بعد ارتفاع أسعار الأعلاف عالميًا، بسبب نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة وأنه يتم استيراد أكثر من 70% من الأعلاف ومكوناتها من الخارج فكان لابد من البحث عن بدائل أخرى لمكونات الأعلاف لإنتاج أعلاف اقتصادية وذات جوده عالية مما يؤدي إلى خفض تكلفة الإنتاج لتخفيض أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك.
ومن جانبه، أكد الدكتور وحيد عبدالصادق الخبير الزراعي بمركز البحوث الزراعية ، في بيان له اليوم، أن الدراسات أثبتت أن نوى البلح يحتوى على نسبة عالية من الطاقة الغذائية تعادل تقريباً الطاقة الموجودة في المصادر العلفية التقليدية كالذرة والشعير والنخالة ويعد غـذاء جيد غني بالطاقة حيث لا تقل نسبة البروتين الخام فيه عن 7% ولا تزيد نسبة الرطوبة عن 8% كما لا تزيد نسبة الألياف الخام عن 40% ولا تزيد نسبة الرماد الخام عن 9% نوى البلح مادة غنية بالكربوهيدرات وإلى حد ما بالدهون والبروتين والشعير المستنبت.
وتابع أنه من المعروف أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا في إنتاج التمور حيث تمتلك حوالي 15.5 مليون نخلة تنتج حوالى 1.8 مليون طن ويقدر انتاج نوى البلح بآلاف الأطنان سنوياً حيث يمثل النوى حوالي 5- 10 % من الثمرة وبالتالي يمكن توفير كميات كبيرة منه وقد بدأ مؤخراً استخدام النوى كعلف حيواني في علائق المجترات أو كأعلاف تكميلية لحيوانات المراعي.
وأوضح الخبير الزراعي أن العقبة الأولي في استخدام النوى هو صلابته وكيفية تجهيزه للحيوان في صورة سهلة التناول وكانت الصورة المنطقية لتجهيز النوى هي الجرش “التكسير” ولكن يحتاج ذلك إلي مجارش “مطاحن أو مكسرات” من نوع خاص تتحمل صلابة النوى والتي ينتج عنها النوى بأحجام تتراوح بين 2-4 ملليمتر وهو الحجم المناسب لاستهلاكه ويمكن معاملة نوي التمر حيث لجأ بعض المربين إلى طريقة سهلة وهي نقع النوى في مجرى مائي لمدة 4-7 أيام يتحول بعدها النوى إلى صورة طرية سهلة الاستهلاك.
وأجريت محاولات أخرى تجريبية وتتلخص في تحميص النوى أولا ثم إجراء عملية الجرش بالمجارش العادية سواء طازجة أو جافة أو نصف جافة وقد يكون صحيحاً أو مجروشاً خاليا من العفن والمواد الغريبة.
واضاف الدكتور وحيد عبد الصادق أن الدراسات أثبتت أن نوى البلح له تأثيراً إيجابياً على معدلات الزيادة الوزنية لحيوانات التسمين لافتاً إلى أن ذلك يرجح أن يكون هناك علاقة بوجود بعض هرمونات النمو في مادة النوى وهذه تساعد في زيادة معدلات نمو الحيوان عن طريق زيادة مستوى الأحماض الامينية بالدم والإسراع في دخول تلك الأحماض إلي الأنسجة المختلفة بالجسم