احترسوا، المرض هنا، الوباء نائم في أكثر من 19 ألف مزرعة دواجن بالمحافظات، تستخدم سموما في صورة مضادات حيوية تصيب بالفشل الكلوي والعجز الجنسي وتسبب خللا في الغدد الصماء، بعض البيطريين شركاء في الكارثة، واصحاب المزارع جناة وقتلة لا “همْ” لهم الا المصلحة الخاصة وحصد المزيد من الارباح والمكاسب.
من موقع القضية بدأنا، بجولة مع أحد العاملين فى إحدى مزارع الدواجن الكبرى بالجيزة،جلسنا وتحاورنا حول الأزمة، قال أن المزارع تستمر في اعطاء الادوية والمضادات للدواجن حتى يوم بيعها للتجار ولا تتوقف عن ذلك أبدا، وتابع:” خلال الفترة الحالية سيخرجون دورة لبيعها وتحديدا بعد ايام قليلة”، اتفقت مع أحمد أن اذهب معه إلى هذه المزرعة دون أن يعلم أي شخص فيها اننى اعمل صحفيا.
يوم الإثنين الماضى، توجهت مع عامل لتلك المزرعة، جلسنا في غرفة بالمزرعة وشاركنا في الجلسة عدد من العاملين بالمزرعة والذين أكدوا بالفعل أنهم يعملون في المزارع منذ أكثر من عشرة سنوات وانهم مستمرون في اعطاء الادوية والمضادات والتحصينات للفراخ حتى آخر يوم يتم بيعها فيها للتجار، موضحين أنهم سيخرجون دورة لبيعها خلال يومين ولازالوا في المزرعة يعطونها المضادات والادوية ولم يتوقفوا، مؤكدين أنهم مستحيل أن يتوقفوا عن اعطاء الفراخ هذه المضادات والتحصينات حتى آخر يوم لبيعها.. والسبب ؟؟.. والاجابة ” لو توقفوا ستمرض وستعرض صاحب المزرعة لخسارة الذي لا يهمه الا الربح “
خلال جلستي بالمزرعة، لاحظت وجود جراكن مملوءة خارج الغرفة.. سألتهم: ما هذه ؟؟، قالوا أنها جراكن مملوءة بالفورمالين وهم يقومون بوضع كل جركن في برميل كبير مملوء بالماء ويقمومون بارتداء اقنعة معينة ثم يقومون برش العنابر بعد نهاية كل دورة، موضحين أن رائحته قاتلة، وبعد نصف ساعة تقريبا قاموا ليبدأوا العمل ودخلوا العنابر مع مجموعة أخرى من العمال وبدءوا في تحصين الدجاج.
تقابلت مع المهندس متخصص في تربية الدواجن، والذي أكد أن الحقن للدواجن يعطى في مناطق كثيرة للفرخة تحت الجلد في الرقبة وتحت الجناح وتحت الورك وفى المياه ليشربها الدواجن، مؤكدًا أنه كان يعمل في مزرعة بأحد المزرعة بالمحافظات ، وكان لديه في عنبر واحد 40 ألف فرخة، وكان يأتي اليهم أهالي القرية ليشتروا بعض الدواجن من المزرعة فكنت انصحهم بعدم شراء المحقونة فكانوا يرفضون والسبب لأن المحقونة يظهر على الفرخة أنها غير مريضة اما السليمة فقد يظهر عليها الضعف وكأنها مريضة، مؤكدا أنهم كانوا يحقنون الفراخ بالمضادات في الصباح ثم يأتي صاحب المزرعة ليبيعها في نفس اليوم مساء للتجار لبيعها في الأسواق.
وأكد متخصص ، أن الاخطر من ذلك هو استخدام مادة الفورمالين في تطهير عنابر المزارع بعد انتهاء الدورة مباشرة، واصفا المادة ب” القاتلة “، وقال، يخرج عن الفورمالين، شبه دخانة كثيف وقد سبق أن تنفسه عاملا بالخطأ بمزرعة بالجيزة وتوفى على الفور.
وأشار المتخصص ، إلى أن اغلب المزارع تستخدم الفورمالين لرخص سعره وقوته على تطهير المزارع، مؤكدا أن العمال أثناء رش الفورمالين في العنبر يرتدوا قناعا على الفم حتى لا يقتلهم من قوة رائحته وتأثيره، لكنه مادة مسرطنة تؤثر على الكبد وقاتلة للإنسان.
تابع :أن فترة السحب هي فترة سحب الادوية من انسجة الحيوان ولحمه، ومن المفترض الا يتم ذبح الدواجن الا بعد انتهاء فترة السحب وهى في الدواجن تقدر بـ 10 إلى 12 يوما، ولو تناولها الإنسان في فترة السحب سينتقل له هذه الادوية والمضادات وستؤثر على صحته، موضحا أن المشكلة أن اغلب المزارع وخاصة البياض، أنه لو اصيبت بأى مرض مثل الكولستريديوم وهى بكتيريا لا هوائية تصيب الدواجن تجعل عينها مغلقة وتصاب بالهزال والضعف وكأنها شبه ميتة، فيقوم العمال باعطاء هذه الفراخ بحقنة مضاد حيوي يظهر مفعولها من 24 إلى 48 ساعة فتفح عينيها وكأنها سليمة وغير مريضة ثم تباع للمستهلكين مباشرة، ولا يوجد رقابة على المزارع نهائيا في مصر واغلب المزارع تبيع بالليل للتجار، وتابع:” حدث معى موقف أنه كانت لدينا دواجن مصابة بالكولستريديوم وحقناها فجاء الينا الأهالي ليشتروا منها فاعطيت لهم الغير محقونة فرفضوا واصروا على شراء المحقونة لأنها لا يظهر عليها المرض بالرغم من ضررها، وهذه الادوية تؤثر على كلى وكبد الإنسان .#منقول