بقلم : الدكتور / أيمن منير إبراهيم كريم
باحث أول – معهد بحوث صحة الحيوان
التعريف بالمرض :
الحمى القلاعية مرض فيروسي سريع الانتشار يصيب الحيوانات ذات الحافرين المستأنسة والبرية منها ويتميز بظهور حويصلات على الغشاء المخاطي المبطن للفم وعلى جلد منطقة ما بين الحافرين ومنطقة الإكليل فوق الحافر مباشرة، كما يتميز بنسب نفوق منخفضة و نسب إصابة مرتفعة.
المسبب للمرض :
الفيروس المسبب للحمى القلاعية هو من الفيروسات التي تحتوي على حمض نووى احادىR.N.A و تصنيفه العلمي عائلة بيكورنا فيريدى Picornaviridae. جنس آفثو “”Aphtho virus هذا الفيروس له سبع عترات مختلفة في درجة الضراوة وأكثر من ستون تحت عترة “”Subtypes مختلفة مناعياً وسيرولوجياً وذات درجات ضراوة متفاوتة. و الخطورة فى هذا الفيرس هو امكانية تغير التركيب الوراثى له من حين لاخر و يستطيع الفيروس البقاء حيا عند درجة حرارة 20 تحت الصفر و لمدة عامين كما يستطيع البقاء حيا في اللحوم المجمدة لمدة 80 يوم و خصوصا في الغدد الليمفاوية الفيروس يمكنه البقاء لمدة عام أو أكثر في الحظائر أسبوع في الملابس والأعلاف و لمدة 30 يوم في السائل المنوي المجمد عند – 79 م ويعتبر هيدروكسيد الصوديوم 2% و محلول الفورمالين 2% أفضل المطهرات خاصة بعد التنظيف بمحلول كربونات الصوديوم 5 %.
الوبائية :
المرض منتشر عالمياً على نطاق واسع و يتوطن في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا ومعظم أقطار أمريكا الجنوبية و في بعض المناطق في أوربا، أما الدول القليلة الخالية منه فهي كندا استراليا ونيوزيلندا واليابان.
طرق انتقال العدوى :
-
عن طريق التلامس او الاحتكاك المباشر للحيوانات المريضة والحيوانات الحاملة للمرض حيث تفرز هذه الحيوانات الفيروس في اللعاب المحتوى على سوائل الحويصلات الذي يحتوى على أعلى تركيزات الفيرس و كذلك اللبن. ويتواجد الفيروس في اللحوم التي تم تجميدها بسرعة خاصةغيرالمطهية. -
عن طريق الاستنشاق الهواء الملوث بالفيروس بصفة أساسية، والرياح قد تنقل الفيروس لمسافة تزيد عن 100 كم. كما ينتقل الفيروس عن طريق بعض الحيوانات الاليفة و التي تعتبرحاملة للمرض و غير قابلة للاصابة به كالكلاب و القطط و الطيور المهاجرة و الفئران و الحشرات كالقراض
الحيوانات القابلة للاصابة :
كل الحيوانات ذات الحافرين قابلة للاصابة و بخاصة الابقار ثم الجاموس حيث تكون نسبة الاصابة فيهما عالية و يليهما الاغنام و الماعز و الابل. والمجترات البرية حساسة للإصابة ومصدر شائع للعدوى وقد تعمل كمخزن للفيروس.
الإصابة الإكلينيكية قد تحدث في الإنسان خاصة الأطفال ولكن بشكل نادر.
الاهمية الاقتصادية للمرض :
يعد المرض من أكثر الأمراض خطورة نظرا لسرعة انتشاره و الخسائر الإنتاجية التي يسببها المتمثلة في تدنى إنتاج اللحم واللبن إلى جانب النفوق بين العجول الذي قد يصل إلى 50% أحيانا .
الامراضية :
ينتقل الفيروس الى الحيوان عن طريق الاحتكاك المباشر او الاستنشاق حيث يهاجم الاغشية المخاطية للتجويف الفمي او البلعوم حيث يخترق الخلايا الطلائية لهذه الاغشية المخاطية و من ثم الى السيتوبلازم حيث يتكاثر فيه الى ان تتفتت الخلية حيث ينطلق الفيروس ليصيب خلايا اخرى كما يصيب الخلايا وحيدة النواة و التي تعود او تصرف داخل الجهاز الليمفاوي و من ثم ينتقل الفيروس الى الدم محدثا انتشاردموي Viremia بعد ان ينتشر الفيروس في الدم يتمركز في الانسجة الطلائية للتجويف الفمي و البلعوم و المرئ و المعدة كما يميل الى التمركز في الاماكن البشراوية ( EpidermaL Sites) في الضرع و الاقدام كما يصيب العضلات و خصوصا العضلات القلبية و العضلات الارادية حيث يتكاثر الفيروس محدثا تهيجات مستمرة في الانسجة و التى تؤدي الى تكون حويصلات سرعان ماتكبر و تنفجر محدثة تقرحات
الاعراض المرضية :
1- في الأبقار والجاموس:
تتراوح فترة الحضانة ما بين 3-8 أيام ونسب الإصابة قد تصل إلى 100%، نسب النفوق بين الحيوانات البالغة قد تبلغ 5% أما في العجول فقد ترتفع حتى 50 – 70% و دورة المرض تتراوح غالباً فيما بين 2-3 أسابيع وقد تزيد إلى 6 أسابيع في حالة حدوث مضاعفات.
ارتفاع في درجة الحرارة 40–41 مْ لمدة 1-4 أيام مع خمول وتوقف الاجترار وانخفاض إنتاج اللبن .التهاب الغشاء المخاطي للفم و يكون مؤلم بسبب تكون الحويصلات مما يسبب سيلان اللعاب بشدة وتمطى الشفاه المميز. بعد ذلك يبدأ ظهور الحويصلات المميزة على الغشاء المخاطي للفم واللسان واللثة والمخطم وعلى القدم بين الظلفين وعلى منطقة الإكليل مما يسبب عرج الحيوان المصاب وقد تمتد الحويصلات أيضا للضرع والحلمات. هذه الحويصلات يتراوح قطرها ما بين 1- 2 سم وتحتوي على سائل مصلى و تنفجر خلال 24 ساعة تاركة سطح مؤلم خشن يلتئم خلال أسبوع ما لم تتعقد بالبكتيريا الثانوية. العجول قد يحدث لها موت مفاجئ نتيجة تغيرات انحلالية بعضلات القلب. حدوث عرج شديد للحيوان ومن الممكن ان يصاحب معه فقدان في اظلاف الحافر و يصبح الحيوان راقد تقرحات و التهابات في الضرع واجهاض في الحيوانات العشار . العواقب الشائعة للمرض تشمل تغيرات انحلالية بعضلات القلب والنفوق بالعجول وكذلك انفصال الأظلاف و التهاب الضرع و الإجهاض
2- في الأغنام والماعز: غالبا ما يظهر العرج كأول الأعراض ثم يليها ظهور الحويصلات وسيلان اللعاب.
3- الحيوانات الرضيعة والصغيرة : كالحملان والجديان قد يحدث لها موت مفاجئ كالعجول نتيجة تغيرات انحلالية بعضلات القلب، والحالات التي تشفى قد تتعرض لظاهرة مرضية مزمنة تتميز بصعوبة التنفس و اللهث عند بذل أي مجهود.
4- في الجمال:
تلعب دوراً مهماً في وبائية المرض كمخزن ومصدر للعدوى فقط
التشريح المرضي :
وجود الحويصلات وتآكل أوقرح الفم والقدم كما أن الآفات قد ترى على الضرع والمرئ والمعدة و أعمدة الكرش والقصبة والشعب الهوائية. غشاء التامور يحتوي على سوائل زلالية في الشكل الخبيث للمرض او في الحيوانات الرضيعة قد تشاهد التغيرات الانحلالية في عضلات القلب على هيئة بؤر تنكرزية رمادية منتظمة في صفوف فيما يعرف بقلب النمر كما قد تشاهد بالعضلات الهيكلية.
التشخيص:
يتم الاشتباه بمرض الحمى القلاعية من نموذجه الوبائي المتمثل في الانتشار السريع ونسبة الإصابة العالية وقلة الوفيات بين الحيوانات البالغة وتزايدها في صغار الحيوانات.
التشخيص المقارن يجب تمييز الحمى القلاعية من بعض الأمراض الحويصلية مثل مرض التهاب الفم الحويصلى والطفح الحويصلى في الخنازير. كما يجب تمييزه من تلك التي تسبب آفات تآكليه وقروح على الفم أو المخطم مثل الإسهال الفيروسي والطاعون البقرى والتهاب الرأس الخبيثة والتهاب الأنف والقصبة الهوائية المعدي واللسان الأزرق وجدري الأبقار. كما يجب تمييزه من الأمراض التي تسبب العرج وآفات القدم مثل حمى الأيام الثلاثة و تعفن الحافر .
المناعة:
الحيوانات التي شفيت من المرض تكتسب مناعة لفترة محدودة لنفس العترة بينما يمكن إصابتها بعد الشفاء مباشرةً بالعترات المغايرة.
العلاج :
بالنسبة للفم إذا كان اللسان متأثر لدرجة ان الحيوان لا يستطيع الاكل اطلاقا فحاول ان ترش اللسان بمادة رشاشه مخدرة ( اسبراى) على سطح اللسان فقد يؤدى ذلك الى بداية الشهية و يأكل الحيوان مواد سهلة الهضم (البرسيم) ثم يشرب ماء ويطهر الفم بمطهر التوتيا الزرقاء أو الجنتيانا 2% (يوضع هذا المس في محقن “سرنجة 5مل” بدون إبرة وينقط المطهر من المحقن علي الأماكن المصابة بالفم فينتشر مع حركة اللسان والفم)، وبعد نصف ساعة يدهن الغشاء المخاطي بمرهم تيراميسين أو بنسلين أو عجينة (من مسحوق الشبة 5جم ومسحوق البوركس 10جم ومسحوق السلفا 10جم و100جم من العسل والطحينة) ويكرر مرتان يومياً. هذا المس والمرهم أو العجينة فهى تخفف الألم وتلطف القروح وتساعد على ذبول الحويصلات ويقلل إفراز اللعاب ويطهر الفم.
بالنسبة للضرع يتم الآتي: حقن بنسلين سترتبومسين 50 ألف وحدة دولية عن طريق قناة الحلمة (بعد كل حلبة وتفريغ كل محتويات الضرع من اللبن بلطف وبدون أذى) تدهن حلمات الضرع المصابة بالبوركس مع الجلسرين 10:1 أو مرهم بنسلين أو تيراميسين بالتناوب مع المراهم الملطفة (بانثينول 2.5% أو مرهم زنك 5%) بعد كل حلبة.
بالنسبة للأقدام : تطهر بمحلول الفنيك 1% ثم بمحلول كبريتات النحاس (الجنزارة) 5-10% (أحواض أو مغاطس للأرجل) ثم تطلى بالمراهم، عمل غيارات على الحوافر الملتهبة أو المتقرحة أو التي تم خلع أو سقوط أجزاء منها وذلك بعد غسلها بمطهر مخفف مثل البيتادين، ثم يوضع عليها مسحوق مضاد حيوي (أوكسي تتراسيكلين 20%) ثم تربط بعد ذلك بالقطن الطبي والشاش ثم تغطس في القطران الطبي لمنع تسرب الماء إليها.
عند ظهور الأعراض التنفسية : تحقن جلوكوز 5% 500مل (بالوريد ببطيء) + موسعات الشعب الهوائية أمينوفيلين (أوسيدوفيلين) 10أمبول + مضادات للحساسية (أفيل أو أنتي ستين أو أنتيستامين 30مل ).
عند توقف التغذية ونقص الوزن : يتم حقن الحيوان بمحلول (جلوكوز 5% + أوكسي تتراسيكلين 30 مل + نوفالجين 30مل) ببطء في الوريد يومياً لمدة 5 أيام ..
علاج الاعراض المرضية اول باول لتقليل نسبة الاصابة و الوفيات مع اعطاء مضاد حيوى واسع المدى للحد من انتشار العدوى البكتيرية الثانوية.
التطعيم : التطعيم الدوري المنتظم باللقاحات الميتة هو الإجراء المتبع و اللقاح يجب أن يغطى العترات المحلية المتواجدة.
-
أثناء الأوبئة يتم تشديد إجراءات الحجر البيطري مع منع حركة الحيوانات ومنتجاتها وتقليل حركة الأشخاص والسيارات للحد الأدنى كما يتم قفل الأسواق وكذلك التخلص من كل مصادر العدوى والتطهير بهيدروكسيد الصوديوم 2% بعد التنظيف بمحلول كربونات الصوديوم 5%.
-
كان يستعمل في مصر لقاح نسيجي فاقد الضراوة يحتوى على العترة ” O1 ” ويعطى مناعة لمدة ثمانية أشهر ويعطى مرة كل ستة أشهر. العجول المولودة من أمهات محصنة تكون أول جرعة لها عند عمر 6 شهور مع جرعة منشطة عند عمر 10 شهور ، أما العجول المولودة من أمهات غير محصنة فإن أول جرعة تكون عند عمر 4 شهور والجرعة المنشطة عند عمر8 شهور.
-
الان يوجد لقاح مستورد سداسى يحتوى على كل العترات ما عدا سات(1) ويمكن التحصين في المزارع المغلقة التي لم يدخلها المرض بعد و يحتاج مدة 21 يوم لإعطاء مناعة.
أهم التوصيات لحصرالحمى القلاعية :
أصدرت الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة بعض إلاجراءت لحماية الثروة الحيوانية بالمحافظات للحد من انتشار مرض الحمى القلاعية ومنها
-
التزام المحليات بالدفن الصحي للحيوانات النافقة بدلا من إلقائها في الترع والمصارف،
-
تعليق حملة التحصين باللقاح
-
منع اختلاط الحيوانات في أماكن التجمع
-
فصل الحيوانات المريضة عن السليمة
-
تقييد حركة انتقال الحيوانات بين المحافظات
-
تطبيق معايير الأمان الحيوي للمزارع
-
حظر نقل الماشية الحية بين المحافظات وقصر النقل على اللحوم المذبوحة