تعتبر تربية السمان واحدة من أهم المشروعات المنتشرة بشكل كثيف مؤخرا، إذ تعد من المشاريع السهلة وتحقق هامش ربح عالي؛ حيث أصبح نسب الطلب والسحب على هذا النوع من الطيور مرتفع داخل الأسواق المحلية.

وحددت الدكتورة ماجدة عبد العال، أستاذة تربية السمان في معهد بحوث الإنتاج الحيواني، أهم الشروط الواجب توافرها لإنجاح دورة التربية، ومن بينها أن يتوفر لدى الشخص القدرة المالية لتوفير مايحتاجه المشروع من البطاريات اللازمة لعملية التدفئة ؛ خاصة وأن ” التربية الأرضي” لا تصلح مع مثل هذا النوع من الطيور ، مشيرة إلى أنه لا يحتاج سوى مساحة صغيرة فالبطارية بمساحة متر تستوعب نحو 100 طائر ، فيمكن لحجرة بمساحة 3 متر أن تستوعب نحو 1500 طائر إذا كانت كل بطارية مكونة من 5 أدوار.

ويصل حجم السمان (الفقس) لـ5 جرام تقريبا لذلك يتعين على المربي إحكام البطاريات جيدا، ويضاعف طائر السمان وزنه في عمر 3 أسابيع ليتراوح وزنه فى نهاية الدورة من 300 لـ 400 جرام.

وأشارت الدكتورة ماجدة عبد العال،في تصريح خاص لموقع “قلم بيطري“، إلى أن أسعار السمان سجلت في الوقت الحالي ارتفاعا بنحو 40 تقريبا في الطائر الواحد، نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف.

ويستهلك طائر السمان خلال دورته التى تستغرق نحو 40 يوما، نصف كيلو علف بكفاءة تحويلية عالية مشيرة إلى أنه مشروع مربح جدا، قائلة: ” 2 كيلو علف يعطى 1 كيلو لحم ” .

ولفتت “عبد العال” إلى أن عملية التسويق يقع عليها عامل كبير في تحقيق الأرباح، مع تحديد منافذ البيع قبل البدء ومراعاة عملية التنظيف المستمر طوال فترة دورة التربية، واستخدام “الرياشة” المخصصة في عملية نزع الريش.

وحول نوعية العليقة المستخدمة في تربية طيور السمان، ذكرت أنه يتم استخدام علف بنسبة بروتين 24% عليقة رومي (40% ذرة صفراء –  27% كسب فول الصويا – حجر جيري – دهون وغيرها)، مؤكدة على ضرورة شراء العلف من أماكن موثوقة لتلافي المغشوش منها.

التحصينات

قالت الدكتورة ماجدة عبد العال، أن طيور السمان تمتاز بالمناعة العالية نظرا لأنها من فصيلة الطيور المهاجرة، لافتة إلى أنه يجب مراعاة عدم تربية أكثر من نوع فصيلة واحدة في نفس المكان لعدم انتقال الفيروسات والأمراض بين الطيور، بالإضافة لعدم تردد سوى شخص واحد على المكان لتلافي نقل الأمراض أو الأوبئة الخارجية أو أى ملوثات، مؤكدة على التنظيف المستمر .

ولفتت الدكتورة ماجدة، إلى أن الروث الخاص بطيور السمان من أغلى أنواع السماد للأراضي الزراعية.

كما حذرت من بدء الدورات خلال موسم الشتاء والطقس البارد بشكل عام لأنه يؤثر على الطيور بشكل سيء يؤدى للوفاة، مع مراعاة درجة الحرارة المناسبة باستخدام الترمومتر والإضاءة الجيدة (14 ساعة إضاءة و 10 ساعات إظلام) حتى يهدأ الطائر ولايصدر ضجيج .

وأكدت أستاذ تربية السمان، على شراء الكتكوت من أماكن موثوقة لا تحمل فيروسات أو أمراض مما قد يؤدى لدمار القطيع بالكامل، مثل المراكز البحثية والمنافذ المعروفة والأمنة والتى تخضع لرقابة .

وتمتاز لحوم طائر السمان بأنه من اللحوم المغذية والخفيفة على المعدة للأطفال وكبار السن ولحومها ذات قيمة غذائية عالية ورخيصة السعر.

وأشارت أستاذ تربية السمان، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، إلى أن مركز البحوث الراعية يعقد بإنتظام دورات وندوات حول أهمية الاستثمار في مشروعات تربية السمان، حيث يتم توضيح أهم الشروط التى يجب اتباعها لإنجاح الدورة وكيفية تلافي الأمراض والفيروسات وطرق التسويق المختلفة، مؤكدة أن هناك إقبالا واسع من قِبل المربيين والمنتجين على الاستثمار في مثل هذه المشاريع.