر و تهويتها جيداً.
-
بعد علاج الحيوان من الإصابة بالبابيزيا فإنه يظل حاملا للطفيل مسبباً له مناعة ضد العدوى مرة أخرى ولكن عند حدوث أى عامل مجهد للحيوان يتسبب فى ضعف مناعته فينشط الطفيل ويتكاثر وتظهر عليه أعراض الإصابة بالمرض مرة أخرى.