التغيرات المناخيه وتاثيرها علي بكتريا المكورات العنقوديه المعزوله من الماشية

د/ فوزيه احمد الشناوي – باحث بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه الفرعى بطنطا –
مركز البحوث الزراعيه

تاثير التغيرات المناخيه علي االانتاج الحيواني وماشية الحلاب :
تؤثر التغيرات المناخيه علي الحاله الاقتصاديه لما لها من تاثير سلبي علي الإنتاج الحيواني وخاصة الحيوانات المنتجه للالبان حيث ان ارتفاع درجة الحرارة يؤدي الي تلوث البيئه المحيطه للحيوان وانتشار الحشرات الناقله للميكروبات مثل الناموس , كما يؤدي الي انخفاض في استهلاك العلف نتيجة الاحتباس الحراري للحيوان وبالتالي تقل مناعة الحيوان وقد يحدث زيادة في محتوى اليوريا وعدد الخلايا الجسدية في الحليب كما يزداد خطر الاصابه بالعدوي البكتيريه ومن بينها التهاب الضرع في الماشيه.
التغيرات المناخيه يمكن ان تؤدي الي تفاقم وانتشار كثيرا من الامراض المعديه بين الحيوانات مما قد يؤدي الي اتجاه منتجو ومربو الماشيه الي استخدام المضادات الحيويه والادويه في علاج العدوي البكتيريه بشكل اكبر وغير سليم وبالتالي زيادة مقاومة الميكروبات الشائعه .
● وقد وجدت الدراسات ان حساسية الابقار المنتجه للحليب تزداد عن الابقار ذات الانتاجيه المنخفضه وبالتالي فان ارتفاع درجة الحرارة يسبب خسائر اقتصاديه كثيره نتيجة نقص كمية وجودة الالبان الناتجه او نتيجة نفوق اواستبعاد الحيوانات المصابه من القطيع .
وبدراسة تأثيرفصول السنة المختلفة على معدل حدوث وشدة الإصابة بإلتهاب الضرع أظهرت النتائج أن فصل الصيف سجل أعلى نسبة إصابة فى المزارع كما بينت أيضا بعض الدراسات ان زيادة درجة الحراره بمعدل 10 درجات مئويه يؤدي الي زيادة مقاومة بعض المسببات البكتيريه للمضادات الحيويه بمعدل 2, 2الي2,4 % من بين هذه المكروبات كانت المكورات العنقوديه الذهبيه (staphylococcus aureus ) .
خصائص المكورات العنقوديه الذهبيه وخطورة الاصابه بها
تعتبر المكورات العنقودىه الذهبىه ((Staphylococcus aureus ) من اكثر الميكروبات المسببه لالتهاب الضرع في الماشيه , حيث تتواجد هذه الميكروبات بصفه دائمه (commensal) علي الجلد والاغشيه المخاطيه المبطنه لجسم الحيوان, ولكن عند حدوث أي خلل في مناعة الحيوان فانها تغزو الضرع وتسبب الالتهاب .
وتنتشر هذه البكتريا في الطبيعه علي نطاق واسع حيث توجد في الهواء ,الاتربه والغبار, المياه وعلي سطح النباتات والخضروات كما يمكن تواجدها أيضا في الدواجن واللحوم ومنتجاتها.
المكورات العنقوديه الذهبيه هي بكتريا موجبة الجرام واسعة الانتشار وهيfacultative anaerobic أي انها تسطيع النمو في البيئه الهوائيه واللاهوائيه ويمكنها أيضا النمو عند درجة حراره من0 6.5 الي 400 أي انها تقاوم الانخفاض والارتفاع في درجة الحراره كما ان هذه المكورات العنقوديه يمكنها تكوين البيوفيلم الذي يزيد من خطورة الاصابه بها حيث يزيد من مقاومتها للمضادات الحيويه , للمطهرات والمنظفات المستخدمه.
هذه البكتريا تمتلك جدار خلوي سميك يساعدها علي مقاومة التغيرات في البيئه المحيطه و التغلب علي المضادات البكتيريه كما انها تفرز مجموعه متنوعه من السموم مثل ((enterotoxins التي تسبب التسمم الغذائي نتيجة تناول بعض الاطعمه او منتجات الالبان المحتويه علي هذه السموم وتنتج بعض الانزيمات ايضا مثل:-
انزيم الهيالورونيديز ((hyalurinidase enzyme الذي يعمل علي تكسير حمض الهيالورينك المكون للانسجه الضامه مما يساعد هذه البكتريا علي الانتشار داخل الانسجه المكونه للضرع .
انزيم (staphylokinase, fibrinolysin) وهما يساعدان علي تكسير وتفكك الخثرات المتكونه من الفيبرين .
انزيم الكوأجيوليز ( (coagulase enzyme الذي يساعدها علي تخسر وتجلط الدم مما يؤدي الي تلف انسجة الضرع للحيوان المصاب كما يمكن ان ينتقل الميكروب الي العمال والأشخاص المخالطون من الحيوانات المصابه مسببا عدوي جلديه .
انزيم البيتالاكتاميز أو البنسيلينيز((pencillinase الذي يكسرحلقة البيتلاكتام (B- (lactame ring الموجوده في المضاد الحيوي بنيسيللين ويبطل مفعوله اثناء العلاج.
تحتوي هذه البكتريا أيضا علي ((leukocidin الذى يعمل على تكسير خلايا الدم البيضاء التي تلتهم الميكروب وبالتالي فهى تقاوم الاجسام المناعيه الموجوده داخل نسيج الضرع .
المكورات العنقوديه المقاومه للميثيسيلن :(MRSA)
لقد تم اولا استخدام المضادات الحيويه بتالاكتام ((B- lactam antimicrobialsوخاصة البنسيلينات في علاج حالات العدوي بالمكورات العنقوديه ( (staphylococcus aureusفي الانسان وأيضا في حالات التهاب الضرع في الماشيه ولكن هذه البكتريا اظهرت مقاومة ضد البنسيلينات (penicillins )نتيجة انتاجها لانزيمات B- lactamases , و لذلك اتجه الباحثون لعلاجات بديله للسيطره عليها ومن ثم, تم استخدام الميثيسيلين (methicillin).
ولكنه أيضا بسبب خطورة وقوة هذه المكورات العنقوديه الذهبيه ظهرت المقاومه ضد الميسيسيللين Methicillin Resistant Staphylococcus Aureus (MRSA) .
كان اول ظهور لحالات العدوي ب MRSA في الولايات المتحده عام 1960م ثم انتشرت الي انحاء العالم وبعد ذلك انتقلت للحيوانات وكان اول ظهور لحالات التهاب الضرع في الماشيه نتيجة العدوي ب MRSA في بلجيكا عام 1972 .
المكورات العنقوديه (Staphylococcus aureus ) وخاصة MRSA من البكتريا سريعة الانتشار بين حيوانات المزرعه ونتيجة لصعوبة السيطره عليها فانها تعتبر من highly contagious bacteria شديدة ومتعددة المقاومه للمضادات الحيويه وخاصة الميثيسيلين .
التغيرات المناخيه والتنوع او الاختلاف الجيني لبعض البكتريا :
نتيجة التغيرات في درجات الحراره يمكن ان يحدث زياده وانتشار لبعض أنواع البكتريا التي تستطيع العيش في المناطق الأكثر دفئا , وقد يحدث التحور أو التنوع البيولوجي والجيني لبعض البكتريا لتتكيف وتقاوم التغيير في درجات الحراره والرطوبه.
تم استخدام بعض تقنيات البيوتكنولوجي مثل تفاعل البلمره المتسلسل PCR لتشخيص الاصابه بالمكورات العنقوديه حيث انها سريعه ودقيقة النتائج مما يساعد علي سرعة القضاء علي الميكروب او السيطره علي انتشار العدوي بين الحيوانات في المزرعه كما يمكن أيضا استخدام بعض تقنيات البيوتكنولوجي الحديثه والبصمه الوراثيه للميكروبات في الكشف عن التنوع او التحورفي النمط الجيني للميكروب وبالتالي معرفة وبائية المرض ومصدر العدوي مما يساعد علي السيطره واكتشاف طرق او وسائل حديثه للتغلب علي الميكروب.