التغيرات المناخية وأثرها على التكاثر في الأسماك

بقلم : الدكتورة /  سمر عبد الحكيم السعيد الالفي الجمل

باحث امراض الأسماك -معهد بحوث الصحة الحيوانية -معمل المنصورة الفرعي

أصبحت التغيرات المناخية شبحا خطير يهدد الحياة علي كوكب الأرض بسبب تأثيره السلبي على كافة نواحي الحياة ويعد القطاع السمكي من أكثر القطاعات المهددة بهذه التغيرات.

 التغيرات المناخية

فهذه التغيرات المناخية ناتجه عن عمليات حرق الفحم والنفط والغاز والأخشاب وغيرها، والتي تؤدى لإطلاق كميات كبيره من الغازات السامة إلى الجو أهمها اول وثاني اكسيد الكربون والكبريت والنتروجين، وهذه الغازات تعتبر غازات ثقيلة تبقى في النطاق السفلى للأرض وتمنع انتشار الحرارة حيث تمتص الأشعة تحت الحمراء وتمنع تشتتها من سطح الأرض مما يؤدى إلى رفع درجة الحرارة في ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري.

 ادت التغيرات المناخية الي تغيرات فسيولوجية حاده في الاسماك وحيث ان الاسماك من ذوات الدم البارد وتكتسب نفس درجه حرارة الماء الموجودة به وبالتالي تؤثر

عوامل الاجهاد الحراري على hypothalamus-pituitary interrenal axis مما ينشأ عنه:

1-افراز الكورتيزون من الكلية الامامية والذي يعد مضاد للالتهابات ولكنه في نفس الوقت مثبط للمناعة وكذلك افراز الادرينالين والنورادرينالين Catecholamine والتي بدورها تؤدي الي زيادة التنفس والدورة الدموية ومعدل التمثيل الغذائي وكذلك خلل في تركيز الايونات داخل الخلايا

2-الاجهاد الحراري يجعل الخلايا تفرز ما يعرف ب Reactive oxygen species (ROS) والتي تؤدي الي اضرار تأكسدية على الخلايا والأنسجة

3-نتيجه للأسباب السابقة يحدث خلل في مناعة الاسماك وضعف في النمو وخلل في توازن البيئة الداخلية مما يتسبب في حدوث الامراض

يتم تفريخ اسماك المياه العذبه في مدي حراري يتراوح بين 25 الي 28 درجه مئوية ولكن نتيجة التغيرات المناخية المتواصلة في الآونة الأخيرة ادي ذلك الي العديد من الاثار السلبية على امهات التفريخ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة خاصه خلال أشهر الصيف

مما نتج عنه

• انخفاض عدد مرات جمع البيض خلال موسم التفريخ حيث ينخفض معدل انتاج البيض عند معدل 33 درجه مئوية ويتوقف تماما عند درجات حرارة اعلي من 35درجه

• انخفاض معدلات نمو الزريعة المنتجة عند درجه حرارة 34 درجه ويزداد هذا الانخفاض بزيادة درجات الحرارة

• ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على مراحل التطور في اليرقات وكذلك انخفاض معدلات الاخصاب والفقس وحدوث تشوهات بالزريعة المنتجة

• يمكن أن يؤثر تغير المناخ على تكاثر الاسماك عن طريق تغيير درجة الحرارة وتوقيت دورة المياه. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في مصادر الغذاء، ومناطق التكاثر للأسماك. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر ارتفاع درجات حرارة المياه على توقيت تكاثر الأسماك، مما قد يؤدي إلى عدم التطابق بين توافر الغذاء واحتياجات الأسماك.

• تؤثر التغيرات المناخية على هجره الأسماك فبعض أنواع الاسماك (مثل السالمون واسماك البوري) تهاجر من بيئة الي بيئة اخري تتوافر فيها ظروف معينه سواء بحثا عن الغذاء او من اجل التكاثر، كذلك ادت التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة الي قله الزريعة الواردة الي المياه المصرية من اسماك البوري والطوباره.

• ارتفاع درجات الحرارة يقلل من قابلية ذوبان الاكسجين في الماء وبالتالي ينخفض مستوي الاكسجين المذاب في الماء وحيث ان الزريعة أكثر تأثرا بانخفاض مستوي الاكسجين مما يسبب اجهاد حراري وخفض مناعة السمك وبالتالي تصبح أكثر عرضه للأمراض ويؤدي الانخفاض الشديد في مستوي الاكسجين الي تراجع اعداد بعض الانواع واختفائها.

• ارتفاع درجه الحرارة في فصل الصيف مع وجود الأسماك في احواض عميقه يؤدي الي ما يسمي summer stratification والتي تؤدي صدمات حرارية thermal shock للأسماك عند الانتقال بين الطبقات المختلفة

• التغيرات المناخية أدت الي ذوبان الجليد والذي ادي الي ارتفاع منسوب سطح البحر وبالتالي الي احتمالية غرق المناطق الساحلية مما يؤثر على الثروة السمكية في تلك السواحل

موضوعات متعلقة

تأثير التغيرات المناخية على الجهاز التنفسى للجاموس

حماية قطعان الدواجن من التغيرات المناخية و الموجات الحارة خلال فصل الصيف

أثر التغيرات المناخية على الاستزراع السمكي لبعض الأسماك الوافدة الى مصر   

تأثير التغيرات المناخية على العالم 

كيفية الحد من تأثير التغيرات المناخية على المفرخات

• يمكن الاستفادة من التغيرات في درجات الحرارة لتحسين اداء الزريعة من خلال دوره الحرارة طبيعيا بحيث تتعرض لدرجه حرارة مرتفعة نهارا ثم حرارة منخفضه ليلا مع مراعاة درجات الحرارة المثلي لكل نوع من الأسماك فهذا يحسن من اداء الزريعة بالمقارنة للتعرض لدرجه حرارة ثابته لمده طويله خاصه وان هذه التغيرات المناخية اصبحت مستدامه وليست طارئه حيث وجد عند تربية الزريعة عند 34 درجه مئوية صباحا و28 درجه مئوية ليلا وجد ان معدلات نموها كان أسرع من تلك المرباه في مدي حراري ثابت عند 28 درجه مئوية

• ممارسات التغذية داخل المفرخ

• بيض ويرقات الاسماك تحتاج لاحتياجات حرارية ضيقه بالمقارنة بالأسماك البالغة كما ان معدل الايض الغذائي يتضاعف لضعفين او ثلاثة كلما زادت درجه الحرارة عشر درجات لذلك فمن الضروري تقليل التغذية او منعها تماما اثناء ارتفاع درجات الحرارة

• فمن المهم اختيار الوقت المناسب للتغذية داخل المفرخ والابتعاد عن وقت الظهيرة حيث ارتفاع درجات الحرارة حتى لا تتعرض الأسماك للإجهاد الحراري فتتوقف الاسماك عن التغذية وتنخفض المناعة وتصبح الاسماك عرضه للبكتريا والفطريات ويقل امتصاص المواد الغذائية داخل الأمعاء ويخرج العلف غير مهضوم مما يمثل اهدار للعلف وكذلك زيادة نسبه الامونيا في الماء مما يؤثر على الأسماك والامتناع تماما عن التغذية عند ارتفاع درجه الحرارة عن الحد المسموح به.

• تغذية الاسماك لحد الاشباع ويفضل استخدام علف طافي حتى نتأكد من انه لا يوجد متبقيات من الاعلاف والتي تؤثر على جوده المياه والتي لها دور هام في صحة الأسماك.

• استخدام اعلاف وظيفية تحتوي على اضافات تعمل على زيادة مناعة الاسماك وزيادة قدرتها علي تحمل المشاكل المرضية مثل السلينيوم وفيتامين E والبروبيوتك وبعض النباتات الطبية مثل المورينجا والنيم اثناء الاجهاد الحراري لرفع مناعة الأسماك.

• استخدام تقنيات حديثه في اعاده تدوير مياه المزارع (الفلاتر الميكانيكية والبيولوجية) استخدام البدلات لزيادة تدفق الاكسجين في المياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة

• التوجه لتوليد الطاقة النظيفة من مصادر صديقه للبيئة مثل الرياح والشمس وحركه المد والجزر والحد من قطع الاشجار لتقليل تأثير التغيرات المناخية

• تطبيق نظم الأمان الحيوي في المفرخات والمزارع السمكية وتدريب العاملين بها وعمل دورات ارشادية توعوية عن خطورة التغيرات المناخية على الأسماك والزريعة.

تابع التطورات الإضافية للوضع في المجال البيطري على موقعنا.