بقلم : الدكتورة / سالي حامد ابو خضرة
ﺑﺎﺣﺚ اول اﻟﻤﯿﻜﺮوﺑﯿﻮﻟﻮﺟﻰ – ﻣﻌﻬﺪ ﺑﺤﻮث اﻟﺼﺤﻪ اﻟﺤﯿﻮاﻧﯿﻪ – ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺰراﻋﯿﺔ
تعد الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان (المعروفة أيضًا باسم الأمراض الحيوانية المنشأ اوالامراض المشتركه) من الموضوعات الصحية الهامة التي تستحق الانتباه.
هذه الأمراض تشكل خطراً صحياً كبيراً، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفشي الأمراض الوبائية وتعرض حياة الأشخاص للخطر.
في هذا المقال، سنستعرض بعضًا من أهم هذه الأمراض وطرق الوقاية منها.
الحيوان إلى الإنسان
طرق انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ للانسان.
يمكن أن تنتقل الأمراض الحيوانية المنشأ عبر عدة طرق، اعتمادًا على مسبب المرض والمرض المحدد.
وفهم مسارات الانتقال هذه أمر حيوي لتنفيذ استراتيجيات الوقاية الفعالة.
1.الاتصال المباشر
يمكن أن يؤدي الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو سوائلها الجسدية أو الأسطح الملوثة إلى انتقال الأمراض المشتركة بين البشر.
على سبيل المثال، قد يؤدي التعامل مع حيوان مصاب بداء الكلب أو ملامسة براز الحيوانات إلى الإصابة بالعدوى.
2.الاتصال غير المباشر
يحدث الانتقال غير المباشر عندما يتلامس البشر مع البيئات الملوثة بالحيوانات المصابة.
ويمكن أن يشمل ذلك التربة أو المياه أو الأسطح التي تعرضت لمسببات الأمراض الحيوانية.
أ.انتقال العدوى بواسطة النواقل
يتضمن انتقال الأمراض عن طريق النواقل انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ من خلال النواقل مثل البعوض أو القراد أو البراغيث.
تنقل هذه النواقل مسببات الأمراض من الحيوانات المصابة إلى البشر.
على سبيل المثال، ينتقل مرض لايم من خلال لدغات القراد.
ب.الانتقال بواسطه الغذاء
إن تناول الطعام أو الماء الملوث هو الطريق المعتاد لانتقال الأمراض الحيوانية المنشأ. فتناول اللحوم غير المطهية جيدًا أو الألبان غير المبسترة أو منتجات الالبان الملوثة قد يؤدي إلى الإصابة بعدوى مثل السالمونيلا أو الإشريكية القولونية او البروسيلا والسل.
أهم المقالات البيطرية
بعض الأمراض المشتركة الشائعة بين الإنسان والحيوان و التدابير الوقائية العامة
تطوير المقاومة للمضادات الحيوية في بكتيريا الإيروموناس بالأسماك البحرية وتأثيرها على الإنسان
الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان
ج. الانتقال بواسطه الهواء
يمكن أن تنتقل بعض الأمراض الحيوانية المنشأ عبر الهواء، وخاصة عندما تطلق الحيوانات المصابة مسببات الأمراض في البيئة.
على سبيل المثال، قد يؤدي استنشاق الغبار الملوث بجزيئات فيروس هانتا من فضلات القوارض إلى الإصابة بالعدوى.
أهم الامثله للأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان
-
مرض داء الكلب (Rabies):
داء الكلب هو مرض فيروسي قاتل ينتقل غالباً من خلال عضة حيوان مصاب، وخاصة الكلاب.
يؤثر المرض على الجهاز العصبي ويؤدي إلى أعراض مثل الارتباك، والهيجان، والشلل. يمكن الوقاية من داء الكلب من خلال تلقي اللقاح بعد التعرض للاصابه، بالإضافة إلى التطعيم الروتيني للحيوانات الأليفة.
-
مرض السالمونيلا (Salmonellosis):
السالمونيلا هي بكتيريا تُوجد غالبًا في الدواجن، والبيض، واللحوم، ومنتجات الألبان. يُمكن أن تنتقل العدوى عند تناول الطعام الملوث أو الماء. تظهر على المرضى أعراض مثل الإسهال والحمى وآلام البطن. للوقاية من السالمونيلا، يجب الاهتمام بنظافة الطعام وطهيه جيدًا.
-
مرض الليستيريا (Listeriosis):
تسبب بكتيريا الليستيريا عدوى يمكن أن تنتقل من الطعام، وخاصة الأطعمة غير المطبوخة أو المعالجة بشكل غير صحيح، مثل الجبن واللحوم ا.
يتسبب هذا المرض في أعراض تتراوح من الغثيان والحمى إلى مضاعفات خطيرة قد تؤثر على الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
يوصى بتجنب تناول الأطعمة العالية المخاطر والاهتمام بالنظافة.
-
حمى القرم- الكونغو النزفية (مرض لايم )(Crimean-Congo Hemorrhagic Fever):
تعتبر هذه الحمى من الأمراض الفيروسية التي تنتقل عن طريق لدغات القراد المصاب أو ملامسة الحيوانات المصابة.
تسبب أعراضاً خطيرة، منها الحمى والنزيف وأحيانًا الوفاة.
يمكن أن تقلل تدابير الوقاية مثل ارتداء الملابس الواقية وتجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات المريضة من خطر الإصابة.
-
الحمى المالطية (Brucellosis):
تنتقل العدوى بجرثومة البروسيلا من خلال ملامسة الحيوانات المصابة أو تناول الالبان ومنتجاتها غير المعالجة. تسبب الحمى المالطية أعراضًا مثل الحمى وآلام المفاصل والإرهاق. الوقاية تتضمن تجنب تناول الأطعمة غير المعالجة والتطعيمات المناسبة للحيوانات.
-
فيروس هانتا
ينتقل فيروس هانتا عن طريق ملامسة بول القوارض أو فضلاتها أو لعابها، ويمكن أن يسبب أمراضًا تنفسية شديدة.
الوقاية: إن إبقاء المنازل وأماكن العمل خالية من القوارض، وإغلاق نقاط الدخول المحتملة، واستخدام معدات الحماية عند تنظيف المناطق الموبوءة بالقوارض هي تدابير وقائية حاسمة
-
أنفلونزا الطيور
وهي ناجمة عن فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الطيور في المقام الأول ولكنها قد تصيب البشر في بعض الأحيان.
الوقاية: إن تجنب الاتصال بالطيور المصابة، والتعامل السليم مع الدواجن وطهيها، ومراقبة تفشي المرض كلها أمور مهمة للوقاية
-
مرض الإيبولا
الإيبولا هو مرض فيروسي حاد ينتقل عن طريق ملامسة الدم أو السوائل الجسدية للحيوانات المصابة أو البشر.
الوقاية: إن تجنب الاتصال بالأفراد والحيوانات المصابة، وممارسة النظافة الجيدة، واتباع إرشادات الصحة العامة أثناء تفشي المرض أمر ضروري.
-
الطاعون
يتسبب في الطاعون بكتيريا يرسينيا بيستيس، وينتشر عادة عن طريق البراغيث التي تتغذى على القوارض المصابة.
الوقاية: يمكن أن يساعد تقليل موائل القوارض، واستخدام منتجات مكافحة البراغيث على الحيوانات الأليفة، والحفاظ على الصرف الصحي الجيد في منع الطاعون.
10- السل البقرى
هو مرض معدٍ يسببه بكتيريا المتفطرة البقرية ((M. bovisتُصيب الماشية في معظم الأحيان، وتُسبِّب العدوى أحيانًا عند الأشخاص الذين يشربون الحليب غير المبستر من الأبقار المصابة
طرق الوقاية العامة:
للحماية من الأمراض الحيوانية المنشأ، ينصح باتباع بعض الإجراءات الأساسية:
– التطعيمات: التأكد من تلقي التطعيمات اللازمة للحيوانات الأليفة.
– النظافة: غسل اليدين بشكل منتظم بعد التعامل مع الحيوانات، وخاصة الحيوانات الأليفة أو المزرعية.
– التغذية السليمة: تناول الأطعمة المطبوخة جيدًا وتجنب الأطعمة غير المعالجة.
– الوقاية من الحشرات: استخدام repellents للحماية من لدغات الحشرات التي قد تنقل الأمراض.
تمثل الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان تهديدًا صحيًا عالميًا يتطلب تنسيق الجهود بين الأفراد والحكومات.
من خلال التوعية والتثقيف واتباع ممارسات صحية جيدة، يمكن تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض.
إن فهم العلاقة بين صحة الإنسان وصحة الحيوان والبيئة هو أساس للحد من انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ وتحقيق مجتمع.
تابع التطورات الإضافية للوضع في مقالات البيطرية على موقعنا.