بقلم : الدكتورة / أسماء السيد جمال الدين
باحث بوحدة السل – قسم البكتريولوجي
مقدمة:
- مرض جونز أو مرض نظير السل من أحد الامراض البكتيرية سريعة الانتشار بين المجترات والتي تسببه بكتريا متفطرة نظير السل (Mycobacterium avium subspecies paratuberculosis (MAP)) ومن أهم ما يميز هذا المرض الخطير هو فترة الحضانة الطويلة والتي قد تستغرق ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات وكذلك حساسية الحيوانات الصغيرة للإصابة أعلى من حساسية الحيوانات الكبيرة للإصابة بهذا المرض.
السل
- تتسبب الإصابة بالبكتيريا إلى خسائر اقتصادية كبيرة تنتج من هبوط حاد في إنتاج اللبن والهزال في الحيوانات المصابة .
- وقد ظهرفي الآونة الأخيرة مدى خطورة الإصابة بمرض كراون والذي ينتج أيضا من عدوى الانسان بهذه البكتريا والذي يشكل تهديدا للصحة العامة.
- أول من اكتشف مرض جونز هو الطبيب البيطري الألماني فردريك هارمس عام 1894 وذلك عندما فحص بقرة كانت تعاني من هزال شديد واسهال مزمن. وقد لاحظ هذا الطبيب عدم تطابق اعراض المرض مع أي من الامراض المعروفة والنتيجة السلبية للفحص الجلدي لتشخيص السل. وقد تم ارسال قطعة من أمعاء هذه البقرة المصابة بعد موتها إلى وحدة الامراض البيطرية في جامعة درسدن, وظهرت التغيرات المرضية الناتجة من تضخم جدار الامعاء وتراكم عدد كبير من خلايا البيضاء وعند إجراء الفحوصات البكتيرية, وبالرغم من تشابهها ببكتيريا السل البشري الا ان الاعراض اقرب إلى ما تسببه بكتيريا تخص بالعدوى في الطيور (Avian tuberculosis) حتى أطلق على المرض اسم السل الكاذب (pseudotuberculosis).
- حتى تمكن كل من العالمين تورت (Twort) وهولث (Holth) -بشكل مستقل- في عام 1910 عزل المسبب المرضي وتم التعرف على خصائصه. وما ان حل عقد العشرينيات من القرن العشرين حتى اكتمل التعرف على المسبب المرضي وتم تطوير وسائل تشخيص متنوعة للتعرف عليه (Merck Veterinary Manual).
- هناك دراسات قليلة متعلقة بحدوث مرض جونز وأهميته الاقتصادية في مصر، والتي توضح مدى انتشار المرض بين الأبقار في بعض المناطق في مصر. وقد كشفت النتائج أن الإصابة كانت أعلى بكثير في الحيوانات الأكبر سناً منها في الحيوانات الصغيرة . وكانت نسبة انتشار المرض أعلى في محافظة الغربية مقارنة بمناطق الدراسة الأخرى (Selim et al., 2019).
نبذة عن مسبب المرض:
- بكتريا متفطرة نظير السل (Mycobacterium avium supspecies paratuberculosis) هي المسبب لمرض جونز وتصنف من الجراثيم التي يتم التعرف عليها بتلوين زيل-نلسن (ZN). وقد تم دراسة البكتيريا بشكل واسع. متفطرة نظير السل بكتيريا بطيئة النمو والتي تتمتع بقدرة عالية في تحمل الظروف البيئية والعوامل الفيزيائية والكيميائية المختلفة.
- وقد تم تحديد ثلاث أنواع من متفطرة نظير السل طبقا للحيوانات نظير التي يتم العزل منها. السل في الاغنام يعرف بالنوع-I واما البكتيريا المعزولة من الابقار تصنف مع النوع -II واما النوع-III ينتشر بين الحيوانات الأخرى وغير المجترات. ونمو البكتيريا يتطلب وجود مركب الحديد والذي يستلزم امتصاصه بمساعدة مادة مايكو بكتين ج Mycobactin J.
- وقد تم تحديد مستنبتات بكتيرية خاصة لنمو متفطرة شبيه السل داخل المعمل للتمكن من اجراء الفحوصات الجزيئية الخاصة للتعرف أكثرعلى المتفطرة وكذلك تحديد المركب الكيميائي الكامل لهذه البكتريا والذي كان لها الدور الكبير في تحديد المركبات المهمة التي تلعب دور كبير في حدوث المرض (pathogenesis) وتحفيز الجهاز المناعي والتي تعتبر مركبات مرشحة لتطوير لقاح فعال لمكافحة المرض (Legrand et al., (2000).
اقرأ أيضا : الفرق بين التقنيات التقليدية والحديثة في حفظ الأغذية
اقرأ أيضا : التأثير البكتيري المضاد لجزيئات النانو ودورها في حفظ الأغذية ذات الأصل الحيواني
طرق انتقال العدوى:
- عبر البراز: يتم إفراز البكتيريا في براز الحيوانات المصابة، مما يلوث الماء والطعام.
- من الأم إلى الجنين: عبر المشيمة أو الحليب.
- عبر البيئة: البكتيريا مقاومة جدًا وتعيش لفترات طويلة في التربة والماء.
الأعراض:
- إسهال مائي مستمر.
- فقدان الوزن التدريجي رغم الشهية الجيدة.
- انخفاض إنتاج الحليب.
- ضعف عام.
- تضخم الأمعاء وأحياناً تورم في الجسم.
تشخيص الإصابة بمرض جونز:
- عزل مفطرة شبيه السل
تستخدم البيئة (Herrold’s Egg Yolk Agar: With Mycobactin J) والتي تحتوي على مصدرين مهمين لنمو البكتيريا الأول الدهون التي تمكن البكتيريا من بناء المركب الجداري وإنزيم المايكوبكتين ج (MycobactinJ) والذي يعد عاملا كمصدر للحديد الذي تحتاجه البكتيريا في ثمثيلها الغذائي والذي لا تستطيع تصنيعه. ويستغرق نمو البكتيريا باستخدام مثل هذه البيئة فترة طويلة تتراوح ما بين ستة أسابيع إلى ستة أشهر.وهناك وسائل عزل متطورة حديثة تعمل على تسريع نمو البكتيريا وامكانية عزل كميات كبيرة من العينات ومن أهم هذه الوسائل هي (Bactic Mgit System) (Shin et al., 2007).
- وسائل التشخيص الحديثة
- أثبتت الدراسات أن وسائل التشخيص الحديثة فعالة في سرعة التعرف على الحيوانات المصابة وخاصة اختبارالاليزا (Enzyme Linked Immuno-sorbent Assays) (ELISA) وتفاعل البوليميرازالمتسلسل (PCR) (Polymerase chain reaction).
- لكن لا يستخدم اختبار ELISA في الرصد المبكر للمرض في مرحلة ما قبل السريرية (preclinical) وخصوصا تلك المطابقة للمرحلة الأولى والثانية من مراحل تطور المرض. ويرجع ذلك إلى ضرورة استخدام المركب البروتيني أو البروتين- الدهني (lipoprotein) الذي يلعب دورا كبيرا في تحفيز جهاز المناعة في المرحلة الأولى من تطور الإصابة.
- وبالرغم من ان تقنية تفاعل البوليميرازالمتسلسل تتميز بالحساسية العالية في الكشف عن البكتيريا في الروث والدم والحليب إلا أن قدرة هذه التقنية على التمييز بين البكتيريا الحية والميتة غير ممكنة كما أن هذه التقنية تفشل في رصد البكتيريا في حالات الإصابة بنوع من البكتيريا ضعيفة القذف (low shedders). وتعد الوسائل الحديثة التي تطبق نظام تفاعل البوليميراز المتسلسل اللحظي (ٍReal time -PCR) من الوسائل التي حسنت قابلية هذه التقنية وزادت من حساسيتها من خلال اعتماد مقطع متميز من الخارطة الوراثية لشبيه السل والمعروف بمقطع IS-900.
العلاج :
- لابد من تطبيق اجراءات الأمان الحيوي في المزارع والمناطق المحيطة بها.
- إذا ثبت أنه يوجد مرض جونزفي أي قطيع بالفحوصات اللازمة يتم التخلص من القطيع .
- أما في الانسان مع طول فترة العلاج وقد تستمر إلى تسعة أشهر يستخدم بعض المضادات الحيوية مثل الاستربتوميسين ، الريفامبسين ، والبيرازيناميد
الوقاية :
- إجراءات بيطرية:
- اختبار الحيوانات الجديدة قبل إدخالها للقطيع.
- عزل الحيوانات المشتبه بإصابتها أو التي أظهرت أعراض المرض.
- التخلص الآمن من الحيوانات المصابة.
- إدارة الولادة:
- عزل حديثي الولادة عن الأمهات المصابة.
- تغذية المواليد بالحليب المبستر أو حليب خالٍ من العدوى.
- التنظيف والتطهير:
- تنظيف المناطق البيئية والحظائر بانتظام.
- تقليل فرص تلوث الماء والأعلاف بالبراز.
- الاختبارات الدورية:
فحوصات البراز أو الدم للكشف عن البكتيريا المسببة.
- التحصين:
يستخدم في بعض الحالات، يتم تحضين الحملان الصغيرة عند عمر (10 — 14) يوم بلقاح B.C.G تحت الجلد ولكنه إلى الآن لم يثبت مدى فاعليته مائة بالمائة للحماية من المرض، كما قد يتداخل مع برامج السيطرة على مرض السل البقري.
تابع موقع قلم بيطري على صفحة “الفيس بوك ” اضغط هــــــــنا
- التوعية للمربيين والفحص الدوري لمصادر العدوى مثل الأعلاف والمياه.
المراجع:
(2018)”JOHNE’S INFORMATION CENTER”. johnes.org –
– Legrand E, Sola C, Rastogi N (2000): Mycobacterium avium-intracellulare complex: phenotypic and genotypic markers and the molecular basis for interspecies transmission. Bull Soc Pathol Exot, 93:182-192.
- Mikkelsen، Heidi؛ Aagaard، Claus؛ Nielsen، Søren Saxmose؛Jungersen، Gregers (2011). “Review of Mycobacterium avium subsp. paratuberculosis antigen candidates with diagnostic potential”. Veterinary Microbiology
- Rosseels، Valérie؛ Huygen، Kris (2008). “Vaccination against paratuberculosis”. Expert Review of Vaccines. DOI:10.1586/14760584.7.6.817. ISSN:1476-0584.
- Selim A, Ali AF, Ramadan E. Prevalence and molecular epidemiology of Johne’s disease in Egyptian cattle. Acta Trop. 2019 Jul;195:1-5. doi: 10.1016/j.actatropica.2019.04.019. Epub 2019 Apr 16. PMID: 31002806.
- Shin, S. J., Han, J. H., Manning, E. J., & Collins, M. T. (2007). Rapid and reliable method for quantification of Mycobacterium paratuberculosis by use of the BACTEC MGIT 960 system. Journal of clinical microbiology, 45(6), 1941–1948. https://doi.org/10.1128/JCM.02616-06