بقلم : الدكتورة / نها إبراهيم مهدي عمار
باحث –معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل طنطا – مركز البحوث الزراعية – مصر
الساركوسيست او المتكيسات العضليه (Sarcocyst)هو طفيل اولي وحيد الخليه يتطفل اجباريا علي عائلين ليكمل دورة حياته , عائل نهائي وهو من اكلات اللحوم (الكلاب والقطط) وعائل وسيط وهو من اكلات الاعشاب (الابقار والجاموس و الاغنام والابل والخيول والطيور) حيث تتحوصل داخل عضلات العائل علي شكل اكياس بيضاويه او صنوبريه تشبه لسان العصفور .
الساركوسيست
تتواجد حويصلات الساركوسيست في عضلات العائل الوسيط حيث تتركز في العضلات النشطه كثيرة الحركه مثل القلب والمرئ و وعضلات الرقبه والوجه واللسان والحجاب الحاجز , ومنها حجمان الكبير الذي يري بالعين المجرده يصل لعدة سنتيمترات ممكن ان تصل الي 4 سم وذلك علي حسب عمر الحيوان , وانواع اخري صغيره لا تري بالعين المجرده وتري فقط بالميكروسكوب وتسمي بالحويصلات المجهريه وهذا النوع المجهري يصيب الابقار وهو موضوع المقال .
من اهم الانواع التي تصيب الابقار واكثرهم ضررا هي :
-
الساركوسيست كروزي ( (Sarcocyst crozi وهي تسبب الاجهاض في الابقار
-
ساركوسيست هومينز( (Sarcocyst hominisوهي التي تصيب الانسان كعائل نهائي, وعائل وسيط حيث تتواجد حويصلات الساركوسيست في العضلات وتسمي ( الاصابه العضليه ) ويعتبر الانسان عائل نهائي او اساسي لهذا النوع وتسمي (الاصابه المعويه) .
دورة الحياة:
الساركوسيست لها دورة حياة معقدة تحتاج إلى مضيفين مختلفين: مضيف نهائي (غالبًا يكون من آكلات اللحوم مثل القطط والكلاب ) ومضيف وسيط (مثل الأبقاروالجاموس والابل والأغنام والطيور).
المضيف النهائي: يكتسب العدوى بتناول لحوم حيوانات مصابة تحتوي على الساركوسيست داخل أمعاء المضيف النهائي حيث تتم مرحلة التكاثر الجنسي وتكوين الاكياس البوغيه في خلايا جدار الامعاء الدقيقه التي تفرز مع البراز وبعد نضج هذه الاكياس يتم التقاطها بواسطة العائل الوسيط.
المضيف الوسيط: يتعرض للعدوى من خلال تناول طعام أو ماء ملوث بالاكياس البوغيه المتحوصلة ويتحرر منها الاسبوروزوتات بامعاء المضيف الوسيط ويتم التكاثر اللاجنسي وتنتهي دورة الحياه بتكوين الحويصلات بالعضلات والتي تصبح معديه بعد حوالي 15 يوم من الاصابه.
الأعراض في الأبقار:
اهم عرض في الابقار العشار المصابه بالساركوسيست المجهريه هو الاجهاض ولكن غالبًا ما تكون الساركوسيست غير ممرضة بشكل واضح في الأبقار الغير عشار ، ولا تظهر الأعراض في الغالب. لكن في بعض الحالات، قد تظهر انخفاض في الانتاجيه (الحليب او اللحوم)- فقدان الوزن – ضعف عام وفي الحالات الشديدة، قد يحدث تسمم الدم أو تلف في العضلات- فقدان الشهيه- فقر دم- صعوبة في الحركة أو التهاب العضلات بسبب تلف الأنسجة العضليه.
التشخيص : – فحص انسجه العضلات باستخدام الميكروسكوب – طريقة هضم البيبسين لانسجة العضلات وعمل افلام من الراسب لتحديد البراديزويت بعد صبغهم بالجيمسا .
-
– يمكن التشخيص في الحيوانات الحية بالاعراض الاكلينيكيه وبعض الاختبارات السيرولوجيه .
-فحص البراز للمضيف النهائي (مثل الكلاب أو البشر) يمكن أن يساعد في تحديد وجود
-
الاكياس المتحوصله لطفيل الساركوسيست
البراديزويت
ساركوسيست في العضلات
الاكياس المتحوصله في البراز
الأهمية بالنسبة للبشر:
بالرغم من أن الساركوسيست في الأبقار عادةً لا تسبب أمراضًا خطيرة في البشر، إلا أن استهلاك لحوم غير مطبوخة بشكل جيد قد يؤدي إلى انتقال العدوى، ويمكن أن تسبب مشاكل هضمية أو أعراض تشبه التسمم الغذائي في بعض الأحيان عباره عن اضطرابات معويه مثل القئ والاسهال والام البطن.
مقالات متعلقة
حويصلات الساركوسيست في لحوم الماشية وكيفية مكافحتها و الوقاية منها
ميكروب الايكولاى فى الدواجن
الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان الأهمية والوقاية
وصوره عضليه حيث يمكن للانسان ان يكون عائل وسيط وتصاب العضلات بالحويصلات فتؤدي الي التهاب العضلات وتورمها .
الوقاية:-
-طهي اللحوم جيدًا قبل استهلاكها.
-المحافظة على نظافة المياه والأعلاف لتجنب تلوثها بالاكياس المتحوصله .
-منع الحيوانات المفترسة (مثل الكلاب) من الوصول إلى لحوم أو جثث حيوانات مصابة
-التخلص الامن من الجثث او الاجزاء المصابه بحويصلات الساركوسيست .
-فحص اللحوم جيدا بالاخص عضلات الفخذ والبلعوم والرقبه والقلب والحجاب الحاجز حيث يوجد الطفيل في الغضلات كثيرة الحركه
-التشديد علي عدم شراء اللحوم التي لا تذبح داخل المجازر الحكوميه للتاكد من الاعدام الامن للحوم المصابه وعدم استهلاكها من قبل الانسان .
: الأهمية الاقتصادية: الإصابة بالساركوسيست قد تؤثر على الجودة التجارية للحوم، حيث أن وجود الأكياس في العضلات قد يُضعف قبول المستهلك للحوم المصابة.
كما قد تؤدي الإصابة إلى خسائر إنتاجية في الحليب واللحوم في الحالات التي تظهر فيها الأعراض السريريةباختصار، الساركوسيست هي طفيليات معقدة تتطلب اهتمامًا خاصًا من حيث الوقاية والسيطرة، خصوصًا في المزارع الكبيرة لضمان عدم انتشار العدوى وتقليل تأثيرها على الحيوانات والانسان.
تابع التطورات الإضافية للوضع عن المجال البيطري على موقعنا.
