بقلم : الدكتورة / عبير عبد المنعم محمد
باحث أول قسم بحوث أمراض الجاموس – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية
مرض الجلد الأوديمي يعتبر من الأمراض المتوطنه في مصر يصيب الماشيه وخاصة الجاموس، يظهرالمرض في حالات وبائية بصوره حاده او مزمنه ويتميز بتورم وتقيح فى واحده أو أكثر من العقد الليمفاويه وتقرحات الجلد مما يؤدى الى عدم صلاحية الذبيحة للإستهلاك الآدمي.
تاريخ المرض:
بدأ ظهور المرض بين الجاموس والابقار فى عام 1960 ببلدة السنبلاوين بمحافظة الدقهليه حيث بلغ عدد الحيوانات المصابه الى 578 من الجاموس و41 من الأبقار فى نفس العام ثم بدأ الانتشار فى محافظة الجيزه. وفى العام التالى واصل الأنتشار فى محافظة الشرقيه والمنوفيه حيث وصل عددالإصابات 107 من الجاموس و7 من الأبقار وتوالى الانتشار فى محافظات الوجه البحرى، وفى عام 1984 بدأ فى الظهور فى محافظات الوجه القبلى وقد لوحظ أن الأصابات تقع بين شهرى أبريل وأغسطس.
العوامل المساعده على الأصابه بالمرض:
-
ينتشر المرض خلال شهور الخريف و الصيف نظرا لأرتفاع درجة الحراره ونسبة الرطوبة.
-
تظهر الأصابات فى الذكور والأناث من عمر 6 أشهر فأكثرولكن الأناث أكثر عرضه للأصابه.
-
الحظائر الغير صحيه والرطبه وتزاحم الحيوانات تساعد على انتشار المرض.
الأهمية الاقتصادية: نسبة الوفيات منخفضه لكن
-
نسبة الأصابه عالية والمرض سريع الأنتشار.
-
يؤثر على معدل النمو وانتاجية اللحوم والألبان وجودتها.
-
يؤثر على نوعية الجلد وجودته.
-
العلاج مكلف نظرا لطول فترة العلاج.
الميكروب المسبب للمرض:
تعتبر بكتيريا Corynebacterium peudotuberculosis biotype11nitrate positive) ) كوريني باكتريم سودوتيوبركلوزس (السل الكاذب العترة الموجبة لاختبار النترات)هى المسبب الأساسى فى حدوث المرض. وبالفحص تحت الميكروسكوب تظهر عصيات موجبة الجرام وتأخذ شكل الأحرف الصينية، وتوجد عادة في التربة وأدوات الحيوان ولوازمه وفي الأسمدة الملوثة من الحيوان المصاب حيث تعيش هذه البكتريا فترة طويلة في براز الحيوان وكذلك في فرشة الحظائر.
ضراوة الميكروب المسبب للمرض تعزى إلي:
-
بعد العدوى بالميكروب يفرز سموم Phospholipase D (PLD)التى تغزو الأوعيه الليمفاويه وتساعد على انتقال وانتشار الميكروب من مكان العدوى إلى أماكن أخرى داخل جسم الحيوان.
-
ميكروب كوريني السل الكاذب يمتلك جدار خلوى يحتوى على نسبه عاليه من الدهون (Cell wall lipid) والتي تحمي الميكروب من أن يهضم بواسطة الأنزيمات التى توجد داخل الخلايا المناعيه الماكروفاج (Macrophage) وبذلك يستطيع أن يعيش كطفيل داخل الخلايا المهاجمة (الماكروفاج) ويسبب موتها.
كيفية حدوث العدوى وأنتقال المرض:
تحدث العدوى عن طريق الجلد بواسطة الطفيليات الخارجية مثل القراد وذبابة هيبوبوسكا الخيل(hippobosca equina) أو عن طريق أي جرح في الجلد. وينتقل المرض بين الحيوانات عن طريق خروج القيح من الاماكن المصابه فى الجلد.
يفرزالميكروب سموم تسبب انتفاخ تحت الجلد وعقيدات أو خراجات على طول مجرى الأوعيه الليمفاويه و تظهر بشكل رئيسى على الصدر والبطن والساقين أو قد تتطور فى جميع أنحاء الجسم.
الأعراض المرضية:
المرحله الاولى: الاصابه الحديثه تتميز بحمى خفيفه ، قلة الشهيه ، قلة انتاج اللبن ، يظهر إحمرار وتورم فى المنطقة المصابة وتكون جامده ،ساخنة ، مؤلمة ، حساسه للغايه وتظهر الاصابه فى المناطق الناعمه والخاليه من الشعر من منطقة اللبب (dewlap ) ،الصدر ،البطن ،القوائم الأمامية وقد يزيد فى الحجم حت يصل الى حجم البطيخه الصغيره ويشمل ظهور عقد جلديه على مسار الأوعيه الليمفاويه ويصاحبها زياده فى حجم الغدد الليمفاويه المحيطه بالورم .وإذا حاولنا البذل من هذا الورم بالسرنجة فلا يخرج شيء اما إذا قمنا بحقن محلول ملحي معقم في الورم مصحوب بتدليك المكان يمكننا سحب كمية صغيرة السائل المصلى المدمم. ويبدأ الحيوان المصاب فى أحتكاك الاماكن المصابه ضد الجدران والاسطح الخشنه أو يلعق مكان الحكه بلسانه مما يؤدى الى أنفجارها وتفاقم الاصابه.
المرحله الثانيه : تتميز بظهور عقيدات شبيهه بالبثور تحت الجلد فى أى جزء من الجسم، يبدأ خروج سائل مصلى مدمم ويتحول الورم إلى خراج نتيجه لحدوث العدوى الثانويه بميكروبات أخرى أو خراجات صغيره على طول الاوعيه الليمفاويه ثم تفتح هذه الخراجات وتخرج افرازات مصليه مدممه أو صديديه.
المرحله الثالثه: تسقط هذه العقد تاركه قروحا مع افرازات مصليه مدممه أو صديديه تخضع للجفاف وتؤدى الى تكوين قشره و فى بعض الأحيان تلتحم هذه العقد مكونه مساحه كبيره من الجلد المتقرح.
ونادرا ما يحدث اذا لم يعالج المرض او بدأ العلاج فى مرحله متأخره تظهر أعراض منها التنفس السريع ،السعال ، ضيق التنفس، ركود الحيوان وتنتهى بوفاة الحيوان كما يمكن أن تظهر أعراض التسمم فى الحالات الحاده وهى نادره الأن.
التشخيص:
-
الأعراض المرضية.
-
تؤخذ بعض محتويات العقد الجلديه والأورام وقبل أعطاء المضادات الحيويه عن طريق البذل المعقم فى انوبه معقمه للفحص البكتيريولوجى لعزل الميكروب المسبب للمرض.
-
إجراء اختبار الضراوه في خنازير غينيا والاختبارات السيرولوجيه.
العـــــلاج:
-
بستجيب المرض للعلاج بالمضادات الحيويه بعد إجراء اختبار الحساسية للمضادات الحيوية.
-
من المضادات الحيويه واسعة المدى الجينتاميسين، اموكساسيلين، انروفلوكساسين.
-
خافض للحراره ومضادات للحساسيه ومضادات للألتهاب مثل vetrofin ، Diphenhydramine
-
يجب اخلاء الاصابات المفتوحه من الصديد بالكامل وتتطهيره بالبيتادين ويستخدم مضاد حيوى موضعى مثل cotramizine عن طريق خلطه بالفازلين.
-
يمتد العلاج لمدة أسبوعين أو على حسب الحاله مع التدخل الجراحى اذا لزم الأمر.
الوقايه والسيطرة على المرض:
-
عزل الحيوان المصاب وعلاجه.
-
العنايه بنظافة الحظائر وتهويتها روتطهيرها.
-
السيطرة على الحشرات الناقلة للمرض باستخدام المبيدات الحشرية.
-
سد الشقوق الموجودة في الحظيرة.
-
رش الحيوانات دوريا خاصة فى موسم المرض.
-
ينصح بتحصين العجول الجاموسى من 6 أشهر بلقاح BCG الذى يعزز المناعه لديهم.