ارتفعت أسعار كسب الصويا في الصين في اليوم الأول من التداول بعد عطلة، حيث يهدد تجدد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم الإمدادات.

وردت بكين يوم الجمعة على تعريفات واشنطن، حيث فرضت رسوما بنسبة 34% على جميع الواردات الأمريكية اعتبارا من 10 أبريل.

وتشمل الرسوم الضخمة فول الصويا وتهدد بوقف شحنات البذور الزيتية إلى الصين من ثاني أكبر مورد لها، وتعكير صفو التجارة التي تبلغ قيمتها أكثر من 12 مليار دولار في عام 2024.

وكانت الصين قد أعلنت بالفعل عن تعريفة بنسبة 10% على فول الصويا وغيره من المنتجات الزراعية القادمة من الولايات المتحدة الشهر الماضي، وهو ما اعتبر بمثابة استجابة صامتة لتدابير الحماية الأولية التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لكن هذه المرة، تصاعدت التوترات التجارية، حسبما ذكرت شركة تشاينا فيوتشرز للسمسرة في مذكرة يوم الاثنين.

وقالت شركة الوساطة إن الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية تسببت في مخاوف بشأن صادرات فول الصويا الأمريكية المستقبلية وأن تكاليف الاستيراد في الصين سترتفع.

العقود الآجلة لفول الصويا

ارتفعت العقود الآجلة لفول الصويا الأكثر تداولًا في بورصة داليان للسلع بنسبة 2.7%، ووصلت إلى أعلى مستوياتها منذ سبتمبر من العام الماضي.

كما ارتفعت أسعار كسب بذور اللفت، وهي بديل لكسب فول الصويا في علف الحيوانات، بنسبة تصل إلى 2%.

وارتفعت العقود الآجلة للذرة في الصين بنحو 1%.

ومنذ الحرب التجارية الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة ولاية ترامب الأولى، قامت الصين بتنويع واردات الحبوب لخفض اعتمادها على المحاصيل الأمريكية. كانت البلاد تشتري المزيد من فول الصويا والذرة من البرازيل، التي تعد الآن أكبر مورد لها، لكن الولايات المتحدة تظل مصدرًا رئيسيًا.

وقال فرع ووهان لشركة كوفكو للعقود الآجلة في بيان: إن الصين لديها إمدادات كافية من فول الصويا في الأشهر القليلة المقبلة بفضل الشحنات من البرازيل.

لكن البلاد ستواجه منافسة من مشترين آخرين وتكاليف أعلى، ومن المتوقع أن تكون الإمدادات محدودة اعتبارا من الربع الرابع، عندما تهيمن الفاصوليا الأمريكية عادة على السوق، وفقا للمذكرة.

منذ الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، اتخذت بكين خطوات لتقليل اعتمادها على المنتجات الزراعية الأمريكية في جهد أوسع لتعزيز أمنها الغذائي.

ونتيجة لذلك، تستطيع الصين الآن استخدام المليارات التي لا تزال تنفقها كل عام على المنتجات الزراعية الأمريكية كسلاح في الحرب التجارية المتصاعدة، مع تقليل المخاطر التي تهدد أمنها الغذائي.

ومن المتوقع أن يؤدي إعلان بكين عن تعريفة جمركية بنسبة 34٪ على جميع البضائع الأمريكية يوم الجمعة ردا على التعريفات الأمريكية الجديدة إلى تسريع تحول بكين نحو الموردين الزراعيين البديلين مثل البرازيل.

وفيما يلي نعرض بالتفصيل جهود الصين لتعزيز الأمن الغذائي منذ عام 2019:

5 أغسطس 2019: الصين تعلق مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية ردا على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب.

16 يناير 2020: ترامب ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك ليو هي يوقعان اتفاق “المرحلة الأولى” التجاري الذي توافق فيه الصين على زيادة مشترياتها من السلع الأمريكية بمقدار 200 مليار دولار على مدى عامين، بما في ذلك 32 مليار دولار في المنتجات الزراعية.

2021: تبدأ الصين الزراعة التجارية التجريبية للذرة وفول الصويا المعدلين وراثيًا.

29 أبريل 2021: تتبنى بكين قانون مكافحة هدر الطعام لمنع هدر الحبوب وتحظر مقاطع الفيديو التي تصور الشراهة عند تناول الطعام وبقايا الطعام المفرطة.

1 فبراير 2022: قال مسؤول تجاري أمريكي إن الصين فشلت في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق “المرحلة الأولى” التجاري، الذي انتهى في نهاية عام 2021. وأخبر وزير الزراعة توم فيلساك المشرعين أن مشتريات الصين من المنتجات الزراعية الأمريكية انخفضت بنحو 13 مليار دولار.

4 فبراير 2022: بكين تسمح باستيراد القمح والشعير من جميع مناطق روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم.

7 مارس 2022: الرئيس شي جين بينغ يقول للمستشارين السياسيين: “يجب على الصين أن تعتمد على الاكتفاء الذاتي وإطعام نفسها… إذا لم نتمكن من الحفاظ على أوعية الأرز الخاصة بنا، فسوف يسيطر علينا الآخرون… والأمن الغذائي قضية استراتيجية”.

25 مايو 2022: الصين تسمح باستيراد الذرة البرازيلية.

14 أبريل 2023: في محاولة لتقليل واردات فول الصويا، أطلقت بكين خطة لخفض نسب وجبة فول الصويا في علف الحيوانات إلى أقل من 13% بحلول عام 2025، من 14.5% في عام 2022. وتخطط البلاد للموافقة على البروتينات الميكروبية للأعلاف والمشاريع التجريبية لاستخدام بقايا الطعام وجثث الحيوانات في علف الحيوانات.

4 مايو 2023: وافقت الصين على صنف فول الصويا المعدل وراثيًا، وهي أول موافقة لها على التكنولوجيا لزيادة الإنتاجية. على عكس التعديل الوراثي (GMO)، لا يؤدي تحرير الجينات إلى إدخال الحمض النووي الغريب. وبدلا من ذلك، فإنه يتلاعب بالجينوم الطبيعي الموجود.

26 ديسمبر 2023: أصدرت بكين تراخيص للدفعة الأولى المكونة من 26 شركة بذور لإنتاج وبيع بذور الذرة وفول الصويا المعدلة وراثيًا في مقاطعات معينة.

9 أبريل 2024: الصين تبدأ مبادرة لزيادة إنتاج الحبوب بأكثر من 50 مليون طن متري بحلول عام 2030.

28 مايو 2024: تسمح الصين باستيراد صنفين من الذرة المعدلة وراثيا المزروعة في الأرجنتين، ثالث أكبر مصدر للحبوب المستخدمة في علف الحيوانات في العالم.

3 يونيو 2024: دخول أول قانون للأمن الغذائي في الصين حيز التنفيذ، والذي يهدف إلى تحقيق “الاكتفاء الذاتي المطلق” في الحبوب الأساسية وإنتاج الغذاء.

ويحمل القانون الحكومات المركزية وحكومات المقاطعات مسؤولية دمج الأمن الغذائي في خططها الاقتصادية والتنموية، بما في ذلك حماية الأراضي الزراعية من التحويل إلى استخدامات أخرى.

25 أكتوبر 2024: أطلقت بكين خطة عمل للأعوام 2024-2028 لتسريع تطوير الزراعة الذكية والزراعة الدقيقة لزيادة إنتاج الغذاء.

موضوعات هامة

الصويا يواصل الخسائر بسبب تصاعد التعريفات الجمركية

العقود الآجلة للذرة ترتفع عند إغلاق أخر جلسات الإسبوع

بعد قرار ترامب.. مستوردي خامات يكشفون متغيرات السوق المحلي الفترة المقبلة

توقعات بوصول واردات مصر من القمح إلى 13 مليون طن والذرة عند 8.7 مليون طن في العام التسويقي 2025-2026

مصر تخفض واردات الذرة وسط فائض المعروض

نوفمبر 2024: انخفضت الواردات الصينية الزراعية من الولايات المتحدة بين يناير ونوفمبر 2024 بنسبة 14% لتصل إلى 26 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وهو انخفاض للعام الثاني على التوالي.

6 نوفمبر 2024: تم انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في مفاجأة مذهلة.

13 ديسمبر 2024: يصل إجمالي إنتاج الحبوب الصينية في عام 2024 إلى رقم قياسي قدره 706.5 مليون طن متري، ويرجع ذلك أساسًا إلى محصول الذرة القياسي.

24 ديسمبر 2024: أطلقت الصين خطة 2024-2035 لزيادة استهلاك الحبوب وتعزيز الفوائد الصحية وتحسين جودة الإنتاج.

31 ديسمبر 2024: أصدرت بكين إرشادات لصناعة تربية الأحياء المائية لاستخدام الأعلاف غير الحبوب مثل البروتين الميكروبي وتهدف إلى تقليل الأعلاف المستهلكة لكل وحدة من المنتجات الحيوانية المنتجة بأكثر من 7٪ بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2023.

4 مارس 2025: أعلنت الجكومة الصينية، ردًا على الرسوم الجمركية الأمريكية، زيادة رسوم الاستيراد لتغطي ما يقرب من 21 مليار دولار من المنتجات الزراعية والغذائية الأمريكية. وتشمل المنتجات المتضررة فول الصويا والذرة والذرة الرفيعة والقمح واللحوم والمنتجات المائية والقطن والفواكه ومنتجات الألبان والخضروات.

4 أبريل 2025: كشفت بكين عن سلسلة من الإجراءات المضادة ردًا على التعريفات الجمركية الأمريكية المتبادلة، بما في ذلك تعريفة بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية، بالإضافة إلى التعريفات الجمركية التي تتراوح بين 10% و15% المفروضة بالفعل على ما يقرب من 21 مليار دولار من التجارة الزراعية في أوائل مارس.

تابع التطورات الإضافية للوضع في سوق الحبوب على موقعنا.