أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» أن هناك انخفاض في إنتاج القمح بمقدار 16 مليون طن، وكذلك الذرة والأرزّ، فيما سيسجل العالم انخفاضاً في معدلات استخدام الحبوب في 2022-2023 بنسبة 0.1% إلى 2.7 مليار طن، وهو أول انكماش منذ 20 عاماً.

وقالت «الفاو» إن أسعار الغذاء العالمية تراجعت في مايو للشهر الثاني على التوالي بعد أن سجلت مستوى قياسياً في مارس، لكن تكلفة الحبوب واللحوم ارتفعت وبلغ مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، الذي يشمل السلع الغذائية الأكثر تداولاً عالمياً، في المتوسط 157.4 نقطة مايو مقابل 158.3 في إبريل .

وعلى الرغم من انخفاضه على أساس شهري، إلا أن مؤشر مايو كان الأعلى بنسبة 22.8% عن العام السابق، مدفوعاً جزئياً بالمخاوف من تأثير الحرب، وفي تقديرات منفصلة للعرض والطلب على الحبوب الجمعة، قالت الفاو: إنها تتوقع انخفاضاً لإنتاج الحبوب العالمي في موسم 2022-2023 للمرة الأولى منذ أربع سنوات متراجعاً بمقدار 16 مليون طن عن مستوى قياسي في 2021 بلغ 2.7 مليار طن، وبينما تراجعت مؤشرات أسعار منتجات الألبان والسكر والزيوت النباتية في إبريل/ نيسان، ارتفع مؤشر اللحوم ووصل لأعلى مستوى على الإطلاق وارتفع مؤشر الحبوب 2.2% مع صعود القمح بنسبة 5.6% على أساس شهري وعلى أساس سنوي، ارتفعت أسعار القمح 56.2%، وقالت الفاو:«إن أسعار القمح زادت بسبب إعلان الهند حظراً على التصدير إضافة لتراجع توقعات الإنتاج من أوكرانيا».

تحسن طفيف
كما ارتفعت الأسعار الدولية للأرز مع هبوط أسعار الذرة مدفوعاً بالتحسن الطفيف في أحوال المحاصيل في الولايات المتحدة الأمريكية، والإمدادات الموسمية في الأرجنتين، والبداية الوشيكة لموسم حصاد الذرة في البرازيل، كما لا يزال مؤشر أسعار الزيوت النباتية كالنخيل ودوار الشمس وفول الصويا وبذور اللفت مرتفعاً عن مستواه في العام الماضي إلا أنه انخفض بنسبة 3.5% عن شهر إبريل، ويرجع هذا جزئياً إلى رفع الحظر الذي كانت إندونيسيا قد فرضته على تصدير زيت النخيل، فضلاً عن تباطؤ الطلب العالمي.

قيود الصادرات
يأتي هذا فيما قال ماكسيمو توريرو أحد خبراء المنظمة: «تولد القيود المفروضة على الصادرات حالة من انعدام اليقين في السوق وقد تؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار وتزيد من تقلب الأسعار ويُظهر انخفاض أسعار البذور الزيتية مدى أهمية إزالة هذه القيود والسماح بتدفق الصادرات بسلاسة»، كما انخفضت أسعار الألبان بنسبة 3.5 % كما لم تسجل أسعار الأجبان والزبدة هبوطاً على الرغم من ضعف الطلب على الواردات، وانخفض مؤشر أسعار السكر بنسبة 1.1% عن إبريل مدفوعاً بوفرة محصول الهند وانخفاض أسعار الإيثانول.

انخفاض إنتاج القمح
كما تتوقع بيانات الفاو انخفاضاً في إنتاج القمح بمقدار 16 مليون طن والذرة والأرزّ، بينما من المرجح أن تزداد الشعير والذرة الرفيعة، كما تتوقع انخفاضاً في معدلات استخدام الحبوب في العالم في 2022-2023 بنسبة 0.1 % إلى 2.7 مليار طن، وهو ما يعد أول انكماش له منذ 20 عاماً، كما تشير توقعات الفاو حول مخزونات الدول من المواد الغذائية إلى انخفاضها بنسبة 29.6% في 2022-2023 بعد أن بلغت 30.5% في 2021-2022 وهو الأدنى منذ تسع سنوات تتصدرها مخزونات الذرة.

القمح لن يكون كافياً
وتوقعت الفاو أن محصول الحبوب لن يكون كافياً لتلبية الاحتياجات المتوقعة على صعيد الاستخدام ما سيفضي إلى انكماش بنسبة 0.4% في المخزونات العالمية للحبوب وصولاً إلى 847 مليون طنّ، كما توقعت انخفاضاً في حجم التجارة العالمية في الحبوب إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات حيث ستبلغ 463 مليون طنّ